ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشباب المسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=94)
-   -   كيف أدعوها إلى الإسلام (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=222975)

ابوالوليد المسلم 21-01-2020 08:15 PM

كيف أدعوها إلى الإسلام
 
كيف أدعوها إلى الإسلام


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نفَع الله بكم الأمَّة، وسدَّدَ على طريق الخير خُطاكم، وأجزَل لكم الأجر والمثوبة.

سؤالي: كنت مرافِقةً لوالدتي في علاجها الطبيعي، وكانت الدكتورة المسؤولة عن علاجها من الجنسيَّة الفلبينيَّة، وعرَفت أن ديانتها "نصرانية"؛ أي: غير مسلمة، عندي رغبة قويَّة لدعوتها للإسلام، لكنني لا أدري كيف أبدأ؟ أرجو منكم المساعدة، هل أُرْسل لها رسائل على جوَّالها؟ أم أضع رقمها عند مكاتب الدعوة، وهم يقومون بذلك؟ مع أنني أتمنَّى أن أقومَ أنا بدعوتها بنفسي، لكنني لا أدري كيف تكون الطريقة المناسبة والصائبة؟ لعلكم تساعدونني وتَضَعون لي النقاط على الحروف؛ حتى أرى الطريق الأفضل والأصوب لدعوتها دون تنفيرٍ، وجزاكم الله خيرًا، ولا حرَمكم الأجر والثواب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحبه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فهنالك حقيقة كبرى، وفَرْض مُحتَّم يجب توفُّره لكلِّ مَن تصدَّى للدعوة، أو أراد الالتحاق برَكْبهم، وهو التسلُّح بسلاح العلم الشرعي مع سلاح الإيمان، علم تَدفعين به الشُّبهات عن نفسك، وتُظهرين به محاسن الشريعة، وتُجيبين به عمَّا عندها من شُبهات واستفسارات، كما يَلزمك التسلُّح بالإيمان لتدفعي به الشهوات؛ لتكوني قدوة في نفسك.
قال الإمام البخاري في "صحيحه": "باب: العلمُ قبل القول والعمل؛ لقول الله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ﴾ [محمد: 19]، فبدأ بالعلم، وأنَّ العلماء هم ورثة الأنبياء، ورَّثوا العلم، مَن أخَذه، أخَذ بحظٍّ وافر، ومَن سلَك طريقًا يَطلب به علمًا، سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة، وقال - جل ذكره -: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وقال: ﴿ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43]، ﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الملك: 10]، وقال: ﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من يُرِدِ اللهُ به خيرًا، يُفَقِّهْه))، ((وإنما العلمُ بالتعلُّم))".
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "قال ابن المُنَيِّر: أراد به أنَّ العلم شرطٌ في صحة القول والعمل، فلا يُعتبران إلاَّ به، فهو متقدِّم عليهما؛ لأنه مصحِّحٌ للنيَّة المصحِّحة للعمل، فنبَّه المصنِّفُ على ذلك؛ حتى لا يَسبِقَ إلى الذهنِ - من قولهم: "إنَّ العلم لا ينفع إلاَّ بالعمل" - تهوينُ أمر العلم، والتساهلُ في طلبه.

