ملتقى الشفاء الإسلامي - عضلات متمردة !!!!

عضلات متمردة

رفع وسيم رأسه فرأى فتاة تمشي مائلة متمايلة فقال ضاحكا:

واااو صيد ثمين لا يفوت، ثم هم بتتبعها لمعاكستها كمثيلاتها ممن تعج بهن الشوارع يلفتن أنظار المارة ويحسبن أنهن راقيات وللتحضر متبعات وللموضة مخلصات.

لكنه تفاجأ برجليه تتسمران في مكانهما، حاول التحرك...جاهد...http://www.paldf.net/forum/images/smilies/1003.gif غضب... http://www.paldf.net/forum/images/smilies/1028.gifصرخ... ولا حياة لمن تنادي الموقف هو الموقف والجمود هو الجمودhttp://www.paldf.net/forum/images/smilies/1008.gif، تجمع حوله المارة مستفسرين والحيرة تعلو وجوههم، هل شلت رجلاه؟ ماذا يجري؟ وهو محرج من الموقف ولا يفهم ما يجري...http://www.paldf.net/forum/images/smilies/1006.gif

تعالوا معا نكتشف مالم يفهمه وسيم:

اضطرب المخ من العصيان المفاجأ وغير المسبوق لعضلات الساقين، فأمرها بسيالة عصبية شديدة اللهجة بالتحرك والاستجابة لكنها أعلنتها صراحة، إضرابا مفتوحا عن التحرك حتى يلبي طلبها المشروع محتجة على الذل والهوان...http://www.paldf.net/forum/images/smilies/1003.gif

فأرسل سيالات أخرى لكنها لم تفلح في تحريكها، والقلب ينبض بقوة احتجاجا على عدم تلبية الأمر خصوصا وأنه تشرب صورة الفتاة وقرر المتابعة...

واللسان حائر أمام العينينن التي تراينها تبتعد، والأدرينالين انتهز الفرصة ليخرج معلنا حالة استنفار...

هنا قررت مفاصل الركبتين التدخل كوسيط لحل المشكلة http://www.paldf.net/forum/images/smilies/1004.gifلعل العضلات تسمع منها فسألتها:

ما بك يا عضلات تتمردين ولتنفيذ الأوامر ترفضين؟http://www.paldf.net/forum/images/smilies/1019.gif

فنطقت العضلات غضبى أسفة: سئمت الذل والهوان المطبق على هذا الإنسان. لا يتقي الله فينا ويجبرنا على معصية الله بكل قوة فينا... وما هذه القوة إلا هبة من أرحم الراحمين.

ثم انقبضت غضبا فاشتدت أوتار الركبتين غضبا لغضبها ومناصرة لها فأجبرت الركبيتين على الانثناء إذعانا للثورة النموذجية...

حينها فقط أدرك وسيم أنه أضعف مما كان يتخيل، فانتهز الفرصة وخر ساجدا يبكي عجزه ويشكو ذنبه ويطلب من ربه مغفرته وعفوه بعد ما طغى وتمرد وظن أن لن يقدر عليه أحد.http://www.paldf.net/forum/images/smilies/1022.gif

ولم يدرك أنه روح من رب السماء في جسد من طين وماء ولو شاء خالقه لجعله هباء...

هكذا هو الإنسان لا يخر لله ساجدا إلا في شدة وحين تنقشع يرفع رأسه ويعلن عصيانه وكأنه لم يصب يوما بسوء إلا من وعى وأدرك ولزم التقوى لأنها طوق النجاة.

يقول الخالق البارئ: وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) سورة الإسراء

ويقول أيضا سبحانه: ِإذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) سورة الإنفطار

مع أطيب الدعوات- فريق مشروع حراس الفضيلة