ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الحوارات والنقاشات العامة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=49)
-   -   خاطرة : أصناف الناس فيما رأيت (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=244213)

ابوالوليد المسلم 29-10-2020 09:31 PM

خاطرة : أصناف الناس فيما رأيت
 
خاطرة : أصناف الناس فيما رأيت


محمد بن نبيل الشيخ






رأيت الناس الذين خالطتهم أصنافًا؛ فمنهم من جمع الله له بين حسن الخلُق وحسن الديانة؛ فقُربهم مغنم، وصحبتهم عافية في الدين والدنيا؛ يدلونك على الخير، ويحثونك عليه بأفعالهم قبل مقالهم؛ فتراهم معظمين لشعائر الله، مبتعدين عما حرَّم، مسارعين في الطاعات، لدينهم في نفوسهم أعظم قدر، ثم هم جمعوا مع ذلك مكارم الأخلاق، ومحاسن السجايا.

ومصاحبة هؤلاء من نعيم الدنيا، وأين هم؟! ما أقلَّهم وأندرَهم!

ومن الناس مَن دينُهم متينٌ كالصنف الأوَّل، يتدينون بما علَّمهم الله، ويخافون ما حرَّم، ويسارعون في الخير، ويقفون عند حدود الله، لكن أخلاقهم ليست كأخلاق الأُوَل؛ فقد لا يقومون بحقوق الأخوّة على الوجه، وقد ينالك منهم شيء يؤذيك دون قصد.

وهذا الصنف صالح للصحبة أيضًا، ومحبَّته تكون من جهة استقامة دينه، وإن لم يُحَبَّ من جهة اعتدال أخلاقه، وهو أيضًا صنف قليل في الناس اليوم.

ومن الناس من أوتي خلُقًا سمْحًا، ولسانًا عذبًا، مُتجنِّبٌ لقول السوء، مُتحسِّسٌ لمواضع ما يحبُّ الإخوان وما يكرهون، لكنَّه مع هذا رقيق الديانة، مستهين بمقارفة الحرام في نفسه ومن تحت ولايته، لا تجد منه غيرة على محارم الناس حين تُنتَهك، ولا مُصارَمة لأهلها.

وهذا الصنف وإن أراحك من ناحية أخلاقه، فضرره على دينك كبير؛ وتسرُّب تهاونه إليك غير مأمون؛ فخالِطْه بمقدار، وداوم نُصحَه، ولا تُقرِّبْه من نفسك أكثر مما يجب؛ فتندم.


أما آخر الأصناف، فهم الأكثر - لا كثَّرهم الله - قليلو الديانة، عديمو الأخلاق، أفعالهم مرذولة، وأخلاقهم مذمومة، مثلهم كمثل وجع الضِّرس لا راحة لصاحبه إلا بنزعه، وإلا استمرَّ ألمه، وعظُم كربه.

وأعني بالتديُّن: التديُّن العملي السلوكي، لا التديُّن العلمي المعرفي؛ فما أكثرَ مَن يعلم ولا يعمل، نسأل الله السِّتر والمغفرة.

كما أنني أعني بالأخلاق الطبقة العليا من الأخلاق، لا الأخلاق التي يتميَّز بها الإنسان عن البهائم العجماوات.

والله المستعان.





الساعة الآن : 08:42 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.49 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.42%)]