أمَّا أسلوب الدعوة إلى الإسلام، فإنه يتمثَّل فيما يأتي:
أولاً: البَدء بقضايا الإيمان الكليَّة، والتركيز عليها: الإيمان بالله وملائكته، وكُتبه ورُسله، واليوم الآخر والقدر، ثم التدرُّج بالأهم فالمُهم، كما هو مفهوم من حديث ابن عباس في "الصحيحين": أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعَث معاذًا إلى اليمن، قال له: ((إنك تَقدَم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أوَّل ما تدعوهم، إلى أن يوحِّدوا الله تعالى، فإذا عرَفوا ذلك، فأخْبِرهم أنَّ الله فرَض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلَّوا، فأخْبِرهم أنَّ الله افترَض عليهم زكاة في أموالهم، تؤخَذ من غنيِّهم، فتُرَد على فقيرهم، فإذا أقَرُّوا بذلك، فخُذ منهم، وَتَوَقَّ كرائِمَ أموال الناس)).
ثانيًا: إبراز محاسن الإسلام من خلال تشريعاته، وأنه دينٌ موافق للفطرة البشرية، وموافق للعقل الصحيح، فالنظر الصحيح في الكون يقضي بأن يكون لهذا الكون إلهٌ واحدٌ؛ كما قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا ﴾ [الأنبياء:22]، وقد صُنِّفت في ذلك مصنَّفات، من أعظمها كتاب "محاسن الشريعة"؛ للقَفَّال الشاشي.
ثالثًا: بيان أنَّ الإسلام دين جميع الرُّسل، وأنَّ دين الإسلام الذي جاء به محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - مصدقٌ لِمَا قبله مما جاء به موسى وعيسى، وإخوانهم الأنبياء من قبلُ، وإن اختَلَفت بعض الشرائع، لكنَّ أصلَ الدين واحد، وهو الدعوة إلى توحيد الله - عزَّ وجلَّ - وعبادته وحْده، وتنزيهه عن كلِّ نقصٍ وعيب؛ ولهذا جعل الله - عزَّ وجلَّ - المكذِّب لرسول واحدٍ من هؤلاء الرُّسل مُكَذِّبًا للجميع، وهذا كثير في القرآن؛ فقد قال الله: ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الشعراء:123]، وقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الشعراء:176].
مع أنَّ عادًا لَم يُرسَلْ إليها إلاَّ رسول واحد، وكذا ثمود، وأصحاب الأيكة، ولكن مَن كذَّب واحدًا، فقد كفَر بجميعهم، فهذه الحقيقة لا بدَّ من بيانها للنصارى، وأن عيسى - عليه السلام - جاء مبشرًا برسالة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - والأناجيل الموجودة اليوم - على ما فيها من تحريف - لا تزال تشهد بهذا، فكُفْرُ النصارى بمحمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - كُفرٌ بعيسى - عليه السلام.
رابعًا: التركيز على جوانب الإعجاز العلمي في القرآن والسُّنة، ودون تكلُّف.
خامسًا: بيان دلائل صِدق النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومن أعظم ذلك القرآن المحفوظ من التبديل والتحريف على تعاقُب الأزمان، وما يُثبته العلم الحديث كلَّ يومٍ من صِدق حقائق القرآن الذي جاء به محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكذلك بيان صِدقه من خلال سنَّته العملية.
سادسًا وهي نقطة أساسية: بيان الباطل الذي هم عليه، وزَيْف العقائد الباطلة التي يعتقدونها، وإظهار نقاط الخَلل في عقيدة النصارى، وما أكثرَها!
يُمكنك الاستعانة في بيانها بالموضوعات المُعدَّة سلفًا، ومن هذه النقاط على سبيل المثال: مسألة سنَد الأناجيل التي بين أيدي النصارى، فجميعها كُتِبت بعد رَفْع عيسى - عليه السلام - والتناقض الظاهر، والاختلاف البَيِّن، والأغلاط الواضحة في الأناجيل؛ مما يقضي بأنها ليستْ من عند الله، وما اشتمَل عليه الإنجيل من نسبة العظائم والقبائح إلى الأنبياء والرُّسل، والتناقض والاضطراب الواقع في الأناجيل في قضيَّة التثليث والصلب، رغم أنهما من ركائز دين النصرانية المحرَّف.
هذا؛ وقبل الإقدام أنصحك بقراءة تلك الكتب المتخصِّصة:
"الجواب الصحيح لِمَن بدَّل دين المسيح"؛ لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، و"إظهار الحق"، للعلاَّمة رحمة الله الهندي، و"اليهودية والنصرانية"؛ للدكتور: أحمد شلبي، و"محاضرات في النصرانية"؛ للشيخ: محمد أبي زهرة، و"العقائد الوثنية في الديانة النصرانية"؛ لمحمد طاهر، وكتب ومحاضرات الشيخ أحمد ديدات، و"شهادة الإنجيل على أنَّ عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألْقَاها إلى مريم ورُوح منه"؛ للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق.




الساعة الآن : 02:33 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.75 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.86%)]