ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشباب المسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=94)
-   -   شهر ترفع فيه الأعمال (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=200357)

ابوالوليد المسلم 24-04-2019 11:09 AM

شهر ترفع فيه الأعمال
 
شهر ترفع فيه الأعمال




سالم الناشي






- عن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين؛ فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».

- لأنه بين شهرين عظيمين؛ فاشتغل الناس بهما عن الأقل شهرة مع عظمه، وفيه إشارة إلى الحرص على استغلال أوقات غفلة الناس بالطاعة، وجعل من فضل هذا الشهر أنه ترفع فيه الأعمال السنوية، وفيه تعود النفس والبدن على الصيام، وقراءة القرآن والطاعة، وسمي بشهر القراء.

- وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - وفي صومه صلى الله عليه وسلم أكثر من غيره ثلاثة معان: أحدها: أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر؛ فربما شُغِل عن الصيام أشهراً؛ فجمع ذلك في شعبان، ليدركه قبل الصيام الفرض. الثاني: أنه فعل ذلك تعظيماً لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيماً لحقها. الثالث: أنه شهر ترفع فيه الأعمال؛ فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يُرفعَ عملُه وهو صائم .

- وعن كثرة صيام النبي في هذا الشهر قالت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان».

- وعن عائشة -أم المؤمنين رضي الله عنها-: «لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرًا أكْثَرَ مِن شَعْبَانَ؛ فإنَّه كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكانَ يقولُ: خُذُوا مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُونَ؛ فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما دُووِمَ عليه وإنْ قَلَّتْ، وكانَ إذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا».

- ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام النصف الثاني من شعبان؛ فقال: «إذا بَقِيَ نِصْفٌ من شعبانَ فلا تَصُومُوا» وفي حديث آخر: «لا صومَ بعد النصفِ من شعبانَ حتى رمضانَ»، وفي ليلة النصف من شعبان يغفر الله الذنوب لجميع خلقه، إلا المشرك بالله، والمشاحن؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : «يطَّلِعُ اللهُ إلى خَلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خَلْقِه إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحِنٍ». صححه الألباني.

- وقد نهى النبي صلىالله عليه وسلم عن وصل رمضان بشعبان صياما؛ فقال: «صُوموا لرؤيتِهِ وأَفطروا لرؤيتِهِ؛ فإنْ حالَ بينَكُمْ وبينَهُ سحابةٌ، أوْ ظلمةٌ؛ فأَكملوا العدةَ، عدةَ شعبانَ، ولا تَستقبلوا الشهرَ استقبالًا، ولا تَصِلوا رمضانَ بيومٍ مِنْ شعبانَ».

- وأمر النبي صلى الله عليه وسلم إكمال عدة شعبان، أي أيامه إذا لم ير هلال رمضان؛ فقال النبيِّ صلى الله عليه وسلم : «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ؛ فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ»، وكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يتحفَّظُ مِن هلالِ شعبانَ ما لا يتحفَّظُ مِن غيرِه، ثمَّ يصومُ لرؤيةِ رمضانَ؛ فإنْ غُمَّ عليه عدَّ ثلاثينَ يومًا ثمَّ صام، ونهى عن صيام الشك؛ فقد كان بعض الصحابة عند عمارٍ بن ياسر في اليومِ الذي يُشَكُّ فيه من شعبانَ أو رمضانَ، قالوا: «فأتيناه بشاةٍ مَصْليةٍ؛ فتنحى بعضُ القوم؛ فقال: إني صائمٌ؛ فقال عمارُ: من صام هذا اليوم؛ فقد عصى أبا القاسمِ».




الساعة الآن : 09:27 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.70 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.38%)]