ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   الحذف في الآيات الكونية في القرآن الكريم ودوره في التماسك النصي (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=203720)

ابوالوليد المسلم 26-06-2019 09:11 PM

الحذف في الآيات الكونية في القرآن الكريم ودوره في التماسك النصي
 
الحذف في الآيات الكونية في القرآن الكريم


ودوره في التماسك النصي


الباحث/ عبد الفضيل عبد العظيم عبد الفضيل محمد([·])



مقدمة:


يعد الحذف من الوسائل المهمة في دراسة النص؛ لأنه يؤدي إلى تماسك النص؛ فيصبح النص مفهوما واضحا في وقت قصير؛ فلا يصاب المتلقي بالملل، ولا يصاب النص بالخلل لأن الحذف لا يكون إلا بدليل وفي ذلك يقول ابن جني: "قد حذفت العرب الجملة والمفرد والحرف والحركة. وليس شيء من ذلك إلا عن دليل عليه. وإلا كان فيه ضرب من تكليف علم الغيب في معرفته" ([1]).
إن اللغات الإنسانية تميل إلى الإيجاز، ولاسيما اللغة العربية، فالحذف" ظاهرة لغوية تشترك فيها اللغات الإنسانية؛ حيث يميل الناطقون إلى حذف بعض العناصر المكررة في الكلام، أو حذف ما قد يمكن للسامع فهمه اعتمادا على القرائن المصاحبة حالية كانت أو عقلية أو لفظية" ([2]) فلو قال كل إنسان ما يريد قوله لضاق عليه العمر ومل منه السامع.
أسباب اختيار الموضوع:


إن الحذف كما قال عنه الإمام عبد القاهر الجرجاني" باب دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر شبيه بالسحر، فإنك ترى ترك الذكر أفصح من الذكر والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بيانا إذا لم تبن" ([3]). فلا شك أن العلاقة بينهما علاقة تفاعل، أخذ وعطاء، وتبادل تأثيري مستمر؛ فأراد الباحث أن يقف على بعض أسرار هذا الحذف قدر استطاعته.
الحذف يقوم بدور فعال في تماسك النص، وبخاصة النص القرآني الحكيم.
تنوع العناصر المحذوفة حتى قيل إنها شملت جميع عناصر بناء الجملة؛ "فنجد أنها تبدأ من حذف الحركة أو الصوت ثم الحرف ثم الكلمة ثم العبارة ثم الجملة ثم أكثر من جهلة" ([4]).
الوقوف على مظاهر الاتفاق والاختلاف بين دارسي الحذف في القديم والحديث.
محاولة تطبيق نظريات الحذف في نحو النص على النص القرآني المقدس ولاسيما أن نظريات هذا العلم يطبقها علماء نحو النص في الغرب على المقالات الصحفية والنشرات الإخبارية وغيرهما.
تحقيق متعة البحث بالوقوف على العناصر المحذوفة فتطمئن النفس ويقوى الفكر مع تعدد توجيهات العلماء في تقدير المحذوف كل حسب خلفيته المعرفية.

الهدف من هذه الدراسة:


ذكر الآيات الكريمة التي وقع فيها الحذف.
تقسيم المحذوفات إلى محذوفات اسمية وفعلية ومحذوفات الجملة.
بيان دور المتلقي في تقدير المحذوف وموضعه.
بيان دليل الحذف.
بيان مرجعية المحذوف سواء أكانت مرجعية خارجية أم داخلية سابقة أو لاحقة.
بيان أغراض الحذف في الآيات الكونية.
بيان أثر الحذف في تحقيق التماسك النصي.
وأحاول الوصول إلى هذه الأهداف من خلال المحاور الآتية:


تعريف الحذف لغة واصطلاحا.

أنواع الحذف.

أغراض الحذف.
دور الحذف في تحقيق التماسك النصي.
حذف العنصر الاسمي.
حذف العنصر الفعلي.
حذف الجملة.

أولا: الحذف في اللغة:


تتعدد معاني الحذف في اللغة ما بين:

الإسقاط.

الرمي بالشيء.
الإيجاز والإسراع في القول.
صغر الحجم.
جاء في المصباح المنير: "حذفته حذفا من باب (ضرَبَ): قطعته، وقال ابن فارس: "(حذفت) رأسه بالسيف قطعت منه قطعة، و(حذف) في قوله: أوجز وأسرع فيه، وحذف الشيء (حذفا) -أيضا-أسقطه منه، ويقال(حذف) من شعره ومن ذنب الدابة إذا قصر منه، و(حذَّف) بالتثقيل: مبالغة، وكل شيء أخذت من نواحيه حتى سويته فقد حذفته" ([5]).

وفي (تاج العروس): "حَذَف: حذفه يحذفه حذفا: أسقطه، وحذفه من شعره: إذا أخذه وكذا من ذَنَب. وحذفه حذفا: قطعه من طرفه، والحجام يحذف الشعر من ذلك... وحذف السلام حذفا: خففه ولم يطل القوم به" ([6]).
وجاء في (المغرب في ترتيب المعرب) أن: "الحَذْف: القطع والإسقاط ومنه فرَسٌ محذوف الذنب أو العُرْف: أي مقطوعه ويجعل عبارة عن ترك التطويل والتمطيط في الأذان والقراءة وهو من باب ضرب" ([7]).
فإذا نظرنا إلى ما ورد في (المصباح المنير): "وحذف في قوله أوجز وأسرع"، وفي (المغرب في ترتيب المعرب)" ويجعل عبارة عن ترك التطويل والتمطيط في الآذان والقراءة" فإن ذلك يعد لمحة-ولو يسيرة- إلى أن الحذف ورد في بعض المعاجم اللغوية بمعنى الإيجاز والاختصار، بل إن ما ورد في الفائق من قول:كأنها سميت حذفا: لأنها محذوفة عن مقدار الكبار يعد إشارة مجازية إلى الصغر واختصار الحجم.
ثانيا: الحذف في الاصطلاح


يمكن عرض الحذف الاصطلاحي على النحو التالي:

ابن جني( ت: 392 هـ)

عقد بابا في الخصائص بعنوان (باب في شجاعة العربية)، قال فيه: "اعلم أن معظم ذلك إنما هو الحذف، والزيادة، والتقديم، والتأخير، والحمل على المعنى والتحريف" ([8]).
فالحذف هو أول موضوع في شجاعة العربية عند ابن جني ثم يشير إلى أنواع الحذف عند العرب فيقول: "قد حذفت العرب الجملة، والمفرد، والحرف، والحركة، وليس شيء من ذلك إلا عن دليل عليه" ([9])، ثم يذكر أمثلة متعددة ومتنوعة لهذه الحذوف دون أن يقدم تعريفا للحذف.

عبد القاهر الجرجاني( ت: 482 هـ):


قال عن الحذف: "هو باب دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنك تري به ترك الذكر، أفصح من الذكر والصمت عن الإفادة، أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بيانا إذا لم تبين" ([10]) فهو-رحمه الله-يشير إلى قيمة الحذف وأهميته، ثم يعرض أنواعا للحذف دون أن يذكر تعريفا له.
الزركشى( ت: 794 هـ):


يعرف الحذف بقوله: "إسقاط جزء الكلام أو كله لدليل" ([11]) فهو يشير في ذلك إلى حذف الجملة والجمل، والمفرد والحرف والحركة إذا اعتبرناها جزءا من الحرف، كما يربط هذا التعريف بالمعنى اللغوي للحذف وهو الإسقاط حيث ذكر في صدر الموضوع أن: "الحذف لغة: الإسقاط"([12]).
وفي العصر الحديث يعرف الأستاذ الدكتور علي أبو المكارم الحذف فيقول: "إسقاط لصيغ داخل النص التركيبي في بعض المواقف اللغوية، وهذه الصيغ يفترض وجودها نحويا، لسلامة التركيب وتطبيقا للقواعد ([13]).
إن استخدام لفظ (إسقاط) يشير إلى التلازم بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي على الأقل في المعنى العام الجامع بين الكلمتين.
إن هذا التعريف يشير إلى معنى الحذف، والموقف الذي يتم فيه الحذف، والهدف من تقدير هذا المنحذف وهو "سلامة التركيب وتطبيق القاعدة".
أما معجم المصطلحات الألسنية فيعرف الحذف بقوله: "أن نحذف صوتا أو مقطعا أو كلمة أو عبارة من تركيب ما، وذلك وفقا لما يسمح به نظام اللغة: كحذف الفعل أو الفاعل أو المفعول به إذا دلت عليه قرينة ما" ([14])، وهذا التعريف يذكر أنواع الحذف وفقا لنظام اللغة دون ذكر تعريف الحذف. ويخلص البحث من ذلك إلى أن الحذف هو: إسقاط عنصر أو أكثر من عناصر البنية التركيبية؛ لغرض ما في وجود قرينة دالة على هذا المنحذف.
أنواع الحذف:

إن الحذف سمة من سمات اللغات الإنسانية، وبخاصة اللغة العربية، لأنها لغة إيجاز، وقد تحدث النحاة عن أنواع الحذف وقسموها إلى ([15]):
الأول: حذف المسند: وهو الحكم الصادر من المتكلم منسوبا إلى المسند إليه، "نحو: [أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا] (الرعد 35) أي: كذلك" ([16]) حيث حذف الخبر لدلالة الأول عليه، ومن ذلك قول الأعشى ([17]): (المنسرح).

إذ محلا وإن مرتحلا وإن في السفر إذ مضوا مهلا
حيث حذف الخبر، والتقدير: إن لنا محلا، والحذف هنا للعناية بذكر الخبر "وحسن حذف الخبر أن العناية منه إنما هي بإثبات المحل والمرتحل دون غيره" ([18]).

الثاني: حذف المسند إليه: وهو موضوع الكلام أو المتحدث عنه، ويسمى -أيضا-المحكوم عليه، ومن ذلك قول الشاعر ([19]): (الخفيف)

قال لي: كيف أنت؟ قلت عليل سهر دائم وحزن طويل
ومعناه ظاهر، والشاهد فيه حذف المسند إليه للاحتراز عن العبث مع ضيق المقام، وهو قوله: عليل؛ أي أنا عليل" ([20]).

الثالث: حذف أحد متعلقات الفعل كالمفعول أو الحال أو التمييز:

ومن ذلك حذف المفعول به في قصة موسى-عليه السلام-: من باب التركيز على الفعل دون النظر إلى المفعول: "ومن بديع ذلك قوله-عز وجل-[وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)] (القصص 23- 24). فإن المفعول به قد حذف في هاتين الآيتين أربعة مواضع؛ إذ المعنى وجد أمة من الناس يسقون (مواشيهم) وامرأتين تذودان (مواشيهما) وقالتا لا نسقي(مواشينا) فسقى لهما (مواشيهما)؛ لأن الغرض أن يعلم أنه كان من الناس سقي ومن المرأتين ذود وأنهما قالتا: لا يكون منا سقى حتى يصدر الرعاء وأنه كان من موسى عليه السلام بعد ذلك سقي فأما كون المسقي غنما أو إبلا أو غير ذلك فخارج عن الغرض" ([21]).

الرابع: حذف الجملة ([22]) تحذف الجملة كثيرا مثل حذف جملة جواب الشرط في قوله-تعالى [وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ] (النور: 10) حيث حذف جواب الشرط للعلم به، والتقدير: لهلكتم.


الخامس: حذف أكثر من جملتين:

ويعرف هذا الحذف من خلال السياق الذي يرد فيه ومن ذلك قوله تعالى [وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ...] (يوسف 45-46) حيث حذف (فأرسلوه، فأتى يوسف- عليه السلام- فقال)، وهذا ما أكده الزمخشري بقوله :"المعنى فأرسلوه إلى يوسف، فأتاه، فقال: [يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ]" ([23]).

ما ترك النحاة -رحمهم الله-عنصرا من عناصر بناء التركيب اللغوي إلا تحدثوا عنه، وقد كان حديثهم وافيا وشاملا، وتنوع بين الوجوب والجواز، واختلف بين الاطراد والشذوذ، وعلى الرغم هذا التنوع والاختلاف يبقى الحذف ظاهرة لغوية كبرى تكشف كثيرا من جوانب تفسير النص اللغوي حتى تكون الرسالة اللغوية واضحة بعيدة عن اللبس واختلال الفهم.
من أغراض الحذف:


إن أغراض الحذف هي الأهداف التي جعلت المتحدث باللغة يستخدم الحذف "فالأغراض هي الأهداف البعيدة التي يقصدها الناطق متى يجنح إلى حذف بعض العناصر" ([24]).
لقد اهتم النحاة بالحذف الذي تقتضيه صناعة النحو أما الحذف البلاغي، فكان اهتمام علماء البلاغة به أعظم وفي ذلك يقول ابن هشام: "الحذف الذي يلزم النحوي النظر فيه هو ما اقتضته الصناعة، وذلك بأن يجد خبرا بدون مبتدأ أو بالعكس، أو شرطا بدون جزاء أو بالعكس، أو معطوفا بدون معطوف عليه، أو معمولا بدون عامل، نحو: [لَيَقُولُنَّ اللَّهُ] (العنكبوت 61) ونحو [قَالُوا خَيْرًا] (النحل 30) ونحو: (خير عافاك الله) وأما قولهم في نحو [سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ] (النحل 81) إن التقدير والبرد، ونحو: [وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)] ( الشعراء ) أن التقدير: ولم تعبدني، فضول في النحو وإنما ذلك للمفسر، وكذا قولهم: يحذف الفاعل لعظمته وحقارة المفعول أو بالعكس أو للجهل به أو للخوف عليه أو منه أو نحو ذلك، فإنه تطفل منهم على صناعة البيان" ([25]).
لعل ما يعده ابن هشام تطفلا على صناعة البيان يراه الأستاذ الدكتور/ مصطفى ناصف في صميم علم النحو حيث يقول: "فالنحو ليس موضوعا يحفل به المشتغلون بالمثل اللغوية، والذين يرون إقامة الحدود بين الصواب والخطأ أو يرون الصواب رأيا واحدا، النحو مشغلة الفنانين والشعراء. والشعراء أو الفنانون هم الذين يفهمون النحو، أو هم الذين يبدعون النحو، فالنحو إبداع" ([26]) ومن أجل ذلك كان على البحث أن يبين لماذا يعمد الناطق باللغة إلى الحذف بل إن ابن هشام نفسه يذكر بعض أغراض الحذف البلاغية عند قوله:(يحذف الفاعل لعظمته وحقارة المفعول أو بالعكس أو للجهل به أو للخوف عليه أو منه أو نحو ذلك، فإنه تطفل منهم إلى صناعة البيان) كما ذكر كثير من النحاة ([27]) بعض الأغراض البلاغية للحذف، ومن أغراض الحذف ([28]):
الإيجاز والاختصار عند قيام القرائن نحو: الهلال والله، أي هذا، فحذف المبتدأ استغناء عنه بقرينة شهادة الحال، إذ لو ذكره كان عبثا من القول .

التخفيف لكثرة دورانه في الكلام، مثل حذف حرف النداء في نحو، قوله تعالى-: [رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ] (البقرة:201)، ومن ذلك أيضا حذف نون (يكن) في نحو قوله-تعالى-: [يَا بُنَيَّ أنها إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ] (لقمان16) ومما يؤكد ذلك قول سيبويه: "هذا باب يحذف المستثنى فيه استخفافا وذلك قوله: ليس غير وليس إلا كأنه قال: ليس إلا ذاك وليس غير ذاك، ولكنهم حذفوا ذلك تخفينا واكتفاء بعلم المخاطب" ([29]).

ظهور المعنى:

ومن ذلك إذا حذف الفاعل، وأسند الفعل إلى نائب الفاعل كقوله -تعالى-: [وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ] (البقرة 203) فحذف الفاعل للعلم الواضح به وهو الله-تعالي.
ومن ذلك أيضا قوله -تعالي-: [وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ] (البقرة 42) حيث حذف مفعول(تعلمون) "للعلم به، والتقدير: تعلمون الحق من الباطل" ([30]).

ومن ذلك أيضا قوله -تعالي-: [إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] (البقرة 173) "أي فمن اضطر فأكل فلا إثم عليه، وإنما حذف للعلم به" ([31]).

وإذا فهم المعنى دون ذكر بعض عناصر الجملة فالحذف أولى من الذكر؛ لأنه "إذا كان الإيجاز كافيا كان الإكثار عيا" ([32]).
تحقير شأن المحذوف: ومن ذلك قوله-تعالى-: [صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ] (البقرة 18) فلم يذكر المولى-جل وعلا-هؤلاء الصم البكم العمي تحقيرا لشأنهم، ومن ذلك قولك: خائن لوطنه عميل فيقال لك من هو؟ فتقول: لا يستحق أن أذكر اسمه.


تشريف شأن المحذوف:

ومن ذلك قوله-تعالى: [قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .....] (الشعراء 23- 24)، حيث أضمر موسى -عليه السلام- في إجابته اسم الله -تعالى- تعظيما له في ثلاثة مواضع وهي (رَبُّ السَّمَاوَاتِ) و(رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ) و(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)؛ "لأنه -عليه السلام- استعظم حال فرعون وإقدامه على السؤال، وأضمر اسم الله -تعالى- تعظيما وتفخيما ([33])، وخاصة أن فرعون -عليه اللعنة- كان سؤاله استنكارا فاكتفى موسى -عليه السلام- بالإخبار وذكر صفات الرب الذي يسأل عنه فرعون.

