ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العلمي والثقافي (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=54)
-   -   موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=38570)

القلب الحزين 15-11-2013 07:49 PM

رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
 
من أعظم آيات الله فى الكون الجبال

د. إبراهيم طرابية
من أعظم آيات الله فى الكون الجبال تلك الجبال التى نراها من حولنا وفى الصحراء، نمر عليها مر الكرام، بل تعجبنا ارتفاعاتها الشاهقة وأحجامها الضخمة وامتدادتها الشاسعة وكائننا ننظر الى حجر ضخم أصم، لا يتحرك بل تؤثر فيه عوامل التجوية المختلفة من رياح وأمطار وارتفاع الحرارة بالنهار وانخفاضها بالليل وغير ذلك من عوامل التعرية.
بل فى الحقيقة وعلاوة على ما سبق، فإن للجبال أوتاداً تغوص فى طبقة الضعف الأرضى asthenosphere وهى طبقة أسفل القشرة الأرضية، طبقة صخرية منصهرة عالية درجة الحرارة، فتلك الجبال تستقر بأوتادها فى تلك الطبقة المنصهرة لتحمينا من حرارتها المتلهبة التى اذا خرجت الى سطح القشرة الأرضية لأهلكت الأخضر واليابس.
فليس فقط الحماية، بل كلها منافع وفوائد ومتاع لقوله تعالى "قال تعالى: (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعاً لّكُمْ وَلأنْعَامِكُمْ(33) [سورة: النازعات] " فالمهمة أو الوظيفة الحقيقة التى خلقت من أجلها الجبال هى تثبيت الأرض من أن تميد أى تضطرب وتمور، قال تعالى: "(وَأَلْقَىَ فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لّعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ) [سورة: النحل - الأية: 15]" فهى تعمل على ثبات وتماسك وتوازن القشرة الأرضية من التقكك والاندثار ولذلك لكثرة الصدوع بالقشرة الأرضية، قال تعالى: " (وَالأرْضِ ذَاتِ الصّدْعِ) [سورة: الطارق - الأية: 12]" ولذا نجد القشرة الأرضية يوجد بها العديد من الجبال مثل جبال الهيمالايا وزاجروس والقوقاز والروكى والإنديز وسلاسل جبال البحر الاحمر والأطلس المغرب العربى وغيرها.
وبالمقارنة بالسماء، نجد السماء لا يوجد بها أى شقوق أو صدوع لقوله تعالى: " (الّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مّا تَرَىَ فِي خَلْقِ الرّحْمَـَنِ مِن تَفَاوُتِ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىَ مِن فُطُورٍ (3) ثُمّ ارجِعِ البَصَرَ كَرّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ(4)[سورة:الملك]" والجبال كلها فوائد من منذ نشأتها الى نهايتها فنشأة الجبال أما أن تكون عن طريق انبثاق البراكين الى سطح القشرة الأرضية أو أسقل مياه المحيطات أو عن طريق الحركات الأرضية plate tectonics وهى أما أن تكون حركات سريعة وتعرف بالحركات البانية للجبال أو حركات بطيئة وتعرف بالحركات البانية للقارات وهى تسبب طى للطبقات وتكوين الأحواض Basin وهذا ما نجده فى قوله تعالى: " (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّي نَسْفاً (105) فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً (106) لاّ تَرَىَ فِيهَا عِوَجاً وَلآ أَمْتاً (107) [سورة: طه]" وكلمة أمتا: أى شديدة الإستقامة.
وهكذا يتبين من الأية السابقة إنه لا يوجد سوى نوعين فقط من الجبال وهى أما أن تكون شديدة الإسقامة وهى تلك الجبال التى تتكوم من الانفجارات البركانية التى تلقى على سطح القشرة الأرضية لقوله تعالى: "(وَأَلْقَىَ فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لّعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ) [سورة: النحل - الأية: 15]".
والنوع الآخر من الجبال يكون على هيئة طيات المتكونة بواسطة الحركات التكتونية. إذن فالجبال أما أن تكون شديدة الإستقامة أو جبال مطوية.
فمن الفوائد التى تصاحب نشأة الجبال البركانية هو مصاحبتها بكميات هائلة من بخار الماء وصدق الله العظيم إذ يقول "(وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا(31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعاً لّكُمْ وَلأنْعَامِكُمْ(33) [سورة: النازعات]".
أما عند نهاية الجبال، أى عند تجويتها بعوامل التجوية المختلفة على مدار السنين فنجد إن تلك الجبال كانت محملة بالمعادن الثمينة وتلك المعادن التى لا يمكن لها أن تتكون الا تحت ظروف عالية جداً من درجة الحرارة والضغط أى فى منطقة الوشاح Mantle أسفل القشرة الأرضية .
فالجبال كلها فوائد ومتاع، فهى بيئة المحاجر والمناجم لمختلف المواد الاقتصادية من حديد وفوسفات وحجر حيرى ورملى .....الخ. ومن قديم الزمان، فقوم (عاد وثمود) فقد نحتوا الجبال ولذلك لأطوال اعمارهم، قال تعالى: (وَاذْكُرُوَاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوّأَكُمْ فِي الأرْضِ تَتّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوَاْ آلاَءَ اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ) [سورة: الأعراف - الأية: 74] وما زالت تستخدم الجبال حصونا واقية ضد الاعداء، قال تعالى: (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُمْ مّمّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُمْ مّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلّكُمْ تُسْلِمُونَ) [سورة: النحل - الأية: 81].
ومع هذا الوصف السابق، نجد الجبال أنها تتحرك لقوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ صُنْعَ اللّهِ الّذِيَ أَتْقَنَ كُلّ شَيْءٍ إِنّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [سورة: النمل - الأية: 88] فلقد ثبت العلم التجريبى أن الجبال تتحرك بفعل تيارات الحمل convection current المؤثرة على الألواح التكتونية المكونة للقشرة الأرضية، فتلك التيارات النقل أما أن تسبب تباعد الألواح Divergent أو تصادمها Convergent أو إنزلاقها Transform Fault.
فلقد تكونت جبال الهمالايا نتيجة لتصادم اللوح الهندى باللوح الاسيوى أما جبال الإنديز فلقد تكونت نتيجة لتصادم اللوح المحيطى الهادى باللوح القارى الأمريكى (جنوب أمريكا)، وجبال الروكى تكونت بفعل الانزلاق، أما البحر الاحمر فلقد تكون نتيجة تباعد الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية، وكذلك المحيط الأطلنطى فلقد تكون نتيجة تباعد اللوح القارى الأفريقى عن اللوح القارى الأمريكى .... وهكذا تتحرك الجبال.
والجبال كما أنها تتحرك فهى تسجد وتسبح وتخشع لله تعالى، قال تعالى: (لَوْ أَنزَلْنَا هَـَذَا الْقُرْآنَ عَلَىَ جَبَلٍ لّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مّتَصَدّعاً مّنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ) [سورة: الحشر - الأية: 21] وللأغرب من ذلك تكاد الجبال تخر هداً عند قول الكفار بهتانا على المولى عز وجل بأن يكون له ولدا وحاشى لله تعالى أن يكون له ولد، فقال تعالى: ( تَكَادُ السّمَاوَاتُ يَتَفَطّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقّ الأرْضُ وَتَخِرّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرّحْمَـَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرّحْمَـَنِ أَن يَتّخِذَ وَلَداً (92)) [سورة: مريم]، ولعظمة هذه الجبال فلقد تحدى المولى عز وجل الكفار فكيفية نصب الجبال فقال تعالى: (أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَىَ الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)) [سورة: الغاشية].
أفلا نتعظ ونعتبر، فتلك الجبال راسخة فى النار وعند تكونها تكون مصاحبة بكميات كبيرة وهائلة من بخار الماء وكذلك عند تصادم السحب بقممها العالية الشامخة فتكون ماءاً فراتاً ومكونة من معادن اقتصادية ثمينة.
ومع أن تلك الجبال راسية فى طبقة النيران مثبتة للأرض من الميل والاضطراب وفوق كل ذلك إنها تتحرك وتسبح وتخشع وتتصدع من خشية الله تعالى، فسبحان الله.
ونختم قولنا بقول الله عز وجل: (الّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكّرُونَ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النّارِ) [سورة: آل عمران - الأية: 191]"
د. إبراهيم طرابية

القلب الحزين 15-11-2013 07:50 PM

رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
 
بديع صنع الله فى خلق الانسان

تتجلى قدرة الله في جسم الإنسان يظهر في الصورة كيفية تمركز القلب تحت الصدر في جسم شاب يافع
مجدى عبد الشافى عبد الجواد
كاتب وداعي إسلامي مصري
ان المتأمل فى خلق الانسان يجد عجبا ويجد من الادلة والبراهين ما يدل على وجود الرحمن ويجد من البراهين ما يدل على سعة كرمة ونعمائة التى لاتحصى ونحن فى هذا المقال البسيط لاندعى انا استوفينا الموضوع حقة ولن نستطيع ان اردنا ولن يستطيع اهل العلم قاطبة لو ارادو.
جلس جماعة من العلماء الصالحين ذات يوم يتذاكرون فيما بينهم الادلة المنطيقية والشواهد العلمية على وجود الله وبينهم شاب صالح فقير, وبعد ان انتهى كل منهم مما لدية من البراهين, سالوا الشاب الصالح" ماذا لديك ايها الغريب؟...
ماذا لديك من ادلة؟"
هنا سكت الشاب ونظر برأسة فى السماء واخذ يقلب عينية فى السماء ثم عاد ينظر اليهم ثم قال: "ومتى غاب حتى يحتاج الى براهين؟!"
نعم ان الله لايحتاج الى براهين الى وجودة مثل تلك التى يقدمها الفلاسفة فالشواهد المادية كثيرة وكبيرة وكل انسان يراها بحسب ثقافتة وبيئتة وعمرة وعندما يقول الحق سبحانة وتعالى: وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ا الذريات:21 فهو عزوجل يخاطب كل نفس, كل بحسب ثقافتة وفى مقالنا هذا نلقى بعض الضؤ على بديع صنع الله فى الانسان.
من دلائل قدرة الله التى تقف الكلمات عن وصفها, وتعجز العقول عن تخيلها, وتعجز المعارف عن الاحاطة بعظمتها هى الخلية – تلك اللبنة المتناهية الصغيرة التى لاترى بالعين المجردة , ومن اهم هذة الخلايا خلايا المخ فالخلية الواحدة دائمة التفاعل والتعامل مع عدد من الخلايا يصل عددها (10000 ) خلية وهذة الكيفية من التواصل اشد تعقيدا- كما يقول علماء المخ والاعصاب- من كل شبكات الاتصال فى العالم.
صورة الخلايا العصبية الهرمية في قشرة الدماغ (نقلا عن المكتبة العامة للعلوم)
ودلائل عظمة الله فى خلق المخ لاتتوقف عند ما ذكرناة , فنحن لا نرمى الى حصر هذة الامور العجيبة, ولن نستطيع لو اردنا , ولن يستطيع احد عن الاحاطة بدلائل العظمة الربانية وشهود الوحدانية فى خلق المخ, فهذا الجزء الذى لايتوقف ولو لثانية واحدة طوال الحياة يبعث طاقة كهرومغنطيسية استطاع العلماء ان يسيرو بها سيارة فى فى مدينة ديترويت فى الولايات المتحدة الامريكية, ولا تتوقف قدرة الله عند خلايا المخ فقط بل تظهر جلية فى سائر الخلايا , فنواة كل خلية من تلك الخلايا التى يصل عددها الترليونات والتى تشكل الجسم البشرى تحوى معلومات لو امكن كتابتها لاحتجنا الى موسوعة تتكون من (900) مجلد.
أما الخلية الواحدة البسيطة فلديها ما يقرب من الفى نوع من البروتينات المختلفة والمخ البشرى فيمكنة القيام بعمل معالج كمبيوتر حديث يتكون من (4.5) مليون ترانسيزتور, اما الخلية الكبدية فهى فى غاية الهمة والعبقرية فهى متخصصة كى تنجز اكثر من 500 عملية فى المرة الواحدة والكبد هو العضو الداخلي الوحيد في جسم الإنسان الذي لديه القدرة على النمو ثانية إذا تم اقتطاع جزء منه جراحياً!.
العين البشرية
والعين البشرية – جوهرة الحياة- والنافذة التى تتطل بها النفس على العالم الخارجى فهى اية اخرى من عجائب قدرة الله فعين الإنسان يمكنها التميز بين أكثر من 1000000 لون مختلف وعضلة العين هى أسرع عضلة تتفاعل فى الجسم ككل . إنها تتقلص فى أقل من 1/100 من الثانية والعين البشرية تعمل كنتاج لعمل اربعون جزء يعملون سويا اما غشاء الشبكية فى خلفية العين فتتكون من احدى عشر طبقة مختلفة.
الــــدم
صورة توضح شكل كريات الدم الحمراء في الدم
تصل كمية الدم قى جسم الانسان الى حوالى (5لترات) ويصل وزنها الى (60) كيلوجرام وتتجلى قدرة الله فى خلق الدم وتكوينة , فكل كرة دم من كرات الدم الحمراء فتحوى 300 مليون جزىء هيموجلوب , ويبلغ عدد كرات الدم الحمراء في الرجل حوالي خمسة مليون خلية فى المليمتر المكعب أما عددها في المرأة فهي حوالي أربعةونصف مليون في المليمتر المكعب ، ويزيد عدد كرات الدم الحمراء في الأشخاص الذين يعيشون في الأماكن المرتفعه بسبب نقص نسبة الأكسجين في بيئتهم ودم الإنسان يقطع مسافة تصل إلى 9 آلاف كيلومتر يومياً عبر الأوعية الدموية المختلفة. ومكونات الدم كثيرة منها على سبيل المثال كرات الدم الحمراء التى يصل عددها رقم مهول فعلى الرغم من ان حجم كرات الدم الحمراء صغير جدا ولكن اذا جرى ترتيبها فى صف واحد على خط الاستواء فانها ستحيط بخط الاستواء سبع مرات وذلك بالنسبة لانسان واحد, ولاتنتهى عظمة الله عند هذا الحد ولن ولن نستطيع ان نحيط بها فهذا قدر ضئيل مما اكتشفة العلماء ولنتتدبر عظمة خلق الله ورحمتة فى خلق كرات الدم الحمراء وقدرتها على الانضغاط فخلايا الدم الحمراء لها من المرونة مما يجعلها قادرة على المرور فى الشعيرات الدموية والتى يصل نصف قطرها من (4-5) ميكروميتر رغم ان نصف قطركرة الدم الحمراء يصل الى (7.5) ميكروميتر, ويصل عمر خلية الدم الحمراء الى (120) يوما تقوم فيها باكثر من مائة وستون الف رحلة والعجيب ان هذة الخلية عند تكوينها يكون لها نواة تزول هذة النواة بطريقة كيمائية معقدة قبل ان تصب داخل التيار الدموى , اذ لو ظلت هذة النواة كما هى لاحتاجت الخلية الى اكسجين وغذاءه واساس وظيفتها نقل الغازات الى داخل وخارج الجسم , ولذلك خلقها الله بهذة الكيفية حتى يكون هناك اقتصاد فى نقل الاوكسجين والغازات, ويوميا يتم خلق اكثر من الف مليار خلية لتعويض ما ينقص ويتلف منها. والماء يكون حوالى 70% من الجسم البشرى وهذا يضبط كيمياء السوائل داخل الجسم فمثلا اذا كانت درجة لزوجة الدم اعلى قليلا مما هى علية لكان من المستحيل على الدم ان يتنقل بسهولة فى الشعيرات الدموية.
الرئـتـيـن:
يصل وزن الرئتين حوالى (1.13) كلجرام ونسيج الرئة يحتوى على كثير من الشحوم التى تتمتع بقية حرارية عالية وفى الايام الباردة تحترق هذة الشحوم مولدة كمية كبيرة من الحرارة تكون حجابا حراريا واقيا يحول دون تبريد الجسم. وتتجلى قدرة الله عز وجل فى خلق الجهاز التنفسى فعندما نستنشق الاوكسجين فانة يدخل 300 مليون حجرة دقيقة فى رئتينا ... ثلاثمائة حجرة والاعجب من ذلك ان هذا العضو الرقيق لو تم بسطة بعناية وفك تلافيفة فانة يصل الى حجم حمام السباحة وهى مساحة تقدر اربعون مرة حجم الجسم , والعظام التى يتكون منها الانف مصممة بطريقة حيث يمكن لهواء الشيق ان يدور اكثر من مرة فى الانف وبذلك يصبح دافئا . فاذا دخل الهواء باردا فان الانف يتولى رفع درجة حرارتة الى اثنين وثلاثون درجة حتى اذا مر بالحنجرة والقصبة الهوائية يتواصل رفع درجة حرارتة شيئا فشىء حتى يصل الى معاييرها المضبوطة داخل الحويصلات الهوائية.
الكليـة
تحوى الكلية وحدات صغيرة تسمى بالكبيبة وهى مجوعة من الاوعية الصغيرة التى يصغب تمميزها بالعين المجردةوتسمى بالنفرون وعددها يقدر بالمليونين ولو وضعت كلة وحدة بجانب الاخرة لوصل طولها 80 كيلومتر تقريبا اما لو بسط سطحها الداخلى لبلغت من خمسة الى ثمانية امتار مع العلم ان وزن الكليتين معا يساوى مائة واربعون جراما. ويمر على الكليتين يوميا 1930 لترا من الدم تقوم بترشيحة ونصفيتة من السموم والمواد الضارة ولا يقتصر الامر على ذلك فالكلى تعمل بزكاء وقدرة خارقة فهى تعيد المواد النافعة الى الدم مرة اخرى بعد ترشيحة ولها ميزان دقيق فهى تلتقط مواد ذائبة فى الدم دون مواد اخرى. اما عظام الفخذ فيمكنها تحمل وزن يصل الى الطن اذا كان هذا الوزن عمودى وعندما يقوم لاعبى القفز بالقفز على الارض فان كل سنتيمتر مربع من الحوض يتعرض الى ضغط يساوى 1400 كيلوجرام 0 اما اذا اردت ان تبتسم ابتسامة هادئة فان هناك (17) عضلة تعمل مع بعضها البعض لتعطى هذا الشكل الرقيق لهذة الابتسامة.
القـلــب:
اما القلب فيريط مائة ترليون خلية فى الجسم الانسانى بجانب بعضهم , ودقات القلب تصل الى مائة الف دقة فى اليوم الواحد, ومن دلائل قدرة الله ان كل خلية فى القلب تنبض فى وقت واحد, ولوحدث اى خطأ فى هذا الامر لحدث تشويش كبير, وعملية ضخ الدم ليست امرا هينا فهى تتم دون تدخل من الانسان, ففى كل ضخة يضخ القلب 28 مللتر, وقلبنا يضخ حوالى (43000) لتر من الدم يوميا , ويبذل القلب فى ذلك الامر يوميا قوة كافية لرفع جسم صاحبة الى اعلى مسافة كيومتر ونصف وبحسبة بسيطة فان القلب يضخ ما يقدر مائتى وخمسون طنا من الدم تقريبا حسب متوسط عمر الانسان, اما عدد الاعية الدموية فيصل عددها فى الانسان بمائتى وستون مليار ويصل طول الشعيرات الدموية فى جسم الانسان اذا ما مدت الى 950 كيلومتر واذا تحدثنا عن اللسان فانة يوجد على لسانك 10,000 خلية من هذه الخلايا! ومن بديع صنع الخالق سبحانه وتعالى أن لكل طعم منطقته الخاصة في اللسان، فنستطيع تذوقالمادةالحلوة بطرف اللسان، بينما نتذوق المادة المالحة على جانبي اللسان من الأمام، ونتذوق المادة المرة في نهاية اللسان والحنك بينما نتذوق المادةالحامضة على جانبي اللسان والحنك.
وعن الحرارة التى تنبعث من جسمك فان كمية الحرارة التي تنبعث في اليوم الواحد من جسم الشخص العادي كافية لجعل 40 لتراً من الماء تصل إلى درجة الغليان!
يستقبل المؤلف تعليقاتكم على المقال على الايميل التالي:
المراجع:
القران الكريم
(2) الدين الكامل " وحيد الدين خان"
(3) دليل الانفس بين القران الكريم والعلم الحديث " محمد عز الدين توفيق"
(4) الان نورس: جسم الانسان نستقبل تعليقاتكم هنا

القلب الحزين 15-11-2013 07:52 PM

رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
 
الفرمونات وفياجرا الحشرات

بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
أستاذ علوم النبات في الجامعات المصرية
من أكثر من عشرسنوات كتبت موضوعاً عن الفرمونات الحشرية Pheromones , ووزعت ورقة العمل الخاصة بذلك على المتدربين , وفجأة وجدت كل واحد منهم يخرج قلمه ويعدل كلمة الفرمونات إلى الهرمونات فسألتهم لماذا فعلتم ذلك ؟ فقالوا ظنناها خطأً طباعياً, فقلت لهم ألم تقرءوا المصطلح الافرنجي Pheromones قالوا عدلناه أيضاً ليصبح Hormones , حمدت الله ساعتها أنني اخترت هذا الموضوع للحديث عنه وطباعة ورقة إثرائية فيه لتوزيعها على الدارسين.
واليوم راودتني نفسي أن أضع نفس الموضوع ضمن موضوعات الاعجاز العلمي التي أكتبها للشباب ولغير المختصين, فأحضرت المصادر وبدأت في مراجعة الموضوع من جديد , وبعد مدة وجدت عنوان المقال يقفز إلى بؤرة شعوري, الفرمونات Pheromones وفياجراء الحشرات, لأن العمل الرئيس للفرمونات هو الإثارة الجنسية, والجذب الجنسي, والمساعدة على المسافدة للحشرات منتجة الفرمونات.
وقد كنت قرأت كتاباً من عشرات السنين أن الانسان كائن كيميائي يحب بالكيمياء, ويضحك بالكيمياء, ويغضب بالكيمياء, ويهدأ بالكيمياء, وتتم جميع عملياته الحيوية بالكيمياء, وقد أصبحت هذه حقيقة علمية يعلمها القاصي والداني. فالجهاز العصبي في الانسان يعمل بالمواد الكيميائية الناقلة للسيالات العصبية, وفي الجسم البشري نوع من التكامل العصبي ونوع من التكامل الكيميائي, ويجب أن نتذكر أن التكامل العصبي الكيميائي في تفاعل مستمر لكي يتحقق التكامل العضوي الفسيولوجي العام وثبات البيئة العضوية الداخلية, فالجهاز الغدي يتلقى التأثير من الجهاز العصبي كما أنه يؤثر فيه بدوره لدرجة أن بعض العلماء يضعون الغدد الصماء كأحد مكونات الجهاز العصبي.
ففي حالات التوتر الانفعالي يحدث التنبيه الكيميائي الاستجابة نفسها التي يحدثها التنبيه العصبي, فيتضاعف أثر التنبيهين في صورة دائرية (1).
وتتحكم الكيمياء في النبات, فالهرمونات النباتية تجعل الجذر يتجه نحو الأرض والماء, والساق تتجه نحو الضوء والهواء, وهرمون الإزهار يجعل النبات يزهر, وهرمون التسقيط يسقط الأوراق والثمار(2). وانتاج الثمار والبذور, وإنتاج ثمار بدون بذور, وتحسين جنس الزهرة, وكمون البذور وانباتها, واستطالة الخلايا والنبات, وإنتاج الجذور والأزهار, وتأخير الشيخوخة في النبات ونضج الثمار كلها تأثيرات هرمونية.
ونفس الشيء معالحيوان ومنها الحشرات , وقد زود الله الحشرات بمنتجات ومستقبلات ومثيرات كيميائية والتي تسمى بالفرمونات سابقة بذلك مكتشفي الفياجرا البشرية التي هلل لها الناس وكأنهم وجدوا ما يسعد الانسان ويجعله يعيش في رضا وأمان, وإن كنا لاننكر أهمية الدواء في علاج المرضى والضعفاء.
وتعمل الفرمونات في عدد كبير من الحشرات على جذب أفراد الجنسين لبعضهم وتسمى هذه الفرمونات بالجاذبات الجنسية.
وتتكون الغدد المنتجة للفرمونات بواسطة الاناث ( لجذب الذكور ) في الحلقات الأخيرة للبطن أو سحب الحلقات البطنية وإدخالها ببعض أو فردها, وتنطلق الفرمونات في أوقات محدده من اليوم وهذا ما يميز كل نوع من الحشرات فكل نوع من الحشرات ينتج فرمونات تجذب إليه الحشرات من نفس النوع (3).
والرائحة التي تستقبل على المستقبلات الشمية الموجودة على قرون الاستشعار في ذكور العديد من الحشرات لها أهميتها حيث أن هذه الذكور التي تنجذب إلى الرائحة تكون حساسة جداً, وتنبه الأعضاء الحسية المتصلة بقرن الاستشعار بواسطة الرائحة المفرزة من الأنثى له نظام مميز من العصب القرني الشعري حتى في التركيزات متناهية الصغر, وتأثير الرائحة هي عملية إثارة للذكر وتحفيزه على الاقلاع والانجذاب نحو الأنثى, وفي بعض الأحيان تصل هذه الرائحة وعملية الجذب للذكر على بعد (11 ) كم.
وبذلك تقوم الفرمونات بعملية إثارة للطرف الآخر, وتنبيهه إلى مكان رفيقه ودفعه للقيام بعملية التزاوج والتلقيح لاستمرار النوع والحياة, وهي تجعل أعضاء التكاثر الذكرية صالحة لإتمام هذه العملية كما تفعل الفياجرا في الأعضاء البشرية.
وتستخدم الفرمونات في النمل لرسم طريق سير المجموعة المستمر غير المتقطع, كما تستخدم في بيان مسار ملكة النحل أثناء التلقيح وجذب الذكور نحو الملكة.
وإذا قمنا بوضع هذه المواد في طريق آخر فإن الحشرات تتشتت, وإذا قمت بقتل النمل ورسم خط سير آخر بالنمل المقتول فإن المجموعة تتشتت وتضل الطريق لوجود الطريق الجديد.
من هنا نفهم أهمية الكيمياء في حياة الكائنات الحية وفي تحديد سلوك تلك الكائنات, فسبحان من خلق تلك الكائنات وزودها بتلك المركبات ذات التركيب المميز والدقيق والمتخصص لكل نوع من الحشرات, وجعل لها المستقبلات والمستجيبات ولذلك نقول كما قال الله تعالى ( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين ) لقمان 11.
أ.د. نظمي خليل أبو العطا موسى
(1) – علم النفس الفسيولوجي , أحمد عكاشة , القاهرة : دار المعارف (ص123 ).
(2) – انظر كتاب الهرمونات النباتية والتطبيقات الزراعية , الشحات نصر أبوزيد , القاهرة : مكتبة مدبولي
(3)- الحشرات ( التركيب والوظيفة ) , د.ف. شابمان ( مترجم ). القاهرة : الدار العربية للنشر والتوزيع ( 1987م ) الجزء الثاني (ص 422 ).

القلب الحزين 15-11-2013 07:52 PM

رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
 
آيات الله في التلقيح والإزهار

صورة تجمع أزهار متنوعة
بقلم الأستاذ الدكتور نظمي خليل ابو العطا موسى
أستاذ علوم النبات ـ جامعة عين شمس سابقا
مدير مركز ابن النفيس للخدمات العلمية في البحرين
الأزهار من أجمل الأجزاء النباتية، وهي عضو التكاثر الجنسي في النباتات الزهرية، ووسيلتها لإنتاج الثمار والبذور. والزهرة علميا هي ساق نباتية تقاربت عقدها (Nodes) وسلامياتها (Internodes) وتحورت أوراقها للقيام بعملية التكاثر الجنسي في النباتات الزهرية. وتتكون الزهرة على العموم من محيطات زهرية هي الكأس (Calyx)، والتويج (Corolla) والطلع (Andrecium) والمتاع (Gynoecium).
وما يهمنا في هذا المقام هو الطلع لأنه عضو التذكير الذي ينتج حبوب اللقاح، والمتاع وهو عضو التأنيث الذي ينتج البويضات المؤنثة. تنتقل حبوب اللقاح (Pollen Grain) من عضو التذكير إلى عضو التأنيث بطرائق عدة أهمها الهواء والحيوان (وبخاصة الحشرات)، والإنسان والماء. ويتكون عضو التأنيث (Carpel) من قمة تسمى الميسم (Stigma)، وقلم (Style) ومبيض (Ovary). عندما تصل حبة اللقاح إلى الميسم تتم عملية التلقيح (Pollination)، وعندما تسقط حبة اللقاح على الميسم المناسب تبدأ حبة اللقاح في الإنبات (كما تنبت الحبوب والبذور) وتخرج منها أنبوبة لقاح (Pollen tube) تنتقل إليها أنوية حبوب اللقاح، وتأخذ أنبوبة اللقاح طريقها وسط أنسجة القلم وعند وصولها إلى فتحة الأغلفة الجنينية المسماة بالنقير، تجذبها البويضة بمادة جاذبة، ويتمزق طرف أنبوبة اللقاح وتفرغ محتوياتها من سيتوبلازم وأنوية داخل الكيس الجنيني ثم تخترق إحدى النواتين الذكريتين البويضة المؤنثة وتتحد معها لتكون اللاقحة (Zygot).
وبإتمام هذه العملية تتم عملية الإخصاب (Ferilization)، ويتبع عملية الإخصاب عمليات طويلة معقدة ومعجزة تبدأ بتكوين الجنين (Zygot) .
شكل يظهر مقطع عرضي لزهرة و أقسامها
وبإتمام عملية الإخصاب يطرأ على الكيس الجنيني تغيرات تؤدي إلى تكوين البذور ويتبع ذلك تضخم المبيض، وقد تتعدى التغيرات في المبيض إلى الأجزاء الأخرى في الزهرة وينتج عن ذلك تكوين الثمرة (Fruits)(كما جاء في كتاب النبات العام، أحمد مجاهد وآخرون ص/627). وعند تكوين الثمار تأخذ السبلات والبتلات عادة في الذبول وتسقط. والإعجاز العلمي في عملية الإخصاب أن آلاف حبوب اللقاح من مختلف الأجناس والأنواع والأصناف النباتية تنتقل إلى الميسم وبعضها ينبت، وبعضها يدخل أنبوبة اللقاح إلى بداية القلم ولا يستطيع أن يكمل المشوار، وبعضها يصل إلى نهاية الأنبوبة ويفشل في الدخول إلى المبيض، ولا يدخل إلى البويضة ويخصبها إلا حبة لقاح من نفس الجنس ونفس النوع والصنف. وقد ثبت علميا أن هناك توافقا وراثيا جينيا وكيماويا حيويا، ونسيجيا تشريحيا بين حبة اللقاح القابلة للتخصيب والخصائص الوراثية والكيماوية الحيوية والنسيجية للمبيض القابل للتخصيب بالأنوية الذكرية لحبة اللقاح.
ومن دون هذه الخصائص الحيوية المعجزة تختلط الأنساب وتفسد الأجناس والأنواع والأصناف , ويتعذر علينا الحصول على ثمار القمح أو الذرة أو الشعير المسماة بالحبوب , ويتعذر علينا الحصول على التفاح والكمثرى والبرقوق والمانجو وباقي الثمار ولكن شاء الله تعالى بقدرته وحكمته وعلمه ورحمته وعظمته أن يحفظ على هذه الأنواع والأجناس والأصناف خصائصها المميزة. فحبوب لقاح نبات البرقوق مثلا لا تكمل مشوار التلقيح إلى أن تصل إلى مبايض نبات المشمش لتخصبها رغم أنها من فصيلة واحدة و رتبة واحدة، إنه الإعجاز في الخلق، والإعجاز في النباتات الزهرية، والإعجاز في التلقيح والإخصاب فيها. فمن قدر هذا؟! ومن هيأ هذا؟! ومن حفظ لكل نبات جنسه ونوعه وصنفه ؟!
هذا كما قال تعالى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى{50}) (طه/50)، أي أعطى كل مخلوق وكل نبات هيأته اللائقة بحياته والحفاظ عليها واستمرارها، ثم هداه لما يحفظ عليه ذلك، وهذا ما فصلناه في موضوع (ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) في كتابنا آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات (ص/135).
الذين يتصورون ويتخيلون ويعتقدون أن النباتات الزهرية قد خلقت بالمصادفة والعشوائية، وتطورت بالانتخاب الطبيعي والطفرة خاطئون يجهلون الأساس العلمي لبناء الحياة الحيوية خاصة في تلقيح وإخصاب النباتات الزهرية، وهذا ما أوضحناه في كتابنا معجزات حيوية علمية ميسرة (2008م).
إن التوافق الجيني ، والتوافق الكيمياوي الحيوي، والتوافق النسيجي في النباتات الزهرية بين الأجناس والأنواع والأصناف والعائلات والرتب يدلل دلالة علمية قاطعة على أن كل شيء خلق بقدر معلوم ولغاية مقدرة، وبحكمة بالغة وبعلم اللطيف الخبير سبحانه وتعالى صاحب الخلق والأمر رب كل شيء ومليكه.
أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى

القلب الحزين 15-11-2013 07:53 PM

رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
 
العقل نعمة إلهية والتفكير فريضة إسلامية

لقد حشد القرآن الكريم عشرات الآيات القرآنية الداعية إلى استعمال العقل والتفكر والتدبر في آيات الله الكونية
إعداد الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس سابقاً
في البداية علينا أن نفرق بين المخ و العقل، المخ عضو بدني يوجد في الكائنات الحية بدءا من طائفة الحشرات إلى طائفة الثدييات والإنسان، وهو في كل هذه الطوائف تركيب خلوي مادي يتكون من العقد والخلايا العصبية في تباين واضح بين الأجناس الحية.
أما العقل فهو ملكة الإدراك والتفكير والإبداع وقد اختلف العلماء في ماهيته ومكانه اختلافاً لا يتسع المقام للخوض فيه.
ويعتبر التفكير والإبداع أعلى مراتب الإدراك للعقل وقد ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل المدرك والمميز والواعي والمبدع والمفكر والخلاق، والمخ نعمة إلهية أنعم الله سبحانه وتعالى بها على الكائنات الحية، والتفكير نعمة أنعم الله بها على كثير من بني البشر وسلبها من بعضهم.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى العقل مناط التكليف، فمن فقد عقله بالنوم أو المرض أو الإغماء أو بالصغر سقط عنه التكليف ورفع عنه القلم.
وقد حشد القرآن الكريم عشرات الآيات القرآنية الداعية إلى استعمال العقل والتفكر والتدبر في آيات الله الكونية، وآيات الله القرآنية، وعلم الله سبحانه وتعالى أن للعقل البشري حدودا لا يستطيع أن يتخطاها , لذلك أرسل إليه الأنبياء والرسل لإخباره بما يعجز عقله البشري وحواسه البدنية ، وتعجز كل المخترعات عن الوصول إليها، فأرسل إليه الأنبياء والرسل لتخبره بها , فأعلمه بالجنة، والنار، والملائكة، وصفات الله وأسمائه والبعث والحساب ونعيم القبر وعذابه.
وجعل الله سبحانه وتعالى التفكير فريضة إسلامية فقال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190) (آل عمران/190).
وأولو الألباب هم العقلاء حقا فهم كما قال تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ {191}) (آل عمران/191) تفكر علم وبحث ودراية واستكشاف وتقص، فيكون الاستنتاج العام لبحثهم وتفكرهم قولهم: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ) (آل عمران/191).

http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...2b6187d083.jpg
إن في خلق هذه النحلة مئات الآيات الدالة على وجود خالق خبير عليم مبدع
وجاءت هذه النتيجة لما توصلوا إليه من إحكام في الخلق وإعجاز وإبداع ويقين , فيطلبون من الله تعالى بعد ذلك قائلين (فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران/191) طلب يقين أن الجنة حق ,والبعث حق ,والحساب حق ,والميزان حق.
وعندما نزل قول الله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{164}) (البقرة/164)، عندما نزلت هذه الآية حذرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم من عدم التفكر فيها، فويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها تفكر الباحث العالم الذي يصل إلى أهمية اختلاف الليل والنهار لاستمرار الحياة على الأرض، وإزهار النبات، وتكاثر الحيوان ونموه، ويبحث عن كيف يحيي الله الأرض بالماء فتنتشر فيها الكائنات الحية الفطرية والبكتيرية والفيروسية والحيوانية والنباتية، ويدرس التنوع الحيوي للكائنات الحية في الأرض وما بث الله فيها من كل دابة , وسخر الرياح لتلقيح النبات ولحمل الطير و السحاب والمطر في دورة المياه ورفعه وإنزاله، كلها ظواهر كونية من لم يتفكر فيها غضب الله عليه لتعطيل نعمة التفكير والكفران بها، فالتفكير فيها فريضة إسلامية، وقد أدرك الأستاذ محمود عباس العقاد رحمه الله هذه الحقيقة الإسلامية فأعد بحثه التفكير فريضة إسلامية وقدمه للمؤتمر الإسلامي في ستينيات القرن العشرين الميلادي، ونشر في كتاب بواسطة دار العلم بالقاهرة قال فيه:
( القرآن لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، ولا تأتي الإشارة إليه عارضة في سياق الآية، بل هي تأتي في كل موضع من مواضعها مؤكدة جازمة باللفظ والدلالة وتتكرر في كل معرض من معارض الأمر والنهي التي يحث فيها المؤمن على تحكيم عقله أو يلام فيها المنكر على إهمال عقله وقبول الحجر عليه، ولا يأتي تكرار الإشارة إلى العقل بمعنى واحد من معانيه التي يشرحها النفسانيون من أصحاب العلوم الحديثة، بل هي تشمل وظائف الإنسان العقلية على اختلاف أعمالها وخصائصها وتتعمد التفرقة بين هذه الوظائف والخصائص في مواطن الخطاب ومناسباته، فلا ينحصر خطاب العقل في العقل الوازع ولا في العقل المدرك ولا في العقل الذي يناط به التأمل الصادق والحكم الصحيح، بل يعم الخطاب في الآيات القرآنية كل ما يتسع له الذهن الإنساني من خاصة أو وظيفة).

