ملتقى الشفاء الإسلامي - الأسلوب القصصي في شعر وضاح اليمن

الأسلوب القصصي في شعر وضاح اليمن

د. أحمد الخاني

لا نعرف الكثير عن أخباره سوى أنه نشأ في العصر الأموي، وعلق أم البنين، وأضحى قتيل الصندوق، ودفع رأسه ثمناً لمغامرته الغرامية.
قالت: ألا لا تلجن دارنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إن أبانا رجل غائرhttps://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قلت: فإني طالب غرة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
منه وسيفي صارم باتر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قالت: فإن القصر من دوننا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قلت: فإني فوقه ظاهر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قالت: فإن البحر من دوننا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قلت: فإني سابح ماهر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قالت: فحَولي إخوة سبعة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قلت: فإني غالب قاهر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قالت: فليث رابض بيتنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قلت: فإني أسد عاقر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قالت: لقد أعييتنا حجة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فاقبل إذا ما هجع السامر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فاسقط علينا كسقوط الندى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ليلة لا ناه ولا زاجر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يقول عبد الله البردوني معقباً على هذه الأبيات[1]:
(هذا النص يشبه حواريات ابن أبي ربيعة من جهة، ومن جهة ثانية يشبه الغزل الجاهلي وبعض الشعر الأموي في تصوير الاقتحام البطولي، مع أنه هنا غير سائغ بالنسبة لعهد وضاح؛ عهد الرقة والتزين بالحب كموضة عامة في العصر الأموي).

إن الحوار في هذا الأسلوب يعتمد على السرد والاسترسال، وعلى الحجة والإقناع والتصميم، بينما الحوار لدى ابن أبي ربيعة يعتمد على الابتكار، وشتان ما بين الأسلوبين، والصنعة في أسلوب وضاح طاغية على الإحساس، وكأنما أراد هذا الواضع لهذا الشعر أن يثبت براعته في الحوار، وكأن مناظرة بين شاعرين، وهذا ما يذكرنا بحوار امرئ القيس مع غريمه علقمة الفحل أمام زوجة امرئ القيس أم جندب، وهذا حوار وليس بقصة؛ فالقصة الشعرية الأموية نجدها عند الفرزدق.

[1] في كتابه: رحلة الشعر اليمني ؛ قديمه وحديثه ص 28.