القصة الشعرية في العصر الجاهلي
القصة الشعرية في العصر الجاهلي د. إبراهيم عوض والآن إلى شواهد من القصص الجاهلي الذي أوردته لنا كتب الأدب ودواوين الشعر: ونبدأ بقصيدتي تأبط شرًّا في لقائه بالغول؛ حيث يتحدث عن ذلك الوحش الخرافي حديث المصدق بوجوده؛ إذ كان الإيمان بالغول واحدًا من الاعتقادات الجاهلية، وقد يكون تأبط شرًّا توهم رؤية الغول فعلًا، ثم أضاف إلى وهمه بعض التفاصيل والتحابيش، أو يكون قد اخترع القصة كلها اختراعًا، وقد...، وقد... إلا أن الأبيات مع ذلك تصور اعتقادًا كان سائدًا بين الجاهليين كما ذكرنا، أو فلنقل: إنها تصور خرافة من خرافاتهم، ومعروف أن أهل الريف في بلادنا إلى وقت قريب كانوا هم أيضًا يؤمنون بالغول، وأذكر أنني كنت في طفولتي أرتعب من ذكر تلك الغول؛ إذ كان اعتقادنا أنها تنبش القبور وتأكل جثث الموتى، فكنت أتخيلني وقد مت ووسدت الثرى في القبر وتركني أهلي ومضوا إلى بيوتهم لتنفرد بي الغول في الظلام تأكل لحمي أكلًا وتنهش عظامي نهشًا، وأنا من العجز في حالة تامة! وبطبيعة الحال فإن مثل هذا الاعتقاد قد تقلص إلى حد بعيد ولم أعد أسمع بشيء من ذلك مع انتشار التعليم ودخول الكهرباء القرية، وربما كان تكرُّر حديث شاعرنا في قصيدتين على الأقل عن الغول راجعًا إلى أنه كان كثيرًا ما يجوب الصحراء في الظلام الدامس وحيدًا؛ إذ كان صعلوكًا متمردًا لا يأوي إلى المجتمعات، بل كان يشكل، مع أمثاله من الصعاليك المتمردين، عصابات لقطع الطريق، فكانت حياتهم قلقًا وخوفًا وتشرُّدًا مستمرًّا، فإذا أضفنا الجهل الذي كان سائدًا آنذاك في المجتمع العربي تبين لنا أن انتشار مثل تلك الخرافة بين الجاهليين أمر طبيعي تمامًا، وبخاصة في ظروف شخص كتأبط شرًّا. وقد تكرر ذكر "الغول" في شعر العرب قبل الإسلام بما يدل على أن هذه الخرافة كانت تسكن عقول الجاهليين كما قلنا؛ فمن ذلك قول طارقة الشاعرة الجاهلية، حين اقترن زوجها بامرأة أخرى، إنه قد اتخذ بدلًا منها "هوجاء مقاء كشبه الغول"، ومنه قول امرئ القيس تهكمًا بغريم له كان يهدده بالقتل: أيقتُلني، والمَشرفيُّ مُضاجعي ♦♦♦ ومسنونةٌ زرقٌ كأنيابِ أغوالِ؟ وقول زهير بن أبي سلمى يصف ناقته: تُبادر أغوالَ العشيِّ وتتَّقي ♦♦♦ عُلالةَ مَلويٍّ مِن القدِّ مُحْصَدِ والآن إلى القصيدتين اللتين قص فيهما تأبط شرًّا حكايته مع الغول، وفيهما يتبدى قصَّاصًا بارع التصوير والتشويق والفكاهة والمقدرة على إجراء الحوار، والتحول من السرد إلى الحديث بين بطلي قصته في اقتدار ومهارة، إلى جانب انتقاله في القصيدة الأولى من الفعل الماضي إلى التعبير بالفعل المضارع عما مضى من وقائع بينه وبين الغول بما يجعلنا نشعر أننا نشاهد حوادث تقع الآن تحت أعيننا، لا أمورًا مضت وانقضت، كما في قوله: "فشدت... فأهوى لها كفي... فأضربها... فخرت: ألا مَن مبلِغ فتيانَ فهمٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بما لاقيتُ عند رحى بطان https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بأني قد لقيتُ الغولَ تهوي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بشُهب كالصحيفةِ صَحْصحان https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقلتُ لها: كلانا نضوُ أينٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أخو سفرٍ فخلِّي لي مكاني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فشدَّت شدة نحوي فأهوى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لها كفِّي بمصقولٍ يماني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فأضربها بلا دهَشٍ فخرت https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif صريعًا لليدينِ وللجِرَان https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقالت: عُد، فقلت لها: رويدًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مكانكِ إنني ثَبْتُ الجَنان https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلم أنفَكَّ متكئًا عليها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لأنظرَ مُصبِحًا ماذا أتاني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا عينانِ في رأسٍ قبيحٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كرأس الهِرِّ مشقوقِ اللسان https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وساقا مُخْدجٍ وشَواةُ كلبٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وثوبٌ مِن عَباءٍ أو شِنان؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif |
رد: القصة الشعرية في العصر الجاهلي
وأما الشاهد الثاني فمن شعر للنابغة الذبياني يصف فيه مطاردة الكلاب للثور الوحشي حين يطلقها صاحبها عليه أثناء اصطياده لها، ومثل تلك القصة التي تتكرر كثيرًا في الشعر الجاهلي تدل على شيوع صيد الثور الوحشي في بلاد العرب قبل الإسلام، والأبيات مأخوذة من معلقة الشاعر المشهورة، ولا ينبغي أن يفوتنا ما تتميز به تلك الأبيات من وصف مفعم بالحيوية والدقة في التشبيه والتنبيه للتفصيلات الموحية، ولا بد من التنبيه ثانية إلى أن القصة التي نحن بصدد الكلام عنها لا تستقل بقصيدة كاملة، بل تشكل فقط جزءًا من قصيدة أكبر، شأنها في ذلك كشأن أغلب القصص الجاهلي الشعري: كأنَّ رَحْلي وقد زال النهارُ بنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يومَ الجليل على مستأنس وحِدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مِن وحشِ وجرةَ موشيٍّ أكارعُه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif طاوي المصيرِ كسيفِ الصيقل الفرَد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سرَتْ عليه مِن الجوزاء ساريةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تُزجي الشِّمالُ عليه جامدَ البرَد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فارتاع مِن صوتِ كلَّابٍ فبات له https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif طوعَ الشوامتِ مِن خوفٍ ومِن صرَد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فبثَّهن عليه واستمر به https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif صُمْع الكعوبِ بريئات من الحرَد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكان ضُمْرانُ منه حيث يُوزِعه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif طَعْنَ المعاركِ عند المحجر النجُد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif شكَّ الفريصةَ بالمِدْرَى فأنفَذها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif طَعْن المبيطِرِ إذ يشفي مِن العضَد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كأنه خارجًا مِن جنبِ صفحتِه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سفُّودُ شَربٍ نسُوه عند مفتأَد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لما رأى واشقٌ إقعاصَ صاحبِه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولا سبيلَ إلى عقلٍ ولا قَوَدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قالت له النفسُ: إني لا أرى طمَعًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإن مولاك لم يسلَمْ ولم يصِدِ يتبع |
رد: القصة الشعرية في العصر الجاهلي
القصة الشعرية في العصر الجاهلي د. إبراهيم عوض كذلك تصور الأبيات التالية، وهي لامرئ القيس، واقعة من وقائع الصيد، إلا أن الفريسة هنا أرنب بري، لا ثور وحشي، ثم تنتهي بالحديث عن تناول الطعام بعد انتهاء المطاردة بالنجاح، فهي إذًا قصة من قصص القنص واللهو: كأن غُلامي إذ علا حال متنِه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif على ظهرِ بازٍ في السماء محلِّق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رأى أرنبًا فانقضَّ يهوي أمامه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إليها وجلَّاها بطَرف مُلَقلق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقلتُ له: صوِّبْ ولا تجهَدَنَّه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فيذرك مِن أعلى القطاة فتزلق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فأدبرنَ كالجزع المفصَّل بينه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بجِيدِ الغلام ذي القميص المطوَّق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأدركهن ثانيًا مِن عِنانه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كغيثِ العشيِّ الأقهب المتودّق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فصاد لنا عَيرًا وثورًا وخاضبًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عِداءً ولم ينضح بماءٍ فيعرَق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وظل غلامي يُضجِع الرمح حوله https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لكلِّ مَهاةٍ أو لأحقَبَ سَهْوق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وقام طوال الشخص إذ يخضبونه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قيامَ العزيزِ الفارسيِّ المنطق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقلنا: ألا قد كان صيدٌ لقانص https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فخبوا علينا كلَّ ثوبٍ مزوَّق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وظلَّ صِحابي يشتَوُون بنَعمةٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يصفُّون غارًا باللكيك الموشَّق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif |
رد: القصة الشعرية في العصر الجاهلي
أما الأبيات التي نحن مقبلون عليها الآن، وهي للملك الضليل أيضًا، فتتوسع في الحديث عن نزوله هو وأصحابه في بعض الطريق بغية الأكل والاستراحة، حيث نصبوا لأنفسهم ما يشبه الخيمة يستترون بها، ثم راحوا بعد ذلك يتناولون ما أعدوه من شواء لم يجدوا بدًّا حين انتهوا منه من مسح أيديهم في أعراف خيولهم؛ لعدم وجود مناديل معهم، كذلك لم يفت الشاعر التلفت حوله وتسجيل ما كان يراه من حيوان وحشي يقف على مقربة منهم ويتطلع إليهم بعيونه التي تشبه حبات الجَزع غير المثقوب، كما يقول، والجَزع حجر كريم تتخذ منه العقود التي تزين نحور الجميلات، وهو تشبيه عجيب، وهناك كلمة ليست شائعة الاستعمال في الأدب العربي، حتى في القديم منه، هي كلمة "نمش"، ولها علوق بالقلب رغم ذلك، وهي قريبة من "نمس"، وإن لم يقتصر معناها على مجرد المس، بل تضم إليه أيضًا معنى مسح اليد في شيء خشن بغية إزالة ما علق بها من دسم، وهذه هي الأبيات: وقلت لفتيان كرام: ألا انزلوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فعالوا علينا فضلَ ثوبٍ مطنَّب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأوتاده مازيَّة، وعماده https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رُديْنيَّة فيها أسنَّة قُعْضب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأطنابه أشطانُ خوصٍ نجائبٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وصهوتُه مِن أتحميٍّ مُشَرْعب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلمَّا دخَلْناه أضفنا ظهورَنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إلى كلِّ حاريٍّ جديدٍ مُشَطَّب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فظلَّ لنا يومٌ لذيذ ونَعمة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقُلْ في مقيلٍ نحسُه متغيِّب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كأنَّ عيونَ الوحش حول خبائِنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأرْحُلنا الجَزْعُ الذي لم يُثقَّبِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نمشُّ بأعرافِ الجياد أكُفَّنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا نحن قُمْنا عن شواءٍ مُضهَّب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إلى أن تروَّحْنا بلا متعنّت https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عليه كسيِّدِ الرَّدهةِ المتأوِّب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
رد: القصة الشعرية في العصر الجاهلي
القصة الشعرية في العصر الجاهلي د. إبراهيم عوض ونظل مع امرئ القيس في لهوه، ولكن في غير ميدان القنص، أو قل: إنه في ميدان القنص أيضًا، إلا أنه قنص من نوع آخر، قنص المرأة لا قنص الحيوان، وفي الأبيات التي سنوردها من فورنا يروي لنا الشاعر، صدقًا أو كذبًا، بعض مغامراته في دنيا النساء، حيث يتبدى شخصًا عابثًا فاجرًا لا يرعوي عن فاحشة، بل يباهي بما يجترحه من عدوان على الحرمات والأعراض حين يتسلل في جنح الليل البهيم إلى حيث اتَّعَد مع إحدى صواحبه في الخلاء، أو إلى حيث يقتحم على أخرى خباءها، وهي تناشده أن يتركها ولا يفضحها، إلا أنها مناشدة غير صادقة فيما يبدو، وإلا ما استجابت له رغم ذلك وتمادت معه فيما أراده منها... إلخ، وهو في كل ذلك يصف حبيباته وصفًا حيًّا عجيبًا، ويحكي ما وقع منهن ومنه غير متحرج من شيء، موردًا كثيرًا من التفصيلات الدالة، التي تعيد لنا المنظر والحدث كأنهما ابنا اللحظة، مشهرًا بهن لما مرد عليه من استهتار؛ إذ كان ابن ملك لا يبالي بما يأتي أو يدع، وعجيب أنه، حين يصور ما يقع من النساء من تصرفات أو ما يصدر عنهن من كلام، قادر على تقمصهن، فكأن امرأة هي التي تتكلم أمامنا أو تتصرف، لا أننا نقرأ شِعرًا: ويومَ دخلتُ الخِدرَ خِدر عنيزة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقالت: لك الويلاتُ إنك مُرْجلي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تقول وقد مال الغبيطُ بنا معًا: https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عقرتَ بعيري يا امرأَ القيس فانزِل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقلتُ لها: سيري وأرخي زمامه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولا تُبْعديني مِن جَناك المعلَّل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فمثلِك حُبلى قد طرقتُ ومرضعٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فألهيتُها عن ذي تمائمَ محوَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا ما بكى مِن خلفها انصرفَتْ له https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بشِقٍّ، وتحتي شِقُّها لم يُحوَّل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويومًا على ظهرِ الكثيبِ تعذَّرَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عليَّ وآلَتْ حَلفةً لم تحَلَّلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أفاطمُ، مهلًا بعضَ هذا التدلُّلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإن كنتِ قد أزمعتِ صرمي فأجمِلي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإن تكُ قد ساءَتْك مني خليقةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فسُلِّي ثيابي مِن ثيابِك تنسُلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أغرَّكِ مني أن حُبَّكِ قاتلي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأنكِ مهما تأمُرِي القلبَ يفعَلِ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وما ذرفَتْ عيناكِ إلا لتضرِبي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بسهمَيْك في أعشارِ قلبٍ مُقتَّلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif |
رد: القصة الشعرية في العصر الجاهلي
وبيضةِ خدرٍ لا يُرامُ خباؤُها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تمتَّعْتُ مِن لهوٍ بها غيرَ مُعْجَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تجاوزتُ أحراسًا إليها ومعشرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عليَّ حِراصًا لو يُسرُّونَ مقتلي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا ما الثُّريا في السماءِ تعرَّضَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تعرُّضَ أثناءِ الوشاحِ المُفصَّلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فجئتُ وقد نضَّتْ لنومٍ ثيابَها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لدى السِّترِ إلا لِبسةَ المتفضِّلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقالت: يمينَ اللهِ ما لك حيلةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وما إن أرى عنكَ الغَوايةَ تَنْجلي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif خرَجْتُ بها أمشي تجرُّ وراءَنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif على أثرَيْنا ذيلَ مِرطٍ مُرَحَّلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلما أجَزْنا ساحةَ الحيِّ وانتحى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هصَرْتُ بفَوْدَيْ رأسِها فتمايلَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif علَيَّ هضيمَ الكَشْحِ ريَّا المُخَلْخَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مُهَفْهَفةٌ بيضاءُ غيرُ مفاضةٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ترائبُها مصقولةٌ كالسَّجَنْجَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كبِكرِ المقاناةِ البياضِ بصفرةٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif غذَاها نميرُ الماءِ غيرِ المُحلَّلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif |
رد: القصة الشعرية في العصر الجاهلي
تصدُّ وتُبدي عن أسيلٍ وتتَّقي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بناظرةٍ مِن وَحْشِ وَجْرةَ مُطْفِلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وجيدٍ كجيدِ الرِّئْمِ ليس بفاحشٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا هي نصَّتْه ولا بمُعطَّلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وفرعٍ يُغشِّي المتنَ أسودَ فاحمٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أثيتٍ كقِنْوِ النخلةِ المُتَعَثْكِلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif غدائرُه مُسْتَشْزَراتٌ إلى العُلى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تضلُّ المداري في مُثنًّى ومُرْسَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكَشْحٍ لطيفٍ كالجَديلِ مُخصَّرٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وساقٍ كأنبوبِ السَّقيِ المُذلَّلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وتعطو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أساريعُ ظَبْيٍ أو مساويكُ إِسْحَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تُضيءُ الظلامَ بالعِشاءِ كأنها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif منارةُ مُمسى راهبٍ مُتبَتِّلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وتُضْحي فتيتُ المِسكِ فوق فراشِها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نَؤُومُ الضُّحى لم تنتطِقْ عن تفضُّلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إلى مِثلِها يرنو الحليمُ صبابةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا ما اسبكَرَّتْ بين دِرعٍ ومِجْوَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ألا رُبَّ خَصْمٍ فيكِ ألوى رددتُه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نصيحٍ على تَعْذالِه غير مُؤْتَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif |
رد: القصة الشعرية في العصر الجاهلي
نصيحٍ على تَعْذالِه غير مُؤْتَلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وتبقى الأبيات التالية، وهي لسلامة بن جندل، وفيها يصور انتصار قومه على أعدائهم، ساردًا ما وقع لكل واحد من كبار محاربي أولئك الأعداء: فمنهم من صُرع في التراب، ومنهم من نجاه الفرار من الهلاك؛ إذ نالته طعنة كان من شأنها أن ترديه قتيلًا لولا أن أجله لم يحِنْ بعد، ومنهم من وقع أسيرًا في أيديهم فاقتادوه إلى مضاربهم مكبلًا بالأغلال تتفرج عليه نساء القبيلة ويشمتن به وبقومه، وكما نرى فهو يطلعنا في كل لوحة على صورة من صُور تلك الهزيمة التي مُني بها هؤلاء الأعداء، والملاحظ أنها مجرد سرد ووصف لا حوار فيها ولا توسع في التفاصيل، إلا أن الروح القصصية ظاهرة فيها رغم ذلك: ومن كان لا تُعتد أيامُه له https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فأيامُنا عنا تُجلي وتعربُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif جعلنا لهم ما بين كتلة رَوْحة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إلى حيث أوفى صوَّتيه مثقَّبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif غداةَ تركنا في الغبار ابنَ جحدر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif صريعًا، وأطراف العوالي تصَبَّبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لقوا مِثل ما لاقى اللُّجَيميُّ قبله https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قتادة لما جاءنا وهْو يطلُب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فآبَ إلى حجر، وقد فض جمعه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بأخبثِ ما يأتي به متأوّبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وقد نال حدُّ السيف من حُرِّ وجهه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إلى حيث ساوى أنفه المتنقَّبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وجشَّامة الذُّهْلي قد وسَّجَتْ به https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إلى أهلنا محزومةٌ، وهْو مُحْقَبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تعرَّفَه وسْطَ البيوت مكبَّلًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ربائبُ مِن أحسابِ شيبانَ تثقب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وهوذة نجَّى بعدما مال رأسُه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يمانٍ إذا ما خالط العظمَ مِخدَبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif غداةَ كأنَّ ابني لجيمٍ ويَشْكرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نعامٌ بصحراءِ الكديدينِ هُرَّبُ |
الساعة الآن : 04:02 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour