ملتقى الشفاء الإسلامي

تتلاطم أمواج حياتنا بقوّة ...فيختلط مدّها بجزرنا ،تسائلنا النّفوس الحبيسة عن عومنا ضدّ التّيار .......ربّما تفكيرنا سلموني ....نلبس ثوب الحداد ويلبسنا الحزن أزلياّ ،تراهن على سقوطنا أوراق الخريف وتؤكّد موت الحياة فينا قطع الجليد ....

تغطّي الثّلوج سقف منازلنا ويتسلّل بردها مع عمق الذّكرى ليحنّط في القلب أملا شاخ بلا أمل له في شمس الرّبيع ...
نحكم تغطية أجسادنا الذّابلة وننزوي في ركن الحياة ...تحاول المدفأة عبثا أن توصل الشّرارة الى الأفئدة لتدوب مومياء الجليد

ترقبنا الأشجار العارية وراء النّافذة ،شكلنا يخيفها وتعرّيها يزيدنا قنوطا ...صمتها مرعب،أين أوراقك أين ثمارك ...أين أوكارها فيك العصافير ،وتصمت وتعوي بين أغصانها رياح الغربة

لكن لعلّه خير ...تقول البومة الوحيدة

عندما يزهر الرّبيع تأبى العصافير الاّ التّغريدا ....تبتسم الوجوه العابسة قسرا وتتفتّح بذور الأمل في القلوب فيخفق الحب ...

وتقول الآلام والأحزان لعلّه خير ....أجل دموعنا فيها الخير ،وصبرنا كلّه خير ........

نفتح نوافذا بعد أن أغلقت علينا الأبواب ،فتهبّ نسمات الفجر محمّلة بعبير الجنّة تقول لنا لعلّه خير .........

عندما يزهر الرّبيع يجمع اليأس يأسه ويوضّب حقائبه ..يسافر بعيدا في خريف أرض غير أرضنا ...يسافر من غير وداع ولا أمل في اللّقاء ...

عندما يزهر الرّبيع تتفتّح لناأزهار اللّوز والكرز والمشمش ،يداعب أريجها ندى الصّبح ويهمس في خلده ،تعالى ...نبدّد أحزان نفوس لفّها الخريف وأماتها الشّتاء

عندما يزهر الرّبيع تنكسر عنّا شرنقة الحزن فتخرج مناّ فراشات الأحلام ،زاهية الألوان تحلّق بعيدا تمتصّ رحيق الأمل

وتلقّح به أرواحا عقيمة ...

عندما يزهر الرّبيع يختلط عبير الرّياحين وشدى الخزامى بأريج الأقحوان يعانق الأمل فنشدو معا غدنا كلّه خير .