ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى اللغة العربية و آدابها (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=111)
-   -   إحلال العامية محل الفصحى.. مخاطر وآثار (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=216583)

ابوالوليد المسلم 13-11-2019 03:54 AM

إحلال العامية محل الفصحى.. مخاطر وآثار
 
إحلال العامية محل الفصحى.. مخاطر وآثار
سالم بن عميران

تعد اللغة العامية من أبرز التحديات التي تواجه لغة الضاد في العصر الحديث، وتعرّف العامية بأنها: اللغة التي يتخاطب بها الناس في كل ما يعرض لهم من شؤون حياتهم(1)، واللغة العامية خليط من الألفاظ، بعضها فصيح الأصل عربي النسب ولكن تغيرت مخارج حروفه أو لعبت به ألسن العوام فحرفته، وبعضها غريب دخيل، ولج إلى العربية من رواسب لغات امتزج أهلها بالعرب فترة من فترات التاريخ، وهي لغة فوضوية لأنها لا قاعدة لها وليس من منطقها ولا طبيعتها أن تكون لها قاعدة..فهي تشوه ولا تخلق ونشأت من خلال فساد طرأ على الفصحى، وهي ليست صفة من صفات العربية كاللهجة؛ ولكنها لغة ثانية تعيش على حساب الفصحى وتزاحمها، واحتلت مكانها على ألسن الكثيرين ويراد لها أن تحتل مكانها على الأقلام. (2).
الدعوة إلى العامية ومحاولة إحلالها محل الفصحى هي أكبر محنة تعرضت لها اللغة الفصحى في تاريخها، فقد تبناها بعض المستشرقين ومن تأثر بهم من العرب بحجة أنها لغة الشعب كله وتعبر عن مشاعرهم وأفكارهم، وهو شعار مدرسة ضالة في أميركا: «إن اللغة الحقيقية هي اللغة التي يستخدمها الناس فعلا، لا التي يعتقد بعضهم أن على الناس أن يستخدموها...»(3)
مظاهر تبني الدعوة إلى العامية في هذا العصر
- الاهتمام بالشعر العامي، وانتشار ما يسمى بالفكر الفلكلوري (التراثي) من خلال نشر الكتابات العامية في وسائل الإعلام.
- التساهل في استعمال العامية في وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء مثل البرامج الحوارية، والإعلانات، وبرامج الأطفال.
- استعمال العامية في مجال التعليم، وأخطر من ذلك التحدث بالعامية في تعليم النحو وسائر علوم العربية. وقد وجد أحد الباحثين أن من أسباب ضعف الطلاب في اللغة العربية؛ استخدام العامية في التدريس(4). ومازالت هذه المشكلة موجودة في مختلف أنحاء العالم العربي يفضحها التحصيل اللغوي المتدني للطالب في مراحل التعليم المتوالية.
آثار إحلال العامية محل الفصحى
- قطع أوجه الاتصال بين المسلمين، والسعي إلى عزل الدول العربية، وتدمير أهم مقومات وحدتها، فقد كاد الغرب للمسلمين فطُبق التقسيم السياسي، وحاولوا الآن تطبيق التقسيم اللغوي والتاريخي، فروَّجوا لهذه الدعوة لينعزل كل جزءٍ في محيطهم بلغتهم العامية(5).
- صعوبة فهم التراث العربي والإسلامي؛ فاللغة العربية الفصحى تجعلنا نفهم القرآن والسنة وكتب التراث العربي من شعر ونثر، أما العامية فلا تستطيع أن تحل مكان الفصحى بحال، فحركة المجتمع العربي هي في غير صالح العامية، ولا حيلة لنا في ذلك على الرغم من أن العامية هي اليوم أقرب إلى حياة الناس العاملين وألصق بوجودهم الاجتماعي من الفصحى(6).
- في الازدواجية بين الفصحى والعامية عبء مادي وزمني ونفسي؛ ذلك أننا ننفق في تعلم الفصحى وتعليمها مادة ووقتًا أكثر من المطلوب، وتسبب أيضًا في ازدراء الطالب للفصحى فما يبنيه مدرس اللغة العربية معرض للهدم بسبب استشراء العامية في مرافق الحياة العامة وتجعل بعض المتعلمين يتلمس الفصحى بصعوبة بالغة(7).
كيف نواجه خطر العامية؟
نواجه هذا الخطر من خلال عدة أمور أهمها
- الاعتزاز بالفصحى والاعتصام بها في التدوين والإذاعة والنشر، واتخاذها أداة للتفاهم؛ لأنها اللغة الجامعة بين جميع العرب والمسلمين.
- التوعية الإعلامية حول مخاطر العامية على وحدة العالم العربي، وعقد الندوات والمؤتمرات حولها، وإشاعة اللغة الفصحى في الفنون المسرحية والتمثيلية في الإذاعة والتلفاز والخطابة المدرسية وتوجيه الأغاني توجيهًا أدبيا رفيعًا وإخضاعها لخدمة قومية مثمرة تجعلها تعتمد على المختار من فصيح الكلام الذي تتذوقه النفوس ويسمو بالأخلاق.
- أن تكون اللغة العربية الفصحى الميسرة لغة التعليم النظامي من مرحلة الحضانة، وإلزام المعلمين بها في كل ممارساتهم التربوية والتعليمية المتعلقة بالطالب في المدرسة، فلا نجد عذرا لمن يستخدم العامية من المدرسين في لغة تدريسهم وإذا كان السبب عجزهم عن الفصحى فهناك أكثر من طريقة للعلاج(8).
- التسامح في التخفف من الحركات الإعرابية بالتسكين على أواخر الكلمات في لغة الحديث اليومي ما لم يتسبب ذلك في تغيير دلالي أو تشويه http://www.alwaei.com/site/files/101...1_big_opt.jpeg صوتي وهو ما يلقى قبولا وتأييدا من المثقفين كافة. وكذلك عدم التحرج من استعمال الألفاظ الفصيحة التي تجري على ألسنة العوام. ولا يعني ذلك الدعوة إلى الفصعمية التي نادى بها بعض المفكرين في هذا العصر.أي:خليط من الفصحى والعامية وهي دعوة منبوذة لم تلق قبولًا.
الاهتمام بالشعر العامي وتجاوزات لغة الإعلام واستعمال العامية في التعليم.. أبرز التحديات
باحث لغوي.

الهوامش
1 - انظر: د.حسين نصار، معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية، القاهرة، دار الكتب والوثائق القومية 2002، ج1ص5.
2 - انظر: د.مازن المبارك، نحو وعي لغوي، بيروت، مؤسسة الرسالة،1979، ص 40-41.
3 -د.رمضان عبدالتواب، بحوث ومقالات في اللغة،القاهرة، مكتبة الخانجي ط1،1982،ص174.
4- ينظر: بحوث ندوة ظاهرة الضعف اللغوي في المرحلة الجامعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1418 هـ.ج1، ص84.
5- د. عبدالصبور شاهين، «التحديات التي تواجه اللغة العربية»، منشورات منظمة الإيسيسكو.
6- محمد مبارك، مواقف في اللغة والأدب والفكر، بغداد، مكتبة النهضة، بيروت، دار الفارابي، 1974، ص 174 – 176.
7 - ينظر: سميح أبومغلي، التدريس باللغة العربية الفصيحة لجميع المواد في المدارس، عمان، دار الفكر، ط1،1997، ص44.
8- ينظر: تجربة د.عبدالله الدنان في تعليم الفصحى في عدد من المواقع على شبكة الانترنت.



الساعة الآن : 01:51 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.56 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.97%)]