لا وجود له
لا وجود له نورا عبدالغني عيتاني سألتُ قلبي يومًا: ♦ "مَن صديقُك؟". أجابني وبكلِّ فخر: ♦ "صديقي لا وجودَ له!". قلتُ بدهشة: ♦ "وهل تَفرحُ لعدم وجودِ أصدقاء لك؟". فأجابني مِن جديد: ♦ "أجَل، وأفخر أيضًا؛ فالصداقة في قاموسكم كلُّها كذبٌ وخيانة، كلُّها زيفٌ وتصنُّع، كلُّها غِش وخداع، الصداقة في قاموسكم مليئةٌ بالحبر والألوان، تمامًا كألوان المهرِّج، أما الصداقة في قاموسنا نحن القلوب، فهي المحبَّة بأمِّ عينها، الصداقة في قاموسنا لا لونَ فيها ولا قناع، لا يلمح المرء في قاموس الصَّداقة عندنا شكلًا من أيِّ أشكال الخداع!". قلتُ وما زالت الدَّهشةُ تعتريني: ♦ "الصَّداقة عندكم لها قاموسٌ، وليس فيها أفرادٌ معيَّنون؟". فأجابني قلبي: ♦ "ليس المهم أن يكون هناك أشخاصٌ في قاموس الصداقة؛ لأن الصداقة أمرٌ معنويٌّ بعيدٌ كل البعد عن التصنُّع والتكلُّف، مهما بحثتِ في عالمك الذي تعيشين فيه، لن تجدي أبدًا صديقًا صدوقًا، وإن وجدتِ تكونين بلا شكٍّ قد دخلتِ عالمنا؛ عالمَ القلوب، وطمرتِ نفسَك بين أكوام الحقيقة والمُثُل، ولَسوف تتعبين!". |
الساعة الآن : 09:09 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour