ملتقى الشفاء الإسلامي

متفائلون
عبد الله بن عبده العواضي

نَبَتْنَا في الخنادقِ صامِدينا *** على كلِّ العواصفِ صابرينا
تموتُ الأرضُ تحت القصفِ موتاً *** وما زِلنا عليها قائمينا
نُرابطُ في تُخومِ العزِّ حتى *** يموتَ الذلُّ أو نلقى المَنونا
نجيئُ الموتَ من بابٍ كريمٍ *** ونأبى العيشَ إن أضحى مهينا
وُلِدنا في المعاركِ من جديدٍ *** وصِرنا في القتالِ له بنِينا
سُقِينا مِن حياضِ الذلِّ عُمْراً *** فجئنا اليومَ نُوفِيْه الدُّيونا
حُرِمنا عزَّةَ الإنسانِ دهراً *** وكُنَّا للكرامةِ ظامئينا
وليلُ الذلِّ لن يسريْ طويلاً *** وفجرُ العزِّ لن يبقى جَنينا
نُحاصَر بالبلا من كل وجهٍ *** ويعصفُنا الأذى حيناً فحينا
وتقصِدُنا القذائفُ مسرعاتٍ *** وبالغاراتِ صِرنا مُمطَرِينا
ويَجْهَدُ في الحتوفِ لنا عِدانا *** ويأبى ربُّنا ما يشتهونا
سيعلمُ كلُّ مَن يبغي فَنانا *** بأنَّا في الملاحم ثابتونا
ولو جمَع القُوَى الكبرى علينا *** ونازعَنَا الحياةَ فلن نلِينا
سنصبرُ في جهادِ الظلم صبراً *** ولن نَحنيْ لمَن ظلموا جبينا
فإنَّا واثقون بمَن بَرانا *** ونِعمَ اللهُ عونُ الواثقينا
وحسنُ الظنِّ بالمولى سلاحٌ *** حَملَناهُ تُجاه المعتدينا
تفاؤلُنا ضياءٌ في الدياجي *** نَشقُّ به ظلامَ الظالمينا
ورَدَنا ماءهُ فحَنَا علينا *** وأُبْنَا للنضالِ وقد رَوِينا
فلن نأسى ونعجلَ في مُنانا *** ولن نُعليْ لواءَ اليائسينا
سنبقَى بالتفاؤل آخذينا *** وإن مُدَتْ ليالي المجرمينا
وإن النصرَ موعدُنا لأنَّا *** ظُلِمنا مِن شقيِّ الجائرينا

سنمضي في طِلَابِ النَّصرِ حتى *** نعانقَه عناقَ العاشقينا
ونرفعُ رايةَ العدلِ انتصاراً *** لمَن ذاقوا نكال القاسطينا