دهاء بدهاء.. والبادئ أظلم
دهاء بدهاء.. والبادئ أظلم مصطفى شيخ مصطفى شدَّني للكتابة عن هذا الشَّاعر أبياتٌ في قصيدةٍ شَهيرة له من "مجمهرة عدي بن زيد"، وهذه بعض أبيات مختارَة منها: أتعرِف رسمَ الدار من أمِّ معبد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نعم، ورماك الشوقُ قبل التجلُّدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وعاذلةٍ هبَّتْ بليلٍ تلومني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلمَّا غلَتْ في اللَّوم قلتُ لها اقصدي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَعَاذِل إنَّ الجهلَ من لذَّة الفتى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإنَّ المنايا للرجال بمرصَدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أَعَاذِل ما أدنى الرَّشاد من الفتى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأبعدَه منه إذا لم يسَدَّدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كفى زاجرًا للمرء أيَّامُ دهرهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تروح له بالواعظاتِ وتَغتدي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فنفسك فاحفظها عن الغيِّ والرَّدى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif متى تغوِها يَغوى الذي بك يَقتدي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عن المرء لا تسلْ وسَل عن قرينهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فكلُّ قرينٍ بالمقارن يَقتدي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ستدرِك من ذي الفحش حقَّك كله https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بحِلمِك في رِفق ولمَّا تشدَّدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولا تقصرَن عن سَعي مَن قد ورثتَه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وما اسطعتَ من خيرٍ لنفسك فازددِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وبالعدلِ فانطق إن نطقتَ ولا تلُم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وذا الذمِّ فاذمُمْه وذا الحمدِ فاحمدِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فخلف هذا الشعر عقلٌ وحكمة وأدب، يظهر ذلك من الأسلوب والمعنى، وللشَّاعر قصائد أخرى تتجلَّى فيها شاعريَّة الشاعر وعُذوبة ألفاظه وحُسن بيانه، رغم أنَّ الشاعر جاهليٌّ تحسُّ وأنت تقرأ له بسهولة اللَّفظ ووضوحِ المعنى ونَقاء الفكر. |
رد: دهاء بدهاء.. والبادئ أظلم
ومن قصائده في السجن: ليس شيءٌ على المنون بباق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif غير وجهِ المُسبَّح الخلاَّقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فاذهبي يا أُميمُ غير بعيدٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لا يُؤاتي العناقُ مَن في الوثاقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif واذهبي يا أُميم إن يشأ اللـ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ـهُ يُنفِّسْ من أزم هذا الخناقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أو تكُن وجهةٌ فتلك سبيلُ النْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نَاس لا تمنعُ الحُتوف الرَّواقي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أبلغا عامرًا وأبلِغ أخاه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أنَّني موثقٌ شديدٌ وثاقي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif في حديد القسطاس يرقُبُني الحا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رِسُ والمرءُ كُلَّ شيءٍ يُلاقي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فاركبوا في الحرام فُكُّوا أخاكُم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إنَّ عيرًا قد جُهِّزت لانطلاقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif اقترب الشَّاعر من الحكَّام فأصابه شرُّهم واكتوى بنارهم. سعى للنعمان بأن يملك الحيرةَ دون إخوته ونصح له عِند كسرى، وقدَّم له الأسئلةَ والإجابات التي جعلَت كسرى يَختاره، وسعى للنعمان بالاستدانَة من أغنياء عَصره حتى يستعين للوصول إلى حُكم الحيرة وبمعونةٍ ودهاء ومَكر من عديِّ بن زيد، الذي وضعَه الوشاةُ في صفِّ المناوئين للنعمان، فما كان من النُّعمان إلاَّ أن أودعه السجنَ، فبدأ ينشد القصائدَ ويناشِد كسرى حتى أمر أن يسيِّر للنعمان رسولاً يأمره أن يفرِّج عن عدي بن زيد. وبدهاء العربيِّ ومَكْره عندما علِم النعمانُ بن المنذر بوصول الرسول - رسولِ كسرى - أرسل إلى السجن مَن قَتل عديَّ بن زيد خَنقًا، وأظهر للرسول أنَّه تأخَّر في المجيء وأنَّ عديًّا قد مات قبل أيام. ثم ظهر للنُّعمان خطؤه في تصديق الوشاةِ، وندم ندمًا شديدًا وليس ساعة مندم. ليجد في الطريق ابنًا لعديٍّ يتَّسم بالوسامة والجمال والأدَب ويُحسن الكتابةَ في العربية والفارسيَّة، اقترح على كسرى أن يكون زيد من كُتَّابه، وعندما رآه الملك ورأى جمالَه - وكانت الفُرس تستبشر بالجميل والوَسيم - ضمَّه إلى كتَّابه. في بلاط فارس أدرك ما تحبُّ ملوكُهم وما تكره، فقد وجد مكتوبًا عندهم صفات للنِّساء تفضِّلها ملوك الفُرس، وهنا يظهر دَهاء العربيِّ من جديد؛ فذَكر زيدٌ لكسرى أنَّ هذه الصِّفة موجودة في نِساء النُّعمان، وطلب من الملِك أن يُرسل معه أحد خاصَّته الذين يجيدون العربيَّة ليكون شاهدًا على النُّعمان؛ (وشهد شاهدٌ من أهله). سار المركب المؤلَّف من زيد بن عديٍّ وأحدِ خاصَّة كسرى، سُلِّم كتاب كسرى إلى النُّعمان وكان ارتكاسه سريعًا، وقال بلسان عربيٍّ: أما وجد في بقر السواد ما يَكفيه من النِّساء حتى جاء إلى نسائنا. عاد الركبُ إلى كسرى وتوجَّه الملِك إلى زيد بن عدي: ماذا أجاب النعمان؟ إنِّي لأكرم نفسي أن أَذكر ما قال. سأل مبعوثَه الخاص: فأجاب بما قال النُّعمان، في الحال كتب كتابًا للنُّعمان يأمره بالمثول إليه، ضاقَت الأرضُ بما رَحُبَت على النُّعمان فأخذ يعرِض نفسَه على القبائل العربيَّة علَّ أحدًا يجيره من كسرى، ومن يستطيع أن يفعلَ ذلك حتى وصل إلى هانئ بن قبيصة من شيبان، وقيل: هانئ بن مسعود، فأجارَه وأشارَ عليه، وقال له: لا أُلزِمك بتلك المشورة؛ تَذهب بالهدايا وتَعتذر، فإن قَبِل منكَ كان خيرًا، وإلاَّ فتموت وحدك ميتةً عزيزة. • وأبنائي ونسائي؟ • هم في كنفي، يصيبُهم ما يصيبُ أبنائي وبناتي. • نِعم الرأي. حمل الهدايا، وإلى كسرى توجَّه، وفي ردهات القَصر يصادِف زيد بن عدي، وإليك الحوار يبدؤه زَيدُ بن عدي: • "انجُ نعيم إن استطعتَ النجاة"، صغَّر النعمانَ مهانةً وإذلالاً له. أجاب النعمانُ: • أفعلتَها؟ لئن نجوتُ لأقتلنَّك قتلةً ما قُتلها عربيٌّ قطُّ قبلك. واسمعوا إلى جواب الفتى زيد بن عدي: • والله لقد أخيت لك آخية لا يقطعها المهر الأَرِنُ (النشيط). أُحكمَت أيدي كسرى على النُّعمان وأُودع سجن خانقين حتَّى مات. |
الساعة الآن : 11:07 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour