ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القصة والعبرة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=32)
-   -   مثل الإنسان (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=125040)

زارع المحبة 17-06-2011 11:23 AM

مثل الإنسان
 
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قال الحكيم :
التمست للإنسان مثلاً، فإذا مَـثله مثل رجلٍ نجا من خوف فيلٍ هائجٍ إلى بئرٍ، فتدلى فيها، وتعلق بغصنين كانا على سمائها، فوقعت رجلاه على شيءٍ في طي البئر. فإذا حياتٌ أربع قد أخرجن رءوسهن من أجحارهن، ثم نظر فإذا في قاع البئر تنين فاتح فاه منتظر له ليقع فيأخذه؛ فرفع بصره إلى الغصنين فإذا في أصلهما جرذان أسود وأبيض، وهما يقرضان الغصنين دائبين لا يفتران، فبينما هو في النظر لأمره والاهتمام لنفسه، إذ أبصر قريباً منه خلية فيها عسل نحلٍ؛ فذاق العسل، فشغلته حلاوته وألهته لذته عن التفكر في أمره، والتماس الخلاص لنفسه ؛ ونسي أن رجليه على حياتٍ أربعٍ لا يدري متى يقع عليهن؛ ونسي أن الجرذين دائبان في قطع الغصنين؛ ومتى انقطعا وقع على التنين.
فلم يزل لاهياً غافلاً مشغولاً بتلك الحلاوة حتى سقط في فم التنين فهلك.
فشبهت بالبئر الدنيا المملوءة آفاتٍ وشروراً، ومخافاتٍ وعاهاتٍ؛ وشبهت بالحيات الأربع الأخلاط التي في البدن: فإنها متى هاجت أو أحدها كانت كحُمَـة الأفاعي والسم المميت؛ وشبهت بالجرذين الأسود والأبيض الليل والنهار اللذين هما دائبان في إفناء الأجل؛ وشبهت بالتنين المصير الذي لا بد منه ؛ وشبهت بالعسل هذه الحلاوة القليلة التي ينال منها الإنسان فيطعم ويسمع ويشم ويلمس، ويتشاغل عن نفسه، ويلهو عن شأنه، ويُصد عن سبيل قصده.......

المرجع : كتاب الثعلبين
دمتم في رعاية الله وحفظه .
والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

راغبة في رضا الله 17-06-2011 05:42 PM

رد: مثل الإنسان
 
السلام عليكم أخي الكريم صاحب المواضيع المميزة زارع المحبةوبعد :
أحسست نفسي وانا أقرأ هذه القصة وكأني داخل فلم رعب وكل منا مجبور ان يكون بطل الفيلم ولكن المشكلة ان كاتب الفيلم لم يترك مجالا او خطة للبطل بالهروب وبين منذ البداية ان مصيره محتوم فهو واقع في فاه التنين لامحالة فأينا يقبل ان يكون بطلا لفيلمه هذا؟!
قد اعجبني التشبيه كثيرا ولكن ارى انه ناقص حيث اغفل وضع خطة للنجاه وهي متاحة لمن يشاء ثم اجتهد فالمؤمن لابد ناجٍ باذن الله وكرمه ومنّته فلماذا يحكم على الانسان بشكل عام ان مصيره الى التنين لابد منه
أم انه يقصد بالتنين الموت ولا اعتقد ذلك لانه لو كان هذا قصده لما قال ان العسل شغله عن البحث عن طريق النجاة فمعنى ذلك ان هناك طريق
وكما نعلم ان الموت ليس نهاية الحياة الحقيقة بل بدايتها
على العموم هذا ما استطعت فهمه من القصة فهل انا مخطئة وهل هناك في الكواليس وبين السطور مالم أستطع فهمه
ربما ان لم تكن مستعجلا في المرة القادمة قد توضح لنا ذلك
حياك الله وبارك فيك

ورد جوري 17-06-2011 06:54 PM

رد: مثل الإنسان
 
نسأل الله العفوَ والعافيه وحسن الخاتمه
تشبيه مرعب فعلا لعله ينفع الغافلين المنشغلين بتذوق العسل
جزاكم الله خيرا مميزنا
زارع المحبة

حاضنة الاحزان 18-06-2011 06:02 AM

رد: مثل الإنسان
 
قبل الرد على الموضوع
لي تعليق بسيط لأختي الفاضلة راغبة في رضا الله
جعلكي الله من المرضي عنهم في الدنيا والآخرة
أما أختي مايقصده أخي الفاضل في تشبيهاته هو من جعل الدنيا شغله الشاغل ونسي أن وراءه التنين الذي ينتضره في قعر البئر(الموت)
أشغله أكل العسل والهاه لذته عن التفكير فيما يحدث حوله لم يبالي بمصيره قدر تفكيره بجمع الأموال والركض وراء الدنيا وزخرفها
ولا تنسي أختي أن المؤمن حتى لو كان في هذا الموقف فلديه ماينجيه من ذلك الا وهو مناجاته لربه جلا وعلا ودعاءه والتوسل اليه فقصة نبينا أيوب عليه السلام خير دليل على ذلك ليس له منجى من بطن الحوت الا نداءه لربه فانجاه الله والمؤمن كذلك حتى لو أخذ العسل معه فقد جمع بين شيئين الدنيا ومناجاته لربه والعفو والمغفرة (الآخرة)
هذا مافهمته من هذه التشبيهات فان أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفي والشيطان
والحكم في ذلك الأخ الفاضل زارع المحبة

راغبة في رضا الله 18-06-2011 05:17 PM

رد: مثل الإنسان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاضنة الاحزان (المشاركة 1128624)
قبل الرد على الموضوع
لي تعليق بسيط لأختي الفاضلة راغبة في رضا الله
جعلكي الله من المرضي عنهم في الدنيا والآخرة
أما أختي مايقصده أخي الفاضل في تشبيهاته هو من جعل الدنيا شغله الشاغل ونسي أن وراءه التنين الذي ينتضره في قعر البئر(الموت)
أشغله أكل العسل والهاه لذته عن التفكير فيما يحدث حوله لم يبالي بمصيره قدر تفكيره بجمع الأموال والركض وراء الدنيا وزخرفها
ولا تنسي أختي أن المؤمن حتى لو كان في هذا الموقف فلديه ماينجيه من ذلك الا وهو مناجاته لربه جلا وعلا ودعاءه والتوسل اليه فقصة نبينا أيوب عليه السلام خير دليل على ذلك ليس له منجى من بطن الحوت الا نداءه لربه فانجاه الله والمؤمن كذلك حتى لو أخذ العسل معه فقد جمع بين شيئين الدنيا ومناجاته لربه والعفو والمغفرة (الآخرة)
هذا مافهمته من هذه التشبيهات فان أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفي والشيطان
والحكم في ذلك الأخ الفاضل زارع المحبة

أختي حاضنة الاحزان بارك الله بكِ وأبدل احزانك فرحا
وأما المغزى من القصة فهو واضح وقد أصبتِ بشرحه وتفصيله بارك الله بكِ ولكني لم أعترض على هذا وانما اعترضت على هذه الجملة في القصة
(وشبهت بالتنين المصير الذي لا بد منه) ولهذا قلت ان هذا المصير ليس محتوما لكل البشر وانما للكافرين منهم وأما المؤمن فهو ناج بفضل الله ومنته وما عليه الا ان يؤمن بالله ويعمل صالحا
واعترضت أن الكاتب الذي نقل عنه القصة لم يذكر سبيل النجاة الا ان كان ذكره في مقطع تالٍ من الكتاب ولكن الاخ الفاضل زارع المحبة لم ينقله فقد اكتفى الأخ بالوعيد والترهيب ونسي الترغيب
فوددت ان الفت انتباهه لهذه النقطة مع ما اعرفه عنه بأنه يختار مواضيعه بدقة وعباراته بحرص بالغ ولهذا سألته هل هناك في الكواليس مالم افهمه وكنت أعني لم اكتفَ بالوعيد ووصف الخطر وذكر ان المصير محتوم ولم يذكر انه هناك فسحة أمل واشراقة نور تبدد الخطر وتنقذ البشر
بارك الله بكِ وبالاخ زارع المحبة

زارع المحبة 21-06-2011 12:32 PM

رد: مثل الإنسان
 
بارك الله في كل من شارك في هذا الموضوع . وقد أحسنتم جميعا , وخاصة الاخت الفاضلة الراغبة في رضا الله فإنها شرحت وفصلت وأزالت كل غموض .
المغزى من القصة :
هي تمثيل لمن ينشغل بالدنيا عن الآخرة .

بارك الله فيكم

انين الاقصى 23-06-2011 07:53 PM

رد: مثل الإنسان
 
بوركت اخي النقل الطيب
وباعد عنا السهو عن آخرتنا والعمل لها

زارع المحبة 05-07-2011 12:34 PM

رد: مثل الإنسان
 
شكرا لكم جميعا :

واتمنى أن نكون جميعا ممن قيل فيهم :ـ

" إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ."





الساعة الآن : 06:53 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 14.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.11 كيلو بايت... تم توفير 0.43 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]