الاسلام هو الحل
د \ محمد عمارة:o :o :o :o
سألني سائل ، فقال – تُرى من هو أول قائل " إن الإسلام هو الحل " ؟ فقلت له : إذا أردت البعد التاريخي لهذه القضية ، فإن الوحي الإلهي والبلاغ القرآني ، هو الذي جاء ليقول للناس : إن الإسلام هو السبيل .. والصراط المستقيم .. وطرق السعادة للفرد والأمة .. ومنهاج العمران للنفس وللواقع ، في هذه الدنيا وفي يوم الدين .. فكل آيات البلاغ القرآني ، وجميع أحاديث البيان النبوي لهذا البلاغ القرآني ، تعلن أن الإسلام وهَدْيه ونموذجه الحضاري هو السبيل والطريق والنموذج – أي الحل – وليست حلول ونماذج الشرك والوثنية ، ولا التحريفات التي انتهت إليها شرائع ذلك التاريخ ... وفي المجتمعات الإسلامية ، منذ عصر البعثة وحتى الاحتكاك الحضاري بين المسلمين والغرب - قبل قرنين من الزمان – لم تكن هناك حاجة ، عند المذاهب والدعوات الإصلاحية والتجديدية لرفع شعار " الإسلام هو الحل " لأن المرجعية الوحيدة لكل أصحاب المذاهب والدعوات ، يقفون جميعاً على الأرض المشتركة لثوابتها – في العقيدة .. والشريعة .. ومنظومة القيم – ويختلفون في الاجتهاد للفروع والمتغيرات .. فلم يجد مذهب من المذاهب ولا فرقة من الفرق ولا دعوة من الدعوات ولا دولة من الدول نفسه في حاجة إلى تمييز منهجه ، و " الحل " الذي يقدمه بصفة " الإسلامي " وذلك فضلاً عن أن يرفع شعار : " الإسلام هو الحل " . فلما جاءت المرجعية الحضارية الغربية – وهي وضعية علمانية ، لا تعتمد الدين في مكوناتها الحضارية – إلى بلادنا ، في ركاب الغزوة الاستعمارية الأوربية الحديثة ؛ أخذت هذه " المرجعية اللادينية " تزاحم وتنافس " مرجعيتنا الإسلامية " في عقول النخبة ، وفي مشاريع التجديد والتحديث ، فاحتاج أصحاب التوجه الإسلامي ، المنطلقون من المرجعية الإسلامية إلى تمييز مذاهبهم في الإصلاح ودعواتهم في التجديد بوصف " الإسلامي " معلنين أن " الإسلام هو الحل " وليس " النموذج الغربي الوافد " .. ولأن رفاعة الطهطاوي [ 1216 – 1290 هـ 1801 – 1873 م ] كان أول عين للشرق الإسلامي على الغرب العلماني ، فلعله كان أول من أعلن أن الحل هو الإسلام ، وليس النموذج الوضعي الغربي اللاديني .. فلقد ميز الطهطاوي في الفكر الغربي بين علوم تمدن الواقع المادي ، التي سماها " علوم التمدن المدني " ،والتي هي " مشترك إنساني عام " فدعا إلى التتلمذ فيها على " التقدم الغربي " .. بينما رفض الفلسفة الوضعية اللادينية الغربية : لأن " لأهل باريس – كما قال – في الفلسفة حشوات ضلالية مخالفة لكل الكتب السماوية .. وأكثر أهل هذه المدينة إنما له من دين النصرانية هذا الاسم فقط ، حيث لا يتبع دينه ، ولا غيرة له عليه ، بل هو من الفرق المحسٌنة والمقبحة بالعقل وحده . أو فرقة من الإباحيين الذين يقولون : إن كل عمل يأذن فيه العقل الصواب ، بينما المرجعية والحل الإسلامي يزاوج بين العقل والشرع " وليس لنا أن نعتمد على ما يحسنه العقل أو يقبحه إلا إذا ورد الشرع بتحسينه أو تقبيحه " ومنذ ذلك التاريخ تعددت المرجعيات وتعددت " الحلول " وبدأ تمييز الحل الإيماني بكلمة الإسلام . |
مشكورة اختي الكريمة
بارك الله فيكي |
الحمد لله على نعمة الاسلامـ
بوركت أختاه ع النقل المميــز وّد !ـحن |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير اختي على طرحك الطيب ودمتي بخير |
بارك الله فيكي فعلا الاسلام هو الحل
الحمد لله علي نعمه الاسلام |
الساعة الآن : 01:48 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour