نظرة الإسلام إلى الأدب ووظيفته
نظرة الإسلام إلى الأدب ووظيفته د. محمد بن سعد الدبل موقف الإسلام القصة والخطابة موقفٌ يتجلى فيه سلامة النقد وصحة التوجيه، ويكفي في ذلك خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخطب الخلفاء من بعده، وخطب الولاة وقادة الجيوش الإسلامية؛ فإن هذه الخُطب قد سارت على نحو مما صحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قول في هذا الشأن، وحسْبُنا في ذلك ما أوردناه مِن نصوص خطابية لعدد من الخطباء والأنبياء، وحسْبُنا في ذلك ما أشرنا إليه مِن الخصائص التي تميَّز بها كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو القدوة الحسَنة للمسلمين في كل شيء. وأما القصة فلا تقلُّ شأنًا عن الخطابة، غير أن هذا اللون لم يَكثر كثرته إلا في عصر النهضة الحديثة، وذلك مِن حيث المنهج، أما مِن حيث الصِّدق الفني والنضج الأدبي فيكفي في ذلك ما سقْناه مِن نصوص القصة الإسلامية مِن كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم. وأما الشِّعر فلون تَختلف نظرة الإسلام إليه عن هذَين اللونَين؛ أعني: الخطابة، والقصة. ونظرًا إلى خطورته في حياه العرب والمسلمين أدبيًّا وفكريًّا فقد حدَّد الإسلام موقفه منه فنيًّا ومنهجيًّا، وقد أشرنا إلى شيء مِن هذا الموقف فيما سبَق ذِكرُه، ومِن حيث المنهجية فإن نظرة الإسلام إلى الشعر تقوم على المواقف والحوادث التالية: 1- ما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سماعِه الشِّعرَ ومدحه إياه، وطلب المزيد من إنشاده؛ فقد روى البخاري في صحيحه عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع لحسان مِنبرًا في المسجد يقوم عليه قائمًا يُفاخِر عن رسول الله - أو يُنافح - ويقول الرسول الكريم حول هذا الشأن: ((إن الله -تعالى- يؤيد حسان بروح القدس ما نافح أو فاخَر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)). 2- إن الإسلام أحدث تغييرًا في وظيفة الأدب ومنه الشِّعر، فلم يبقَ هذا اللون مُتعَة يَستمتِع بها الناس في أنديتهم وأسمارهم[1]، بل رقي بفنِّ القول حتى شدَّه إلى مِحوَر الجهاد في الله - تعالى. فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((جاهِدوا المشركين بأنفسكم وأموالكم وألسنتكم))[2]، إلى غير ذلك مِن المواقف والأدلة التي تُحدِّد موقف الإسلام مِن الشِّعر؛ كهجاء الشعراء للمشركين، وذبِّ الشعراء عن عقيدة الإسلام، ومِن بدائع هذا اللون الذي يُعدُّ مِن عيون الشعر وروائعه قصيدة إسلامية لشاعر الإسلام: كعب بن مالك الأنصاري، ذلك الشاعر الفحل الذي ذبَّ عن الإسلام بسيفه وشِعره، وبسط محاسن الإسلام وأخلاق الرسول الكريم في كثير مِن قصائده الإسلامية التي لم تزَلْ باقية أبدَ الدهر تشهَد بمآثر ذلك الشاعر، وتشهد بمآثر المسلمين وبطولاتهم ومواقفهم مِن الدعوة الإسلامية أيام الفتوحات والغزوات النبوية التي خاض غمارها صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتمرون بأمره وينتهون بنواهيه؛ يقول كعب - رضي الله عنه وأرضاه -: أمر الإله بربطها لعدوِّه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif في الحرب إن الله خير موفِّق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لتكون غيظًا للعدوِّ وحُيَّطًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif للدار إن دلفَت خيول النزَّقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويُعينُنا الله العزير بقوة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif منه وصدْقِ الصبْر ساعةَ نَلتقي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ونُطيع أمر نبيِّنا ونُجيبهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإذا دعا لكَريهةٍ لم نُسبَقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إن الذين يُكذِّبون محمدًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كفروا وضلُّوا عن سبيل المتَّقي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إن هذه نغمات إسلامية تحسُّ في نبراتها وتلمس في نظْم ألفاظها وحروفها معاني كتاب الله - سبحانه وتعالى؛ فقول كعب - رضي الله عنه -: أمَر الإله بربطها لعدوه، إنما هو مستفاد من قول الله - تعالى -: ï´؟ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ï´¾ [الأنفال: 60]. واستمع إلى رائعته في إجلاء بني النضير ومصرع زعيمِهم كعب بن الأشرف اليهودي الذي كان مِن ألدِّ خصوم النبيِّ والمسلمين: لقد خزيتْ بغَدرتها الحُبور https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كذاك الدهر ذو صرف يَدور https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وذلك أنهم كفَروا بربٍّ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عزيزٍ أمرُه أمرٌ كَبير https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وقد أوتوا معًا فهمًا وعِلمًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وجاءهمُ مِن الله النذير https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقالوا: ما أتيتَ بأمر صدق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وآيات مبيِّنة تُنير https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقال: بلى، لقد أديتُ حقًّا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يُصدِّقني به الفهم الخَبير https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فمَن يَتبعه يُهدَ لكل رشد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ومَن يَكفُر به يُجزَ الكفور https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلما أُشرِبوا غَدرًا وكفرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وحادَ بهم عن الحق النفور.. https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يتبع |
