ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=81)
-   -   إطلالة على شرفات السبع المثاني (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=276733)

ابوالوليد المسلم 10-05-2022 05:32 PM

إطلالة على شرفات السبع المثاني
 
إطلالة على شرفات السبع المثاني
وضاح سيف الجبزي

إطلالة على شرفات السبع المثاني


لك الحمدُ حمدًا نستلذُّ به ذكرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وإن كنتُ لا أحصي ثناءً ولا شُكرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لك الحمدُ حمدا ًطيبًا يملأ السماء https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأقطارها والأرض والبر والبحرا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لك الحمدُ حمدًا سرمديًا مباركًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يقل مداد البحر عن كتبه حصرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لك الحمدُ تعظيمًا لوجهك قائمًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يخصك في السراء منّا وفي الضراء https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لك الحمدُ حمدًا طيبًا أنت أهلُه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
على كل حال يشمل السر والجهرا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لك الحمدُ يا ذا الكبرياءِ ومن يكن https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بحمدك ذا شكرٍ فقد أحرز الشكرا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لك الحمدُ أضعافًا مضاعفةً على https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لطائف ما أحلى لدينا وما أمرا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لك الحمدُ حمدًا أنت وفقتنا له https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وعلمتنا من حمدك النظم والنثرا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لك الحمدُ حمدًا نبتغيه وسيلة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إليك لتجديد اللطائف والبشرى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لك الحمدُ كم قلدتنا من صنيعةٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأبدلتنا بالعسر يا سيدي يسرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لك الحمدُ كم من عثرةٍ قد أقلتنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ومن زلةٍ ألبستنا معها سترًا



يتبع

ابوالوليد المسلم 10-05-2022 05:32 PM

رد: إطلالة على شرفات السبع المثاني
 
إلهي تغمدنا برحمتك التي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وسعت وأوسعت البرايا بها بِرًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وصلِّ على روح الحبيب محمدٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
حميد المساعي ملتقى مضر الحمرا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
صلاةً وتسليمًا عليه ورحمةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مباركة تنمو فتستغرقُ الدهرا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وتشمل كلَّ الآلِ ما هبت الصَّبا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وما سرت الرُّكبان في الليلة الغرّا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


أما بعدُ، فيا أيها المسلمون عباد الله، في الصحيح من حديث أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي المَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: «أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال:24]؟ ثُمَّ قَالَ لِي: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي القُرْآنِ، قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، قُلْتُ لَهُ: «أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ»؟ قَالَ: ﴿ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة:2]، «هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ»[1].


وعند الترمذي من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أُبَيُّ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَالتَفَتَ أُبَيٌّ وَلَمْ يُجِبْهُ، وَصَلَّى أُبَيٌّ فَخَفَّفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ، مَا مَنَعَكَ يَا أُبَيُّ أَنْ تُجِيبَنِي إِذْ دَعَوْتُكَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ فِي الصَّلاَةِ، قَالَ: أَفَلَمْ تَجِدْ فِيمَا أُوحِي إِلَيَّ أَنْ ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال:24]؟ قَالَ: بَلَى، وَلاَ أَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: «تُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: فَقَرَأَ أُمَّ القُرْآنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلاَ فِي الْإِنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا، وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ الْمَثَانِي وَالقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُهُ»[2].


وفي البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: «أُمُّ القُرْآنِ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالقُرْآنُ العَظِيمُ»[3].


قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر:87].


يقول ابن القيم - رحمه الله -: أَنْزَلَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى مائة كِتَابٍ وَأَرْبَعَةَ كُتُبٍ،جَمَعَمَعَانِيهَافِيأَرْبَعَةِ، وَهِيَ: التَّوْرَاةُ،والإِنْجِيلُ، والْقُرْآنُ، والزَّبُورُ، وَجَمَعَمَعَانِيهَافِيالْقُرْآنِ، وَجَمَعَ مَعَانِيهِفِيالْمُفَصَّلِ، وَجَمَعَ مَعَانِيهِفِيالْفَاتِحَةِ، وَجَمَعَمَعَانِيهَافِي: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة:5][4].



إنها سورةٌ بديعةُ المبنى، عظيمةُ المعنى، تجمع أصول المعرفة والدراية، وترسم طريق الهداية، وتنقذ من الضلال والغواية، وتوضِّح سبيل النجاة.. حوت هذه السورة المباركة - على قصرها - مقاصد القرآن، ومحاوره الكلية، كما تضمنت أسراره وذخائره، ولهذا تسمى: أُمَّ القرآن؛ فهي تتناول أصول الدين وفروعه، ولذا قال القرطبي: «وفي الفاتحة من الصفات ما ليس لغيرها، حتى قيل: إن جميع القرآن فيها، وهي خمس وعشرون كلمة، تضمنت جميع علوم القرآن»[5].



يا عباد الله، كان القرآنُ فكانت الصَّلاة، وكانت سورة الفاتحة هي الصلاة، و«لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ!»[6].


وعند مسلم: «مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ»[7].


وفي حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ»[8].


