يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ أحمد قوشتي عبد الرحيم وفقر العباد لربهم فقر دائم ومستمر ، مصاحب لهم من كل وجه ، وبكل اعتبار ، ولا ينفك عنه أحد ألبتة . ومن استحضر هذا المعنى ازداد لربه ذلا وخضوعا ، وفوض حوائجه كلها إلى مولاه وخالقه ، ولم يسأل غيره ، أو يرغب في أحد من دونه ، إذ كل من سوى الغني الحميد مربوبون فقراء ، لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا ، ولا غنى ولا فقرا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . والعبد فقير إلى ربه - "من جهة ربوبيته له ، وإحسانه إليه ، وقيامه بمصالحه ، وتدبيره له . - وفقير إليه من جهة إلهيته ، وكونه معبوده وإلهه ، ومحبوبه الأعظم الذي لا صلاح له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا بأن يكون أحب شيء إليه ، فيكون أحب إليه من نفسه وأهله وماله ووالده وولده ، ومن الخلق كلهم . - وفقير إليه من جهة معافاته له من أنواع البلاء ، فإنه إن لم يعافه منها هلك ببعضها . - وفقير إليه من جهة عفوه عنه ومغفرته له ، فإن لم يعف عن العبد ويغفر له فلا سبيل إلى النجاة ، فما نجا أحد إلا بعفو الله ولا دخل الجنة إلا برحمة الله " شفاء العليل لابن القيم ص 118. |
الساعة الآن : 03:45 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour