أهوال القيامة: تكوير الشمس وانتثار الكواكب
أهوال القيامة: تكوير الشمس وانتثار الكواكب الشيخ عبدالله بن حمود الفريح هذه الشمس التي لا يستغني الناس عن نورها، وما تمدنا به من طاقة يوم القيامة، تُجمَّع وتكوَّر، ويذهب ضوؤها، قال تعالى مبينًا ذلك: ï´؟ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ï´¾ [التكوير:1]، " ï´؟ كُوِّرَتْ ï´¾: قال ابن عباس: أظلمت، وقال مجاهد: اضمحلت، وذهبت، وقال أبو صالح: أُلقيت، قال ابن جرير: والصواب عندنا من القول في ذلك: أن التكوير جمع الشيء بعضه إلى بعض، ومنه تكوير العمامة، وجمع الثياب بعضها على بعض، فمعنى قوله تعالى: ï´؟ كُوِّرَتْ ï´¾ جمع بعضها إلى بعض، ثم لُفَّت، فرمي بها، وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوؤها"[1]. وأمَّا القمر فإنه هو الآخر يُخْسَف، فيظلم، ويذهب ضوؤه، قال تعالى: ï´؟ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ ï´¾ [القيامة 7- 8]. وأمَّا هذه النجوم، والكواكب المتناثرة التي زيَّنت السماء، وكأنها مترابطة فإنَّ عقدها ينفرط، فتنتثر، ويذهب ضوؤها أيضًا فتُطمس، قال تعالى: ï´؟ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ ï´¾ [الانفطار:2]، وقال: ï´؟ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ï´¾ [التكوير:2]، أي: انتثرت، وقال: ï´؟ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ï´¾ [المرسلات:8]، أي: ذهب ضوؤها. وبعد - أخي المبارك - هذا هو حال هذه الأفلاك، التي لطالما تعجَّبنا منها، وهي عظيمة ولا شك، لكن لهول ذلك الموقف تأمَّل كيف هو حالها!. وبقي أن تعرف حالي وحالك في ذلك الموقف الرهيب، فالإنسان في هذا التغير لهذه الأفلاك يتحير بصره فزعًا، ولا يطرف من شدة ما يرى من الهول والفزع، ويخسف القمر، وتجمع الشمس مع القمر، والإنسان من فزع ما به. يقول: أين المفر؟؟ قال تعالى: ï´؟ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ ï´¾، فيأتي الجواب:ï´؟ كَلَّا لَا وَزَرَ ï´¾؛ أي كلا لا مهرب، ولا مفر من هول ذلك اليوم: ï´؟ إِلَىظ° رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ï´¾[القيامة:7-13]. فيا له من لقاء، ويا لها من أنباء يتلقاها فلا يخفى حينئذ من أمرك شيئا: ï´؟ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىظ° مِنكُمْ خَافِيَةٌ ï´¾ [الحاقة: 18]. فيا إلهي خفف عني لقائي أنا وقارئ كلماتي، وسيأتي مزيد بيان لهذا الترهيب. ونقل القرطبي رحمه الله أبياتًا في وصف أهوال ذلك اليوم: وإذا الجبال تقلعت بأصولها http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فرأيتها مثل السحاب تسيرُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإذا العشار تعطلت وتخربت http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif خلت الديار فما بها معمورُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإذا الوحوش لدى القيامة حشرت http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وتقول للأملاك أين تسيرُ؟ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإذا تقاة المسلمين تزوجت http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif من حور عين زانهن شعورُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإذا الموؤدة سئلت عن شأنها http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وبأي ذنب قتلها ميسورُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإذا الجليل طوى السماء بيمينه http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif طي السجلِّ كتابه المنشورُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإذا الصحائف نشّرت فتطايرت http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وتهتكت للمؤمنين ستورُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإذا السماء تكشطت عن أهلها http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ورأيت أفلاك السماء تدورُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإذا الجحيم تسعرت نيرانها http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلها على أهل الذنوب زفيرُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإذا الجنان تزخرفت وتطيبت http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لفتى على طول البلاء صبورُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإذا الجنين بأمه متعلق http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يخشى القصاص وقلبه مذعورُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هذا بلا ذنب يخاف جنينه http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كيف المصر على الذنوب دهورُ؟![2] http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif مستلة من: "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار" [1] انظر: معارج القبول (2/213). [2] انظر: التذكرة للقرطبي (ص214). |
الساعة الآن : 12:34 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour