أي الطريقين تسلك ايها العاقل ؟
حين ترى أمامك مفرق طريقين : الأول : طريق شائك صعب وعر .. أما الثاني : فطريق سهل ميسور .. بقرب كل منهما لوحة إرشادية وضعتها الحكومة .. اللوحة الأولى بقرب الطريق الأول تقول : لا عليك .. هذا الطريق رغم ما تراه من وعورته وصعوبته وقسوته ، فإنه وحده الذي يوصلك إلى غايتك التي ترجو الوصول إليها .. وأما اللوحة الثانية ، بقرب الطريق الثاني: فتؤكد لك ، محذرة إياك من سلوك هذا الطريق الذي تراه سهلاً ميسورا ، فإنه مليء بالأخطار ، والهلاك فيه محقق ، ثم أنه _ على فرض قدرتك على قطعه _ فإنه لا يوصلك إلى نهاية ..!! _ قال الشيخ وهو يدير عينيه في وجوه الحاضرين : السؤال الآن : أيها العاقل : ترى أي الطريقين تسلك ..؟!! وسكت قليلا ، كأنما يحاول أن يعرف صدى كلماته ثم قال : لا شك أن النفس تميل إلى السهل الميسور ، ولكن العقل يتدخل ويوازن بين ألم قصير ،وعاقبة حسنة ، وبين لذة قصيرة ، وهلاك محقق . فيختار سلوك الطريق الصعب __ وإن شق عليه __ .. أليس كذلك أيها الكرام ؟ اكتفى كثيرون بهز رؤوسهم بالإيجاب : كأنهم يقولون : ما في ذلك شك .. غير هذا حماقة واضحة .. ابتسم الشيخ وأطلق تهليلة مد بها صوته في نبرة مؤثرة ، ثم قال : هذا بالضبط هو مثال طريق الجنة ، وطريق النار .. _ في الحديث الشريف يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) رواه مسلم. فطريق النار طريق ميسور ، مليء بالمتع والشهوات واللذائذ ، ولكن ما نهايته ؟ نهايته غضب الله وسخطه والعياذ بالله ..؟! نهايته قد تكون : خاتمة سوء يلقاها هذا الغافل عن ذكر ربه .. طريق خلاصته : ضنك في الدنيا ، وعذاب في الآخرة .. فأي حماقة أكبر من هذه الحماقة التي يرتكبها أكثر الخلق وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..!!؟ وعاد يطلق تهليلة يرفع بها صوته ويمده ، وتحسب أنها تخرج من قاع قلبه فتصل إلى قاع قلبك فتهزه هزا . أما فأحسب أني رأيت دمعة كانت تترقرق في عين الشيخ وواصل حديثه قائلا : إن طريق الجنة ، يحتاج إلى مجاهدة للنفس الأمارة ، حتى تستوي على الطريق المستقيم ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ** فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) وتحدث عن معالم على طريق مجاهدة النفس ، ثم قال: أيها الأخ الحبيب : حاسب نفسك على ضوء هذه القاعدة _ مثال الطريقين _ ..فإن الأمر جد لا هزل فيه .. وإن دقيقة واحدة باقية من العمر ، إن فيها لأمل عظيم في رحمة الله . فأين من يعزم ويقرر ويمضي ليصعد إلى القمة رغم أشواك الطريق . ومن لا يحب صعود الجبال ** يعش أبد الدهر بين الحفر وتذكروا بديهية أخرى : إذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجسامُ فوطنوا أنفسكم أن تكونوا أصحاب همم سامية راقية همم لا ترضى بغير القمم .. وهذا ما يعلمكم إياه رسول كم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : ( إذا سألتم الله الجنة ، فاسألوه الفردوس الأعلى ) اخرجه البخاري إذا غامرت في شرفٍ مرومٍ ** فلا تقنع بما دون النجومِ منقول |
مشكورة اختي الكريمة على الموضوع الجميل
ونسال الله تعالى ان يوفقنا لسلوك الطريق الصحيح بالرفم من وعورة وصعوبة هذا الطريق جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك |
بارك الله فيك اخي على مرورك الطيب اللهم اهدنا الى الطريق القويم اللهم ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه |
ان شاء الله يكون طريقنا في رضى الله
اشكرك اختي الغاليه على طرحك القيم |
اشكر مرورك الطيب اختي عيون الاقصى بارك الله فيك نسالك اللهم الهداية والثبات اللهم ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه |
بارك الله فيك ونفع بك الإسلام و المسلمين
|
بارك الله فيك اختي زينب على مرورك الطيب اللهم اهدنا الى الطريق القويم تقبل الله منا ومنك صالح الاعمال |
الساعة الآن : 03:33 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour