ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=105)
-   -   أساليب التربية ..وأخرى للتعليم (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=146198)

فاديا 26-06-2012 01:45 AM

أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
أعتقد جزما أن مشكلتنا تتعلّق بالمفاهيم
فنحن لا نستطيع التركيز على مفهوم معين وعندما نأخذ المفهوم نربطه بعدة مفاهيم مختلفة
تؤدي جميعها الى نفس المغزى ..الى حيث لا نعرف أين نحن

عندما نعلّم ونتعلم " الرضا "
نربط هذا المفهوم بمفاهيم عدة وينشأ الفرد غير مدرك لقيمته الحقيقية وغير قابل للتمحور والتطور

وعندها ربطنا بين " الرضا " و" الحرمان " واعتبرنا الحرمان هو الوسيلة المؤدية الى فضيلة الرضا

أقول هذا لأني أرى الوسيلة الصحيحة كما يعتقدها ويعتمدها جمع كبير من البشر في سبيل تعليم ابنائهم الرضا والقبول ، هو الحرمان .


الحرمان ليس الاّ وسيلة للعقاب ...وليس وسيلة لتعلّم اي شيء آخر
اما نحن فنستعمل الحرمان تارة للعقاب وتارة اخرى لتعليم بعض الفضائل ، فينشأ الازدواج الاجباري في ذهنية الأفراد
ولا يستطيعون التمييز أحرمانهم كان عقابا أم ثوابا ..؟

ولا بدّ لي ان أوضح ماذا يجب ان يكون الحرمان في التربية السليمة

انا شخصيا أثق بالحرمان كوسيلة من وسائل العقاب ، بل اعتبرها الوسيلة الوحيدة للعقاب التي يجب ان تُتبع في التعامل مع الابناء

انت محروم من لعبتك المفضلة لهذا المساء ...السبب......
أنت محروم من مشاهدة برامجك المفضلة اليوم ...السبب ...
أنت محروم اليوم من أكل الشيكولاتة..الحلوى المفضلة بعد الغداء ..السبب...
انت محروم من النزول الى الحديقة هذا المساء ..السبب ...

أكثر من هذا ..لا يجوز العقاب ..لا كمّا ولا وقتا ....ولا يجوز استعمال الحرمان في صور أخرى ...
مثل بعض السلبيات :

أنت محروم من الخروج من غرفتك لهذا اليوم ..
أنت محروم من الجلوس مع الضيوف اليوم
أنت محروم من استقبال صديقكَ/صديقتكِ هذا النهار
أنت محروم من الخروج معنا هذا المساء ..
انت محروم من الذهاب الى المدرسة !
انت محروم من زيارة جدتك

طرق الحرمان هذه تولد نقصا وفجوة كبيرة في المستقبل
قد نتطرق الى آثار هذا لاحقا ،
أما الآن ، فسأتحدث عن امور أخرى يعتبرها البعض من الايجابيات ولا اعتبرها كذلك

المكافأة

درجت العادة الشعبية على مكافأة الابن عندما ، يحرز المراكز الاولى ، يتفوق ، يعمل عملا له نتائج طيبة
هذا جميل ومحفّز والى آخره
ولكن ماذا عن الوجه الآخر ؟
ما سيحدث ايضا ، ان الابن سيشعر في هذه المكافأة تقديره لذاته وقيمته الشخصية
لا ينكر الكبار ان من يحضر له هدية متوسطة سيختلف شعوره بها عمن يحضر له هدية قيمة مثلا ، مهما كانت حالته المادية
فقد قال المثل قديما : أنا غنية وأحب الهدية
المقصود ان كثيرا من العاقلين الراشدين الكبار ، يشعرون بالهدية تعبيرا عن قيمتهم لدى المُهدي
فماذا عن الابن ..وان تلك الهدية من والديه ؟ اللّذين هما بالنسبة اليه شيء أكبر من الحياة ؟
وعندما نربط قيمته الذاتية ، بالمركز الاول ، او التفوق ..فنحن نقوده الى لا شيء
وقد كان الافضل ان نقول له مثلا ..ان بذلت جهدا ملحوظا اكبر من الأول سوف تحصل على مكافأة
لأن أسباب التفوق والمراكز الاولى ، اسباب معقدة ، لا ترتبط على وجه الاطلاق بالجهود او بالرغبة وانما اشياء نفسية وذهنية خاصة أخرى
اما ان شجعناه على ( بذل الجهود ) فنحن نريه الطريق الى النجاح والى تحقيق حلم التفوّق

ويحدث أيضا على الناحية الأخرى ..ان بعض الاهالي يبالغون في هذا الامر ..
ومضمون ان حصلت على التفوق ستحصل على مكافأة ، هو انك ان لم تحصل على التفوق سوف تُحرم من المكافأة
وكيف يترجمها الابن : تُحرم من قيمتك الذاتية ،
سيزداد قلق الابن ..بدل ان تزيد جهوده ، وسيقل تركيزه
لأن عقله الآن مشغول ليس بالمكافأة بل ( بقيمته الذاتية ) المرتبطة بهذه المكافأة
انها باختصار نظرية ( كُن أو لا تكون )
يترك الآباء ابناءهم في صراع ليس بعده صراع ..بينما يشعرون في قرارة أنفسهم انهم أدّوا رسالتهم بهاتين الكلمتين .

نحن اذن في زمن اختلف فيه مفهوم المكافأة ، وأصبح مرتبط بمفهوم القيمة الذاتية
لذلك فمن الضروري اعتبار المكافأة شيء يقدم الى الناجحين والفاشلين على حد سواء
هذه ليست مفاجأة ، بل هي طريقتي التي جرّبتها كثيرا وأدّت الى ثمار كبيرة
في النهاية يُكرّم الناجحون والفاشلون
يكرّم المتفوقون والمتأخرون

يكرّم المتفوق ..لأنه أدى شيئا مميزا
ويكرّم المتأخر ..لأنه عمل معروفا وأعطى المجال للبعض بالتميز ، فقد أسدى الى هؤلاء خدمة !

وبما ان المكافأة مرتبطة في اذهان الابناء بالقيمة الذاتية
فنحن بطريقة غير مباشرة نقول : انتم جميعا ذوو قيمة عالية وقدر كبير
وبالتالي يزيد تقدير الذات لدى الجميع ..وسيقل مستوى القلق في محاولة تحقيق الذات
وهذا سيؤدي بمعظم الناس الى النجاح ما دام تقديرهم لذاتهم بخير وان فشلوا الآن ..حتما سينجحون فيما بعد ، فقط نعطي الوقت وقتا وسنرى النتائج ،
اما من تنهار قيمته الذاتية شيئا فشيئا ..فهو لا شك سيفشل .. وسيقوده الفشل الى فشل آخر
طالما اعتبر هذا الفشل تأكيدا ملموسا على تدني قيمته الذاتية ....

من الضروري التركيز حتى لا تُخلط المفاهيم كالعادة
أنني أتحدث عن ( الأداء الدراسي للطلبة )
ولا أتحدث عن مفاهيم الحياة العامة مثل مكافأة الصادق ومعاقبة الكاذب مع تحديد السبب للثواب والعقاب
هذا أمر آخر ويستحسن ان نعرف ان لكل شيء طريقته واسلوبه المميزان وان لا شيء يشبه الآخر والقاعدة العامة على وجه الاطلاق لا تخدم كثيرا في أساليب التربية والتعليم معا
فللتربية اسلوب ..وللتعليم اسلوب آخر

ولهذا الموضوع مناسبة حزينة ، تتعلق بطالب الثانوية الذي قتل والده ووالدته وعمه وعمته واخوته
والسبب ان الجميع يطلبون منه ان : يذهب ويدرس ، ولماذا لا تذاكر وغير ذلك من الاقاويل التي تنزل كالمطارق على جمجمته وتسبب له ضغطا عصبيا لم يحسن ان يسيطر عليه .

كثير من الجرائم حدثت بواسطة طلبة ثانوية تجاه اهاليهم بسبب العدوانية والشراسة في التعامل مع الطالب في فترة دراسته في السنة النهائية
وللأسف كثير من الاهالي لا يأبهون الى اداء ابنهم الدراسي طوال الاعوام السابقة ثم ينهالون عليه طرقا في آخر سنة دراسية بعد ان تشكل اسلوبه في الفهم والدراسة واصبح من الصعب ان نقوم بعملية حشو الصندوق في انبوبة اسمنت مسلح !

اذن اياكم من عبارة : اذهب وذاكر ...
بل اجلس الى جانب ابنك وساعده كيف يذاكر ، ودعك من اسلوب العصبية والتوتر والكشرة والجدية في تلك الاوقات
فهذه ليست نهاية العالم .. والمشكلة ان الكل يعرف انه ما من ثمة شيء يعتبر نهاية العالم الا نهاية العالم .

والبعض حقا يكونون على وشك ان تخرج لهم انياب ومخالب ليفتكوا بالطالب المسكين الذي لم يحسن فهم الدروس

سأل احد الاصدقاء صديقه ..هل انتهيت من مذاكرة دروسك؟
فقال الصديق ..للتو انتهيت من الضبع الذي يذاكر لي


وعلى الناحية الأخرى

نحن نحرم ابناءنا اشياء كثيرة باستطاعتنا توفيرها لهم بحجة ان نعلمهم الرضا والقناعة
وبحجة عدم تعليمهم الجشع والانانية

ان الأشياء لا تعلم الاطفال شيء ، فهي أشياء جامدة لا حياة فيها
وانما طريقة تعاملنا مع هذه الاشياء المقدمة اليهم هو ما يعلمهم كافة الصفات
فلنحرص على طريقتنا نحن لأننا نقدمها الى الابناء مع الاشياء


من الضروري ان نمنح ابناءنا كل ما نقدر عليه ..وعدم الاكتراث بأي حجة كانت
ان تعلم ابنك الخصوصية ..ليس معناه ان تمنعه من تقديم الاشياء للغير
ان تعلم ابنك عدم الانانية ..لا يعني ان تمنعه من الاحتفاظ بما يخصه

ان تعلم ابنك عدم الجشع هو ليس ان تعطيه تفاحة واحدة بدل اثنتين
بل ان تعطيه تفاحتين ..وتقول له : هاتان لك ، واحدة منهما امنحها لمن تشاء !

فلكل فكرة ومفهوم اسلوب تربية ..وآخر للتعليم

من الضروري ان نمنح الابناء ..آخر درجات العاطفة والعطاء
وكل ما نقدر ان نقدمه لهم وما يرضي خيالهم

وبالمناسبة .. البعض يدعون ان الاطفال خيالهم واسع
نعم هذا صحيح ، خيالهم واسع ولكن ضمن البيئة والمحيط الذي يعيشونه
من النادر ان يحلم ابنا يعيش في مناطق متوسطة مع اقران من نفس الحالة المادية والاجتماعية
بما يحلم به ابناء المناطق المرفهة مقارنة مع اقرانهم

ولذلك فمعظم الآباء قادرون على تحقيق احلام ابنائهم
ان هذا امر ضروري للتربية والتعليم

فسيتعلم الطفل انه قادر على تحقيق احلامه مهما كانت في المستقبل ولا يجد شيئا مستحيلا
وسيتعلم امرا مهما آخرا .. ان قيمته الذاتية وايمانه بنفسه وبمركزه وقدره في هذه الحياة له وجود
ما دام أهله يقدّرون أحلامه ويحققون له جزءا كبيرا منها

وستزداد في المستقبل توقعاته عن نفسه
فهو يستحق الحلم ويستحق تحقيقه
يستحق الأفضل وليس الأقل


