عظمة الله
عظمة الله خالد عبدالرحمن الكناني الحمد لله العظيم تعاظم في ذاته عن الإحاطة والتكييف وجل في صفاته عن النقائص والتشبيه ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11] تعالى في ملكه ومجده فهو العلي العظيم: يا مدرك الأبصار، والأبصار لا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تدري له ولكنه إدراكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أتراك عين والعيون لها مدى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ما جاوزته، ولا مدى لمداكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إن لم تكن عيني تراك فإنني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif في كل شيء أستبين علاكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يا منبت الأزهار عاطرة الشذا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هذا الشذا الفواح نفح شذاكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يا مجري الأنهار: ما جريانها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إلا انفعالة قطرة لنداكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رباه هأنذا خلصت من الهوى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif واستقبل القلب الخلي هواكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وتركت أنسي بالحياة ولهوها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولقيت كل الأنس في نجواكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ونسيت حبي واعنزلت أحبتي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ونسيت نفسي خوف أن أنساكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يارب حلواً قبل أن أهواكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أنا كنت يا ربي أسير غشاوة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رانت على قلبي فضل سناكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif واليوم يا ربي مسحت غشاوتي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وبدأت بالقلب البصير أراكا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذلت لجبروته جميع المخلوقات وتلا شت لعظمته عظمة المخلوقات وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه أجمعين. أما بعد: عباد الله: عظمة الله سبحانه وتعالى لا يقدُرُها قدر ولا يأتي عليها حد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّا نَجِدُ: أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الخَلاَئِقِ عَلَى إِصْبَعٍ، فَيَقُولُ أَنَا المَلِكُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67]. عظمته جل وعلا تتجلى في مخلوقاته سبحانه وتعالى وفي كل شيء له آية ♦♦♦ تدل على أنه واحد ومن آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته سبحانه وتعالى، قال تعالى: وقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ * وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ * وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ * اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ * فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الروم: 46 - 50]. لا إله إلا الله الكون كله يشهد أنك الواحد الأحد الفرد الصمد. الكون كله يشهد أنه لا إله إلا أنت الخالق المبدع. ربنا ما عبدناك حق عبادتك. عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَوْ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ لَوَسِعَتْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ لِمَنْ يَزِنُ هَذَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: لِمَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ مِثْلَ حَدَّ الْمُوسَى فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: مَنْ تُجِيزُ عَلَى هَذَا؟ فَيَقُولُ: مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِي، فَيَقُولُ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ )). أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم. ♦ ♦ ♦ الحمد لله رب العالمين، ذو الجلال والإكرام أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله عبدَ ربَهُ حق عبادته وعظمه وأجله حق التجليل صلوات ربي وسلامه عليه. أما بعد عباد الله: عجباً والله كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد، وهذه آياته الدالة على عظمته سبحانه وتعالى، يقول بن القيم رحمه الله: من أعجب الْأَشْيَاء أَن تعرفه ثمَّ لَا تحبه وَأَن تسمع داعيه ثمَّ تتأخر عَن الْإِجَابَة وَأَن تعرف قدر الرِّبْح فِي مُعَامَلَته ثمَّ تعْمل غَيره وَأَن تعرف قدر غَضَبه ثمَّ تتعرّض لَهُ وَأَن تذوق ألم الوحشة فِي مَعْصِيَته ثمَّ لَا تطلب الْأنس بِطَاعَتِهِ وَأَن تذوق عصرة الْقلب عِنْد الْخَوْض فِي غير حَدِيثه والْحَدِيث عَنهُ ثمَّ لَا تشتاق إِلَى انْشِرَاح الصَّدْر بِذكرِهِ ومناجاته وَأَن تذوق الْعَذَاب عِنْد تعلق الْقلب بِغَيْرِهِ وَلَا تهرب مِنْهُ إِلَى نعيم الإقبال عَلَيْهِ والإنابة إِلَيْهِ وأعجب من هَذَا علمك أَنَّك لابد لَك مِنْهُ وَأَنَّك أحْوج شَيْء إِلَيْهِ وَأَنت عَنهُ معرض وَفِيمَا يبعدك عَنهُ رَاغِب)). ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ [عبس: 17]. لنعم الله • هل يحق لأحد أن يعبد غير الله؟ كلا ولله إنه جل وعلا هو المعبود وحده. وحقه تعالى ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)). • هل يحق لإنسان أن يتخلف عن طاعة الله. كيف يعظم الله من يتخلف عن الصلوات وعن الجمع والجماعات. • هل يعظم الله من يرتكب المعاصي والمنكرات وسائر المخالفات؟ • هل يحق لإنسان إذا انفرد وغاب عن الأنظار أن يمارس الفواحش والمحرمات؟ والله تعالى لا يخفى عليه شي في الأرض ولا في السماء، كيف لو ربينا أنفسنا وأهلينا انطلاقا من قوله تعالى: ﴿ يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16]. ﴿ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ﴾ [لقمان: 16] لسعة علمه، وتمام خبرته وكمال قدرته. ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8] يقول ابن سعدي رحمه الله وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلا والترهيب من فعل الشر ولو حقيرًا. هذا وصلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه... |
الساعة الآن : 01:07 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour