ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   حديث دعاء السفر (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=241552)

ابوالوليد المسلم 28-09-2020 12:40 AM

حديث دعاء السفر
 
حديث دعاء السفر
الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري








عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر (كبر ثلاثًا)، ثم قال: ((سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا، واطوِ عنا بُعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وَعْثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل))، وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: ((آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون))؛ رواه مسلم[1].






يتعلق بهذا الحديث فوائد:

الفائدة الأولى: دل الحديث على مشروعية دعاء الركوب، وهو التكبير وقراءة الآية المذكورة، والصحيح أن دعاء الركوب - وهو قراءة الآية - لا يختص بالسفر، بل هو مشروع في كل ركوب لكل مركوب للتنقل؛ من إبل أو خيل أو دراجة أو سيارة أو طيارة أو غيرها، وسواء أكان ذلك في الحضر أم في السفر، وقد نبه على هذا كثير من العلماء قديمًا وحديثًا، قال القيرواني - رحمه الله - في الرسالة: ويقول الراكب إذا استوى على الدابة: (سبحان الذي...) إلخ[2]، قال زروق - رحمه الله - في شرحه: فأما قوله: (ويقول الراكب) يعني مسافرًا كان أو غيره؛ لقوله تعالى: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ ﴾ [الزخرف: 12] الآية؛ اهـ[3]، وقال الملا علي القاري رحمه الله في كتابه (المرقاة) لما ذكر الآية قال: وهذا الدعاء يسن عند ركوب أيِّ دابة كانت لسفر أو غيره؛ اهـ[4]، وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: أما (سبحان الذي سخر لنا هذا)، فيقوله كلما ركب الدابة، سواءٌ في السفر أو في الحضر؛ اهـ[5].




الفائدة الثانية: دل الحديث على مشروعية الدعاء عند السفر بهذا الدعاء الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يدل على أنه ينبغي للمسلم أن يكون دائم الصلة بالله سبحانه وتعالى، في سفرِه وإقامته، متوكلًا عليه في جميع ظروفه وأحواله، فمن كان حافظًا له قرأه مِن حفظه مستشعرًا معانيه، ومَن لم يحفظه قرأه من ورقة أو كتاب، أو استمع إلى مَن يحفظه وردد معه الدعاء، ولا يكتفي بمجرد استماعه له.




الفائدة الثالثة: كما يُسَن هذا الدعاء في بداية السفر فإنه يُسَن أيضًا في بداية رجوعه من سفره، فإذا شرع في العودة إلى بلده قالَهُ، وزاد عليه الكلمات التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيدهن في رجوعه، وهي: ((آيِبون تائبون عابدون، لربنا حامدون)).





[1] رواه مسلم في كتاب الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره 2/ 978 (1342)، ومعنى: (سخر): ذلَّل ويسَّر، و(مقرنين): قادرين، و(وَعْثاء السفر): مشَقَّته، و(كآبة المنظَر): النظر إلى ما يسوء الإنسان.





[2] الرسالة للقيرواني (مع شرح زروق 2/ 405).




[3] شرح زروق على الرسالة 2/ 406.




[4] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 5/ 269 - 270.




[5] لقاء الباب المفتوح 2/ 298 (س996)، وانظر أيضًا رسالته في حوادث السيارات (مجلة العدل. العدد الثالث. رجب 1420 ص17)، وشرح رياض الصالحين له 3/ 138.





الساعة الآن : 05:21 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.89 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.04%)]