ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القصة والعبرة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=32)
-   -   الإعــارة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=109135)

أم عبد الله 07-10-2010 12:56 AM

الإعــارة
 
الإعــارة

ابراهيم عبدالعزيزالمغربي

وقف حازم في صالة المطار ، طال انتظاره ، أحس بالملل من طول الوقوف وتردد النظر ،
مع أن الوقت لم يكن بهذا القدر الذي يدعو لهذه الحالة من الملل ، كرر النظر،
وقعت عيناه على لوحة الإعلان ، اللوحة تنبئ عن وصول الطائرة ، اقترب موعد وصول زوجته .
أسرع شريط الذكريات يمر بخاطره ، يتذكر يوم سفرها . آه . لقد مرت السنتان سريعا.. لا
بل كانت الأيام مليئة بالأحداث ، والمواقف التي لا تنسى . تذكر وهو يتلقى منها نبأ ترشيحها للإعارة والسفر للتدريس بدولة عربية . تذكر وهو يحاول أن يثنيها عن السفر ، ويقنعها بالتأجيل ، فهو لن يستطيع السفر معها الآن نتيجة لظروف عمله ، وهما الآن في سعة من العيش ، وعندهما ما يكفي لحياتهما ، وولدهما الصغير أحمد . تذكر وهو يحاول معها لكنه كان يعرف نقطة الضعف لديها ؛ إنه حب المال . تذكر إصرارها ،
وضعفها أمام بريق المادة ، ولو كلف ذلك تضحيات أغلى . إنها ـ حسب تعبيرها ـ الفرصة التي ينتظرها الجميع . وإن تأجلت لربما لا تطرق بابها مرة أخرى . إنه إغراء المال ، والأحلام التي طالما عاشتها ، وحدثت بها من حولها ، رغم أنها كانت تخفي هذا كله وراء عباراتها لزوجها وهي تحدثه عن رؤيتها لمستقبل ولديهما أحمد ،
وعن حبها للتعليم ، وأن المال سيوفر لهما المستقبل الناضر في تربية أحمد ، وسيعوض أيام الفراق ،
وحرارة البعد . المال الذي طالما وفر لكثيرين الحياة الناضرة ، والمستقبل الفسيح .
آه .. . كل ذلك والأيام تمضي . ترى هل غير العامان شكلها ، أخلاقها ، ثقافتها ؟
هذه الخواطر مرت سريعا في اللحظات الأخيرة من الانتظار قبل أن تقع عينه على زوجته
خرجت الأفواج من الصالة . وصلت زوجته بين الصفوف ، لمحها من بعيد .
آه . كم تساوي تلك اللحظات مقدارا في عمر الإنسان ؟ وكم هي الحياة قصيرة ، لذلك نشعر بحلاوة اللقاء بعد الفراق . شعر حازم بنظرة زوجته بعد اللقاء ، وتقلبها يمنة ، ويسرة ، وشعر بشوقها الكبير له ولولدها أحمد . لكن حرارة اللقاء اختفت وراء نظراتها السريعة وهي تسأل بلهفة : أين أحمد ؟ هل أصابه مكروه ؟ هل ... هل ....
شعرت لحظتها أن ما حصلته من أموال لا يساوي تلك اللحظة . بعد عامين من الغياب لا تجد ابنها باستقبالها ، لطالما أخفت مشاعرها التي كانت تكابدها من فراق ابنها .
لقد كانت تعد له حضنها الدافئ ليعوضها عن برد الاغتراب ، وحرارة البعاد . وجفاف المادة التي عاشتها هذه المدة كانت تريد أن تروي الفطرة التي لم تنتبه لحقيقتها يوم التضحية .
كل هذه المعاني أخرجتها كلمات بسيطة وهي تسأل زوجها بصوت المرتجف الخائف :
أين أحمد ؟ هل أصابه مكروه؟ قال لها بصوت هادئ :
لا تخافي ، إنه بخير
ولكنه فاجأها بالإجابة عن سؤالها التالي : ولم لم تحضره معك ؟ هل تركته وحده؟ قال :
لا تخافي إنه مع زوجتي الثانية .



أمة_الله 07-10-2010 01:31 AM

رد: الإعــارة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل المطالب المادية لن تساوي لحظة ود وحب لزوجها ، وحضن دافئ لابنها
فعلا نتيجة حتمية لمثل هذا التصرف (زوجة ثانية) تسد ذاك الفراغ الأسري !!!
جزاك الله خيرا غاليتي أم عبد الله :_11:
وأسأل الله أن يوفقنا دوما لما يحبه ويرضاه
في أمان الله


الساعة الآن : 11:02 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.38 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]