مسألة الوقت


محمد هادفي





إن مسألة الوقت مسألة طريفة في طرحها؛ حيث إن التطرق إليها هو من الزاوية التالية، بمعنى أن الإنسان له - منذ ولادته إلى موته - زمن أو وقت معين ومحدود، والتساؤل هنا هو عن العمل الذي يقوم به الإنسان في هذا الوقت المحدد والمحصور، سؤال يطرحه الإنسان من خلال منطق استثمار الوقت، ومن هنا أرى أن أعمال الإنسان - أي قضاء الوقت فيها - إنما هو في النهاية غايته واحدة، وهي تحقيق سعادة الإنسان وراحته، فذلك تبرير سَعْيه وقضائه للوقت؛ مثل قضاء الوقت في العمل أو الترفيه، إلا أن ما أريد طرحه من زاوية هذه المسألة هو مسألة قضاء الوقت في التفكير أو التأمل أو الملاحظة أو التحقيق، وما فيها من ثقل إيجابي أو سلبي على سعادة الإنسان وطمأنينته إذا مُورِس هذا العمل.

إذًا؛ أرى أن الإنسان لا بد أن ينتبه إلى هذا الجزء من العمل الذي تطلبه نفسه وكيانه بإلحاح، فلا بد للإنسان أن يشعر بهذا الجانب فيه فيما هي بين العمل، بمعنى قضاء الوقت في سبل العيش، أو قضاء الوقت في الترفيه، أو قضاء الوقت في التأمل والتفكير والملاحظة، والتساؤل في المسائل التي تمليها عليه نفسه وطبيعته.


وقت الإنسان حق على الإنسان!