إن المتأمل في المملكة النباتية يشاهد ملايين الأدلة والآيات على وجود خالق عالم خبير أبدعها في أحسن خلقة فسبحان الله
ثم قال العقاد رحمه الله: ( فالعقل في مدلول لفظه العام ملكة يناط بها الوازع الأخلاقي أو المنع عن المحظور والمنكر، ومن هنا كان اشتقاقه من مادة (عقل) التي يؤخذ منها العقال).
ثم قال العقاد رحمه الله: (وفريضة التفكير في القرآن الكريم تشمل العقل الإنساني بكل ما احتواه من هذه الوظائف بجميع خصائصها ومدلولاتها فهو يخاطب العقل الوازع والعقل المدرك والعقل الحكيم والعقل الرشيد، ولا يذكر العقل عرضا مقتضبا بل يذكره مقصودا مفصلا على نحو لا نظير له في كتاب من كتب الأديان) (انتهى – ص 8).
ثم قال رحمه الله: ( وقد بدأ الإسلام التحذير الشامل من هذا الفساد (فساد الكهان والرهبان ورجال الدين) فأسقط الكهانة، وأبطل سلطان رجال الدين على الضمائر ونفى عنهم القدرة على التحريم والتحليل والإدانة والغفران).
ثم نبه رحمه الله إلى سيئاتهم وعاقبة من استسلموا لخديعتهم وكثير منهم خادعون (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ{31}) (التوبة/31) – انتهى (ص/29).
وقال رحمه الله: (وصفوة القول أن الإسلام لا يعذر العقل الذي ينزل عن حق الإنسان رهبة للقوة أو استسلاما للخديعة، ولا حدود لذلك إلا حدود الطاقة البشرية ولكنها الطاقة البشرية عامة كما تقوم بها الأمم ولا ينتهي أمرها بما يكون للفرد من طاقة لا تتعداه) (المرجع السابق ص/33).
وقد علم فقهاء المسلمين أهمية العقل والتفكير فعقد الإمام أبو حنيفة رحمه الله جلسات للعصف الذهني مع طلابه لإقداح الذهن للتفكير والإبداع وإنشاء الحلول الأصيلة.
وألف الإمام ابن تيمية رحمه الله كتاب (صريح المعقول وصحيح المنقول) أو (درء تناقض العقل و الشرع) ويكفي الإسلام احتراما للعقل أن يسقط التكليف عن الإنسان بذهاب عقله وغيابه وتعطيله بالنوم وغيره.
فإذا المتشدقين بالعقلانية، واتهام الإسلام بالتناقض مع العقل لو درسوا الإسلام و آيات التفكير والعقل في القرآن الكريم لتعلموا أنه لا تعارض بين صريح المعقول وصحيح المنقول، وأن التفكير فريضة إسلامية كما ورد في الآيات القرآنية.
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:
أ د نظمي خليل أبوالعطا موسى
www.nazme.net

