الأسلوب القصصي في لامية العرب للشنفرى
الأسلوب القصصي في لامية العرب للشنفرى د. أحمد الخاني الشاعر: هو ثابت بن أوس الأزدي، الملقب بالشنفرى، توفي نحو 70 ق.هـ. يقول الدكتور إبراهيم نصر - محقق اللاميات - في التقديم لقصيدة الشنفرى: (ولاميته من خير القصائد، فهي من أهم وثائق الفن والحياة المعبرة عن نموذج معيشة الجاهلية، وقد روي عن عمر بن الخطاب: علموا أولادكم لامية العرب فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق) ومطلع القصيدة: أقيموا بني أمي صدور مطيِّكم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فإني إلى قوم سواكم لأميَل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ثم يخبرنا الشاعر أن له أهلاً دون أهله؛ هم الوحوش الذين أنس إليهم.. وهكذا فإن الشنفرى يتهيأ للأسلوب القصصي، وكأن هذه الإرهاصات ومضات إلى أن يذكر لنا غارته الليلية. الغارة الليلية: وليلة نحسٍ يصطلي القوس ربها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأقطعه اللائي بها يتنبلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif دعست على غطش وبغش وصحبتي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سُعار وإرزيز ووجر وأَفكلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فأيَّمت نسواناً وأيتمت إلدة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وعدت كما أبدأت والليل أليلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأصبح عني بالغميصاء جالساً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فريقان؛ مسؤول وآخر يسأل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقالوا: لقد هرت بليل كلابنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقلنا: أذئب عس أم عس فرعل؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلم تك إلا نبأة ثم هومت https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقلنا: قطاة ريع أم ريع أجدل؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فإن يك من جن لأبرح قاعداً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإن يك إنساً، ما كها الإنس تفعل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يقول الشنفرى: في ليلة باردة جداً، بل إنها ليلة نحس لشدة بردها، حتى إن الرجل داخل خبائه ليشعل قوسه التي يدافع بها عن حياته من وحش أو عدو، ثم إنه يتبع القوس نباله التي يرمي بها.. في تلك الليلة التي لا يخرج بها أحد من مكمنه توجهت إلى أعدائي، هاجمتهم وأنا أشعر بالحمى تشعل جوفي، والدنيا تمطر، وقد تابعت مهمتي، فأنا شجاع أقوى من البرد والخوف والجوع والحمى قتلت منهم رجالاً، وعدت أدراجي من حيث جئت، وكأنني لم أفعل شيئاً، لبساطة هذا الأمر في نظري، وكأنني بالقوم وهم بالغميصاء قرب مكة، وقد أصبحوا فريقين؛ فريق يسأل، وآخر يجيب، فقال فريق: إن كلابنا نبحت ليلاً، ولا شك أن لهذا سبباً، فيجيب الفريق الثاني: ذلك الذي نبحته كلابنا كان ذئباً أم ضبعاً؟ ويقولون: إذا كان هذا العادي جنياً فلا طاقة لنا به لشدة فتكه، وإن كان من الإنس فهل تقدر الإنس على أن تفعل كهذا الفعل؟ |
الساعة الآن : 12:15 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour