ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   ماذا أشترط في عقد الزواج؟ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=263877)

ابوالوليد المسلم 16-08-2021 12:40 AM

ماذا أشترط في عقد الزواج؟
 
ماذا أشترط في عقد الزواج؟
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال
أنا شابة أبلغ من العمر 25 سنة، جامعية، تقدَّم لخِطبتي ابنُ خالي، وهو ليس من ذاتِ الجنسية، ولكن هاجر مع أهله منذ زمنٍ، وأخذوا جنسيةَ البلد الذي هم فيه الآن، أنا أحبه كثيرًا، وهو أيضًا يُحبني ومتمسك بي.

المشكلة: أنه أصغر مني بسنتين، وليس متعلمًا، ويريدني أن أعيشَ معه في بلده، وأنا رافضة رفضًا تامًّا، فهو يعيش في بَلَدٍ فقير جِدًّا، وظروفه المادية والاجتماعِيَّة هناك صعبة جِدًّا للعيش، فهل تنصحونني بأن أعيشَ معه في البلد نفسه؟

وما الشروطُ التي تنصحونني أنْ أضَعَها في العقد "عقد النكاح"؛ لكي أضمنَ حَقِّي، وحَقَّ أطفالي إذا جاء ووافق أن يعيشَ معي هنا بالسُّعودية، مع العلم أنَّ له شغلاً معقولاً هنا بالسعودية بانتظاره، نسيت أنْ أوضِّحَ أنَّه على خلق عالٍ، ودين نادر أن يُوجَد في هذا الزَّمن، ومُتمسك بي، ولنا 3 سنوات ونحن نتكلم من خلال الهاتف مع بعض، دونَ أي تجاوزات مطلقًا، وجميع الذين تقدَّموا لِخِطبتي من البيئة التي أعيش فيها، وبعضهم لا يُصلي والآخرون عاطلون عن العمل.

الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكِ الله وبياكِ أختي الكريمة، ومرحبًا بك معنا في شبكة (الألوكة).

لن يكون بإمكاني تحديدًا أنْ أجيبَك بقول: اقبلي, أو لا تقبلي, فالأمر راجع إليكِ, وإنَّما هي إشاراتٌ وإرشادات أضعها أمامَكِ؛ ليسهل عليك اتِّخاذ قرارك بإذن الله.

دائمًا في مثل هذه المواقف أفَضِّل التأنّي والتفكر على رَوِيَّة, وتسيير العاطفة مع العقل جنبًا إلى جنب، فتغليب أحدهما على الآخر قد يكون له سَيِّئُ الأثر, وليس بإمكان بشر سويٍّ أن يتخذ قراراتِه على أساس العقل دون العاطفة، أو العكس.

دعينا الآن نضع كل ما ذكرتِ من مَيْزَات وعيوب، ونفكر فيها ويكون الترجيح بعد استخارة الله والدُّعاء بالتوفيق، فالله يعلم ونَحن لا نعلم, ويقدر ولا نقدر, وهو علام الغيوب.

الميزات:
1- صاحب دين.

2- صاحب خُلُق.

3- له عمل مناسب في بلدكِ.

4- متمسك بكِ.

العيوب:
1- يصغركِ بعامين.

2- غير متعلم.

3- يرغب في العيش في بلده.

4- ظروفه المادية غير مناسبة.

أمَّا عن حديثكما في الهاتف لمدة ثلاثِ سنوات، فقد تَحيرت أأضعها مع الميزات أم العيوب, فلم أجد لها مكانًا؛ لهذا سأضعها مع (المخالفات).

لا توجد علاقة شرعية بين شاب وفتاة ليست من محارمه, وإن لم يكن بها تجاوزات، هذا ديننا, وتلك شريعتنا, ولا يسعنا إلا أن نقول: "سمعنا وأطعنا"؛ لأن الله يعلم من أنفسنا ما لا نعلم, وسواء ظهرت لنا حكمة المنع أم لم تظهر, فما علينا إلا التسليم بما أمر الله, وأن تكون حالنا كحال المؤمنين الذين قال الله فيهم: ï´؟ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ï´¾ [النور: 51].

مما ذكرتِ لم أستطع أن أرجح كفةَ الرفض أو القَبول, لكن أنصحك بإعادة كتابة الميزات والعيوب من جديد، وإضافة ما نسيتِ ذكرَه هنا, والتأمُّل فيها كل يوم, ثم صلاة الاستخارة بعد ذلك, وسؤال الله التوفيق والسداد.

سؤالكِ: "ما الشروطُ التي تنصحونني بأن أضعَها في العقد "عقد النكاح"؛ لكي أضمن حَقِّي وحق أطفالي؟".

يقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المسلمون عند شروطهم))؛ علقه البخاري مجزومًا.


فلك أن تشترطي ما تريدين مثل أن يقيمَ في بلدكِ, أو لا يُجبركِ على السفر لمكان لا ترتضينه, أو غيرها من الشروط المباحة, والتي ليس فيها تضييق عليه أو إجحاف؛ فقد وَرَدَ في الحديث: ((ما بالُ أقوامٍ يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله، مَن اشترط شرطًا ليس في كتاب الله، فليس له، وإن اشترط مائة مرة))؛ متفق عليه.

فاجلسي مع نفسك كُلَّ يوم لمدة دقائق, وفَكِّري على رَوِيَّة في أمر الشروط, ولا دَاعِيَ للتكلُّف في الشروط, وإن كانت مُباحة، فالتضييقُ عليه قد يغيره، ويُبدِّل حبه كراهية, وَفَّقكِ الله وهداكِ لما فيه الخير لك في الدُّنيا والآخرة, ويَسَّر لكِ أمرك, وأقَرَّ عينكِ بالزوج الصَّالِح, ونسعد بالتواصُل معكِ في كل وقت.





الساعة الآن : 05:47 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.33 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.90%)]