ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   خطبة غير مبشرة بزواج ناجح! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=243913)

ابوالوليد المسلم 26-10-2020 02:03 AM

خطبة غير مبشرة بزواج ناجح!
 
خطبة غير مبشرة بزواج ناجح!
أجاب عنها : أميمة الجابر

السؤال:
أنا في السادسة والعشرين من العمر،أعمل بدولة من دول الخليج مدرسة، وأسكن بسكن المعلمات، قد عانيت من الوحدة في بيت أبى ووجدت تلك الوحدة بين صديقاتي في السكن لان صديقاتي كل واحدة لها حياتها.
تقدم لي شخص يصغرني بالسن ب 11 شهراً، وقد ظهرت منه بعض الأمور، منها أنه أعتبر طلبات أخي من شبكة ومهر ومؤخر كأنها أوامر، بل ظهرت عليه علامات الضيق وكاد يرفضها بشدة، وبعد أن تمت الخطبة كان دائماً ما يحول أى نقاش أو اختلاف في وجهات النظر إلي خلاف، كما أنه طلب أن تظل بطاقتي البنكية بحوزته بعد الزواج وأن يكون هو المتصرف في كافة الأمور المادية الخاصة بي، وطلب قيادة سيارتي الخاصة هو بنفسه لأن كرامته لا تسمح بأن زوجته تقود سيارة وذلك بعد أن أقوم أنا بتصليحها من بعض التلف من مالي الخاص، كما طلب مني أن اترك عملي بعد الزواج وأجلس لأخدم أمه بالريف ويظل هو بالعمل بالخارج، ولابد أن أوافق بلا جدال أو يهددني بفسخ الخطبة، وقد علمت أنه يتحدث مع بنات على الإنترنت رغم أنه أخبرني قبل الخطبة أنه لا يعرف بنات مطلقا، واعترف لي بعد ذلك بأنه تعرف على فتاة بالطائرة وأحيانا يناديني باسمها لاستفزازي، فكرامته تعميه أحياناً فإنه لا يحب الاعتذار لأحد مطلقا حتى أمه إذا أخطأ معها، وقد ذكر لي أن من عيوبي أنني مسمرة أي (سوداء).. إنني أبكي كثيراً وأشعر أن شكلي تغير من كثرة البكاء، نصحتني بعض الصديقات بتركه والبعض الآخر بالصبر عليه، فماذا أفعل أستمر معه أم لا!





الجواب:
إنها الحياة المأمولة لكل بنت، أن تجد نفسها في بيتها فكثيرا ما باتت تحلم به، ودونت في خواطرها أن ذلك البيت سيكون نقطة التحول في حياتها، وأنه سيبدل وحدتها بالأنس وهمومها بالسعادة..
والحلم ليس من الصعب تحقيقه، لكنها لابد أن تكون يقظة في تمتين أثاث ذلك البيت، وحجر أساسه هو حسن اختيار ذلك الزوج، فالاختيار الدقيق الصحيح بداية تحقيق ذلك الحلم.
أما إن كانت أحلامها فقط في ثوب العرس الأبيض ورؤية الناس وكلامهم والمظاهر وغيره من أمور الدنيا، فسوف تجد بعد ذلك كل أحلامها سرابا ووهما!


ومن أسس ذلك البيت أيضاَ أن يتأسس علي المودة والرحمة، فذلك يعد أول خطوات نجاح تلك الحياة، فلن يؤثر فارق السن بين الزوجين إذا نبتت في قلوبهما تلك المودة، فنبينا الكريم صلي الله عليه وسلم ضرب لنا مثلاَ في ذلك حيث أنه تزوج من السيدة خديجة وكان فارق السن بينهما كبير، لكنها أحبت تلك الصفات فيه كصدقه وأمانته بل وحسن أخلاقه التي دفعتها دفعاَ للارتباط به كزوج.
ففارق السن الذي بينكما ليس كبيراً ولا عيب، لكن الأمر ههنا أنك عليك أن تدرسي جيداً هذا الذي يتقدم لزواجك
وطبعا لا أنسى في البداية أن أنبهك أن الخطبة لا تحل حلالا، وأن المخطوبة للخاطب كالأجنبية عنه.
فما أظهره من أشياء وسلوكيات، عليك أن تعتبرينها في صالحك لتأخذي قرارك بنفسك وتعرفي هل ستستمرين معه أم ترفضيه كزوج!
قد لفت نظري بعض علامات استفهام في كلماتك، لماذا هو الذي يريد أن يضع بطاقتك البنكية في حوزته ألا تعلمين أن شرعنا وديننا جعل للمرأة ذمة مالية خاصة بها تصرفها كما شاءت وليس للزوج حق في أن يجبرها على ذلك؟!
إن ذلك وما يريد ليس من شيم الرجال ولا شيم أهل المروءات أن يستولي على مال زوجته..


خديجة رضي الله عنها أحبت من النبي صلى الله عليه وسلم صدقه وأمانته، فأين ذلك الصدق الذي اتصف به ذلك الإنسان المتقدم لك إذ ذكر في بداية الأمر أنه لا يعرف بنات مطلقاً ثم بدأ بالتدريج يحكي لك ويعرفك أنه بعلاقة وحديث مع فتيات النت وغير ذلك!
ولماذا يناديك باسم إحداهن؟! إن ذلك الأسلوب إن كان مقصوداً منه فهذه ليست من أخلاق الرجال الفضلاء، بل بداية لانعدام المودة بينكما.
ولتعلمي أن المحب الصادق يرى زوجته أجمل النساء بفضائلها وخلقها قبل شكلها وظاهرها، إذ تصير شريكة حياته، فهو لا يهمه أسمراء أم بيضاء!
أليس ما يطلبه من أمور مادية أشياء تثير الشكوك، ولماذا يطلب أشياءً ليست من حقه ويتضايق من تقديم هدية الزواج ومهره؟ أليست هذه حقوقك؟ أليس عليه أن يؤدى حقوقه قبل أن يطلب أشياءً ليست من حقه؟!
إنني أرى أمامي – بحسب وصفك له - إنسانا سيء الخلق مع أمه لا يحب الاعتذار لها، متسلطاً في سلوكه، محباً للمال، غير راغب في إعطاء الحقوق لأهلها، يجترئ على المعصية ويجاهر بها!


وأشعر من حديثك عدم الارتياح وكثرة الحزن والبكاء الكثير في ظل البداية، فإن كان كل هذا وأنت في بداية حياتك، فما الذي سوف سيكون بعد الزواج؟!
فأنصحك ألا تتعجلي ولا تخافي من أن يتقدم بك السن دون زواج، فكل شيء بقدر، والمؤمن كيس فطن، يستطيع تقييم الأمور تقييماَ صحيحاَ، خاصة بعد كل هذه الريبة التي بدت من سلوكياته، واعلمي أن الأخلاق تظهر في المعاملة، وأيضاً رفضه للاعتذار لوالدته عند الغضب معناه أنه يجهل حقوق الوالدين وواجباتهما تجاهه.
فيا أختاه اعلمي أن شريك الحياة يجب أن يختار كما أمر ديننا الحنيف، صاحب خلق، كريم المعشر، حسن السيرة، محباً لربه ولدينه، لديه مؤونة الزواج، كفئا لك على مختلف المستويات.
فضعي النقاط فوق الحروف من البداية، وقفي تماماً عن لقائه فإن ذلك لا يجوز، واجعلي بينكما ولياً لك ومحرماً بحيث توصلين إليه كلمات صريحات توضحي فيها الأمور التي تضايقك سواء أموراً مالية تخصك أو سلوكيات لا تريحك ولا تقبلي هذا الوضع الذي وضعت نفسك فيه حتى لا تندمي بعد ذلك.
و حاولي أن تعرفي وتتأكدي هل هو محافظ علي دينه وصلواته وهل مازال يواصل الحديث مع فتيات أم لا، ولا ترضخي لأي تسويف في الانقطاع عن ذلك، واجعلي شرط موافقتك انتهاءه عن كل تلك المحرمات، فإن حاول إصلاح نفسه ووجدت ذلك فعلياً وظاهراً عليه، فعليك بعمل استخارة واسألي فيها ربك هل تختارينه زوجا أم لا وعليك بالدعاء الشديد له سبحانه أن ينير لك بصيرتك ويدبر لك أمرك ويرزقك الاختيار الصحيح، أما إذا عاند وواصل طريقته.. فلا شك أني أنصحك برفضه، فأنت ما زلت في البداية وانفصالك عنه ليست النهاية لك، فكل شيء كما ذكرت لك بقدر الله تعالى، وزواجك إن شاء الله سيكون بقدر الله سبحانه، فلا توافقي إلا على من يتق الله تعالى؛ فذلك الذي يخاف الله فيك، فلا يظلمك إن كرهك، إنما يكرمك إذا أحبك.



الساعة الآن : 05:51 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.85 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.94%)]