زوجي لا يحترمني ولا يحترم أهلي
زوجي لا يحترمني ولا يحترم أهلي أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. مشكلتي في زوجي أنَّه صعب الطِّباع، وشكَّاك، وجاف في التعامل معي، وبخيل معي ومع ابنِه، لا يُقدِّرني ولا يَحترمني ولا يَحترم أهلي، أمِّي جاءتْ إلى زِيارتي وأنا في وضْع النِّفاس، لا يُعامل أمي باحترام ويعاملها كالخادِمة عنده بالأجْر، تكلمتُ معه وتشاجرنا، وقلت له: كيف تعامل أمِّي هكذا؟! وأنَّه واجبٌ عليه أن يحترمها؛ فهذه أمِّي الغالية، كم تعبتْ عليَّ وكبَّرتني! ورِضاها من رِضاي، لكنَّه لا يهتمُّ، وكل يوم يكون أسوأ مِن الذي قبله، حتى أمِّي تعبت نفسيًّا، مع أنَّ ربنا يشهد أنَّ أمي طيِّبة وقفت معنا كثيرًا، ولو في حاجة تنقصني تشتريها هي لي، مع أنه عندَه؛ لكنه بخيل معي أنا وابنه، لكنه مع أهله والناس لا! صرتُ أكرهه، وصارتْ هناك فجوة بينا، وصار كل ما يجمعنا هو ابننا فقط لا غير، إلى متَى سأظلُّ أصبِر؟ إلى متَى هذا العذاب؟! حتى صرتُ أفكِّر في الطلاق، لكن كل الذي يَمنعني هو ابني، تعبتُ نفسيًّا، أرجوكم ساعدوني. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الزواج ليس سجنًا يُطبق علينا وعلى حياتِنا، فيصعُب علينا الخَلاص منه! وليس مجرَّد حضانة تحْوي أطفالنا، فلا يكون لنا مبرِّر للاستمرار إلا هم! الزواج ودٌّ واحترام، تعايُش وتآلُف، فَهم وتفهُّم. هناك خللٌ بزواجك، وهذا الخلَل لا يَكفي معه الصبر أبدًا، بل يحتاج لعلاجٍ ولتفهُّم، ولخُطة تسيرين عليها؛ لتتجاوزي ما يحصُل من شِقاق! وبداية العِلاج تحتاج أن نَفهمَ المشكلة وسببها، عدَم الاحترام نتيجة، وليس سببًا؛ فهل سببه بيئتُه مثلاً؟ أم ربَّما ضعفك معه جرَّأه عليك؟ أو العكس؛ خِلافاتك معه لأجْل والدتك ونقْدك المستمر له هو السَّبب؟ تحتاجين أن تَفهمي السببَ لتتداركيه، وتذكَّري أنَّ كثيرًا من المشكلات لا تقتصِر أبدًا على سببٍ واحد، بل تَتشارك بها الكثيرُ من العوامل: • نشأته وبيئته، وطريقته وأهله بالتعامل. • شخصيته وعُقده، ونظرته لك ولأمِّك. • شخصيتك وبيئتك ومدَى اختلاف ثقافتِك عن ثقافته. • ردَّة فعلك وأسلوبك بالتعامُل، إما أن يَزيد الأمور سوءًا أو العكس. حياتك تستحقُّ منك أن تَبذُلي الجهد لإصلاحها، ونفسك تستحقُّ منك الثقةَ لتسيرَ وفق هدفها، والله معك ما دُمتِ معه، تفكِّرين برِضاه وما يوصل إليه مِن عمل. قد يكون زوجُك صعبًا بالفعل، لكن جرِّبي بدايةً أن تغيري مِن أسلوب تعاملك معه، وانتبهي ألاَّ تسمحي له أبدًا أن يهزَّ لك ثِقتك بنفسك أو رِضاك عنها، فغالبًا ما يحصُل أنَّ الزوج الذي لا يقدر زوجتَه ينقُل لها شعورًا سلبيًّا محبطًا، فتقاومه بالصراخ والتشاجُر معه، لكنَّها سرعان ما تمتصُّه ويؤثِّر على نظرتها للحياة بشكل عام، فانتبهي لذلك، لا تجعلي عُقدَه - إن كان كذلك فعلاً - تنتقل إليك. حينما تشعرين أنَّك معه باختيارِك ولستِ مجبرةً ستختلف الصورة تمامًا بالنسبة لك، تذكَّري ذلك؛ فمِن حقك أن تستمري أو تتركيه بحالِ لم تُجيدي أبدًا التعامل معه، والتوصُّل لحلول تُرضي كلَّ الأطراف، وبتلك الحالة ربَّما يرتاح ابنك أكثرَ مِن راحته وهو بين أبوين لا يُقدِّران بعضهما البعض!! لكن تذكَّري أنَّ آخِر العلاج الكيّ، وقَبله توجد الكثيرُ مِن الطرق التي تُعطي الوقاية وتُساعد على تجاوز المشكلات مِن هذا النوع! للمشكلات مِن هذا النوع حديثٌ يطول، ولكنَّها تحتاج لمتابعة، فتابعينا بما يحصُل معك، سواء بالسببِ الذي يدفعه للتعامُل بهذه الطريقة، أو للطرق التي جرَّبتِها للحد مِن تصرفه وما نتج عنها، تابعينا لنتابعَك ونساعدك - بإذن الله - على تجاوزِ مشكلتك، وتذكَّري أنَّك البداية، وأنَّ ثقتك بنفسك وتوكُّلك على الله هو طرْف الخيط الذي يوصلك لبَرِّ الأمان بإذن الله. وفَّقك الله ويسَّر لك الخيرَ حيث كان. |
الساعة الآن : 10:19 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour