![ملتقى الشفاء الإسلامي]() |
|
ابوالوليد المسلم |
07-08-2022 09:21 PM |
بين اليأس والتفاؤل
بين اليأس والتفاؤل
صابرين أحمد
قد نُفكِّر في واقعِنا كثيرًا وما نحن فيه، فإن كان سيئًا فإنه يتوالد لدينا شيء ما حول ما يُمكِن أن نعمله مُستقبلاً، وهذا خطأ يؤخَذ علينا، وقد نجعل التفكير في واقعنا ودراسته للتشاؤم لا للاتِّعاظ، أما لو قرأنا واقعنا قراءة صحيحة وتأملنا جميع الجوانب فيه - خيرها وشرِّها، مُمكنِها ومُستحيلها - وكان هدفنا في ذلك تذليل الصعاب وتفتيتها بمعول الجد والأمل من أجل مستقبلنا - كان أفضل؛ لكن لا يعني ذلك أن طريقَنا نحو مستقبلِنا صارت مأمونة ومَفروشة بالوردِ؛ لا بدَّ أن يكون هناك ورد، لكنها مليئة بالأشواك، لكن لا ننسى أن الورود تفوحُ منها رائحة عطرة، كذلك مستقبلنا تفوح منه رائحة تسرُّ وتُسعِد، طيّبة كالمِسك، والرائحة هي الهدف الذي يكون منشودًا من المستقبل؛ فله رائحة لا يَشمُّها إلا صاحبها.
يجب أن يكون المرء صخرةً صمّاءَ؛ فالتهاون في عمل اليوم تضييعٌ للغد، فحاضِرُنا جزء من مستقبلنا، فالشيء الذي تُنجزه اليوم هو مستقبل لك، ومحطةٌ فيهِ لذِكرى، فاحرص على أن تكون ذكرى تَنبعِث منه روائح الخير والمودَّة والسعادة، فإذا وقفتَ على أطلالٍ يومًا ما تقف وتأخذ سعادة من ذلك.
سأظلُّ أبذل وأبذل مجهودًا حتى أكونَ ما أريد، ولا أريد غير رسمة الابتسامة للآخرين، وسأكون كمنديل الأمل عندما نمسَحُ به اليأس، وكالشمس عندما تُشرِقُ في بردٍ قارس، أنا هنا لستُ لأعيشَ وحدي؛ بل ليعيش الآخرون معي، لنأخُذَ بأيدي بعضِنا البعض، ونمشي طريقًا واحدًا هو طريق محبَّتِنا وعيشنا لبعضنا البعض، ومساعدتنا للآخرين، أنا الحياة والحياة جزء منِّي، تفاؤلك شمس تُشرِقُ داخلَكَ، والشمس ستتوهج وتُضيءُ لمَن حولها، وعندما تُضيء فإنها ستكون مطلب الجميع، والله الموفِّق.
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour
[حجم الصفحة الأصلي: 5.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 5.04 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.82%)]