ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العلمي والثقافي (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=54)
-   -   من نحن ؟ لماذا ينالنا ما ينالنا ؟! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=243865)

ابوالوليد المسلم 25-10-2020 07:46 PM

من نحن ؟ لماذا ينالنا ما ينالنا ؟!
 
من نحن ؟ لماذا ينالنا ما ينالنا ؟!


د. غنية عبدالرحمن النحلاوي







في الرد على هذا السؤال تبرز أسئلة؛ منها:
مَن يجب أن نكون؟
وكيف نكون؛ "نحن" بالمبنى والمعنى؟ كما يحبُّ بارِئُنا رب الكون ويرضى!

ونجد بعض البيان في التنزيل المبارك، آيات تجعلُنا نستروِحُ الأنس مع مجتمع مصغر، لفئة من الذين آمنوا، واتَّصفوا بما جعلهم أهلاً لفضل الله تعالى في خيرَي الدنيا والآخرة.

لنُقبِل - أخي القارئ - على بركة الله.

استحقاق الخير.. وأبقى:
من أجمل وأندى الآيات في وصف الفئة المسلمة التي تستحق التمكين، ولا أراها اليوم اجتمعت كلها في مجموعة، بل لدى كل فئة شيء منها وحسب - والله أعلم - تلك التي في سورة الشورى في الآيات [36- 43]، ومطلعها قولُه تعالى: ﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى: 36].

وإن مفتاح كل هذه الصفات الحميدة لتلك المجموعة البشرية الفريدة:
الإيمان بالله تعالى، والتوكل عليه، وصولاً للخير و"الأبقى"، فكونهم الذين ﴿ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾، جعلهم هم الذين يستحقون (ما عند الله)، بأنه ﴿ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾، وكأني بها بداية الإنسان ونهايته، تتخللها مسيرته في الحياة! وهي خلاصة البحث في صفاتهم الكريمة جاءت في صدارته ممهدة لتفاصيله[1].

مع التنبه لكون الإيمان والتوكل ثنائية لا تنفصم:
إذ "الإيمان" ومقتضياته هو سابق وأساس لصلاح "التوكل" وجني ثمراته، بينما كثيرًا ما نتجاهلُ هذا في حياتنا اليومية؛ ففينا مع الأسف طلبة يغشُّون في الامتحان، ويتوكلون على الله، وتاجر مُخدِّرات يُشجِّع مَن معه على ترويجها بقوله: "هيا انطلقوا، اتكلوا على الله"، وآكل ربا مُستعلِن ومُصِرّ، يتوكل على الله! وفينا وفينا، وبيننا!

وهنالك الكثير الكثير مما يقال ويكتب في التوكل، (وكنت أفردت بعضه بمقالٍ في الألوكة)، وإذا عدنا لتلك المجموعة التي تجمَّلت بهذه الثنائية وتسلحت بها، وجدنا أنه يلي "الإيمان والتوكل" سردُ صفات فريدة - في سورة الشورى كما أسلفنا - لهذه المجموعة ذات الاستحقاق الأخروي العظيم، وكلها تلامس ضعفَنا البشري في العمق، نذكرها ونقف قليلاً عند بعضها.

• اجتناب كبائر الإثم والفواحش:
قال تعالى واصفًا عباده يمتدحهم: ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37]، ورغم أنها ضمن سياقٍ يُشِير بقوة إلى أن أفراد الجماعة المؤمنة قد يكونون مُعرَّضين بشدة للوقوع في تلك "الكبائر"، ولكنهم يجتَنبون ذلك ما استطاعوا!

(والفواحش: هي من الكبائر، ولكنها أُفرِدت عنها لشدتها؛ وذلك كالقتل والزنا ونحو ذلك).

الحلم والصفح: بل إنهم يغفرون الإساءة رغم الغضب الذي أورثه المُسِيء، وهذا من أصعب الأمور على النفس البشرية.

قال الشوكاني في فتح القدير في تفسير الآية: "وخصَّ تعالى الغضب بالغفران؛ لأن استيلاءه على طبع الإنسان وغلبته عليه شديدة".

وكلٌّ منا خبر أن ثمار ذلك "الاستيلاء الغضبي" مُرَّة، وعواقبه وخيمة، رغم ذلك تجد الناس في حياتنا اليومية يُصرُّون على فكرة أنَّ الاستسلام له عادي لتفريغ الشحنات، ومنهم مَن يناقشك في أن إثم نتائج ذلك ليس على الغاضب بل على الذي أغضبه!

وانظر كيف تُحدِث تلك الكلمات القرآنية هزَّة عنيفة في نفوسنا، حين تلتزم الكلمتان المتناقضتان المتعاديتان في حسِّ كلٍّ منا بعضهما كالتوءم في الرحم: ﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾، في تداخل وتشابك عجيب!

وإنها لمزيةٌ وهَبها المولى للأخيار، اللهم اجعلنا منهم.

قال الشوكاني: "فلا يغفر عند سَوْرة الغضب إلا من شرَح الله صدرَه، وخصَّه بمزية الحِلْم، ولهذا أثنى الله - سبحانه - عليهم بقوله في آل عمران: {﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾ [آل عمران: 134]"؛ انتهى كلامه من فتح القدير، وذلك مع صفات حميدة أخرى (آل عمران 133 - 135)، ربنا أكرمنا وأعِنَّا على التحلِّي بمثل أخلاقهم لنستحقَّ ما بشَّرتَهم به، ما عندك من خير فهو الأبقى.

الاستجابة لله تعالى وإحياء الأمة:
أولئك - أبناء تلك المجموعة - نالوا بركةً عظيمة لم ينَلْها غيرُهم حين وصفهم الله تبارك وتعالى بأنهم "استجابوا له"، بأنه "ربهم" سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ [الشورى: 38].

وإن الاستجابة لربنا لها ما وراءها بقدر الشِّرْعة والمنهاج، واتِّساع القرآن والسنة، ومن مضامينِها طاعته في الأوامر والنواهي، في المنشط والمَكْرَه، ولأهميتها تكرَّر التوجيه القرآني لها، نجده مثلاً:
في نفس السياق بعد بضعِ آيات في سورة الشورى، ولكنها جاءت هنا أمرًا صريحًا مؤكدًا، مع التلويح بسوء مردِّ مَن لا يفعل؛ قال عزَّ من قائل: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ﴾ [الشورى: 47].

وفيما بعد في القرآن المدني في سورة الأنفال (24)؛ حيث جاءت بظروف وأبعاد مختلفة، وإن كانت بصورة الأمر أيضًا، وسنؤجل الحديث عنها.

وفي الآية ثلاثة أمثلة على استجابة تلك المجموعة البشرية الخيِّرة المتميِّزة لربها، وهي كذلك من مكونات عباد الله الرئيسة؛ وهي:
إقامة الصلاة - الشورى - الإنفاق:
والتزام الناس بالشورى، يستلزمُ قَبول الآخر، وعدم الانفراد بالرأي، وبالتالي النجاة مما يحمله التعجل المتهور، والاستبداد بالرأي، من بذور شقاق وفساد، بل منزلقات وأخطار يعم أثرها السيئ الأمة.

فما بالُك عندما تكون تلك الشورى صفة يمتدحُ لها البارئ أفرادَ تلك المجموعة المؤمنة؟!

ذلك أن التزامهم بها يُنبئ عن المزيد من صفاتهم الحميدة؛ مثل التأني في اتخاذ القرارات، والتغلب على الأنا والهوى، والتواضع لعباد الله، وخفض جناح الذل للمؤمنين، وأنت تجدهم يُطبِّقونها في كل مناحي حياتهم حتى ضمن نطاق الأسرة الصغيرة[2]:
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه، وأمره الله تعالى بذلك، فقال: ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159].

ويشاور زوجاته، وقد يتخذ موقفًا قياديًّا مؤثرًا في الأحداث لمشورتهن؛ (أم سلمة رضي الله عنها في الحديبية).


وانظر كيف توسَّطت الشورى في اثنتين من أهم أركان الإسلام وشعائره التعبدية[3]؛ لنعلم أنها لا تقلُّ أهميةً عنها في شِرْعة الرحمن، باعتبارها من ضرورات صلاح وحياة الأمة.

وهي أصلاً طاعةٌ واستجابة له سبحانه كما علمنا، وتطبيقها أنجى لنا عند الحساب في الآخرة، سواء جنَيْنا ثمراتِها في منظورنا الدنيوي الضيق أم لم نفعل.

وأما صفة "الإنفاق" (زكاة وصدقة) لهؤلاء المؤمنين المتوكِّلين، فأنت تشعر أنه تعالى أسبغ لمسة حانية تُقرِّبهم إليه أكثر؛ حيث قال سبحانه: ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الشورى: 38]؛ كأنه يقول عز مِن قائل: عبادي هؤلاء ليقينهم أن رزقهم هو مني أنا الله الغني الحميد، والأمر لي في إنفاقه - استجابوا لي، فبذلوا حر مالِهم وما يملكون فيما أمرتهم (كما نصطلح عليه)، وهي خصلة لا يستوعبها أو يهضمُها أبناء حضارة = ثقافة المادة اليوم، الرزق من الله، فإنفاقه يتمُّ بأمر الله وطاعته وما يرضيه.

الانتصار على الباغين:
قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾ [الشورى: 39].

فعندما ينالُهم الظلم والعدوان هم ينتصرون للحق عمومًا، ولحقِّهم هم ألا يظلموا خصوصًا، وذلك برد العدوان، دون أن يعتدوا ابتداءً، ودون تجاوزِ الحد في الرد على الباغي[4]، وهذا مشروع، بل يثني الله على فاعله كما قال المفسرون؛ إذ ذكر تعالى هؤلاء "المنتصرين" في معرض المدح، كما ذكر المغفرة عند الغضب في معرض المدح (آية 37)؛ لأن التذلل لمن بغى ليس من صفات مَن جعل الله له العزة؛ حيث قال: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]، فالانتصار عند البغي فضيلة، كما أن العفو عند الغضب فضيلة.

ومن صفاتهم التقاضي بالحق، والتعامل بالمثل، والسمو بالصفح:
قال تعالى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [الشورى: 40]، وهذه الآية الكريمة هي بيانٌ مُتمِّم ومُوضِّح لوصفهم في سابقتِها، فقانون القصاص هذا جاء من فاطرنا سبحانه متناسبًا مع كون الإنسان مفطورًا على رفض الظلم، والتميز جعل أفراد تلك الفئة المؤمنة:
يعدلون ما استطاعوا في قضائهم وَفْق ذلك؛ طاعةً لله تعالى وانتصارًا للحق.

وهم في نفس الوقت يستجيبون لدعوة الله تعالى لهم - ولكل عبد مؤمن - للعفوِ، ومحاولة إصلاح المذنب المعتذر التائب، وهو سموٌّ أخلاقي يبدأ الارتقاء له بداهة بإصلاح ذات البَيْن بين المتخاصمين.

ومما يُهوِّن الرقي لذلك الخلق، والذي لا تخفى صعوبتُه على النفس البشرية التي وقع عليها الظلم:
أن العفو ينجي صاحبه من شبهة الظلم، وتعاسة الانتماء لمجموعة لا يحبها الله تعالى، وفوق ذلك يثاب بالحصول على أجر كريم (عاجلاً أو آجلاً)، مستحَقًّا بضمانة رب العباد سبحانه، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40]، ولكن مع التأكيد على حق المجموعة المؤمنة بالانتصار من الظالمين الباغين، فوق ما ينتظرهم من عذاب أليم، قال تعالى: ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 41، 42].

أولو العزم والصبر على العفو:
ولأهمية صفة العفو نجد الآية الكريمة التالية لِمَا سبق تبين بإيجاز مكثَّف أن مَن كان كهؤلاء فصبر على المرتقى الصعب وغفر، نال شرف الانتماء لتلك الفئة الفريدة بوصفِها الرباني أنها من أولي العزم.

قال تعالى: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43]، ولعلَّ مدحَهم من المولى سبحانه بإضافةِ الصبر لصفاتهم، مقرونًا بالصفح والمغفرة أو مع تكاليف وأعباء أخرى - هو للأهمية والتوسع في التطبيق (باختلاف المواقف)!

وهكذا كانت جلسة كريمة مع كرامٍ نختمُها بآية كريمة في عين السياق، تخاطب رسولنا الحبيب والمتَّبعين له بإحسان ممَّن استجلَيْنا بعض صفاتِهم في تلك الآيات الكريمات - أعاننا الله على أن نكون مثلهم - تخاطبه صلى الله عليه وسلم، ونحن من ورائه؛ لنرى حال الظالمين الذين لا يحبهم الله ومآلَهم يوم القيامة، قال تعالى: ﴿ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 44].

آية تُذكِّرنا بأن الخروج عن تلك الصفات الحميدة إلى فعل عكسها ظلمٌ، وأن سؤال الظالِم ذاك لَمَّا رأى العذاب جوابه ببساطة: لا، ليس إلى مردٍّ من سبيل! إنه الخلود الذي كنتَ تبحث عنه في الدنيا، هذا هو مكانه وزمانه الحقيقي.

سبحان الله وبحمده، الذي أكرمنا بالتنزيل، وبتلك الجلسة في إحدى الواحات القرآنية، نتعلم من صفات الخير من المؤمنين ونقتدي بهم، وربما نقف في سور قرآنية أخرى مع المزيد من تلك الشمائل.


[1] جاء في فتح القدير للشوكاني: "بيَّن الله سبحانه لمن هذا - الخير وأبقى - فقال: ﴿ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾؛ أي: صدقوا وعملوا على ما يوجبه الإيمان، ﴿ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾؛ أي: يُفوِّضون إليه أمورهم، ويعتمدون عليه في كل شؤونهم، لا على غيره.



[2] والشورى مصدر شاورته مثل البشرى والذكرى.
قال الضحاك: هو تشاورهم حين سمعوا بظهور رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاجتمع رأيهم في دار أبي أيوب على الإيمان به والنصرة له.

وقيل: المراد تشاورهم في كل أمر يعرض لهم فلا يستأثر بعضهم على بعض برأي.

[3] كما سبق مثلاً ورود الربا في "آل عمران" متخللاً تكاليف بعيدة عنه تمامًا؛ (الجهاد - أُحُد - في: (130-132).

[4] قال النخعي: كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فيجترئ عليهم السفهاء.
﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ﴾ [الشورى: 40]؛ بيَّن سبحانه أن العدل في الانتصار هو الاقتصار على المساواة.
وقال مقاتل والشافعي وأبو حنيفة وسفيان: "إن هذا خاص بالمجروح ينتقم من الجار حب القصاص".





الساعة الآن : 05:24 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 22.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.62 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.41%)]