حان الوقت لنسف نظرية الحرمان وتغيير أساليب التربية وابتكار اساليب جديدة للتعليم
والا سننتهي بعالم مليء بالمجرمين تحت سن الثامنة عشر
سنكون نحن من صنعهم

فرفقا بهذه الأمانة التي نحملها في اعناقنا
وليكن شعارنا في التربية والتعليم ..تأكيد وجودهم وأهميتهم ومكانتهم
كانوا ما كانوا




ورد جوري 18-07-2012 09:03 PM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
رسالة عظيمة جدا
ليتها تصل لاكبر عدد ممكن من المربين والمعلمين
جزاكِ الله خير الجزاء اختي الفاضلة
فاديا
في حفظ الله ورعايته

فاديا 30-08-2012 11:50 PM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
وفقك الله اختي العزيزة ورد جوري

ام احلى سمكيه 08-09-2012 08:12 AM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
رووووووعه فعلا لازم تغير اساليب التربيه عن ماكانت عليه لان الاجيال تنفتح وتفهم اكثر بارك الله فيكم وياليت تكثرون من اساليب التربيه الحديثه ومشكورين .

فاديا 14-09-2012 12:51 AM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
اهلا فيك اختي الكريمة

د. محمد الشحات 04-01-2013 01:48 AM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
موضوع مهم للجميع و جزاك الله خير

mostafa101 10-11-2013 05:54 PM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
جزاكم الله خيرا.
الان فهمت سبب تغيبك عن الملتقى. اكيد كنتى بتعاقبينا. "ابتسامه.
نفع الله بكم استاذة.
فى امان الله..

mostafa101 10-11-2013 06:06 PM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
تعرفى استاذة كلامك خد وعطى فى عقلى.
واكتشفت اننى بالفعل احتاج لمتطوع يُعيد تربيتى من جديد."مجرد دعابه"..
استاذة واللى ما عندو قلب او اعصاب يحرم بنتو من اى شيء فى الدنيا ولو كان عقابا. او دعينا نقول مبدأ العقاب مرفوض شكلا ومضمونا بداخلة.
...............

فاديا 13-11-2013 09:14 AM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
أخي الكريم مصطفى

امنيتك تتحقق دون وعي منك :)
فنحن نتعرض للتربية مرتين
مرة من آباؤونا
وأخرى من أولادنا :)

اخي الكريم
صدقني لو نظرنا بعقلانية الى ما يفعله الاطفال وتابعناهم جيدا لن تضطر الى الحرمان كوسيلة للعقاب مرات كثيرة ، يكفي مرة واحدة لتغرس لدى الطفل هذا المفهوم ويضرب بعيدا في جذور بنيته وباقي المرات من خلال الكلام والتنبيه لتزيد لديهم نسبة النضج
فالعقاب بشكل عام لا يكفي ابدا لأن تغرس بطفلك ما تريد من مبادئ
عليك ان تكون متغيرا حسب ما يفرضه الموقف
فأحيانا يفعل الطفل امر ما لو فرضنا يلعب بلعبته بالشكل غير الصحيح وقد حذرته من ذلك مرارا
وفي النهاية انكسرت اللعبة او تعطلت
انه يشعر بالأسف والحزن لذلك بطبيعة الحال
فهل من الضروري ان تعطيه عقابا مضاعفا ؟
يكفي ان تشرح له ابعاد ما حدث
ابنك لم يحصل مثلا على علامة متميزة نتيجة عدم مذاكرته جيدا وهو يشعر في اعماقه بالحزن
ساعده لينجح المرة القادمة ليزيل آثار الحزن ولا يقع ثانية فيه

زارع المحبة 13-11-2013 09:21 AM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
الحمد لله على سلامتك .... فقد سررنا بعودتك , وعفا الله عما سلف .

