ملتقى الشفاء الإسلامي - قلقة من تصرفات خطيبي

قلقة من تصرفات خطيبي
أ. لولوة السجا

السؤال:

♦ الملخص:
فتاة تقدَّم لها شاب تكلم بطريقة غير جيدة مع والدته، وهي مترددة في قبوله، وتريد المشورة.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدَّم لخطبتي شابٌّ مواصفاته جيدة، يكبرني بأربع سنوات، متدين ويعمل في وظيفة جيدة.

في الجلسة الأولى لم يحدث ارتياح من ناحيتي، وكان سبب عدم الارتياح أني رأيته يُحَدِّث والدته بأسلوبٍ غير راقٍ، فكان يُقاطعها في الحديث ويعترض عليها، وأثناء كلامها كان يظهر عليه الضيق، فشعرتُ أنه غير مهذب!

اقترحتُ على والدتي أن أعيدَ الرؤية لنتأكد مِن وجود هذا الأمر فيه، ولما جلستُ معه لَم أرْتَحْ كثيرًا، لكن لسببٍ مختلف، وهو أنه كان كثير الحديث، ولا يُعطيني الفرصة لأتكلم، وكلما هممتُ بالحديث يوجه الحديث إلى طريقٍ آخر؛ فأنسى ما كنتُ أريد قوله! ففاجَأَني شعور بأنه يرغب في الحديث ولا يُريد أن يسمعني!

أخبرتُ أخي بتردُّدي بسبب طريقته في الحديث مع والدته، فأجابني بأنَّ هذه هي طريقته، ولا يقصد بها سوء أدب!

جلسنا جلسة ثالثة، وأخبرتُه أنني أحب أن يسمعني كما أسمعه، وأعطاني الفرصة وسمعني، واستطعتُ أن أتعرف إلى شيء مِن شخصيته، فوجدتُه طيبَ القلب، ونظرتُه للزواج أعجبتني، ويبدو أنه مُتفاهِم وسهل؛ وشعرتُ بشيءٍ مِن السرور، لكني لا أعلم إن كنتُ مَسرورةً به، أو متسرعة لأنني أريد الزواج.

ما زلتُ مُترددةً إلى الآن، ولَم أُعطه جوابًا نهائيًّا، وأسباب تردُّدي هي:
1- طريقة حديثه مع والدته لم تعجبني.

2- دخَل إلى بيتنا ثلاث مرات، ولم يحضرْ إلا هدية واحدة، وأخبرني أنه يُحب أن تكونَ زوجته قليلة الأكل لتكون رشيقة ولكي توفِّر له!

3- يُكثر من الحديث العلاقات بين الشباب والبنات، وعندما سألته عن السبب أخبرني أنه يراهم في الشوارع والمواصلات.

أخبِروني برأيكم بارك الله فيكم فأنا في حيرةٍ مِن أمري.

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم مَن ترضَوْن دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكنْ فتنة في الأرض وفساد كبير)).

هذا هو الضابطُ الشرعيُّ لقبول الزوج، والخاطب الذي تقدَّم إليك ذكرتِ أنه متدين وذو خلق، غير أنك استهجنتِ بعض سلوكه مع والدته، والذي ينم في نظرك عن سوء خُلُق، مما يجعل الرؤيا لديك تضطرب، وتُحدث لك تخوفات مستقبلية، إضافة إلى ما ذكرت مِن بعض الصفات الأخرى!

وفي الحقيقة فإنه مهما بحثتِ عن رجلٍ متكامل الصفات، أو رجل ليس يَعيبه شيءٌ، فلن تَجِدي إلا أن يشاء الله! وليتك نَبَّهْتِ الشاب لتصرُّفه المشين مع والدته، وذلك نصحًا وتوجيهًا، ولعله يذكر لك سببًا قد تعذرينه مِن أجله، وإن كان لا عُذر لسوء الخُلُق مع الوالدين!

والذي أقترحه عليك بعد أن تستخيري الله جل جلاله هو: أن تطيلي فترة الخطبة قليلاً؛ بحيث تسألون عنه أكثر، ولك بعدها أن تُوازني بين الإيجابيات والسلبيات، وأُحب أن أطمئنك إلى أن هناك صنفًا مِن الناس برغم تعدُّد صفاته السلبية إلَّا أنه يكون في المقابل شخصًا مَرِنًا سهلًا هينًا سريع التأثر، ولعل الشاب مِن هذا الصنف، خصوصًا أنه قد لا ينتبه لما تنبَّهْت أنت إليه، وقد يكون بين السُّلوك وتعديله مجرد لفت النظَر، وإلا فإنَّ كل ابن آدم خطاء، وقد قيل:

مَنْ ذَا الَّذِي مَا سَاءَ قَطّ؟ ♦♦♦ وَمَنْ لَهُ الحُسْنَى فَقَطْ؟

فتريَّثي في الأمر ولا تتعجَّلي.

أسأل اللهَ أن يُوجِّهك لما فيه الخير والسداد