ملتقى الشفاء الإسلامي - الحروف التسعة والعشرين ومخارجها

الحروف التسعة والعشرين ومخارجها
يوسف بن أبي بكر السكاكي

الكلمة هي اللفظة الموضوعة للمعنى مفردة والمراد بالإفراد أنها بمجموعها وضعت لذلك المعنى دفعة واحدة ثم
1- إذا كان معناها مستقلاً بنفسه وغير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة مثل علم وجهل سميت اسماً
2- إذا اقترنت مثل علم وجهل سميت فعلاً
3- إذا كان معناها لا يستقل بنفسه مثل من وعن سميت حرفاً
ويفسر المستقل بنفسه على سبيل التقريب والتأنيس بأنه الذي يتم الجواب به كقول القائل زيد في جوابك إذا قلت من جاء وقرأ إذا قلت ماذا فعل بخلافه إذا قال في أو على إذا قلت أين قرأ.
اعلم أنها عند المتقدمين تتنوع على مجهورة ومهموسة وهي عندي كذلك لكن على ما أذكره وهو أن الجهر: انحصار النفس في مخرج الحرف ، والهمس: جرى ذلك فيه والمهجورة عندي الهمزة والألف والقاف والكاف والجيم والياء والراء والنون والطاء والدال والتاء والباء والميم والواو يجمعها قولك قدك أترجم ونطايب
والمهموسة ما عداها ثم إذا لم يتم الانحصار ولا الجري كما في حروف قولك لم يروعنا سميت معتدلة وما بين الشديدة
والرخوة وإذا تم الانحصار كما في حروف قولك أجدك قطبت سميت شديدة وإذا تم الجري كما في الباقية من ذلك سميت رخوة
ثم إذا تبع الاعتدال ضعف تحمل الحركة أو الامتناع عنه كما في الواو والياء والألف سميت معتلة
وإذا تبع تمام الانحصار حفز وضغط كما في حروف قولك قد طبخ سميت حروف القلقلة وتتنوع أيضاً على مستعلية وهي الصاد والضاد والطاء والظاء والغين والخاء والقاف وعلى منخفضة وهي ما عداها والاستعلاء أن تتصعد لسانك في الحنك الأعلى والانخفاض بخلاف ذلك فإن جعلت لسانك مطبقاً للحنك الأعلى كما في الصاد والضاد والطاء والظاء سميت مطبقة وإلا كما في سواها سميت منفتحة.
ومخارجها عند الأكثر ستة عشر على هذا النهج:
1- أقصى الحلق للهمزة والألف والهاء
2- وسطه للعين والحاء
3- أدناه على اللسان للغين والخاء
4- أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الأعلى مخرج القاف
5- من أسفل من موضع القاف من اللسان قليلاً ومما يليه من الحنك الأعلى مخرج الكاف
6- من وسطه اللسان بينه وبين وسط الحنك الأعلى مخرج الجيم والشين والياء
7- من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد
8- من حافة اللسان من أدناها على منتهى طرف اللسان من بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى فما فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية مخرج اللام
9- من طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا العليا مخرج النون ومن مخرج النون غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلاً لانحرافه على اللام مخرج الراء
10- ومما بين طرف اللسان وأصول الثنايا العليا مخرج الطاء والدال والتاء
11- ومما بين الثنايا وطرف اللسان مخرج الصاد والزاي والسين
12- ومما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا مخرج الظاء والذال والثاء
13- ومن باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا مخرج الفاء
14- ومما بين الشفتين مخرج الباء والميم والواو
15- ومن الخياشيم مخرج النون الخفيفة
ويتصور ما ذكرناه من الشكل الآتي وعندي أن الحكم في أنواعها ومخارجها على ما يجده كل أحد مستقيم الطبع سليم الذوق إذا راجع نفسه واعتبرها كما ينبغي وإن كان بخلاف الغير لإمكان التفاوت في الآلات.

مستل من كتاب : مفتاح العلوم
المؤلف : يوسف بن أبي بكر محمد بن علي السكاكي