ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العلمي والثقافي (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=54)
-   -   اللص الثالث من لصوص السعادة: الإعلام (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=198830)

ابوالوليد المسلم 07-04-2019 06:13 PM

اللص الثالث من لصوص السعادة: الإعلام
 
اللص الثالث من لصوص السعادة: الإعلام


مالك فيصل الدندشي

اللص الذي يقتحم غرفتك من دون إنذار:
الإعلام اليوم له أبواب كثيرة ومتنوعة؛ كما له أبواق لها صراخ وعجيج، الإعلام جيش منظم من أبالسة الأرض، تحركه قيادة خبيثة يتعلم الشيطان في مدرستها فنون الشر والرذيلة، هذا الجيش الذي له أساطيل من وسائله التي اكتظت بها بيوتنا وأسواقنا ومكتباتنا أضحى سيلاً جارفاً لا يقف أمامه شيء، ومن حاول أن يعترض ينطرد!!
إنّ وراء وسائل الإعلام ـ للأسف الشديد ـ من يدعي التقدم والرقي، ويسانده من بيده القوة اليوم من يهود وأعوانهم، فليست معركتنا معه سهلة، ولا هينة، ولا سيما وقد تسلل إلى القلوب والعقول، والأفكار، وخرب الديار، ومسخ الرجال، ورجل النساء، وحوّر عقول الناشئة وكيّفها كما يريد أستاذ الجميع "إبليس".
الإعلام والحيرة:
الإعلام حيّر الألباب، وزلزل نظراتها إلى الوجود، بل شككها بذوات أصحابها، وبدأت تسمع كلمات: دعوا الناس يأخذوا حظهم من متاع الدنيا، لماذا أنتم متحجرون؟ خلوا بين الناس وبين ما يشتهون. منذ كم وأنتم متسلطون على النساء والأطفال! دعوا النساء تفعل ما تشاء، دعوا الأطفال يلعبون ويشعرون بطفولتهم، مالكم تريدون أن تعيدونا إلى الوراء إلى كل شيء قديم؟ (وهل هناك أقدم من عقولنا، فلماذا لا نتخلى عنها، ونصبح مجانين)؟
مظاهر مزعجة:
إذا ألقيت نظرة سريعة إلى بيوتنا، وحاولت أن تسجل في دفترك الكثير من مظاهر مزعجة رسخت بسبب الإعلام الكاذب ـ لأصابك الملل، وقد لا يسع دفترك كل ما تريد أن تدونه، وحاول أن تبدأ بأفلام الكرتون، وتتدرج قليلاً إلى العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة مركزاً على الاهتمامات والأمنيات والأشكال، و.. و.. مــَن قدوة الجميع؟ وبم يفكرون، وما أحاديثهم؟ وكيف تتزين الفتاة وماذا يلبس الفتى، وماذا يأكلون ويشربون.. الله أكبر سيصيبك دوار وتقول ـ إن كنت من أهل الخير ـ إني أقف أمام أعتى جيش في العالم، فكيف أقف أمامه وكيف أقدر على صده أو ترشيده؟.
ما العلاج؟
رويدك أخي و حنانيـك يا أختي.. المسائل لا تعالج بهذه الطريقة، ولو سألنا أنفسنا سؤالاً كيف كانت بداية ذلك الجيش وكيف تضخّم، وكيف اتسع خطره؟ لوضعنا أيدينا على العلاج.
الإعلام لا يقاوم إلا بإعلام آخر، إعلام طيب خيّر، والكلمة ذات سحر عجيب، إذن نحارب عدونا بمثل ما يحاربنا به، ونبحث عن البديل، وقد نستفيد من وسائل عدونا، فنخضعها، ونحولها إلى جنود خير، ووسائل عفة وطهارة، والكلمة ـ يا بنيتي ويا بني ـ سلاح ذو حدين، فاضرب به الباطل يندحر، وأعن الحق به ينتشر، وندع سيول الخير تنطح سيول الشر كي تنكفيء أمامه وتنهزم.
وأحب أن أضرب لك مثالاً يا بنيتي، ولا أطيل عليك:
البطولة شيء عظيم يتمنى أن يصل إليها الشباب والبنات، وليست منحصرة في زاوية ما؛ بل البطولة دخلت غرف التعليم والعمل والوظائف والبيت، فعندما تقول لوالدك أو بنتك يا بطل أو يا بطلة.. يفرح، وقديماً يشعر الطالب أنه صار مثل خالد بن الوليد أو صلاح الدين أو....، أما اليوم وبفعل الإعلام أصبح البطل يمثل لاعب الكرة، أو الممثل، أو المغني، أو الراقصة، أو المهرج أو... فكيف حصل هذا؟ وكيف تسلل الإعلام إلى عقولنا؟ فضللها، وفرّغ الكلمات من معانيها؟
اللص الخفي:
أنت بنيتي أعود إليك؛ لأنك المستهدفة الأولى بهذا الإعلام الماكر، إنه اللص الذكي الذي يدخل عليك بدون استئذان إلى غرفتك، ويغزوك بجنود لا ترينها، يبيض ويفرخ في ذاكرتك، ويبني قصوره في فؤادك، يدخل عليك بأسلوب الحبيبة الناصحة الأمينة، والرفيقة المؤنسة، والصديقة الوفية.
مواصفاته:
هو خفيف الظل، جميل المنظر، فرح، لعوب، ذو ألوان وأصباغ...، لغته سهلة لذيذة، ألذ من تناولك عصير البرتقال.. يسحرك بحواره الممتع الذي يدغدغ به مشاعرك.. أتدرين من هو؟
إنه المجلة التي خصصت لكِ كي تجعل لك مكاناً في أبوابها، وهي سم ملفوف بقطع من الشوكولاته، وكم خدعت فتياتنا بأمثال هذه المجلات.
أتدرين من هو كذلك؟
والذي يأتيك بصورة أبهى، وبوجه أجمل، إنه برامج الرائي (التلفاز أو صحن الفضائيات) التي طبخت في صالونات اليهود والنصارى، وصدّرت إليك بأشكال تجذبك إليها، مكتوب عليها هدية العالم الحر إلى الفتيات في كل مكان.
إنها يا بنيتي، مثل الرجل الذي يصطاد الأسد، فيحفر له حفرة يغطيها بالعشب الأخضر، ويجعل في طريقها فريسة حلوة، فيندفع إليها الأسد فيهوي في حفرته.
أتدرين من هو كذلك، إنها الأغاني المصحوبة بالأنغام الصاخبة المثيرة؟
المسؤول الأصلي:
إنه أنتِ. نعم أنتِ التي أسلمت له قيادك، وسمحت له أن يدخل بيتك، وهيأت له كل أسباب الراحة فأنس بك، واستأنس.
إنه أبواك اللذان قصرا في تربيتك ـ باستثناء غالبية الآباء غير المقصرين ـ، وسلماك إلى عدوك وعدوهما، إنه إبليس اللعين وأعوانه، إنه الفراغ والخلوة والصديقة السيئة، والقريبة الناشزة، والجارة السيئة.
بنيتي: لم لا تكونين ممن يساعد في إعداد جيش من الإعلاميين الطيبين، فالحديد بالحديد يفلح.. لا ينبغي أن نستسلم، فإذا قدم الشر أسلوباً بارزناه بأسلوب آخر أنفع وأنجع، بدلاً من أن نصرخ في وجهه، أو نقول لا نقدر عليه.
بنيتي: ساعديني على نفسك، وابدئي من الآن لتغيير نمط حياتك، وكوني جندية خير ورسول حب ووئام، وبانية مجتمع فاضل، ولن تخسري شيئاً لكن ابدئي، وابحثي عمن يبدأ معك، فالقطرة مع القطرة تشكل نهراً، أو بحراً "إنّ الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون".


الساعة الآن : 03:21 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.06 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.15%)]