إن أغراض الحذف سالفة الذكر قليل من كثير فهي تتعدد وتتنوع وفق التركيب اللغوي الذي يأتي فيه الحذف، وقد ألمح القزويني إلى ذلك حيث ختم أغراض الحذف بقوله: "وإما لاعتبار آخر مناسب لا يهدى إلى مثله إلا العقل السليم، والطبع المستقيم ([34])، فقد فتح بهذه العبارة الباب على مصراعيه أمام العقل السليم والطبع المستقيم لاستنباط العشرات من أغراض الحذف التي قد تتعدد حسب الموقف الذي تقال فيه، ثم أضاف قائلا "وقيام القرينة شرط في الجميع" ([35])؛ لأنه لا يصح الحذف إلا مع القرينة، واعتبار البلاغة إنما يكون بعد اعتبار الصحة اللغوية.
دور الحذف في التماسك النصي:


لقد تناول علماء نحو النص ظاهرة الحذف لأنها عنصر رئيس في بيان العلاقات الرابطة بين أجزاء التركيب اللغوي فينقل الدكتور محمد خطابي عن هاليداي ورقية حسن أن الحذف: "علاقة داخل النص وفي معظم الأمثلة يوجد العنصر المفترض في النص، السابق وهذا يعني أن الحذف علاقة قبلية" ([36])، فالحذف يرتبط بعنصر تركيبي في جملة سابقة ويقدر هذا المحذوف بناء على سياق المقال أو سياق الموقف.
والحذف الذي يحقق التماسك النصي هو الحذف الذي يدل عليه دليل قولي داخل النص "والذي يهمنا هو وجود هذا الدليل على مستوي أكثر من جملة فإذا كان المحذوف في جملة، والدال عليه مذكور في جملة أخرى سواء أكانت في هذا النص أم في نص غيره بشرط كون النصين من قائل واحد، فإن هذا يسهم في الحقيقة في تحقيق تماسك هاتين الجملتين أو هذه الجمل خاصة إذا كان المحذوف من لفظ المذكور، أو يترادف معه أو يتقابل" ([37]).
إن الحذف يعطي النص نوعا من التماسك وقوة التلازم بين عناصر التركيب اللغوي ف "الحذف وسيلة من وسائل الترابط الظاهر على سطح النص، يؤدي دوره المنوط به بجوار عناصر سبك النص الأخرى مثل: الإحالة والتكرار، مع احتفاظ كل من هذه الوسائل بطبيعة ووظيفة مميزة ومنفردة" ([38]). فالحذف إذا وسيلة تماسك وسبك لا وسيلة تباعد وفصل بين عناصر التركيب اللغوي.
ويرى الدكتور: سعد مصلوح أن الحذف هو" تكرار البني مع إسقاط بعض عناصر التعبير" ([39]) فالحذف علاقة داخل النص، لا نستطيع معرفة المحذوف وغرضه إلا من خلال السياق الذي تم فيه الحذف، "والحذف من مسببات التماسك النصي بين المحذوف والمذكور" ([40])، والحذف الذي يحدث تماسكا داخل النصي يكون بين جملتين أو أكثر داخل النص؛ "فإن أهمية دور الحذف في الاتساق ينبغي البحث عنه في العلاقة بين الجمل وليس داخل الجملة الواحدة" ([41]).
وعند دراسة دور الحذف في تحقيق التماسك النصي نقوم ب ([42]).

ذكر النماذج التي يراد تحليلها.
تحديد وظائف عناصر الجملة.
البحث عن المعلومات التي تهدينا إلى المحذوف، مثل: السياق المقامي والسياق اللفظي المتمثل في وجود دليل على المحذوف سابق أو لاحق؛ فأينما يوجد الحذف يوجد الدليل عليه.
صلة هذا الحذف بالتماسك النصي وذلك عبر محورين:
التكرار باللفظ نفسه، وبالمعنى فقط أو كليهما معا.
المرجعية سابقة أو لاحقة.
ويمكن تناول ظاهرة الحذف في الآيات الكونية في القرآن الكريم على النحو التالي:
أولا حذف العنصر الاسمي:


حذف المبتدأ:

يحذف المبتدأ من الكلام، ومن ذلك حذف المبتدأ من الآيات الكونية في القرآن الكريم فقد حذف أربع عشرة مرة ([43])، ومن ذلك:
قولهم: عز وجل [وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ] (البقرة)
حيث حذف المبتدأ من قوله (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، والتقدير: (هو بديع السماوات)، وهذا الموضع "من المواضع التي يطرد فيها حذف المبتدأ القطع والاستئناف يبدؤون بذكر الرجل ويقدمون بعض أمره ثم يدعون الكلام الأول ويستأنفون كلاما آخر. وإذا فعلوا ذلك أتوا في أكثر الأمر بخبر من غير مبتدأ" ([44]) فقد بدأت الآية الكريمة بذكر (مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، وهذا دليل على المبتدأ المحذوف (هو) الذي تكرر بمعناه إذ يعود إلى لفظ الجلالة الذي ذكر في الآية السابقة، وذكر الدليل ومرجعية المبتدأ المحذوف يؤديان إلى التماسك النصي. وهذا يدل الحذف يدل على قدرة الله -تعالى- على خلق ما في السماوات وما في الأرض على غير مثال سابق.
ومن مواضع حذف المبتدأ حذفه بعد الاستفهام كما في قوله -عز وجل-: [وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)] (الطارق)

والتقدير: "هو: أي الطارق النجم الثاقب" ([45])، ودل على حذف المبتدأ (الطارق) مرجعيته في جملة الاستفهام "فقد تحقق التماسك النصي من خلال تكرار اللفظ نفسه بعد إعادة المحذوف (الطارق)، والمرجعية هنا داخلية سابقة، وقام الدليل على هذا المبتدأ المحذوف؛ لأنه جاء في جواب الاستفهام، وحذف المبتدأ "يكثر في جواب الاستفهام" ([46]) ف "ظهر التماسك على مستوى أكثر من جملة، وظهرت أهمية الدليل المذكور" ([47]). وحذف المبتدأ هنا للتشويق وإثارة الذهن خاصة بعد الاستفهام الذي يفخم شأن هذا الطارق الذي يأتي ليلا ويثقب الظلام بضوئه.
ومن المواضع التي حذف فيها المبتدأ في الآيات الكونية قوله -تعالى- [قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)] (الشعراء).

حيث حذف المبتدأ ثلاث مرات قبل الأخبار: التي جاءت جوابا على سؤال فرعون (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) و(رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ) و(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) وتحقق التماسك النصي من خلال التكرار بين كل من المذكور والمحذوف (رَبُّ الْعَالَمِينَ) في الفظ والمعنى، والمرجعية هنا داخلية سابقة وجاء الحذف هنا بعد القول في إطار الاستفهام حيث بين موسى عليه السلام بعض مظاهر القدرة الإلهية ليثبت عجز فرعون المخلوق عن فعل شيء من أفعال الخالق -جل وعلا- وهذا الموضع من المواضع التي يكثر فيها حذف المبتدأ وفي ذلك يقول السيوطي: "ويكثر بعد القول نحو: [وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ] (الفرقان 5)" ([48]).

ثانيا حذف الخبر:

يحذف الخبر إذا دل عليه دليل، وقد حذف الخبر في الآيات الكونية سبع مرات ([49]).
ومن ذلك حذفه في قوله -تعالى-: [أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)] ( النمل).

حيث حذف الخبر أربع مرات في هذه الآيات الكريمة دل على ذلك استخدام تركيب (أمن) المكون من [أمْ و مَنْ و(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ- جَعَلَ الْأَرْضَ- يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ- يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ- يَبْدَأُ الْخَلْقَ) الذي يحتاج إلى معادل يساوي ما تقدم ويكون تقدير هذا الخبر المحذوف في هذه الآيات على الترتيب: (كمن لم يخلق، كمن لم يجعل، كمن لم يجب، كمن لم يهد)، وتحقق التماسك من خلال المحذوف الذي يتقابل مع المذكور في المعنى فالمذكور مثبت والمحذوف اللفظ نفسخ لكنه سبق بأداة نفي، و المرجعية داخلية سابقة والحذف -هنا- يدل على قدرة الله تعالى إذا ما قورنت بعجز تلك الآلهة المزعومة التي لا تقدر على (خلق السموات والأرض، ولا جعل الأرض قرارا، ولا إجابة دعاء المضطر، ولا هداية السائرين في ظلمات البر والبحر، ولا بدء الخلق ولا إعادته)؛ لذا يجب الإيمان بالله القادر على كل شيء.

ومن ذلك -أيضا-قوله -تعالى-: [قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم ْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ..] (الرعد 16) حيث حذف الخبر، وتقديره: (قل الله رب السموات والأرض) وتحقق التماسك النصي من خلال التكرار بين المذكور والمحذوف (رب السموات والأرض)، والمرجعية داخلية سابقة بين جملة الاستفهام وجملة الجواب، حذف المفعول به يعرف الرضي المفعول به بقوله: "والأقرب في رسم المفعول به أن يقال: هو ما يصح أن يعبر عنه باسم مفعول غير مقيد مصوغ من عامله المثبت أو المجعول مثبتا" ([50]).

والمفعول به يحذف كثيرا، ومن المواضع التي يكثر حذفه فيها:
حذف المفعول به بعد أفعال المشيئة:


حذف المفعول به بعد أفعال المشيئة في الآيات الكونية في القرآن الكريم إحدى وثلاثين مرة ([51])، ومن ذلك قوله- تعالى-: [أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ(4 3)] (النور 43) حيث حذف مفعول المشيئة، والتقدير: (فيصيب به من يشاء إصابته ويصرفه عن من يشاء صرفه)، والمفعول به المقدر من لفظ الفعل السابق، ودليل الحذف مقالي، والمرجعية داخلية سابقة فتحقق بذلك التماسك النص.

والإصابة والصرف بمقتضى حكمه الله وإرادته، وهذا الحذف للعلم به؛ لأن سياق الآية دال عليه.
ومن ذلك قوله تعالى: [وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)] (القصص)، حيث حذف مفعول المشيئة، والتقدير: (يخلق ما يشاء خلقه ويختار ما يشاء اختياره)، والمفعول به المقدر من لفظ الفعل السابق، ودليل الحذف مقالي، والمرجعية داخلية سابقة فتحقق بذلك التماسك النص والحذف هنا يفيد القدرة المطلقة لله- تعالى- في عموم الخلق والمشيئة؛ فالله- تعالى –"يخلق ما يشاء ممن يريد خلقهم ويختار من يشاء لما يشاء ممن يشاء من عباده لما يشاء من كمال أو نقصان. أما عبيده فليس لهم حق الاختيار وإنما عليهم السمع والطاعة" ([52]).

حذف العائد المنصوب:


لقد حذف العائد المنصوب في الآيات الكونية سبعا وأربعين مرة ([53]) ومن ذلك أيضا قوله-تعالى [وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)] (الذاريات)

حيث حذف العائد المنصوب، والتقدير: (وما توعدونه)، والضمير المحذوف عائد إلى(ما) وطابقها في التذكير والإفراد فأدى ذلك إلى التماسك داخل الجملة الواحدة، والمرجعية داخلية سابقة والحذف هنا للعموم؛ لأن الضمير المحذوف يقصد به "الجنة، أو هي النار، أو أمر الساعة، أو من خير وشر، أو من ثواب وعقاب، أقوال المراد بها التمثيل لا التعيين" ([54])؛ لذا كان الحذف ليذهب العقل في تقدير المحذوف كل مذهب.


حذف المفعول به بعد نفي العلم وما في معناه:


حذف المفعول به بعد نفي العلم وما في معناه في الآيات الكونية تسعا وعشرين مرة ([55])، ومن ذلك قوله تعالى [قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72)] (القصص).

حيث حذف مفعول كل من الفعلين: (تسمعون، تبصرون)، والتقدير: "أفلا تسمعون الكلام المشتمل على التذكير بأن الله هو خالق الليل والضياء ...تبصرون الأشياء الدالة على عظيم صنع الله وتفرده بصنعها وهي منهم بمرأى الأعين" ([56]). ودليل الحذف لغوي؛ لأن الفعلين متعديان فكل منهما يحتاج إلى مفعول به، والمرجعية هنا خارجية، ودور المتلقي واضح في تقدير المفعولين حيث يرى الزركشي أن "الغرض إثبات المعنى الذي دل عليه الفعل لفاعل غبر متعلق بغيره" ([57]).

ومن ذلك أيضا قوله -تعالى-: [إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)] (البقرة).

حيث حذف مفعول الفعل (يعقلون)، والتقدير: (مظاهر الخلق) والمفعول المحذوف يتفق في المعنى مع ما ذكر من مظاهر الخلق قبلها، والمرجعية داخلية سابقة الناطقة بوحدانيته؛ والحذف هنا للتعريض بعقول من لا يؤمن بالله تعالى مع وجود هذه الأدلة القاطعة. "وهناك شبه ظاهرة في النص القرآني تتمثل في فواصل آياته؛ فأغلبها فواصل محذوف ما بعدها عناصر كثيرة، وذلك ليترك للمتلقي الفرصة لتقدير هذه المحذوفات، وهذا التقدير يجعله يتعامل مع دلالة النص، وعليه يتحقق فهمه وفك شفرته، وهذا هو الهدف من النص؛ الفهم ثم العمل" ([58]).


يتبع

ابوالوليد المسلم 26-06-2019 09:12 PM

رد: الحذف في الآيات الكونية في القرآن الكريم ودوره في التماسك النصي
 
الحذف في الآيات الكونية في القرآن الكريم


ودوره في التماسك النصي


الباحث/ عبد الفضيل عبد العظيم عبد الفضيل محمد([·])


المبحث الثاني: حذف الفعل


يعرف الزمخشري الفعل بقوله: "ما دل على اقتران حدث بزمان." ([59]) والفعل ينقسم ثلاثة أقسام عند البصريين الماضي والمضارع والأمر)، وقسمين عند الكوفيين (الماضي والمضارع أما الأمر فهو مقتطع من المضارع ([60]).

المطلب الأول: حذف الفعل وحده


حذف الفعل بعد أدوات الشرط.

حذف الفعل في الآيات الكونية بعد أدوات الشرط إحدى وعشرين مرة ([61])، ومن ذلك قوله- تعالى- [إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13)] (التكوير) جاءت الشمس مرفوعة و "في ارتفاعها وجهان: أصحهما: أنها مرفوعة بفعل مقدر مبني للمفعول، حذف وفسره ما بعده على الاشتغال، والرفع على هذا الوجه، أعني: إضمار الفعل واجب عند البصريين؛ لأنهم لا يجيزون أن يليها غيره، ويتأولون ما أوهم خلاف ذلك.

والثاني: أنها مرفوعة بالابتداء، وهو قول الكوفيين، والأخفش، لظواهر جاءت في الشعر" ([62]) وعلى رأي البصريين فإن الفعل مقدر بعد (إذا) المتكررة اثنتي عشرة مرة في هذه الآيات الكريمة، ويفسر هذا الفعل الفعل الواقع بعد هذه الأسماء المرفوعة، فالدليل مقالي، لأن أداة الشرط تدخل على الجمل الفعلية، والمرجعية تحققت من التكرار للأفعال نفسها باللفظ والمعنى، والمرجعية داخلية لاحقة في كل هذه الأفعال، وبذلك تحقق التماسك النصي بين هذه الآيات الكريمة. وهذا الحذف للتشويق والتهويل فعند ذكر (إذا) فإن عقل السامع يتشوق لمعرفة ما يترتب عليها إذ يحتاج ذكرها إلى فعل للشرط وجواب، ومع إطالة بناء الجملة بالعطف يزداد تشوق السامع حتى يأتي الجواب في قوله -تعالى-: [عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)] (التكوير).

حذف الفعل بعد أداة الاستفهام:

حذف الفعل بعد أداة الاستفهام في الآيات الكونية تسع عشرة مرة ([63])، ومن ذلك قوله -تعالى-: [أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)] (الحج 46)، وقوله -تعالى-: [أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)] (ق) وقوله- تعالى-: [أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ أنه بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)] (الملك).

حيث حذف الفعل بعد أداة الاستفهام (الهمزة) من قوله -تعالى-: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ...)، و(أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ...)، و(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ.....) والتقدير:" أغفلوا فلم يسيروا فيعتبروا" ([64])، ودليل حذف الفعل؛ مقالي؛ ويرى النحاة أن؛ لأن "الاستفهام يطلب الفعل، فيجب أن يضمر الفعل" ([65])، والمحذوف يتقابل مع المذكور في المعنى، والمرجعية داخلية لاحقة. والحذف هنا للاهتمام بحث المشتركين على السير في الأرض؛ لأخذ العبر والعظات من مصارع الأمم الكافرة؛ حتى يعتبروا فيؤمنوا بالله-تعالى-.

المطلب الثاني: حذف الفعل والفاعل:


يرى بعض النحاة أن حذف الفعل والفاعل معا من قبيل حذف الجملة وفي ذلك يقول ابن جني "حذف الفعل على ضربين: أحدهما أن تحذفه والفاعل فيه. فإذا وقع ذلك فهو حذف جملة" ([66]) لكن البحث "يتناول هنا حذف الفعل مع فاعله، وإن كان حذفا لجملة؛ لأنه سيخص حذف الجملة بما حذفت فيه جملة بأسرها دون ذكر شيء من عناصرها، ويعد من حذف الفعل ما بقيت فيه بعض العناصر كالمفعول أو المتعلقات، أو نحو ذلك حيث لم تحذف الجملة بأسرها" ([67]).
ويمكن دراسة حذف الفعل مع الفاعل على النحو التالي:
أولا: حذف الفعل والفاعل في أسلوب القسم: حذف الفعل والفاعل في الآيات الكونية، وكان الحذف على النحو التالي: حذف الفعل قبل الاسم المقسم به: والمقسم به في هذا الموضع هو اسم الجلالة-سبحانه وتعالى، وما أقسم به المولى من مظاهر الكون المتعددة مثل (السماء والأرض والشمس والقمر والليل والفجر والضحى والعصر ...).

وقد حذف الفعل في هذا الموضع ثماني وثلاثين مرة ([68])، ومن ذلك قوله -تعالى-: [وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أنه لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)] (الذاريات)

وقوله -تعالى-: [وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)] (النجم) وقوله -تعالى-: [وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)] (الليل).

حيث حذف الفعل (أقسم) قبل (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ...، و(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى..)، و(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى...) والتقدير: (أقسم ...) ودليل الحذف مقالي وهو التركيب الخاص لأسلوب القسم، والمرجعية داخلية لاحقة، والحذف هنا لكثرة الاستعمال وللعلم بالمحذوف؛ ف "اللفظ إذ كثر في ألسنتهم واستعمالهم آثروا تخفيفه وعلى حسب تفاوت الكثرة يتفاوت التخفيف، ولما كان القسم مما يكثر استعماله ويتكرر دوره بالغوا في تخفيفه من غير جهة واحدة... فمن ذلك أنهم قد حذفوا فعل القسم كثيرا للعلم به والاستغناء عنه فقالوا بالله لأقومن والمراد أحلف بالله ... وربما حذفوا المقسم به واجتزءوا بدلالة الفعل عليه يقولون أقسم لأفعلن، وأشهد أفعلن، والمعنى أقسم بالله أو أقسم بالذي شاء في أقسم به، وإنما حذفت لكثرة الاستعمال وعلم المخاطب بالمراد" ([69])، فتركيب أسلوب القسم ثابت إذ يتكون من:

"المقسم به: وهو اسم الله -تعالى-، وما جرى مجراه مما هو معظم عند الحالف.
المقسم عليه: وهو الجملة المؤكدة، أو هو جواب القسم، نحو (لتفعلن) و(ولا تفعل)، وهو يكون إما نفيا أو إثباتا، وعلى كل فهو إما أن يكون جملة فعلية أو اسمية.

أداة القسم: وهي الموصلة لمعنى الحلف إلى المحلوف به، وتجر المقسم به" ([70]).
ثانيا: حذف عامل المصدر: يحذف عامل المصدر، وحذفه على النحو التالي:

المصادر المسموعة بالنصب، وعاملها محذوف وجوبا ([71]):

لقد حذف المصدر المفرد المنصوب الملازم للإضافة في الآيات الكونية إحدى عشرة مرة ([72])، ومن ذلك قوله -تعالى-: [إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُون َ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)] (آل عمران) حيث نصب (سبحان) على المصدر ولم ينطق بفعل؛ لأن "(سبحان) مصدر منصوب غير متصرف ولا منصرف، وأما كونه غير متصرف فإنه لم يستعمل إلا منصوبا، ولا يدخله رفع ولا جر، ولا (ألف)، ولا (لام) كما تدخل على غيره من المصادر نحو السقي والرعي وهو من المصادر التي لا تستعمل أفعالها ([73]) فتقدير الفعل من لفظه ومن معناه (سبح) فالتكرار والمرجعية الداخلية اللاحقة حققت التماسك.

حذف عامل المصدر الذي له فعل:

حذف عامل المصدر الذي له فعل في الآيات الكونية أربع مرات ([74])، ومن ذلك قوله -تعالى-: [إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7)] (الصافات).

حيث جاء المصدر (حفظا) منصوبا لفعل محذوف تقديره: وحفظناها حفظا، وفي ذلك يقول أبو حيان "وحفظا: أي وحفظناها حفظا من المسترقة بالثواقب، ويجوز أن يكون مفعولا له على المعنى، كأنه قال: وخلقنا المصابيح زينة وحفظا انتهى. ولا حاجة إلى هذا التقدير الثاني، وتكلفه مع ظهور الأول وسهولته ذلك إشارة إلى جميع ما ذكر، أي أوجده بقدرته وعزه وعلمه" ([75]).
فتقدير العامل من لفظ المصدر أولى من تقدير عامل من غير لفظه كما ذكر أبو حيان؛ لأن ذلك يجعل النص أكثر تماسكا بالإضافة إلى المرجعية اللاحقة. وحذف العامل يدل على التركيز على الحدث فقط وهو الحفظ من كل شيطان مارد.

ومن ذلك أيضا قوله -تعالى-: [وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ أنه خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)] (النمل)

حيث جاء المصدر (صنع) منصوبا و "هو مصدر مؤكد لمضمون ما قبله، أي: صنع الله ذلك صنعا، على أنه عبارة عما ذكر من النفخ في الصور، وما ترتب عليه جميعا. قصد به التنبيه على عظم شأن تلك الأفاعيل، وتهويل أمرها، والإيذان بأنها ليست بطريق الإخلال بنظم العالم، وإفساد أحوال الكائنات، من غير أن تدعو إليه داعية، بل هي من بدائع صنع الله تعالى، المبنية على أساس الحكمة، المستتبعة للغايات الجليلة المبنية على أساس الحكمة، التي لأجلها رتبت مقدمات الخلق ومبادئ الإبداع، على الوجه المتين، والنهج الرصين كما يعرب عنه قوله: [الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ] أي: أحكم خلقه وسواه، على ما تقتضيه الحكمة." ([76])، فالتكرار في ذكر عامل المصدر من لفظه ومعناه، والمرجعية الداخلية اللاحقة حققا التماسك النصي. وهذا يدل على قدرة الله -تعالى-وحكمته في تصريف شئون الخلائق.



المبحث الثالث: حذف الجملة


لقد تعددت تعريفات الجملة لدى النحاة فقد ذكر الزمخشري تعريف الجملة مساويا بينها وبين الكلام حين قال: "الكلام هو المركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى الأخرى، وذلك لا يأتي إلا في اسمين كقولك: زيد أخوك، وبشر صاحبك، أو في فعل واسم نحو قولك: ضرب زيد، وانطلق بكر، ويسمي الجملة" ([77]).
فالجملة عنده هي الكلام الذي أفاد معنى يحسن السكوت عليه، وتحقق فيه عنصر الإسناد.
أما الرضي فقد فرق بين الجملة والكلام "فالجملة ما تضمن الإسناد الأصلي سواء كانت مقصودة لذاتها أو لا، كالجملة التي هي خبر المبتدأ وسائر ما ذكر من الجمل ...، والكلام ما تضمن الإسناد الأصلي وكان مقصودا لذاته، فكل كلام جملة ولا ينعكس" ([78]).
فالكلام أخص من الجملة، والجملة أعم، وهذا ما سار عليه ابن هشام حيث قال: "الكلام هو القول المفيد بالقصد والمراد بالمفيد: ما دل على معنى يحسن السكوت عليه والجملة عبارة عن الفعل وفاعله ك (قال زيد) والمبتدأ والخبر كــ (زيد قائم) وما كان بمنزلة أحدهما نحو (ضرب اللص) و(أقائم الزيدان؟) و(كان زيد قائما) و(ظننته قائما). وبهذا يظهر لك أنهما ليسا بمترادفين كما يتوهمه كثير من الناس وهو ظاهر قول صاحب المفصل، فإنه بعد أن فرغ من حد الكلام قال: ويسمى جملة،
والصواب أنها أعم منه، إذ شرطه الإفادة بخلافها، ولهذا تسمعهم يقولون: جملة الجواب، جملة الصلة، وكل ذلك ليس مفيدا فليس بكلام" ([79]). وعلى ذلك فالكلام مفيد فائدة يحسن السكوت عليها أما الجملة فقد لا تكون مفيدة، ويسير البحث في بيان حذف الجملة على ما سار عليه بن هشام في هذا التقسيم.


أولا: حذف جملة جواب الشرط:

حذف جواب الشرط في الآيات الكونية تسع مرات ([80])، ومن ذلك قوله -تعالى-: [إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)] (الانشقاق).

حيث حذف جواب الشرط؛ "ليذهب المقدر كل مذهب أو اكتفاء بما علم في مثلها من سورتي التكوير والانفطار" ([81])، وهو قوله -تعالى-: [عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)] (التكوير)، وقوله -تعالى-: [عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)] (الانفطار).

ودليل الحذف هنا مقالي؛ لأن ذكر أداة الشرط وفعله يستلزم وجود جواب الشرط فلما حذف وجب تقديرها ولما صح تقديره بناء على ما ورد في سورتي التكوير والانفطار وبناء على ذلك يتحقق التماسك بين الآية والسورة والسور القرآنية الكريمة. ودور المتلقي يبرز قويا في تقدير هذا المحذوف.
فبالإضافة إلى دلالة هاتين الآيتين الكريمتين على جواب الشرط المحذوف يمكن بناء على ما ذكره الزمخشري من ذهاب المقدر كل مذهب في تقديره فيمكن أن يقال تقدير جواب الشرط: "بعثتم" ([82])، وقيل "يرى الإنسان الثواب والعقاب" ([83])، وقيل: تكون أمور لا يقدر على وصفها" ([84]). وهذه التقديرات الأخيرة مرتبطة بذهن المتلقي وثقافته، وذلك يبرز دور المتلقي في تقدير هذا المحذوف؛ "فالقرآن الكريم يميل كثيرا إلى لغة الإيجاز، وفي تلك اللغة يترك لذهن المتلقي العنان لتقدير المحذوف؛ لفك رموز النص، ذلك المتلقي الذي يخضع لشروط معينة. ومن ثم يظهر التفاعل بين النص والمتلقي؛ إذ يلقى النص بمعطيات للمتلقي؛ ليقوم بتفكيكها، ومنحها أبعادا جديدة وملء الفراغات التي بها" ([85]).
ومن ذلك قوله -تعالى-: [قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)] (الكهف)، حيث حذف جواب شرط (لو) الثانية، والتقدير: "لنفد البحر من غير نفاد كلماته تعالى" ([86])، دل على ذلك أسلوب الشرط المتقدم (لنفد) فالتكرار باللفظ والمعنى، والمرجعية الداخلية للمحذوف يحقان التماسك النصي داخل الآية الكريمة، وهذا الحذف يدل على يدل على علم الله الواسع الذي تنفد مياه البحر دون أن تكتبه ولو تعددت البحور التي يدون بها هذا العلم.

ومن حذف جواب الشرط -أيضا-قوله -تعالى-: [فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)] (الواقعة).

حيث حذف جواب شرط (لو) "والتقدير: وإنه لقسم لو تعلمون ذلك، لكن لا تعلمون كنه ذلك، أو: لو تعلمون ذلك لعظمتموه، أو: لعملتم بموجبه" ([87])، ودليل الحذف هنا طبيعة أسلوب الشرط والمرجعية داخلية سابقة، ولا يخفى دور الملتقي في تقدير هذا المحذوف وبذلك يتحقق التفاعل بين النص والمتلقي. وهذا الحذف يدل على جهلهم التام فمع وضوح مظاهر إعجاز القرآن العظيم وعجزهم أن يأتوا بسورة من مثله إلا أنهم لم يؤمنوا به، ولم يعملوا بموجبه.

ومن ذلك -أيضا-قوله -تعالي-: [قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4)] (الأحقاف).

حيث حذف جواب شرط (إن) في قوله -تعالى-: [إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ]، والتقدير: (فأتوا بها) دل عليها ما تقدم من ذكر (اِئْتُونِي)، فتحقق التماسك النصي من خلال التكرار بين المحذوف والمذكور والمرجعية الداخلية السابقة وهذا الحذف يدل على عجزهم المطلق عن الإتيان بما يدل على أن شركهم بالله له ما يبرره.

ثانيا: حذف جملة جواب الاستفهام:

حذفت جملة جواب الاستفهام في الآيات الكونية ثلاث مرات، ومن ذلك قوله -تعالى-: [أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81)] (يس)، وقوله -تعالى-: [أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)] (القيامة).

وقوله -تعالى-: [أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33)] (الأحقاف)
حيث.. حذف جواب: الاستفهام، والتقدير: "بلى هو قادر على أن يخلق مثلهم" ([88])و"بلى قادرين: أي بلى نجمعهما حال كوننا قادرين مع جمعها على تسوية بنانه" ([89]).
وبلى هو قادر على أن يحيي الموتى، والحذف هنا للعلم بالمحذوف دل على هذا الحذف ما تقدم من ذكر أسلوب الاستفهام؛ لأن الاستفهام يستلزم جوابا، وتقدير الجواب على ذلك النحو أدى إلى التكرار بين المذكور والمحذوف لفظا ومعنى، وهذا ما صنع التماسك النصي بالإضافة إلى المرجعية الداخلية السابقة. والحذف هنا للعلم بالمحذوف، وهذا يدل على قدرة الله-تعالي-على البعث والحساب.

ويلاحظ أن هذه المواضع الثلاثة جاءت في إطار حديث الله-تعالى-عن إمكانية البعث والحساب.

رابعا: حذف جملة جواب القسم:

حذف جواب القسم في الآيات الكونية مرتين فقط، ومن ذلك قوله عز وجل: [وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)] (البروج).

حيث قيل إن جواب القسم محذوف، والتقدير: "لتبعثن ونحوه" ([90]) مما يدل على مشاهد يوم القيامة؛ "لأن السورة مكية والسور المكية تعالج العقيدة بأنواعها الثلاثة: التوحيد والنبوة والبعث والجزاء" ([91])، فالسياق اللغوي والدلالة حققا معا التماسك النصي بين الآيات.

ومن ذلك قوله -تعالى-: [وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)] (الفجر)

حيث حذف جواب قسم (والفجر...) لدلالة ما قبله عليه، وفي ذلك يقول أبو حيان: "والذي يظهر أن الجواب محذوف يدل عليه ما قبله من آخر سورة (الغاشية)، وهو قوله -تعالى-: [إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ]، وتقديره: لإيابهم إلينا وحسابهم علينا"([92]) وبناء على ذلك فإن التكرار بين المذكور والمحذوف في اللفظ والمعنى، والمرجعية الداخلية السابقة حققت التماسك النصي بين سورتي الغاشية والفجر.

وقال الزمخشري: "والمقسم عليه محذوف وهو (ليعذبن) يدل عليه قوله: [أَلَمْ تَرَ...] إلى قوله -تعالى-: [فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ]" ([93]).

وهذا ما ذهب إليه الرضي حين ذكر أن جواب القسم محذوف وتقديره: "ليؤخذن، وليعاقبن، لدلالة قوله -تعالى-: [أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ]"([94]) فالمرجعية على هذا التقدير داخلية لاحقة وهذا يحقق التماسك النصي بين الآيات الكريمة داخل آيات السورة الكريمة.



يتبع

ابوالوليد المسلم 26-06-2019 09:13 PM

رد: الحذف في الآيات الكونية في القرآن الكريم ودوره في التماسك النصي
 
الحذف في الآيات الكونية في القرآن الكريم


ودوره في التماسك النصي


الباحث/ عبد الفضيل عبد العظيم عبد الفضيل محمد([·])




نتائج البحث:


لقد اهتم هذا البحث في ثناياه بموضوع (الحذف ودوره في تماسك النص)، وقد اتخذ الآيات الكونية في القرآن الكريم نموذجا تطبيقيا، وهو موضوع مهم؛ لبيان دور الحذف في تماسك النص، وقد استطاع أن يركز على أنواع الحذف، وبيان أثره في التماسك، وقد توصل هذا البحث إلى مجموعة من النتائج التي كان أهمها:-

الحذف في الآيات الكونية يسهم في تماسك النص القرآني واتساقه.

الحذف مثير لعقل المتلقي كي يفكر في مظاهر القدرة الإلهية.

يكثر حذف الجمل في الأساليب المركبة من أكثر من جملة مثل أساليب الشرط والقسم والاستفهام تجنبا للإطالة.

تقدير المحذوف يؤدي -في الغالب-إلى التكرار اللفظي والمعنوي مع المذكور؛ فيساهم ذلك في تحقيق التماسك النصي بين السابق واللاحق.

التماسك النصي في القرآن الكريم يشمل الآيات والسور بل يشمل القرآن كله.

لأسباب النزول دور في تحليل النص وتماسكه فعندما تنزل الآية الكريمة ردا على موقف ما مع المشركين تجعل النص أكثر تماسكا إذ يحدث تفاعلا مستمرا بين النصص والموقف الذي نزل فيه، كما تجعله أكثر فهما.

حملت كتب تفاسير القرآن الكريم اللغوية -خاصة-بعض اللمحات النصية عند حديثهم مثل الكشاف للزمخشري والبحر المحيط لأبي حيان.

للمتقي دور كبير في تقدير المحذوف بناء على ثقافته ومعرفته قواعد بناء لغة النص.

الحذف يحدث تفاعلا وحوارا مستمرا بين النص والمتلقي.

تزداد المرجعية الداخلية السابقة بنسبة كبيرة على المرجعية الداخلية اللاحقة في تحقيق تماسك النص.
زيادة حذف العنصر الاسمي إذا ما قورن بحذف العنصر الفعلي والجملي.



المراجع


الإتقان في علوم القرآن، لجلال الدين السيوطي ج1/ 548، تحقيق: عصام فارس الحرستاني، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1998.
أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس المكي الفاكهي (المتوفى: 272ه)، تحقيق: د. عبد الملك عبد الله دهيش، دار خضر، بيروت، الطبعة الثانية، 1414 ه.
أسباب نزول القرآن لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري (ت: 468ه)، توزيع دار الباز للنشر والتوزيع (1388ه-1968م).
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (ت: 1393ه)، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.
إملاء ما من به الرحمن من وجوه الأعراب والقراءات في جميع القرآن، لأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري، (538-616ه)، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك، لأبي محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف بن هشام الأنصاري المصري ج 1/ 217، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر، الطبعة الخامسة، 1967.
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، لأبي بكر جابر بن موسى بن عبد القادر الجزائري، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424ه/ 2003م.
الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني، تحقيق الدكتور: عبد الحميد هنداوي، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الثالثة، (1428ه-2007م).
البحر المحيط، لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي، دار الكتب العلمية، لبنان، بيروت، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود-الشيخ علي محمد معوض، الطبعة: الأولى، (1422ه-2001م).
البحر المديد، لأحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الإدريسي الشاذلي الفاسي، ج 5/ 372، دار النشر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة: الثانية، 1423ه/ 2002م.
البرهان في علوم القرآن، لبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، بتحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، مكتبة دار التراث، القاهرة، الطبعة الثانية، د.ت.
بناء الجملة العربية للدكتور محمد حماسة عبد اللطيف، دار غريب، القاهرة، 2003م.
البيان والتبيين، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1975ه.
تاج العروس من جواهر القاموس، لمحمد بن محمد المرتضى الزبيدي، ج 23/ 121، دار النشر والتوزيع، بنغازي، ليبيا 1966م.
التحرير والتنوير، للشيخ محمد الطاهر بن عاشور، دار سحنون للنشر، تونس،1997م.
جامع البيان في تأويل القرآن، لمحمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (ت: 310ه)، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، (1420ه-2000م).
الجملة العربية تأليفها وأقسامها، للدكتور فاضل صالح السامرائي، دار الفكر، عمان، الطبعة: الأولى، 2002م.
الحذف والتقدير في النحو العربي، للدكتور علي أبو المكارم، دار غريب، القاهرة، 2008.
الخصائص، لأبي الفتح عثمان بن جني، بتحقيق: محمد علي النجار، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة الرابعة، 1999م.
دلائل الإعجاز، لأبي عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني، قرأه وعلق عليه: أبو فهر محمود محمد شاكر الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2000م.
سر صناعة الإعراب، لأبي الفتح عثمان بن جني، تحقيق: الدكتور حسن هنداوي دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى، 1985.
شرح شذور الذهب، لشمس الدين محمد بن عبد المنعم بن محمد الجوجري القاهري الشافعي (ت:889 ه)، تحقيق: نواف بن جزاء الحارثي، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، (1423ه/ 2004م).
شرح المفصل لموفق الدين يعيش بن علي بن يعيش، مكتبة المتنبي، القاهرة، د.ت.
شرح الرضي على الكافية، تحقيق: يوسف حسن عمر، طبعة قار يونس، ليبيا، د. ت.
شرح نهج البلاغة شرح نهج البلاغة، لعبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبو حامد، عز الدين (ت: 656ه)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه.
ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي للدكتور طاهر سليمان حمودة، الدار الجامعية، الإسكندرية، طبعة 1982.
علل النحو، أبي الحسن محمد بن عبد الله الوراق، ص: 312، تحقيق: محمود جاسم محمد الدرويش، مكتبة الرشد، الرياض، السعودية (1420ه / 1999م)، الطبعة: الأولى.
علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق دراسة تطبيقية على الصور المكية، صبحي إبراهيم الفقي ج 2/ 193، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع-القاهرة، الطبعة الأولى (1421ه-2000).
غرائب القرآن ورغائب الفرقان: نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري، تحقيق: الشيخ زكريا عميران: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان الطبعة الأولى (1416ه- 1996م).
في ظلال القرآن، لسيد قطب، دار الشروق، الطبعة: الحادية عشرة (1405ه-1985).
القاموس المحيط، لفيروز آبادي، ج 2/ 266، دار الجيل، بيروت، 1952.
الكتاب، لسيبويه، ج 1/ 118، تحقيق: عبد السلام هارون، دار الجيل بيروت، الطبعة: الأولى، د. ت.
الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، لأبي القاسم جار الله الزمخشري الخوارزمي، دار إحياء التراث العربي، ومؤسسة التاريخ العربي، بيروت، 1997.
كتاب اللمع في العربية، لأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي النحوي، تحقيق: فائز فارس، دار الكتب الثقافية-الكويت، 1972.
اللباب في علوم الكتاب، لأبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض. دار الكتب العلمية-بيروت-لبنان- 1419ه-1998م، الطبعة الأولى.
لسانيات النص (مدخل إلى انسجام الخطاب)، لمحمد خطابي؛ ص: 21، المركز الثقافي العربي، بيروت، الطبعة الأولى (1991م).
اللغة بين البلاغة والأسلوبية، للدكتور مصطفى ناصف، المملكة العربية السعودية، الرئاسة العامة لرعية الشباب، النادي الثقافي بجدة، 1989م.
- المصباح المنير المصباح المنير أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي، المكتبة العلمية بيروت.
مصنف ابن أبي شيبة، لأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي (159-235 ه)، تحقيق: محمد عوامة، طبعة الدار السلفية الهندية القديمة.
معاني النحو للدكتور فاضل صالح السامرائي ج 1/ 138، دار الفكر، عمان، الأردن، الطبعة الثالثة، 2008م.
المعجم الكبير، لسليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، مكتبة العلوم والحكم-الموصل، الطبعة الثانية، 1404-1983.
معجم المصطلحات الألسنية، للدكتور: مبارك المبارك، دار الفكر اللبناني، بيروت، د.ت.
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لأبي محمد عبد الله جمال الين بن هشام الأنصاري المصري، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، د. ت.
النحو الوافي، عباس حسن، دار المعارف، الطبعة الخامسة عشرة.
[·] باحث بوزارة التربية والتعليم، حاصل على ماجستير في النحو والصرف والعروض، كلية دار العلوم، جامعة القاهرة.

[1] الخصائص لأبي الفتح عثمان بن جني، ح 2/ 360، تحقيق: محمد علي النجار، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة الرابعة، 1999.

[2] ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي للدكتور طاهر سليمان حمولة ص: 4، الدار الجامعية، الإسكندرية، طبعة 1982.

[3] دلائل الإعجاز، ص: 146.

[4] علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق دراسة تطبيقية على الصور المكية، صبحي إبراهيم الفقي ج 2/ 193، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع-القاهرة، الطبعة الأولى (1421ه-2000).

[5] المصباح المنير المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، لأحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي، ج 1/ 126. المكتبة العلمية-بيروت.

[6] تاج العروس من جواهر القاموس لمحمد بن محمد المرتضى الزبيدي، ج 23/ 121، مادة (حذف)، دار النشر والتوزيع، بنغازي، ليبيا، 1966م.

[7] المغرب في ترتيب المعرب، لأبي الفتح ناصر الدين بن عبد السيد بن علي بن المطرز ج 1/ 189، تحقيق: محمود فاخوري وعبد الحميد مختار، مكتبة أسامة بن زيد، حلب، الطبعة الأولى، 1979.

[8] الخصائص ج 2/ 362.

[9] السابق نفسه.

[10] دلائل الإعجاز، لأبي عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني، ص: 146. قرأه وعلق عليه: أبو فهر محمود محمد شاكر الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2000م.

[11] البرهان في علوم القرآن، لبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، ج 3/ 102، بتحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، مكتبة دار التراث، القاهرة، الطبعة الثانية، د.ت.

[12] السابق نفسه.

[13] الحذف والتقدير في النحو العربي، للدكتور علي محمد أبو المكارم، ص: 200. دار غريب، القاهرة، 2008.

[14] معجم المصطلحات الألسنية، للدكتور: مبارك المبارك، ص: 74. دار الفكر اللبناني، بيروت، د.ت.

[15] انظر: أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك لأبي محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف بن هشام الأنصاري المصري.

[16] أوضح المسالك ج 1/ 220.

[17] الخصائص ج 2/ 373، شرح المفصل لموفق الدين يعيش بن علي بن يعيش ج 1/ 103، مكتبة المتنبي، القاهرة، د.ت، شرح الرضي على الكافية ج 4/ 376، بتحقيق الأستاذ: يوسف حسن عمر، طبعة قار يونس بليبيا د.ت.
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لأبي محمد عبد الله جمال الين بن هشام الأنصاري المصري، ج 1/ 315، بتحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، د.ت.

[18] سر صناعة الإعراب، لأبي الفتح عثمان بن جني ج 2/ 517. تحقيق: د. حسن هنداوي دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى، 1985، د. حسن هنداوي.

[19] دلائل الإعجاز ج1/ 184.

[20] الإيضاح في علوم البلاغة جت/ 37.

[21] المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، لابن الأثير؛ ج 2/ 91 تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد. وانظر: دلائل الإعجاز ج 1/ 132، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق: د. محمد التنجي، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1995.

[22] الخصائص ج 2/ 379، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ح1/ 79، شرح ابن عقيل ج 4/ 42، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لابن هشام الأنصاري ج 2/ 849، دار الفكر-بيروت، الطبعة السادسة، 1985، تحقيق: د. مازن المبارك ومحمد علي حمد الله، النحو الوافي ج 4/ 448، عباس حسن، دار المعارف، الطبعة الخامسة عشرة.

[23] الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل لأبي القاسم جار الله الزمخشري الخوارزمي ج 2/ 448، دار إحياء التراث العربي، ومؤسسة التاريخ العربي، بيروت، 1997.

[24] ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي، ص: 97.

[25] مغني اللبيب، ح 2/ 748.

[26] اللغة بين البلاغة والأسلوبية، للدكتور مصطفى ناصف ص: 253، المملكة العربية السعودية، الرئاسة العامة لرعية الشباب، النادي الثقافي بجدة، 1989م.

[27] معاني القرآن لأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء، ج 3/ 278 بتحقيق: الجزء الأول أحمد يوسف نجاتي ومحمد على النجار، والثاني محمد علي النجار، والثالث الدكتور: عبد الفتاح شلبي، وراجعه علي النجدي ناصف، طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب بين سنتي 1972، 1980م، شرح الرضي على الكافية ج 1/ 482، 306.
شرح الرضي على الكافية ج 1/ 482، 306.

[28] البرهان في علوم القرآن، ج 3/ 105، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 43، ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي، ص: 99.

[29] الكتاب لسيبويه لأبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، ج 2/ 345، شرح وتحقيق: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة.

[30] اللباب في علوم الكتاب لأبي حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي الحنبلي ج 2/ 24، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معرض دار الكتب العلمية-بيروت/ لبنان-1419ه-1998م، الطبعة: الأولى.

[31] غرائب القرآن ورغائب الفرقان: نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري ج 1/ 417. تحقيق: الشيخ زكريا عميران: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان الطبعة الأولى (1416ه-1996م).

[32] الأمالي في لغة العرب الأمالي في لغة العرب، أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي (288ه/ 356ه) ج 1/ 226، الناشر دار الكتب العلمية، بيروت، سنة النشر (1398ه-1978م)، وشرح نهج البلاغة شرح نهج البلاغة، لعبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبو حامد، عز الدين (المتوفى: 656ه) ج 20/ 340، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه.

[33] الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي ح 2/ 147، بتحقيق: عصام فارس الحرستاني، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1998.

[34] الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 43.

[35] السابق نفسه.

[36] لسانيات النص (مدخل إلى انسجام الخطاب)، لمحمد خطابي، ص: 21، المركز الثقافي العربي، بيروت، الطبعة الأولى(1991م).

[37] علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ج2/ 208.

[38] التماسك النصي في الشعر العربي، التماسك النصي في الشعر العربي، دراسة نصية دلالية لأدوات الربط، شعر أحمد عبد المعطي حجازي نموذجا، ص: 74 لحسام جايل عبد العاطي، رسالة ماجستير كلية دار العلوم عام 2006م.

[39] مجلة فصول، ص: 159، المجلد العاشر، العدد الأول يوليو 1991م.

[40] علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ج 2/ 195.

[41] لسانيات النص، ص: 22.

[42] علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ج 2/ 221.

[43] البقرة 117، البقرة 117، الأنعام 73، الأنعام 101، هود 7، الشعراء 24، الشعراء 26، الشعراء 28، يس 82، غافر 68، الذاريات 48، الملك 2، ص 29، الطارق 3.

[44] دلائل الإعجاز ج 1/ 122.

[45] التحرير والتنوير للشيخ محمد الطاهر بن عاشور ج 30/ 259، دار سحنون للنشر والتوزيع، تونس، 1997م.

[46] همع الهوامع ج 1/ 390. وانظر: إملاء ما من به الرحمن، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن، لأبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري، (538- 616ه)، ج 2/ 293، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، شرح ابن عقيل ج 1 م 246، توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك، لأبي محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن على المرادي المصري المالكي (المتوفى: 749ه)، ج 1/ 458، شرح وتحقيق: عبد الرحمن علي سليمان، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى 1428ه- 2008م.، مغني اللبيب ج1/ 822، اللباب في علوم الكتاب ج 20/ 474.

[47] علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ج2/ 202.

[48] همع الهوامع ج 1/ 390. وانظر: إملاء ما من به الرحمن ج 2/ 160.

[49] سورة يونس 19، سورة هود 105، سوره الرعد 16، سورة النمل (60، 62، 61، 63، 64).

[50] شرح الرضي ج 1/ 334. وانظر: شرح المفصل لابن يعيش ج 1/ 124، معاني النحو ج 2/ 74.

[51] البقرة 255، آل عمران (26، 27)، المائدة (17، 40)، هود (107، 108)، الرعد (13، 31)، إبراهيم 19، النور (35، 43، 45، 46)، الفرقان 51، النمل 87، القصص69، الروم (37، 48، 48) العنكبوت (21، 62)، فاطر (11، 22)، الزمر 69، الشوري (12، 49، 49، 49، 50) الواقعة (65، 70)، الحديد 21.

[52] أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، لجابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري، ج 4/ 93.
مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الخامسة، 1424 ه/ 2003م.

[53] البقرة 164، الأنعام (3، 79، 100) الأعراف 162، يونس (6، 18، 23، 24)، هود (107، 123) الرعد (14، 31)، النحل (13، 68، 74)، الإسراء 66، الأنبياء (18، 22، 23) الحج (15، 62)، المؤمنون 81، النور (41، 43، 45، 46، 64)، النمل (59، 62، 88) لقمان (29، 30)، السجدة 5، فاطر 13، يس 36، الزمر 38، غافر 82، الزخرف (12، 86)، الجاثية 5، الأحقاف 4، الذاريات (22، 23) ن الواقعة (63، 68، 71)، الحديد 4، التغابن (4،2).

[54] البحر المحيط. لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي ج 10/ 137، دار الكتب العلمية، لبنان، بيروت، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود-الشيخ علي محمد معوض، الطبعة الأولى، (1422 ه-2001م).

[55] البقرة (22 ،164)، الأنعام (97، 98)، يونس (5، 6، 55، 67)، يوسف 109، الرعد 4، النحل (12، 13، 14، 17، 65، 67) المؤمنون 80، النمل 61، لقمان 25، السجدة 27، يس 36، غافر (57، 67)، الزخرف 86، الدخان 39، الجاثية (5، 26)، الذاريات 21، الواقعة 76.

[56] التحرير والتنوير ج 20/ 170.

[57] البرهان في علوم القرآن ج 3/ 165.

[58] علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ج 2/ 239.

[59] شرح المفصل لابن يعيش ج 7/ 2 نظر: شرح ابن عقيل ج 1/ 22، أوضح المسالك ج1/ 22، همع الهوامع ج 1/ 15، النحو الوافي ج 1/ 46.

[60] همع الهوامع (ج 1/ 15-27).

[61] المرسلات (8، 9، 10، 11) التكوير (1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12، 13)، الانفطار (1، 2، 3) الانشقاق (1، 3).

[62] اللباب في علوم الكتاب ج 20/ 174. وانظر: الكشاف ج 4/ 707.

[63] يوسف 190، الرعد (16، 41)، النحل 48، الإسراء 99، مريم 67، الحج 46، الشعراء 7، العنكبوت 19، الروم 37، السجدة 27، يس (71، 82)، غافر 82، الأحقاف 33، محمد 10، ق 6، الملك 19، الغاشية 17.

[64] البحر المديد ج 4/ 629.

[65] علل النحو، أبي الحسن محمد بن عبد الله الوراق، ص: 312 تحقيق: محمود جاسم محمد الدرويش، مكتبة الرشد، الرياض، السعودية، (1420ه-1999م)، الطبعة الأولى.

[66] الخصائص ج 2/ 379.

[67] ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي، ص: 253.

[68] مريم 68، الدخان (1، 2)، الذاريات (1، 7، 23)، الطور (1، 2، 4، 5، 6)، النجم 1، المدثر 35، التكوير (17، 18)، الانشقاق (17، 18) البروج 1، الطارق (1، 2، 11، 12) الفجر (1، 2، 3، 4)، الشمس (1، 2، 3، 4، 5، 6، 7)، الليل (2، 1، 3) الضحى (1، 2).

[69] شرح المفصل لابن يعيش، ج 9/ 94، شرح الرضي على الكافية، ج 4/ 320.

[70] الحذف والتقدير، ص: 215.

[71] انظر: شرح المفصل، ج 1/ 115، شرح التسهيل، لجمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك، ج 2/ 185، بتحقيق الأستاذ الدكتور: عبد الرحمن السيد، والأستاذ الدكتور: محمد بدوي المختون، مطبعة دار هجر، الأولى، 1990 النحو الوافي، ج 2/ 233.

[72] البقرة 116، آل عمران 191، النساء 171، الأنعام 100، يونس 13، الأنبياء 23، الروم 17، يس (36، 83)، الزمر 67، الزخرف 13.

[73] شرح المفصل ج 1/ 119.

[74] يونس 4، النمل 88، الصافات 7، فصلت 12.

[75] البحر المحيط ج 7/ 468.

[76] البحر المديد، لأحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الإدريسي الشاذلي الفاسي، ج 5/ 372، دار النشر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية / 2002م-1423ه.

[77] شرح المفصل، ج 1/ 21.

[78] شرح الرضي، ج 1/ 33.

[79] مغني اللبيب، ج 2/ 431.

[80] الرعد 31، الكهف 109، النمل 64، الدخان 7، الأحقاف 4، الرحمن 37، الواقعة 76، الانشقاق 1.

[81] الكشاف ج 4/ 726.

[82] اللباب في علوم الكتاب ج 20/ 226.

[83] الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين، لأبي البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد الأنباري، ج 2/ 460، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية صيدا، بيروت (1407ه-1987م).

[84] شرح الرضي على الكافية ج 3/ 193. وللعلماء آراء أخرى في جواب (إذا) أحدها: أنها (أذنت) والواو مزيدة الثاني: أنه (فملاقيه) أي: فأنت ملاقيه وإليه ذهب الأخفش.
والثالث: أنه (يا أيها الإنسان) أيضا، ولكن على إضمار القول: أي: يقال: (يا أيها الإنسان). انظر: اللباب في علوم الكتاب ج 20/ 226، البرهان في علوم القرآن ج 3/ 194، والتحرير والتنوير ج 30/ 220.

[85] علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ج 2/ 240.

[86] البحر المديد، ج 4/ 294.

[87] السابق، ج 7/ 451.

[88] جامع البيان في تأويل القرآن، لمحمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310ه) ج 20/ 556، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، (1420ه-2000م) وانظر: معالم التنزيل، لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (510ه)، ج 7/ 29 حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر وعثمان جمعة ضميرية وسليمان مسلم الحرش، دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة الرابعة، (1417ه-1997م).

[89] المفصل في صنعة الإعراب ج 2/ 69. وانظر: شرح ابن عقيل ج 2/ 283، شرح الرضي على الكافية ج 2/ 47، وأيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ج 5/ 474، ومشكل إعراب القرآن، مكي بن أبي طالب القيسي أبو محمد، ج 2/ 777، تحقيق: د. حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية، (1405ه) والبرهان في علوم ج 2/ 114.

[90] البحر المحيط ج 8/ 443. وللعلماء آراء أخرى في جواب القسم قيل هو: [إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِ]، وقيل: [قُتِلَ]، وحذفت اللام وقد أي: (لقد قتل)، وقال المبرد: [إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ] وقيل: فيه تقديم وتأخير، تقديره: قتل أصحاب الأخدود والسماء ذات البروج. انظر: الكشاف ج 4/ 730، اللباب في علوم القرآن ج 20/ 247، أيسر التفاسير ج 5/ 548، أضواء البيان ج 8/ 480.

[91] أيسر التفاسير ج 5/ 548.

[92] البحر المحيط ج 8/ 462.

[93] الكشاف ج 4/ 750.

[94] شرح الرضي على الكافية ج 4/ 317.


الساعة الآن : 04:42 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 94.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 94.08 كيلو بايت... تم توفير 0.18 كيلو بايت...بمعدل (0.19%)]