على خطى السلف 13-11-2013 09:26 AM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مرحبا بعودتك اديبتنا المتميزه صاحبة القلم الماسي الذي تلامس احرفه اعماق الروح وتشعر من يقرأها بانها كتبت لاجله

سعدت بعودتك كثيرا اختي الفاضله وانتظر جديدك بشوق ولهفه

فاديا 13-11-2013 09:30 AM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
أهلا اخي زارع المحبة وحياك الله شاكرة مرورك وتعليقك
بارك الله فيك

mostafa101 13-11-2013 02:29 PM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاديا (المشاركة 1411621)
أخي الكريم مصطفى
امنيتك تتحقق دون وعي منك :)
فنحن نتعرض للتربية مرتين
مرة من آباؤونا
وأخرى من أولادنا :)
اخي الكريم
صدقني لو نظرنا بعقلانية الى ما يفعله الاطفال وتابعناهم جيدا لن تضطر الى الحرمان كوسيلة للعقاب مرات كثيرة ، يكفي مرة واحدة لتغرس لدى الطفل هذا المفهوم ويضرب بعيدا في جذور بنيته وباقي المرات من خلال الكلام والتنبيه لتزيد لديهم نسبة النضج
فالعقاب بشكل عام لا يكفي ابدا لأن تغرس بطفلك ما تريد من مبادئ
عليك ان تكون متغيرا حسب ما يفرضه الموقف
فأحيانا يفعل الطفل امر ما لو فرضنا يلعب بلعبته بالشكل غير الصحيح وقد حذرته من ذلك مرارا
وفي النهاية انكسرت اللعبة او تعطلت
انه يشعر بالأسف والحزن لذلك بطبيعة الحال
فهل من الضروري ان تعطيه عقابا مضاعفا ؟
يكفي ان تشرح له ابعاد ما حدث
ابنك لم يحصل مثلا على علامة متميزة نتيجة عدم مذاكرته جيدا وهو يشعر في اعماقه بالحزن
ساعده لينجح المرة القادمة ليزيل آثار الحزن ولا يقع ثانية فيه

جزاكى الله خيرا أختى الكريمة..
اصدقك اختى.
اريد ان اعرض عليكى مشكله تتعلق بى شخصيا. وربما انتى تفهمين الموقف جيدا اكثر منى . لانكى ست.
رُزقت ببنوته. وبداخلى غريزة حب البنات لدرجة تفوق العادة اجزم انه يشبه المرض. ولا اعلم لما
وبعيدا عن هذا منذ ان رزقنى الله ابنتى. لا اراديا ودون شعور. اتجهت فكريا وعاطفيا وماليا وكل شيء كل شيء بما تحمله الكلمة من معان.الى ابنتى. لدرجة اننى أحتضن ابنتى فى وقت نومى دائما. علما بان ابنتى لسه صغيرة. ولن اطيل عليكى وبعيدا عن سرد القصص والروايات. منذ تزوجى لم تصادفنى مشاكل زوجية ولم تتطور نهائيا . تقريبا بنسبة 2% وربما اقل. او بالاحرى ليس لدى وقت حتى للمشاكل. ولكن من ما يقارب شهر اتيت ببعض المصوغات والحلى وبعض ادوات التجميل والعطور من اجود الانواع وبكميات كثيرة وغالية حبتين مبلغ وقدرة. فضلا عن فتح حساب بنكى لابنتى. وما كان زوجتى رأت هذا كله. وانهالت الرياح والاتربه والامطار عليا قائله لم ارى سخاءك وهداياك هذة منذ ان تزوجنا. حتى ما كنت تأتى به كهدية منك لى ليست كهذة الانواع. قلت فى نفسى ربما تمازحنى. ولكن شعرت بصدق كلامها والتاثير النفسى عليها. فأوجس فى نفسى خيفة. اخفيتها قائلا لها. انتى الخير والبركة وهذة طفلة ولا اضمن عمرى فضلا على ان من حقها تدلل يومين. فقالت اسال الله ان يرزقنى بولد.
باختصار اختى الكريمه. جلست مع نفسى افكر هل يؤثر ذلك على المعاملة بين زوجتى وابنتى او الحده فى التعامل معها. ولو كان ما الحل والعمل. لاننى اكون خارج البيت اكثر من داخله.
فضلا على اننى لا استطيع التغير...

فاديا 18-11-2013 10:42 AM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
أهلا أخي مصطفى

اهتمامك بابنتك ليس مرضا بل هو تعويضا عن أشياء قديمة مختزنة لديك ، وتجعلك تشعر بالذنب المستمر خشية التقصير تجاه ابنتك بل وتجعلك تشعر انك لم تعطي حبك لها حقه
لقد حركت فيك مخزونا عاطفيا قديما كان راكدا ، اما لماذا تميل الى البنات ، فلربما لأنك عاطفي حساس ، والبنات يمثلن الضعف مما يجعلك متعاطفا أكثر ، وربما نشأت ضمن مفاهيم اجتماعية تفضل الذكور على الاناث مما دفعك الى الاشفاق والتعاطف وربّى داخلك ميلا للإناث أكثر من الذكور .المهم ومع مرور الزمن خلق هذا ميلا كبيرا لأن يكون لديك مولودة أنثى .

والمهم أيضا أن كل هذا طبيعي وجميل طالما نتائجه إيجابية ، ومن النبيل ان يملأ الانسان قلبه بحب ابنته

وقد حصل على الجانب الآخر نوع من الغيرة والمقارنة عند زوجتك من ابنتها ومن اهتمامك المتزايد بها ، بعد ان كانت تحصل على كل اهتمامك وتعاطفك ، فالتغيير لم يحصل لديك وانما لدى زوجتك
التي شعرت ان هناك منافسة لها في قلبك ، حتى لو كانت هذه المنافسة هي ابنتها !
ولذلك قالت لك ، اتمنى ان يرزقني الله بولد ، لكي تشعرك ان هذا الولد سيكون منافسا لك وسيحصل على حبها اكثر منك ، اي انها سترد لك ذلك :)

لا مشكلة أخي تستطيع ان تفرح لهذا الشعور فلولا ان زوجتك ترى انك قد ملأتها عاطفيا ، ما شعرت بفقدان توازن لهذه العاطفة لمجرد ظهور منافسة لها حتى وان كانت ابنتها ، يعني انها تريد الان وغدا ان تكون كل عاطفتك التي تفسرها بهذا الاهتمام موجها لها هي

وهذا طبيعي ان يحدث لدى الجنسين ، أحيانا يشكو الرجال من الغيرة من ابنائهم الذين حازوا على اهتمام واولوية الزوجة ، وهذا غالبا ما يحدث
اما لدى حضرتك فقد حدث العكس :)

علما ان هذه الغيرة لا تؤثر على حب الام او الأب للأبناء !

لا ضرورة لأن تغير نفسك ولكن اخبر زوجتك ان حبك للطفلة منبعه حبك لها لأنها جزء منها ، لكي تعيد اليها موازنة التعادل العاطفي ، وهكذا تحمي نفسك من العواصف والرياح :) وتعبر عن حبك للطفلة بحرية

mostafa101 18-11-2013 08:31 PM

رد: أساليب التربية ..وأخرى للتعليم
 
جزاكى الله خيرا اختى "فاديا"...
واسال الله ان يبارك بكى وفيكى وان ينفع المسلمين بما اتاكى الله من فضله.
عموما اختى انا اعلم بحال زوجتى من اى كان. ولقد صدقتى فى قولك هى تريد ان ترد الصاع صاعان.فهى كالنوق والجمال تختزن لسنين واعوام.
اى كلمه اى حركة اى كان. تجعله فى الذاكرة... وان أظهرت العكس.
ربك يصلح الحال.
فتلك ابنتى . وهذة زوجتى. قد يكون هناك تفضيل واهتمام.
فلنجعلها تتعود وتتقبل الحياة بما فيها وما عليها..
واخيرا وليس أخرا اشكرك استاذة فاديا من كل قلبى. وسوف اقوم بنصيحتك واحملها على محل الجد.
تحياتى...
...


الساعة الآن : 02:44 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 25.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.55 كيلو بايت... تم توفير 0.73 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]