غزة.. الأمل الممشوق
محمد الغباشي









غزةُ يا وجعًا في القلبْ..

غزةُ يا حشرجةَ الصدرْ..

غزةُ يا رمحًا مغروسًا..

في الكبد وفي أقصى الظهرْ..

•••

غزة يا أملًا ممشوقًا..

يربض في عمق الأعماق..

غزة يا ضوءًا منبعثًا..

يضوي في كفِّ الآفاق..

غزة يا رمزًا مزهوًّا..

يتدلى بين الأعناق..

يبني للأمة أدرَاجًا..

للتنوير وللإشراق..

•••

فشهيدك يرتعُ بعد الميدانِ بفردوسٍ..

يزهو بعبير المسك ولونِ الدمّ..

يتبختر في أعلى الجنات..

يبسط بعد الفجر جناحًا من نورٍ..

وجناحًا آخر من لؤلؤْ..

ويجمِّع أهلًا في الملكوتْ..

فيطيرون بقلب صلدٍ..

كالطير الجارح في زهوٍ..

تتمايل أجْنُحُهُمْ طربًا..

في بحر النغم الفياضْ..

يتدفق من صوت الحورْ..

وتدندن قيثاراتٌ منتظمةْ..

ألحانًا تخترق الآذان..

في حفل قدوم تشهده..

أرواحٌ ليست كالأرواح..

يلبسن حريرًا أبيضَ كالثلج..

وتصافحُ إحداهنَّ فتلمسُ..

في الإصبع بردًا وعبيرًا..

وتحدقُ فيهنَّ عميقًا..

فترى بلورًا يكشف ما تحت الجلدِ..

والثوبُ المورقُ فوقَ الجسد الممشوقِ..

يرسم في الذهنِ..

صورة فرسٍ يفترس الأرضَ..

تتمايل خصلة شعر فِضِّيٍّ في مَقْدِمِ رأسه..

يدنو منك سريعًا إذ تنظرْ..

يتمسحُ في صدرك يحنو..

وكأنّ عواطفَه الجياشةَ..

تُرسَلُ نحوك في صمتٍ..

فرسالات الحب عميقة..

تتناقل بين الأعصاب..

بين الصدر المضروب بطلقة..

والرأسِ المصبوغ بعطر الحور..

•••

وغناء الحوراء بوقت السحرِ..

يخترق الحُجُبَ..

ويشنِّف آذانَ الشهداءِ رنينُ الخَلخالِ الأصفرْ..

وفي روضات الغيبِ..

تستند الفاتنةُ على شجرٍ من ذهبِ..

فتداعب بالنغماتِ الناعمةِ..

أهدابَ القلبِ..

وتنافس قَيْنَاتِ البحرِ..

وتحلّق في الكون بعيدًا..

وبذلك مكتملٌ عُرْسي..

•••

والطيرُ الخضرُ تحلِّق تحت العرش فتدركه الرحمة..

يأوي للقنديل اللامع عند السِّدرة..

فيدور سريعًا كالمُتَلَمِّس دفئًا من جذوة..

فيطأطئ هامته فَرَقًا..

من رب مكتملِ العزة..

فيدانيه: تعالَ إليَّ..

فلقد كنتَ شريف الهامة..

ولقد كنتَ سخيَّ النفسِ..

ولقد كنتَ بغير جدالٍ..

في الدنيا مشتعلَ الجذوة..


فانعم يا تلميذَ محمد..

في الجنات بكل اللذة..

وانهل من خمرٍ ونساءٍ..

واشفع في أهلك من غزة..