ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القصة والعبرة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=32)
-   -   ما الذي أبكى هذا التاجر ؟ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=107823)

تل الاسلام 23-09-2010 05:12 PM

ما الذي أبكى هذا التاجر ؟
 
وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : ( أخوف ما أخاف عليكم اِتباع الهوى وطول الأمل , فأما اِتباع الهوى فإنه يصدُّ عن الحق , وأما طول الأمل فإنه ينسي الآخرة . وكان يقول : ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عملٌ ولا حساب ، وغداً حسابٌ ولا عمل .
ما الذي أبكى هذا التاجر ؟



يقول أحد الدعاة : دعاني ابنٌ لأحد كبار التجار يوماً لزيارة والده المريض ، سألت الولد عن مرض أبيه فقال : هو مصابٌ بتليفٍ في كبده وسرطان في أجزاء أخرى في جسده لكن الطبيب لم يخبره بذلك ، ونحن لم نخبره أيضاً فهو لا يدري عن مرضه شيئاً , دخلت على هذا التاجر فإذا هو على السرير الأبيض عمره لم يتجاوز الستين ، لم يتمكن المرض منه بعد ولا يزال جسمه نشيطاً إلى حدٍ ما ، صافحني ثم أمر أولاده بالخروج , فلما خرجوا وبقيت أنا وهو ظل ساكتاً ثم بكى والتفت إليَّ وقال :


آه يا شيخ تباً لهذه الدنيا ، منذ أن عرفت نفسي وأنا أجمع الأموال وأعدُّها عداً وأغامر في مختلف التجارات ، كم كنت أتعب في ذلك وأنشغل عن عبادة ربي ، كم نمت عن الصلاة بسبب السهر على الأموال ومتابعة الشركات ، وكم غفلت عن قراءة القرآن وبخلت عن الإنفاق على المساكين والأيتام ..

يقول : كم أتتني والله يا شيخ نصائح من بعض الفضلاء بالحرص على الطاعة وعدم الغفلة عن الغاية التي خلقنا من أجلها وللتزود لدار الآخرة ، ولكن كنت أقول ليس بعد ، بل إذا بلغت الستين أعطيت نفسي تقاعد واشتريت مزرعة , وأقمت في راحة وعبادة حتى الموت .. ثم هأنذا يفجعني ما نزل بي من مرض وأسأل أولادي عن المرض فيقولون : هو التهابات يسيرة واضطرابات في الهضم وأنا أظن الأمر على غير ذلك ..
ثم بكى الرجل وقال : هل رأيت أولادي هؤلاء الذين يدعونك لزيارتي ويظهرون الشفقة والرحمة بي , بالأمس جلسوا عندي فتظاهرت بالنوم ليخرجوا عني ، فلما ظنوا أني قد نمت بدؤوا يتكلمون عن تجارتي ويحسبون أموالي وكم سينال كل واحد منهم من التركة وكيف سيتمتع بالمال ، ثم ارتفعت أصواتهم واختصموا على عمارة كبيرة لي ، قال الأول نبيعها وندخل ثمنها في التركة ، وقال الآخر بل نؤجرها ، وصاح الثالث بل تكون من نصيبي ، وارتفعت الأصوات تباً لهم يختصمون في مالي وأنا حي بين أظهرهم ..
ثم بدأ ينوح على نفسه ولسان حاله يردد : { ما أغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانيه } الآية { رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } .

وقفة :-

الذي يتأمل أحوال كثير من الناس في هذا الزمان يرى العجب العجاب وكأنهم لم يخلقوا للعبادة , وإنما خلقوا للدنيا وشهواتها , فإنهم إن فكَّروا فللدنيا وإن أحبوا فللدنيا وإن عملوا فللدنيا , فيها يتخاصمون وبسببها يتركون كثيراً من أوامر ربهم ، قال تعالى : { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } الحجر

وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : ( أخوف ما أخاف عليكم اِتباع الهوى وطول الأمل , فأما اِتباع الهوى فإنه يصدُّ عن الحق , وأما طول الأمل فإنه ينسي الآخرة .وكان يقول : ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عملٌ ولا حساب ، وغداً حسابٌ ولا عمل .

ويقول ابن القيم رحمه الله : ما مضى من الدنيا أحلام , وما بقي منها أماني والوقت ضائع بينهما .
أسأل الله جلا وعلا أن يجعل الدنيا في أيدينا وألا يجعلها في قلوبنا ، وأن يرزقنا وإياكم الحرص للتزود للدار الآخرة ..





من كتاب ( هل تبحث عن وظيفة ) بتصرف

رائد الصعوب 23-09-2010 11:19 PM

رد: ما الذي أبكى هذا التاجر ؟
 
بورك فيك اخي

وســـــــــام* 28-09-2010 02:20 AM

رد: ما الذي أبكى هذا التاجر ؟
 
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ومبلغ علمنا

جزاك الله خيراً على الطرح المعبر

زهرة الياسمينا 08-01-2011 12:40 AM

رد: ما الذي أبكى هذا التاجر ؟
 


الساعة الآن : 02:47 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.23 كيلو بايت... تم توفير 0.22 كيلو بايت...بمعدل (2.33%)]