القلب الحزين 15-11-2013 07:54 PM

رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
 
وفي أنفسكم أفلا تبصرون -الأسنان -

الدكتور منصور أبوشريعة العبادي http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/12503342691.jpg
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
لقد تميز الدين الإسلامي على غيره من الأديان السماوية بحث أتباعه على أن لا يكون إيمانهم بالله إيمانا تقليديا أو شكليا حيث ينشأ الأبناء على دين أبائهم ويقومون بعمل شعائره إما تعصبا أو تحت تأثير المجتمعات التي يعيشون فيها فيصدق بذلك قول الله فيهم "بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22)" الزخرف.
ولهذا نجد أن القرآن الكريم يزخر بالآيات القرآنية التي تحث المسلمين وغيرهم من البشر على التيقن من وجود الله عز وجل من خلال النظر والتفكر في ما خلق الله سبحانه وتعالى من أشياء فقال عز من قائل "أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)" الأعراف.
وعلى الرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد أمر البشر في التفكر في كل شيء تقع عليه أعينهم في هذا الكون إلا أنه سبحانه قد خص عدد كبير من الأشياء بالاسم لتكون مجالا للنظر والتفكر ومن هذه الأشياء ما جاء في قوله سبحانه "وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(21)" الذاريات.
إن في تركيب جسم الإنسان وغيره من أجسام الكائنات الحية من التعقيد وحسن التصميم ما ينفي نفيا قاطعا ما يدعيه الملحدون من أن هذه الأجسام قد صنعت بالصدفة بل على العكس من ذلك فإن تصنيعها يحتاج لصانع لا حدود لعلمه وقدرته. لقد أكد الله سبحانه وتعالى في الآيات السابقة من سورة الذاريات على أنه يوجد في جسم الإنسان وبالطبع في بقية أجسام الكائنات الحية آيات أي معجزات باهرة يمكن أن يستدل عليها أي إنسان عاقل مهما بلغت درجة علمه. إن كل ما يحتاجه الإنسان لكي يكتشف هذه المعجزات في تركيب جسمه هو النظر إلي أعضاء جسمه ومكوناتها إذا كانت ظاهرة والقراءة عنها إذا كانت باطنة ومن ثم التفكير في مواصفاتها والوظيفة التي تقوم بها والطريقة التي تعمل من خلالها والتساؤل فيما إذا كان بالإمكان أن تكون على غير الصورة التي هي عليها أو أن تكون أفضل مما هي عليه.
ومع التأكيد مرة أخرى على أن الإنسان مهما بلغت درجة تعليمه قادر على اكتشاف المعجزات الموجودة في بعض أجزاء جسمه خاصة الظاهرة منها إلا أنه كلما ازداد علم المرء بتركيب جسمه كل ما تكشفت له معجزات كثيرة لا يمكن الاهتداء إليها لغير المتعلم مصداقا لقوله تعالى "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)" الزمر. وفي سلسلة المقالات هذه سأعمل إن شاء الله على بيان بعض أوجه الإعجاز في تركيب مختلف مكونات أعضاء جسم الإنسان مبتدئين بالظاهر منها راجيا أن تكون بابا يدخل منه القارئ إلى عالم التفكر في مكونات أجسامهم ليستيقن أنها خلقت من قبل صانع لا حدود لعلمه وقدرته وهذا هو الهدف الذي أمر الله من أجله البشر في التفكر في أنفسهم في قوله سبحانه "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(21)" الذاريات . http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/12503343282.jpg
لا يكاد يمر يوم على الإنسان البالغ إلا ويقوم بتنظيف أسنانه بالفرشاة أو بالمسواك وغالبا ما ينظر إليها ويتفقدها من خلال المرآة ليتأكد من نظافتها ولكن من المؤسف أن أكثر الناس لا يتفكرون في هذه الأسنان وما في خلقها من عجائب. إن في تركيب وترتيب الأسنان في الإنسان وفي غيره من الكائنات الحية من أوجه الإعجاز ما يقنع أي إنسان عاقل مهما بلغ مستوى تعليمه بأنه لا يمكن أن تكون قد صنعت إلا من قبل صانع لا حدود لعلمه وقدرته. إن الوظيفة الرئيسية للأسنان في جميع الكائنات الحية هي أنها أحد أعضاء الجهاز الهضمي حيث تقوم بتقطيع الطعام إلى قطع صغيرة ومن ثم طحنها ومضغها بشكل جيد ليسهل إدخالها من خلال المريء إلى المعدة ومن ثم إلى بقية أعضاء الجهاز الهضمي. ولكي نبرز أوجه الإعجاز في تصميم الأسنان عند الإنسان سنثير في عقل القارئ بعض التساؤلات التي ستقوده إذا ما حاول الإجابة عليها إلى التيقن من أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون قد صنعت بالصدفة كما يدعي الملحدون.
إن أوجه الإعجاز هذه ستكون جلية واضحة فيما لو كلفنا لجنة من ألمع أطباء الأسنان في العالم أن يعملوا على إيجاد تصميم جديد للأسنان بحيث يتفوق على التصميم الحالي في أداء وظيفته. إن أول ما ستناقشه اللجنة بالطبع هو عدد الأسنان اللازمة في كل فك فهل العدد الحالي مناسبا أم يلزم زيادته مع تصغير أحجامها بالطبع لكون طول الفكين ثابتا أو يلزم تقليص العدد إذا ما وجد أن بعضها زائدا عن الحاجة. أما القضية الثانية التي سيناقشونها بعد أن تم تحديد العدد فهي تحديد أشكال هذه الأسنان فهل يمكن أن تكون على شكل واحد وبنفس الحجم أم يلزم اختيار أشكال مختلفة حسب موقع السن على الفك. أما القضية الثالثة فهي الطريقة التي سيتم من خلالها تحديد أحجام هذه الأسنان وضمان تركيبها في أماكنها دون مشاكل. أما القضية الرابعة فهي طريقة تصنيع القوالب التي ستستخدم لصب هذه الأسنان على افتراض أنهم وجدوا أشكالا جديدة غير الأشكال التي هي عليها. وستناقش اللجنة قضايا أخرى كثيرة كالمواد التي ستستخدم في تصنيع هذه الأسنان وطرق تثبيتها في الفك وتحديد لونها. وقبل بيان أوجه الإعجاز في الأسنان سنعطي نبذة سريعة عن أعدادها وأنواعها وترتيبها عند الإنسان البالغ.
يبلغ عدد الأسنان في الإنسان البالغ اثنين وثلاثين سنا نصفها مثبت على عظام الفك السفلي والنصف الثاني على الفك العلوي. ونظرا للتماثل بين أسنان الجزء الأيمن والجزء الأيسر من كل فك فإنه يوجد ستة عشر شكلا مميزا للأسنان وإذا ما افترضنا وجود بعض التماثل بين أسنان الفك السفلي وما يقابلها في الفك العلوي فإن عدد الأشكال سيتقلص إلى ثمانية أشكال مميزة تم تقسيمها حسب الوظيفة التي تقوم بها إلى أربعة أنواع وهي القواطع (شكلين) والأنياب (شكل واحد) والنواجذ (شكلين) والأضراس (ثلاثة أشكال). http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/12503343683.jpg
وإذا ما ضربنا كل من هذه الأنواع بأربع فإنه سيوجد في فم الإنسان ثمانية قواطع وأربعة أنياب وثمانية نواجذ واثنا عشر ضرسا كما هو مبين في الشكل المرفق. ويوجد للقواطع والأنياب جذر واحد بينما يوجد جذر أو جذرين للنواجذ وما بين جذرين وأربعة جذور للأضراس تختلف من إنسان إلى إنسان تبعا للجينات التي يحملها. وتستخدم القواطع (الثنايا) لقطع أو قضم جزء صغير من قطعة طعام كبيرة كما نفعل عند أكل بعض أنواع الفواكه والخضروات في غياب السكاكين بينما تستخدم الأنياب لتمزيق بعض أنواع الطعام كاللحوم. وأما النواجذ (الضواحك) فتستخدم لتكسير أو تهشيم قطع الطعام الصلبة بينما تستخدم الأضراس (الطواحن) لتفتيت وطحن لقم الطعام لتصبح على شكل معجون طري يسهل بلعه.
إن أول أوجه الإعجاز في خلق الأسنان هو في طريقة ترتيبها فهذا الترتيب البديع ينفي نفيا قاطعا أن يكون ذلك قد تم بالصدفة فبعملية حسابية تسمى التباديل يمكن أن نحسب عدد المحاولات التي تلزم الصدفة لكي تهتدي للترتيب الصحيح. وينص قانون التباديل على أن عدد الترتيبات التي يمكن أن ترتب فيها مجموعة من الأشياء المختلفة وليكن عددها س هو ما يسمى بمضروب العدد س ومضروب العدد هو الرقم الناتج عن ضرب العدد المعني في العدد الذي دونه ثم الذي دونه وهكذا حتى نصل للرقم واحد فمضروب العدد أربعة مثلا يساوي 24 وهو حاصل ضرب أربعة في ثلاثة في اثنين في واحد. ويبلغ عدد الترتيبات المحتملة للأسنان عند الإنسان (2.63 x 1035) وهو مضروب العدد اثنين وثلاثين وهو عدد الأسنان. ولو افترضنا جدلا أن كل محاولة لترتيب الأسنان تتم في عام واحد فقط وهذا أقل بكثير مما يلزم فعليا فإن عدد المحاولات التي يمكن إنجازها على مدى عمر الكون هو (13 x 109) فقط وهو عدد لا يذكر مع عدد المحاولات المطلوبة. وإذا ما علمنا أن هناك عشرات الآلاف من أنواع الكائنات ذات الأسنان فإن منتهى الجحود وقلة العقل أن يدعي مدعي أن ترتيب أسنانها على الوجه المطلوب قد تم بمحض الصدفة.
أما وجه الإعجاز الثاني فهو تصميم الأشكال المناسبة للأسنان لكي تقوم بالوظائف التي صممت من أجلها على الوجه الأكمل. ومرة أخرى نقول أن منتهى الجهل أن يدعي الملحدون أن الصدفة قد عرفت أنواع الطعام الذي سيأكله كل نوع من أنواع الكائنات ذات الأسنان ومن ثم قامت بتصميم أطقم أسنانها بما يتناسب مع أنواع الطعام هذه. وبما أن الإنسان هو الوحيد بين الكائنات الحية الذي يتميز بتعدد أنواع طعامه فإن أسنانه تتطلب تصميما خاصا فيحتاج أشكالا مختلفة من الأسنان بعضها للقطع وأخرى للتمزيق والتكسير والطحن.
ولنفترض جدلا أن الصدفة قد اهتدت لتحديد الوظائف التي ستقوم بها الأسنان فأنى لها أن تهتدي للشكل المناسب للسن لكي يقوم بالوظيفة التي سيقوم بها فكم من المحاولات تحتاج حتى ينتج بالصدفة هذا الشكل المناسب! فأسنان القواطع يجب أن تكون مستطيلة وحادة الأطراف لكي تتمكن من تقطيع الطعام أما الأنياب فيجب أن تكون أطرافها مدببة وبارزة عن ما يجاورها من أسنان لكي تتمكن من تمزيق الطعام الذي يصعب قطعه أما النواجذ والأضراس فيجب أن تكون أطرافها مستعرضه ومقعرة بعض الشيء لكي تتمكن من تكسير وطحن الطعام. ومن عجائب تصميم أشكال الأسنان أن القواطع الأمامية العلوية أعرض من السفلية مما أدى إلى حدوث إزاحة بين كل سن على الفك العلوي عن السن الذي يناظره في الفلك السفلي وهذا ضروري لكي تستقر الرؤوس البارزة للأنياب فيما بين الأسنان وإلا لما انطبقت أسنان الفكين على بعضها. http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/12503343974.jpg
أما وجه الإعجاز الثالث فهو اختيار المادة التي تصنع منها الأسنان بحيث لا تتآكل أو تتكسر لفترة تمتد على مدى عمر الكائن وخاصة أنها تستخدم في كل يوم. فالإنسان على سبيل المثال يستخدم أسنانه لقطع وتمزيق وطحن الطعام لمدة ساعة كل يوم تتعرض الأسنان خلالها إلى مختلف أشكال الإجهادات الميكانيكية وإلى جانب ذلك تتعرض لمختلف أنواع المواد الكيميائية التي يحتويها الطعام وما يفرزه الفم من مواد هاضمة بسيطة ناهيك عن التفاوت في درجة حرارة الطعام والشراب الذي يعمل على تمدد وتقلص مادة الأسنان. بل إن الأخطر من كل ذلك على الأسنان هو تكاثر البكتيريا على أسطح هذه الأسنان خاصة بوجود بقايا الطعام حيث تقوم البكتيريا بإفراز مختلف المواد السامة والأحماض التي تعمل على تخريب الأسنان.
وعلى الرغم من كل ذلك فإن هذه الأسنان تستمر في أداء وظيفتها لما يقرب من مائة عام إذا ما اتخذت بعض الإجراءات البسيطة للحفاظ عليها بعد كل استعمال لها. وتتكون السن من ثلاث طبقات وهي طبقة اللب الداخلية تليها طبقة العاج ومن ثم طبقة المينا الخارجية ويتم تغذية السن من خلال أوعية دموية تتخلل اللب إلى جانب وجود الأعصاب التي تربط الأسنان بمراكز الحس في الدماغ لكي تحس بمقدار الضغط الواقع عليها وبدرجة حرارة الطعام والشراب. وتعتبر طبقة المينا الخارجية أشد الطبقات صلابة وهي أشد مكونات الجسم قساوة بل هي من بين أشد المواد قساوة في الطبيعة وهي مادة بلورية تتكون من الكالسيوم والفسفور وآثار من بعض المعادن. وللتدليل على صلابة المينا وخصائصها الأخرى نذكر أن المواد الصناعية التي تستخدم كبديل عنها في حالة خرابها كالبورسلان والفضة والذهب وخليط الزئبق مع بعض المعادن (الملغم) لا تضاهيها من حيث الصلابة وكذلك مقاومتها لتأثير مكونات الطعام والشراب واللعاب. أما طبقة العاج فهي مادة عظمية وبصلابة بقية عظام الجسم ولكنها أقل صلابة من المينا حيث تعمل على امتصاص الإجهاد العالي الواقع على المينا مما يحول دون انكسارها.
أما معجزة المعجزات فهي أن الأسنان لا تحتاج إلى قوالب لتصنيعها كما يفعل البشر بل إن كل سن من هذه الأسنان يبدأ تصنيعها من خلية واحدة فقط كما هو الحال مع كامل جسم الإنسان الذي يبدأ تصنيعه أيضا من خلية واحدة. وعلى العكس من بقية أعضاء جسم الإنسان والتي يكتمل تصنيعها والإنسان في بطن أمه فإن الأسنان يتم تصنيعها بعد ميلاده حيث يبدأ تصنيع الأسنان اللبنية في نهاية عامه الأول والأسنان الدائمة بعد عامه السادس ويكتمل تصنيعها مع سن البلوغ. ويمكن للمرء أن يشاهد هذه المعجزة الربانية من خلال مراقبة أسنان إخوانه أو أبنائه وهي تنبت في اللثة فتشقها كما تشق النبتة تراب الأرض ثم تنمو شيئا فشيئا إلى أن يكتمل تصنيعها ثم تتوقف تماما عن النمو. لقد تم توزيع الخلايا التي يبدأ منها تصنيع الأسنان على محيط الفكين بشكل بالغ الدقة بحيث يأخذ كل سن مكانه الصحيح دون أن تتصادم مع بقية الأسنان.
ولقد حدد الله سبحانه وتعالى على الشريط الوراثي الذي في داخل هذه الخلايا البرامج التي تنتج عند تنفيذها الأسنان بأشكالها المطلوبة ابتداء من خلية واحدة. فبعض الخلايا تصنع القواطع وبعضها الأنياب وبعضها النواجذ والأضراس وقلما تخطأ هذه الخلايا فتنبت الأنياب أو القواطع في أماكن الأضراس ولو أن عملية تصنيع الأسنان هذه قد وكلت للبشر لتكررت مثل هذه الأخطاء بشكل كبير. بل إن الأعجب من ذلك أن كل إنسان له أشكال أسنان تختلف عن الآخر ولكن برامج التصنيع لجميع أسنانه قد تم إحكامها بحيث تنتج أسنانا متناسقة مع بعضها البعض. ويمكن لمن عنده خلفية في تصميم القطع الميكانيكية باستخدام الحاسوب أن يدرك مدى التعقيد الموجود في برامج تصنيع الأسنان المكتوبة على الشريط الوراثي فهذه البرامج يجب أن تحتوي على كامل أبعاد السن ليس الخارجية فحسب بل أبعاد كل طبقة من طبقاتها إلى جانب مواصفات المواد المستخدمة لبناء هذه الطبقات. إن رأس الإنسان يكاد يتصدع عندما يفكر مليا في عملية تصنيع السن ابتداء من خلية واحدة فهذه الخلية تنقسم ملايين المرات بحيث توضع كل خلية في مكانها الصحيح في جسم السن وبحيث يكون نوع الخلية مناسبا للمكان التي هي فيه. ومما يثير الدهشة أن الأسنان المصنعة بهذه الطريقة الربانية تأخذ شكلها النهائي المطلوب ولكن بحجم صغير ومع نموها يزداد حجمها بنفس النسبة مع احتفاظها بشكلها الأصلي وهذا أيضا يتطلب درجة عالية من التنسيق بين الخلايا عند انقسامها في المواقع المختلفة بحيث ينقسم كل منها بقدر محدد يتناسب مع نسبة النمو في ذلك الموقع. إن أكثر ما حير العلماء في هذه الطريقة الربانية هو في تصنيع طبقة المينا حيث أنها مصنوعة من مادة غاية في الصلابة فكيف يتسنى لها أن تنمو بشكل بطيء ومن ثم تأخذ شكلها النهائي بمنتهى الإتقان. ويتبين لنا مدى صعوبة تصنيع هذه الأسنان عندما نشاهد الجهد الذي يبذله طبيب الأسنان ومختبرات تصنيع الأسنان عند تركيب سن صناعي مكان السن الطبيعي وصدق الله العظيم القائل في محكم تنزيله "هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)" لقمان.
المراجع
1- القرآن الكريم
2- مواقع متفرقة على الإنترنت
للتواصل مع الكاتب:
لمزيد من المقالات للكاتب:

