ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أمي سحرتني لكي أطيعها! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=247083)

ابوالوليد المسلم 03-12-2020 12:22 AM

أمي سحرتني لكي أطيعها!
 
أمي سحرتني لكي أطيعها!
أ. فيصل العشاري

السؤال


ملخص السؤال:
شاب يقول إن والدته سَحَرَتْهُ، حتى تجعله تحت سيطرتها، ويريد المشورة في هذه المشكلة.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ وقعتُ ضحيَّة للسحر من قبل والدتي، رغبة منها في السيطرة علي لطاعتها، وأعيش الآن في بلاء ومحنة؛ بسبب الأذى المستمرِّ منها وممن معها مِن المجتمع، ولم أعدْ أستطيع الصبر، وأخاف أن أنتقمَ منها، فبماذا تنصحونني؟


كما أني أمتلِك أكثر المواهِب والملكات المعرفية، وتأتيني إلهامات أخاف أن تكونَ من الشياطين، وأخاف أن أكون مُستدرَجًا!


فأشيروا عليَّ ماذا أفعل؟

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.


نسأل الله تعالى أأن يباركَ لك في قدراتك العقلية وذكائك، وهذه المواهبُ نعمةٌ من الله تعالى تحتاج إلى مَزيدِ شكرٍ.


لقد اطلعتُ على رسالتك فألفيتُك تتهم والدتك بأنها سَحَرَتْك، وكانتْ سببًا في تعاستك، وأنا هنا لا أستطيع أن أُصَدِّقك، ولا أن أُكَذِّبك؛ لأن هذه وقائع أعيان لا بد مِن التأكد منها، وإن كنتَ عندنا مُصَدَّقًا في الأصل.


وعلى هذا الأساس سنُجِيبُك على كل الاحتمالات:
فالاحتمال الأول وهو: أن الوالدة سَحَرَتْك فعلاً، فالسؤال هنا هو: لماذا سَحَرَتْك؟


ولعل الجواب - حسب ما ظهَر لي في ثنايا كلامك -: أنها تُريد منك طاعتَها باستمرارٍ!


وعليه، فإن كان هذا هو السبب، فعليك أن تُظْهِرَ لها طاعتك، وعدم مُعارضتك، حتى لا تحتاجَ لسِحْرك ولا لتجديد السِّحر، إن تغلبت عليه بالرقية الشرعية.


إذًا فالإجراءُ الأولُ هو عمل السبب الذي قامتْ مِن أجْلِه الوالدة بسحرك، وهو لُزُوم طاعتها وبرها.


ولا يَصِحُّ لك أن تعتبرَ والدتك مرتدةً بسبب السحر، فالسحرُ فيه خلافٌ بين السادة العلماء، وحتى لو اعتبرتها مرتدة، فلا يجوز لك الإقدام على تنفيذ هذا الحد، فهو ليس من شأن الأفراد، بل من شأن السلطة الحاكمة.


ثانيًا: أبْعِدْ هذه الفكرة عن رأسك تمامًا، ولا تشغلْ بالَك بها.


ثالثًا: نوصيك بالحِرص على الرُّقية، وعلى الحِفاظ على صلاتك؛ لا سيما في جماعة؛ فالصلاةُ تَعصمك من الفَحْشاء والمنكر؛ ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45].


رابعًا: ليس من العيب أن تلجأ إلى مختصٍّ نفسي لتقييم حالتك، ومساعدتك في تخطيها، فهذا لا يعني بالضرورة أنك مريض نفسيًّا، أو أنك مُصَنَّف في خانة غير العُقلاء، بل أصبح العلاجُ النفسيُّ اليوم مِن العلاجات المهمة، والتي تقدَّمتْ تقدُّمًا كبيرًا، والأخْذ بها إنما هو أخْذٌ بالجانب المشروع مِن التداوي في الشريعة، كما في الحديث الشريف: ((ما خلق الله مِن داء إلا وجعَل له شفاء؛ عَلِمَهُ مَن عَلِمَهُ، وجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، إلا السام، والسام الموت))؛ رواه الحاكم.


لذلك ننصحك بأن تمضي في الخطين كليهما: خط الرقية، وخط العلاج النفسي، والمؤمنُ لا يشبع مِن خير، فلا تدري بأيِّهما يكون شفاؤُك.


نسأل الله تعالى أن يشفيك مِن الأسقام كلها، وأن يُصْلِحَ حالك ويهدي بالك


والله الموفق







الساعة الآن : 09:15 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.55 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.88%)]