في العمـــــــــق


عبدالله بن عبده نعمان العواضي






• إن العِجْل إذا أكثر مصَّ ضرعِ أمه نطحَته.



• قال الشاعر:

لنا قاضيٌ ما مضى حكمه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وأحكام زوجته الماضيه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فيا ليته لم يكن قاضياً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ويا ليتها كانت القاضيه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

• قال الزمخشري: ألا أخبركم بالنفس الوزَّارة؟ نفس بلاها الله بالوزارة، كل وزير موسى إلا وزير موسى:

وأعظم من نيل الوزارة للفتى ♦♦♦ حياة تريه مصرع الوزراءِ [1]



• قيل في الهجاء:

أتْيُ الفواحش فيهمُ معروفةٌ ♦♦♦ ويرون فعلَ المكرمات حراما[2]



• قال أحد الشعراء الشناقطة:

رأيت نساء فوق أجرع ناجرٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يُظلَلن بالأثواب أيامَ ناجرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تخيرت منها للحديث صغيرة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فحبّت إليَّ اليوم جيل الصغائرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تركت وراها كل حورا كبيرةٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ليغفرها ربي بترك الكبائرِ[3] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

الأجرع: الكثيب جانب منه رمل وجانب منه حجارة، و(ناجر) الثانية: كل شهر من شهور الصيف، ومنها رجب.



• قيل للحمار: مالك لا تجتر؟ قال: أكره مضغ الباطل[4].



• قال الزمخشري:

وأخرّني دهري وقدّم معشراً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لأنهم لا يعلمون وأعلمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ومذ قُدّم الجهال أيقنت أنني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أنا الميم والأيام أفلح أعلمُ [5]https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

الأعلم: مشقوق الشفة العليا، الأفلح: مشقوق الشفة السفلى.



• كان محمد بن الحسن يرى أن المسجد إذا انهدم وتعذرت إعادته يجوز أن يعود مِلكاً للواقف إن كان حياً، أو لورثته إن كان ميتاً. وكان صاحبه أبو يوسف يرى عدم رجوعه للواقف وعدم بيعه.

فمر محمد بن الحسن بمزبلة فقال: هذه مسجد أبي يوسف. ومر أبو يوسف باصطبل فقال: هذا مسجد محمد. يريد محمد أن أبا يوسف لما قال ببقاء المسجد انتهى إلى أن صار مزبلة. ويريد أبو يوسف أن محمداً لما قال: يعود إلى ملك الواقف أو وارثه جعله اصطبلاً. فكل منهما استبعد مذهب الآخر بما أشار إليه[6].



• قال الكندي: الصديق إنسان هو أنت إلا أنه غيرك[7].



• قال صفي الدين الحلي:

ليهنك إن لي ولداً وعبداً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

سواءٌ في المقال وفي المقام https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فهذا سابق من غير سين https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وهذا عاقل من غير لام https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

• يذكر عن رجل كان له مولى اسمه قبول أغضبه فهرب إلى أحد الأدباء، فأرسل إلى سيده هذه الرسالة: صدر إليكم قبول تفضلوا عليه به؛ فإنه صالح للاستخدام.

وقد أحسن الأديب في هذا الجواب أيما إحسان، وجمع بين التورية والاستخدام، وهما أشرف أنواع البديع. بل فضل بعضهم الاستخدام عليها.

والاستخدام هو: أن يراد بلفظ له معنيان أحدُهما، ثم بضميره معناه الآخر، أو يراد بأحد ضميريه أحدهما وبالآخر الآخر.

مثال الأول:

إذا نزل السماء بأرض قوم ♦♦♦ رعيناه وإن كانوا غضابا

أراد بالسماء الغيث وبضميرها النبت.



ومثال الثاني قول البحتري:

فسقى الغضا والساكنيه وإن همُ ♦♦♦ شبّوه بين جوانح وضلوعِ

أراد بضمير الغضا في قوله: والساكنيه المكان، وفي قوله: شبوه: الشجر [8].

• نزل أحد الأدباء برجل اسمه عيد فأُكرِم عنده وأكل وشرب ونزل مرة أخرى برجل آخر اسمه شعبان فلم يجد عنده شيئاً فقال:

لله حكم على الأيام مختلف https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فمنه ما هو ممنوع ومطلوبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فحرمة الصوم يوم العيد ظاهرة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ويوم شعبان فيه الصوم مندوبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أنشد بعضهم بحضور الشيخ محمد بن أبي الحسن البكري الصديقي قول الشاعر:

لله قاموس يطيب وروده https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أغنى الورى عن كل معنى أزهري https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

نبذ الصحاحَ بلفظه والبحرُ من https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

عاداته يلقي صحاح الجوهري https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فكسر الصاد من (صحاح) فقال الشيخ: الصحاح لا تكسر.

فتعجب كل من كان في المجلس من هذا الجواب مع سهولة اللفظ والتورية.

والشيخ على رأي من يقول بفتح صاد صحاح، وهناك قول بالكسر. وكلاهما صحيح ولا لوم على الناطق بأحدهما[9].



• لما صنف الميداني كتاب الجامع في الأمثال وقف عليه الزمخشري فحسده على جودة تصنيفه، فأخذ القلم وزاد في كلمة الميداني نوناً قبل الميم فصار النميداني، ومعناه بالفارسية: الذي لا يعرف شيئاً. فلما وقف الميداني على ذلك أخذ بعض تصانيف الزمخشري فصير ميم نسبته نوناً فصار، الزنخشري ومعناه بالفارسية: مشتري زوجته[10].



• إن أرضاً تأكل جرذانها مائة مَنٍّ حديداً ليس بمستنكر لبزاتها أن تختطف الفيلة! [11].





[1] النجم الوهاج (9/ 491).




[2] تفسير ابن جرير (15/ 499).




[3] حدثنا بذلك شيخنا إبراهيم الشنقيطي حفظه الله.




[4] إعلام الموقعين (1/ 67).




[5] النجم الوهاج (8/ 491).




[6] النجم الوهاج (5/ 518).




[7] أدب الدنيا والدين (207).




[8] الإيضاح في علوم البلاغة (ص: 332).




[9] مقدمة صحاح الجوهري (111).




[10] معجم الأدباء (2/ 25).




[11] كليلة ودمنة (100).