ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى حراس الفضيلة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=103)
-   -   حسن الخلق عبادة عظيمة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=303836)

ابوالوليد المسلم 01-05-2024 10:55 PM

حسن الخلق عبادة عظيمة
 
حسن الخلق عبادة عظيمة



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن حسن الخلق عبادة عظيمة يغفل عنها بعض الناس والله أمر به ورغب فيه فقال سبحانه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البقرة : 83)، وأثنى على أهله فقال: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران : 134).
وبعث رسوله صلى الله عليه وسلم بإتمامها فقال صلى الله عليه وسلم : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمته بذلك فقال: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» رواه الترمذي وحسنه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم غاية في حسن الخلق، قال أنس: «كان رسول صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا» متفق عليه، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا» متفق عليه، وقالت عائشة واصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كان خلقه القرآن» أي كان يتمثل أخلاق القرآن الفاضلة، وقد أثنى عليه الله سبحانه بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم : 4)، وقد وصفه الله في التوراة بأخلاق حسنة، فعن عطاء رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمرو: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة؟ قال: «أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن: يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذريا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح به أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا» رواه البخاري.
وحسن الخلق هو بذل المعروف وكف الأذى، فجماع حسن الخلق في أمرين عظيمين: بذل الخير وكف الشر، فبذل الخير يدخل فيه الصدق والأمانة وحسن الجوار وصلة الرحم وحسن العهد والوفاء والمكافأة على المعروف وغير ذلك من خصال الخير، وكف الشر يدخل فيه احتمال الأذى وكظم الغيظ والصبر على المكروه والعفو عند المغفرة ومقابلة الإساءة بالإحسان وغير ذلك، قال عبد الله بن المبارك في تفسير حسن الخلق: بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى.
وبين صلى الله عليه وسلم فضل محاسن الأخلاق في غير ما قول فقال صلى الله عليه وسلم : «إن من خياركم أحسنكم أخلاقا» متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم : «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء» رواه الترمذي، والبذيء هو الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: «أكمل المومنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم» رواه الترمذي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم» رواه أبو داود.
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه» حديث صحيح، رواه أبو داود بإسناد صحيح. والزعيم: الضامن.
وعن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي، وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون»، قالوا: يا رسول قد علمنا «الثرثارون والمتشدقون» فما المتفيهقون؟ قال: «المتكبرون» رواه الترمذي.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وفي الختام أسأل الله العظيم أن يحسن أخلاقنا ويوفقنا لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يهدي بنا ويجعلنا سببا لمن اهتدى ويجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه..
وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


اعداد: د. عبد الغني العمراني الزريفي






الساعة الآن : 04:05 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.59 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.22%)]