ملتقى الشفاء الإسلامي - كيف تزكي نفسك بأيسر طريقة

هذا الموضوع مهم اهمية قصوي

لكي يغير الإنسان نفسه من الإنحراف إلي الإستقامة فلابد اولا أن يمقت المعاصي ومقته للمعاصي هذا يوضح ان قلبه سليم وليس مريضا

أما إذا كان الإنسان يحب المعاصي من داخل قلبه فهناك خطوة لابد ان يقوم بها قبل أن يهيئ نفسه لطلب التوبة من الله تعالي

وهذه الخطوة هي ان يحول قلبه من قلب مريض يحب المعاصي إلي قلب سليم يمقت المعاصي

وهذه تاتي عن طريق كثرة الصلاة علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم

لأن الصلاة علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم تنزل علي العبد صلوات من الله تعالي

هذه الصلوات تطهر العبد ثم ترتقي به

هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) قال: من الضلالة إلى الهدى، قال: والضلالة الظلمات والنور: الهدى.

ولكن هناك عائق اخر يمنع أغلب المسلمين من الإستفادة من كل ذكر يقولونه

وهو ان كثيرا من المسلمين عندما يدخلون للعبادات سواء كانت صلاة او تلاوة أو ذكر يدخلون وأحدهم رابط قلبه علي معصية معينة

ربط القلب علي نية المعصية يمنع الذكر أن يدخل للقلب

ولهذا إذا اراد الإنسان ان يستفيد من كل عبادة سواء كانت صلاة او ذكر

فلابد قبل الدخول فيها أن يتأكد أولا انه أخرج من قلبه كل نية ظلم للأخرين او معصية او حسد ويتمني الهداية للجميع حتي أعدائه

وهناك شيئ أخر أيضا وهو أن كثير من المسلمين يضيع أثر عبادتهم لأنهم بعد الصلاة او الذكر يقولون لغوا او يفعلون معصية ولا يكون قد مضي وقت علي إنتهائهم من العبادة او الذكر

فاللغو والمعصية بعد العبادة مباشرة يضيع أثر العبادة

وهناك شيئ اخر وهو أن هناك صيغ كثيرة للصلاة علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم غير واردة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فهل يجوز لنا ان نصلي بها ام لا

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=116776

في الرابط اعلا ستجد إجابة العلماء علي هذا السؤال وانه يجوز الصلاة بكل صيغة ما لم يرد فيها محظور شرعي

وهناك شيئ اخر ايضا وهو ان هناك أوقات افضل من غيرها للصلاة علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم

(( قال النبي –عليه السلام- : أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً )) .

فالواجب علي كل من يريد تزكية نفسه ان يكثر من الصلاة علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ليلة الجمعة وعصر الجمعة

ولا شك ان الصلاة الإبراهيمية هي افضل الصيغ للصلاة علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم

ولكن البعض يجدها طويلة ولذا يكسل منها

ولذافهناك صيغة سهلة جدا وقوية جدا في أثرها إذا صلي بها المسلم في عصر الجمعة وليلتها

وهذه الصيغة هي ( اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وصحبه وسلم )

فأنصح كل من يريد تغيير قلبه من قلب مريض إلي قلب سليم ان يكثر من الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم في عصر الجمعة وليلتها ولكن مع مراعاة

أن يتأكد أولا انه أخرج من قلبه كل نية ظلم للأخرين او معصية او حسد ويتمني الهداية للجميع حتي أعدائه

وثانيا بعد فراغه من الصلاة علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يراعي أن يتجنب تماما الوقوع في معصية او لغو لمدة ساعة علي الاقل

ولكي نيسر الامر تماما علي كل من يريد تغيير قلبه فنقول له إنه يمكنك ليلة الجمعة ان تصلي علي رسول الله صلي الله عليه وسلم بالصيغة اعلاه وانت علي فراشك تستعد للنوم

فهذه ستدفع عنك مشقة ان تتحرز من اللغو والمعصية بعد إنتهائك من الصلاة

ولكن لابد أن تراعي الشرط الاول وهو

أن يتأكد أولا انه أخرج من قلبه كل نية ظلم للأخرين او معصية او حسد ويتمني الهداية للجميع حتي أعدائه

وهكذا عندما يستيقظ الإنسان من نومه يوم الحمعة سيجد أثر رائع للصلاة علي قلبه

هذا الأثر سيتراكم كل صباح جمعة وشيئا فشيئا يجد الإنسان إن الوسواس خف كثيرا ثم إنه فقد طعم المعاصي ثم إنه أصبح لا يطيق المعاصي ثم إنه أصبح يشمأز من المعاصي ويمقتها جدا

هكذا يكون تحول من قلب مريض لقلب سليم

بعد اول ليلة جمعة سيتاكد كثيري إنهم فقط يحتاجون إلي ثلاث أو أربع ليالي جمعة ليعالجوا قلوبهم تماما
يكفي ان يجربها المرء مرة واحدة فقط ليتاكد إنه الدواء الذي يبحث عنه