وقد قيل: إنما سميت الْفَاتِحَةُ بأُمِّ الْقُرْآنِ: أَنَّهَا مَبْدَؤُهُ وَمُفْتَتَحُهُ، فَكَأَنَّهَا أَصْلُهُ وَمَنْشَؤُهُ، يَعْنِي أَنَّ افْتِتَاحَهُ الَّذِي هُوَ وُجُودُ أَوَّلِ أَجزَاء الْقُرْآن قَدْ ظَهَرَ فِيهَا فَجُعِلَتْ كَالْأُمِّ لِلْوَلَدِ فِي أَنَّهَا الْأَصْلُ وَالْمَنْشَأُ فَتَكُونُ أُمُّ الْقُرْآنِ تَشْبِيهًا بِالْأُمِّ الَّتِي هِيَ مَنْشَأُ الْوَلَدِ لِمُشَابَهَتِهَا بِالْمَنْشَأِ مِنْ حَيْثُ ابْتِدَاءُ الظُّهُورِ وَالْوُجُودِ[9].


إنها أمُّ الكتاب، وهي شفاءٌ من المعاناة والآلام، والأمراض والأسقام، والأهواء والأدواء، ومن كلِّ ما يعتري القلبَ والعقلَ من الشدة واللأواء، والضنى والعناء.



عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: كُنَّا فِي مَسِيرٍ لَنَا فَنَزَلْنَا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ، فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدَ الحَيِّ سَلِيمٌ، وَإِنَّ نَفَرَنَا غَيْبٌ، فَهَلْ مِنْكُمْ رَاقٍ؟ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مَا كُنَّا نَأْبُنُهُ بِرُقْيَةٍ، فَرَقَاهُ فَبَرَأَ، فَأَمَرَ لَهُ بِثَلاَثِينَ شَاةً، وَسَقَانَا لَبَنًا، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنَا لَهُ: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً، أَوْ كُنْتَ تَرْقِي؟ قَالَ: لاَ، مَا رَقَيْتُ إِلَّا بِأُمِّ الكِتَابِ، قُلْنَا: لاَ تُحْدِثُوا شَيْئًا حَتَّى نَأْتِيَ - أَوْ نَسْأَلَ - النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ ذَكَرْنَاهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَمَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ»[10].


إنها إبحارٌ في مقام التجريد والتفريد، تضع عنك أشكال البهتان، وألوان الكذب، وتذوب أغلفة الأوهام في بحارها، والأماني المستحيلةُ في مدارها.


إنها النور الذي أوتيه حبيبنا صلى الله عليه وسلم، ولم يُؤْتَها نبيٌّ قبل رسولنا - صلوات ربي وسلامُه عليه - فعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ»[11].


فاللهم عطاءً لا انقطاع لراتبه، ولا إقلاع لسحائبه، لا يُحصى عددًا، ولا ينتهي مددًا، ولا ينقضي أبدًا.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله.


الخطبة الثانية

الحمد لله القائم على كل نفس بما كسبت، فما لأحدٍ عنه غنى، أحمده سبحانه، وأشكره سرًّا وعلنًا، وأشهد أن لا إلهَ إلَّا الله وحدَه لا شريكَ له، شهادةَ حقٍّ ويقينٍ، ظاهرًا وباطنًا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، جاهَد في الله حقَّ جهاده، فما ضَعُفَ ولا ونى، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، قدوتنا، وأئمتنا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الفَناء، أما بعدُ:

فتأمل - يا عبد الله - قوله: «أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ».


ثم تأمل هذا العطاء الجزل، في هذا الشعاع الأخضر القادم من المقام النبويِّ يُلقِي إلى النفس تفاصيل مناجاة النور: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾[الفاتحة:2]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾[الفاتحة:3]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة:4]، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي -وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي- فَإِذَا قَالَ: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾[الفاتحة:5]، قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة:6-7]، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ[12].

فيا أيها الجناح الضارب في سفارك، تجتاز آفاق الآكام والوديان، هذا مقام الأُنس؛ فافتح تباريح المحبة عند فاتحة الكتاب، تنقلْك خفقةُ نوره إلى بحار الله! وما أدراك ما بحارُ الله؟ إنها الجمال ذو الجلال المطلق، أو قُلْ هي الجلال ذو الجمال المطلق المشعِّ سرمدًا من كلمـات الله، بل: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف:109]، ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان:27].

اللهم نسألك العمل بكتابك، وسنة نبيك...
اللهم اشفِ مرضانا، وارحمْ موتانا، وبلِّغنا فيما يرضيك آمالنا، واختم بالصالحات أعمالنا...

[1] رواه البخاري في صحيحه، باب ما جاء في فاتحة الكتاب (6/ 17).

[2] رواه الترمذي في سننه، باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب (5/ 155)، ورواه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 525)، صححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2/ 178).

[3] رواه البخاري في صحيحه، باب قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87] (6/ 81).

[4] مدارج السالكين(1/ 95).

[5] تفسير القرطبي(1/ 110).

[6] رواه البخاري في صحيحه، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها...(1/ 151)، ورواه مسلم، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة...(1/ 295).

[7] رواه مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة...(1/ 296).

[8] رواه مسلم في صحيحه، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة...(1/ 295).

[9] التحرير والتنوير(1/ 133).

[10] رواه البخاري في صحيحه، باب فضل فاتحة الكتاب(6/ 187)، ورواه مسلم، باب جواز أخذ الأجرة على الرقية(4/ 1728).

[11] رواه مسلم في صحيحه، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة...(1/ 554).

[12] رواه مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة...(1/ 296).







الساعة الآن : 03:49 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 21.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.32 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (0.63%)]