ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   كلام عجيب عن الناس بين العلم و الجهل.(من كتاب صيد الخاطر) (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=18418)

ابواحمد السلفي 23-12-2006 11:26 AM

كلام عجيب عن الناس بين العلم و الجهل.(من كتاب صيد الخاطر)
 
الناس بين العلم و الجهل


نظرت إلى الناس فرأيتهم ينقسمون بين عالم و جاهل

فأما الجهال فانقسموا فمنهم سلطان قد ربي في الجهل و لبس الحرير و شرب الخمور و ظلم الناس و له عمال على مثل حاله فهؤلاء بمعزل عن الخير بالجملة
و منهم تجار همتهم الإكتساب و جمع الأموال و أكثرهم لا يؤدي الزكاة و لا يتحاشى من الربا فهؤلاء في صور الناس
و منهم أرباب معاش يطففون المكيال و يخسرون الميزان و يبخسون الناس و يتعاملون بالربا و هم في الأسواق طوال النهار لا همة لهم إلا ما هم فيه فإذا جاء الليل وقعوا نياما كالسكارى فهمة أحدهم ما يأكل و يلتذ به و ليس عندهم من الصلاة خبر فإن صلى أحدهم نقرها أو جمع بينها فهؤلاء في عدد البهائم
و من الناس ذو رذالة في جميع أحوالهم فهذا كناس و هذا زبال و هذا نخال و هذا يكسح الحش فهؤلاء أرذل القوم و منهم من يطلب اللذات و لا يساعده المعاش فيخرج إلى قطع الطريق و هؤلاء أحمق الجماعة إذ لا عيش لهم

فإن إلتذوا لحظة بأكل أو شرب فحركة الريح قصبة هربوا خوفا من السلطان و ما أقل بقاءهم ثم القتل و الصلب مع إثم الآخرة

و منهم أرباب قرى قد عمهم الجهل و أكثرهم لا يتحاشى من نجاسة فهم في زمرة البقر
و رأيت النساء ينقسمن أيضا فمنهن المستحسنة التي تبغي و منهن الخائنة لزوجها في ماله
و منهن من لا تصلي و لا تعرف شيئا من الدين فهؤلاء حشوا النار
فإذا سمعن موعظة فإنها كما مرت على حجر إذا قرئ عندهن القرآن فكأنهن يسمعن السمر
و أما العلماء فالمبتدئون منهم ينقسمون إلى ذي نية خبيثة يقصد بالعلم المباهاة لا العمل و يميل إلى الفسق ظنا إن العلم يدفع عنه و إنما هو حجة عليه
و أما المتوسطون و المشهورون فأكثرهم يغشى السلاطين و يسكت عن إنكار المنكر
و قليل من العلماء من تسلم له نيته و يحسن قصده
فمن أراد الله به خيرا رزقه حسن القصد في طلب العلم فهو يحصله لينتفع به و ينفع و لا يبالي بعمل مما يدل عليه العلم
فتراه يتجافى أرباب الدنيا و يحذر مخالطة العوام و يقنع بالقليل خوفا من المخاطرة في الدنيا في تحصيل الكثير
و يؤثر العزلة فليس مذكرا للآخرة مثلها
و ليس على العالم أضر من الدخول على السلاطين فإنه يحسن للعالم الدنيا و يهون عليه المنكر
و ربما أراد أن ينكر فلا يصح له فإن عدم القناعة و غلبت نفسه في طلب فضول الدنيا سلم عليه لأنه يتعرض بأربابها
و إن الإنسان ليمشي في السوق ساعة فينسى بما يرى ما يعلم فكيف إذا انضم إلى ذلك التردد إلى الأغنياء و الطمع في أموالهم
فأما الوحدة فإنها سبب رجوع القلب و جمع الهم و النظر في العواقب و التهيؤ للرحيل و تحصيل الزاد
فإذا انضمنت إليها القناعة جلبت الأحوال المستحسنة
و لا تحسن اليوم المجالسة إلا لكتاب يحدثك عن أسرار السلف
فأما مجالسة العلماء فمخاطرة إذ لا يجتمعون على ذكر الآخرة في الأغلب
و مجالسة العوام فتنة للدين إلا أن يتحرز في مجالسهم و يمنعهم من القول فيقول هو و يكلفهم السماع
ثم يستوفز للبعد عنهم و لا يمكن الإنقطاع الكلي إلا بقطع الطمع و لا ينقطع الطمع إلا بالقناعة باليسير أو يتجر بتجارة أو أن يكون له عقار يستغله
فإنه متى احتاج تشتت الهم و متى إنقطع العالم عن الخلق و قطع طمعه فيهم و توفر على ذكر الآخرة فذاك الذي ينفع و ينتفع به و الله الموفق

ريحانة دار الشفاء 25-12-2006 07:47 PM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخى الطيب
ابو احمد السلفى
على الموضوع القيم
جعله الله فى ميزان حسناتك
ونتمنى المزيد من الموضوعات المتميزة
جزاك الله خير الجزاء


الساعة الآن : 12:27 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.82 كيلو بايت... تم توفير 0.13 كيلو بايت...بمعدل (1.62%)]