رد: نظرة الإسلام إلى الأدب ووظيفته
إلى آخِر ما جاء في هذا النص الذي سنقف على خصائصه الفنية في وضع آخَر مِن هذه الدراسة، وخلاصة ما يمكن أن نقول عنه هنا: إنه شعر العاطفة والعقل خدمةً للدعوة، ونشرًا لدين الله - تعالى - في الأرض. وحِكمة الشاعر كعب - رضي الله عنه - حِكمة رجل مؤمن مصدِّق بكل ما جاء به النبي الكريم من عند الله - تعالى، إنها حكم مستمَدَّة مِن كتاب الله - سبحانه وتعالى - يتَّسم بها شِعر كعب كما ورَد في أبيات هذه القصيدة، وفي قوله مِن أخرى: أبلغ قريشًا وخير القول أصدقه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والصِّدق عند ذوي الألباب مَقبول https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إن تَقتُلونا فدِين الحقِّ فِطرتُنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والقتْل في الحق عند الله تَفضيل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإن تَروْا أمرنا في رأيكم سفهًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فرأي مَن خالف الإسلام تَضليل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ومِن حِكَمه الصائبة قوله: مَن يفعل الحسناتِ اللهُ يَشكرها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والشرُّ بالشرِّ عند الله سِيَّان https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإنما قوة الإنسان ما عَمرت https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif عاريَّةٌ كارتِداد الثَّوب للعاني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إن يَسلمِ المرء مِن قتْل ومِن مرض https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif في لذة العيش أبلاه الجديدان https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فإنما هذه الدنيا وزينتها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كالزاد لا بد - يومًا - أنه فان https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إن هذه بعض روائع الشاعر المسلم كعب بن مالك - رحمه الله، ورضي عنه وأرضاه - إنها عقود الجمان وأصداف الدر، وجوهر العقود. أما ألفاظ الشاعر مِن حيث الجزالة والفخامة فإنها لَبِنات مرصوصة يأخذ بعضها بحجز البعض. وأما من حيث السهولة والعذوبة فألفاظ مِن نهر جار سلسبيل، ومن حيث الوعورة والغرابة فشِعرٌ كل ألفاظه وجمله وتراكيبه بناءٌ فني خالٍ مِن التكلُّف والتقعُّر، ولا ريب في توافر هذه الخصائص في شعر كعب وغيره من شعراء الإسلام؛ لأن دين الله - تعالى - صَقَل نفوسهم، وهذَّب طِباعهم، وألان عريكتَهم، وميَّز بينهم وبين غيرهم في السلوك مظهرًا ومخبرًا، فجاء أدبهم أدبًا حيًّا خالدًا سحًّا غدقًا يَهتف بالإيمان من أجل الإيمان، ويزرَع الخير في الحياة للأحياء حبًّا وأمنًا وسلامًا ورعاية؛ لأنه دين الله - تعالى - للناس أجمعين. يتبع |
رد: نظرة الإسلام إلى الأدب ووظيفته
ومما أورده صاحب الأغاني من أخبار كعب: أن قريشًا كان يَهجوهم ثلاثة نفر من الأنصار: حسان بن ثابت وكعب بن مالك، وعبدالله بن رواحة، قال: وكان حسان وكعب يُعارضان قريشًا بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر، ويُعيِّرانهم بالمثالب، وكان عبدالله بن رواحة يُعيِّرهم بالكفر، ويَنسبهم إليه، ويعلم أن ليس فيهم شيء شرًّا مِن الكفر، فكانوا في ذلك الزمان أشد شيء عليهم قول حسان وكعب، وأهون شيء عليهم قول ابن رواحة، فلما أسلموا وفقهوا الإسلام كان أشد القول عليهم قول ابن رواحة. وكان كعب بن مالك - رضي الله عنه - شاعرًا فحلاً مقدَّمًا، فها هو يستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هجاء الأعداء؛ فقد حدَّث سماك بن حرب قال: أُتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل: إن أبا سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب يهجوك، فقام ابن رواحة فقال: يا رسول الله، ائذن لي فيه، فقال له: أنت الذي تقول: فثبَّت الله؟ قال: نعم، يا رسول الله، أنا الذي أقول: فثبَّت الله ما أعطاك مِن حسن https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تثبيت موسى ونصرًا كالذي نصرا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقال: وأنت فعل الله بك مثل ذلك؟ قال: فوثب كعب بن مالك، فقال: يا رسول الله، ائذن لي فيه فقال: أنت الذي تقول:((همَّت)) قال: نعم يا رسول الله، أنا الذي أقول: همَّت سخينة أن تُغالِب ربَّها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وليغلبنَّ مُغالِب الغَلاب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقال: ((أما إن الله لم ينسَ لك ذلك)). وها هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَحكم بحسن شعر كعب - رضي الله عنه - فقد روى الشعبي أنه لما انهزم المشركون يوم الأحزاب فقال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن المشركين لن يغزوكم بعد اليوم، ولكنَّكم تَغزونهم، وتسمعون منهم أذى، ويَهجونكم، فمن يَحمي أعراض المسلمين؟ فقام عبدالله بن رواحة - رضي الله عنه - فقال: أنا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنك لحسَن الشِّعر))، ثم قام كعب فقال: أنا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وإنك لحسَن الشعر))، وحدث جويرية بن أسماء قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أمرتُ عبدالله بن رواحة فقال وأحسن، وأمرت حسان فشفى واشتفى)). ولما سأل معاوية بن أبي سفيان جلساءه عن أشجع بيت وصف به شاعر قومَه، قال روح بن زنباع قول كعب بن مالك: نصل السيوف إذا قَصرنَ بخَطوِنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قُدُمًا ونُلحِقها إذا لم تلحق https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif |
رد: نظرة الإسلام إلى الأدب ووظيفته
ومع أن هذه المذهبة العينيَّة لكعب - رضي الله عنه - أبيات جديرة بالدراسة والنظرة الفاحصة، فهي قصيدة لشاعر أحبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم؛ لِما له من مواقف تشهد بصدق إيمانه، ورسوخ العقيدة في نفسه، هذه القصيدة نظمها كعب في الردِّ على عبدالله بن الزِّبَعْرَى قبل إسلام هذا الأخير. اشتملَت وحداتها العضوية على صور أدبية فنية صاغها كعب - رضي الله عنه - بريشة الشاعر المبدع، فجاءت قصيدته خطابًا للعقل والعاطفة، متَّسمة بالواقعية والتاريخ والصدق الشعوري، وهذه الخصائص مجتمعة تؤكِّد ثبوت الشعر الإسلامي وقوته وتفاعله وأثره وتأثيره، وإنَّ ما يراه بعض النقاد - قدماء ومعاصرين - عن أن الشعر الذي نظمه شعراء الإسلام من الرعيل الأول فقَدَ بعض السمات الفنية من توهُّج العواطف، والإبداع في الصورة، وسَعة الخيال، وتميز بخصائص أخرى؛ كفطور العاطفة، ونضوب الصورة، وضيق الخيال، حكمٌ فيه تسرُّع، والفيصل فيما ذهب إليه هؤلاء النقاد أن نستمع إلى شيء مِن قصيدة كعب؛ فهي البرهان على خلاف ما يرمون إليه. يقول - رضي الله عنه وأرضاه -: ألا هل أتى غسان عنا ودونهم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مِن الأرض خرقٌ سيره مُتنعنِع؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif صحار وأعلام كأن قتامها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مِن البُعدِ نقْع هامد متقطِّع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مُجالدنا عن ديننا كل فحمة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مذرَّبة فيها القوانس تلمَع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولكن ببدرٍ سائلوا من لقيتم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مِن الناس والأنباء بالغيب تنفع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإنا بأرض الخوف لو كان أهلها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سوانا لقد أجلَوا بليل فأقشعوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا جاء منا راكب كان قوله https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أعدوا لما يُزجي ابن حرب ويَجمع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif نُجالد لا تبقى علينا قبيلة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif من الناس إلا أن يَهابوا ويفظعوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وقال رسول الله لما بدَوا لنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ذروا عنكم هول المنيَّات واطمعوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلما تلاقَينا ودارَت بِنا الرحى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وليس لأمر حمَّه الله مَدفَع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ضربناهمُ حتى تركْنا سَراتهم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كأنهمُ بالقاع خشبٌ مصرع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ونحن أناسٌ لا نرى القتل سُبَّة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif على كل مَن يَحمي الذِّمار ويَمنع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بنو الحرب لا نعيا بشيء نقوله https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولا نحن مما جرَّت الحرب نجزَع https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إلى آخر ما قال كعب - رضي الله عنه - في هذه الرائعة الحَماسية التي تقارب أبياتها خمسين بيتًا، كل بيت يُعبِّر عن معنى سامٍ شريف تتلاحق فيه الصور حتى كأن السامع يُشاهد المعركة الإسلامية عيانًا، وقد أشرْنا إلى شيء مِن خصائص شِعر كعب - فيما سبق - ولعله يكفي في الوقوف على مواطن الإبداع في شِعره. وإذا كانت هذه الدراسة إنما تُعنى بتفحُّص مواطن الإجادة والإبداع في عدد مِن نصوص الخطابة والقصة والشِّعر، واستجلاء الخصائص الفنية في كل نصٍّ يَختار، إذا كانت الغاية من هذه الدراسة هو ما ذكرنا فإنه يَحسُن الوقوف على تبيُّن المادة الأدبية التي يستمد منها الشعر الإسلامي معانيه ومبانيَه، ويَحسُن الوقوف - أيضًا - على أغراض هذا اللون مِن الشِّعر. [1] المصدر السابق (ص: 6 - 7). [2] الحديث في فيض القدير (3: 343) للمناوي - دار المعرفة، بيروت. |
الساعة الآن : 04:05 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour