ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=81)
-   -   الغيرة على الدين والحرمات (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=266132)

ابوالوليد المسلم 05-10-2021 05:34 PM

الغيرة على الدين والحرمات
 
الغيرة على الدين والحرمات










د. عبدالعزيز حمود التويجري





الخطبة الأولى



الحمد لله، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه ومن تبعهم بإحسان على يوم الدين.







أما بعد:



﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].







في سنن الترمذي قال ابن عمر رضي الله عنه صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ: "يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ".







ويقال من هذا المنبر: يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَأفْضى الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ.







يا معشر أصحاب المحلات والكافيهات والمتنزهات والمنتجعات لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ بصخب الغناء.







يا معشر من ابتلي بالدخان، لا تؤذوا المسلمين بنتن أفواهكم..







يا معشر من تساهلت في حجابها وتبرجت في لباسها، لا تؤذينّ المسلمين بزينتكن، والخضوع بقولكن، ولا تفتن شباب الأمة بمفاتنكن.







﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10].







«المسلم من سلم المسلمون من لسانه»، «وكل أمتي معافى إلا المجاهرين»، «والْمُؤْمِنُونَ نَصَحَةٌ» فمَنْ رَأَى مُنْكَرًا على أحدٍ، أو رآه في طريقٍ أو تجمعٍ أو متجرٍ، فلا يسعه إلا أن يقدم نصيحة، إعذارًا إلى الله، وأخذًا بوصية رسول الله، قال جرير بن عبدالله رضي الله عنه: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى الإِسْلاَمِ فَشَرَطَ عَلَيَّ: «وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ»؛ متفق عليه.







وإنكار القلب وكرهه والبعد منه، لا يُعذر به أحد، ولو لم يكن إنكار القلب له أثر في تغيير المنكر لكان قول النبي صلى الله عليه وسلم، لغوًا ولا فائدة منه.







وفي "صحيح البخاري": «والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه».



فإذا دعا للفســـق ِ آلافُ الدُّعـــاة



وبكى الحياءُ على التعفّفِ والثبات



والإثمُ يرقصُ في الليالي الصاخبات



فاصرخ معاذ الله من درب مشين



إني أخافُ الله ربَّ العالمين







إن على رب الأسرة حمل عظيم في التربية وحفظ الأمانة، والنئيُ بهم من إقحامهم بولوج أماكن يحدث فيها منكرات من القول والفعل.







ما ذنب الأبناء أن نربيهم منذ الصغر، والنساء المحصنات في البيوت، على أن لا حرج أن يختلطوا بكل أحد، ونُهَيئُهم على أن يهبوا لك مهرج، ويتسابقوا لكل دعاية وإعلان، وأن يلاحقوا كل محفل وتجمع.






مواقف ريبةٍ تسم الدنايا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وليس لعرض آتيها وقاء https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


أيختارُ الكريمُ أخو المعالي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

مقام الذل يعقبه ازدراء https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


إذا سمح الفتى بالعرض يومًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فذاك والبهيمة فيها سواء https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif










«إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَه؟ حَتَّى يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ»؛ أخرجه أهل السنن.







من حُرم الغيرة حُرم طهر الحياة، ولا يُمتدحُ بالغيرةِ إلا كرام الرجالِ، وكرائمُ النساء.







الغافلاتٌ وصفُ لطيفُ محمود، توصف به المؤمناتُ المحصناتُ، وصفُ يجسدُ المجتمعَ البريء، والبيتَ الطاهرَ الذي تَشِبُ فتياتُه زَهَرَاتٍ ناصعاتٍ لا يعرفن الإثم.







كم للفضيلة من حصنٍ امتنع به أولو النخوة، فكانوا بذلك محسنين، وكم للرذيلةِ من صرعى أوردتهم المهالكَ، فكانوا هم الخاسرين.







في ظلال الفضيلة منعةُ وأمان، وفي مهاوي الرذيلة ذلةُ وهوان، والرجل هو صاحب القِوامة في الأسرة، وإذا ضعف القِوام فسد الأقوام، وإذا فسد الأقوام، خسروا الفضيلةَ، وفقدوا العفةَ، وتاجروا بالأعراضِ، وأصبحوا كالمياهِ في المفازاتِ، يكدر ماءُها كلَ واردٍ.






إنّ الكريمةَ ربّما أزرى بها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لينُ الحجابِ وضعفُ من لا يحزم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


وكذاك حوضُك إن أضعت فإنه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يوطأ ويشربُ ماؤه ويهدم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif










عصمنا الله وإياكم وذرياتنا من كل فتنة مضلة، واستغفروا ربكم وتوبوا إليه إن ربكم لغفور شكور ..







الخطبة الثانية



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد:



لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم العهدَ على النساءِ المسلماتِ من قريش قال: ولا تسرقن ولا تزنين، فوضعت فاطمةُ بنت عتبةَ يدها على رأسِها حياءً، وقالت: أو تزني الحرة يا رسول الله؟!







لا ترجع هزائمُ الأممِ، ولا انتكاساتِ الشعوبٍ إلى الضعفِ في قُواها المادية، ولا إلى النقصِ في معداتِها الحربية.







إن الأممَ لا تعلوا، إلا بضماناتِ الأخلاقِ الصلبة في سير الرجال.







الأخلاقُ مقوماتُ الأمم والشعوب، والغيرةُ على الأعراضِ مقياسُ دقيقُ من مقاييسِ الأخلاق، ومعيارُ جليٌ من معايير السلوك، وهناك تشويهٌ على هذا الخلقِ العظيم، تدعوا إلى تدنيسه، واستباحة حماه.







إن طريق السلامة بعد الإيمان بالله ورحمته وعصمته، ينبع من البيت والبيئة، فهناك بيئات تنبت الذل، وأخرى تنبت العز، وثمة بيوتات تظللها العفة والحشمة، وأخرى ملؤها الفحشاء والمنكر.







أكبر وسائل حفظ الأمن والقضاء على الجريمة، وأنجح وسائل التربية على الفضيلة والعفة هي إقامة الصلاة، والتربية عليها ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45].







اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا وأعراضنا، ومن أراد بنا سوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره.










الساعة الآن : 09:59 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 13.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.77 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.68%)]