القلب الحزين 15-11-2013 07:55 PM

رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
 
إبداع الله من الذرة إلى المجرة ـ ملف بور بوينت رائع

http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...8778989893.jpgملف بور بوينت رائع يتناول إبداع الله وقدرته من أصغر جزء في الذرة إلى أكبر مجرة من خلال صور رائعة وتلاوة خاشعة تزيد الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
حجم الملف 1.6 ميغا

القلب الحزين 15-11-2013 07:56 PM

رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
 
نظرية تشابه الخلق والتكيف


د.سعيد صباغ – كلية المعلمين بالإحساء
الملخص: يدلنا تشابه الكائنات الحية رغم اختلافها على وجود موجد واحد لها ووجودها بدأ من كائنات معقدة أولية وليس من خلية بسيطة واحدة أما التنوع فهوناتج عن التزاوج بين الفصائل المختلفة لأفراد النوع الواحد (أو حسب الهندسة الوراثية لزيادة الاحتمالات لإحداث تغير في خلق موجود مسبقاً،وأما الاستمرارية والاكتساب لصفات جديدة فهي نتيجة للتكيف (البقاء للتوازن الطبيعي).

صورة توضح فرضية الأصل المشترك ويبدو أنها ستبقى فرضية غير قابلة للتأكد بالإضافة لكونها غير منطقية
تدرس نظرية داروين كأساس علمي للتطور والنشوء والارتقاء في معظم كليات علم الحياة في جميع أنحاء الأرض؛ وحتى في الدول الإسلامية والمسيحية،ويقال أنها الفرضية الوحيدة ولا يوجد غيرها لتفسير تشابه المخلوقات.
شجع على ذلك الفلسفة العلمية التي نؤمن بها جميعاً مؤمنين بالله أوكافرين بنعمته وهي أنه على العلم أن يقودنا إلى الإيمان ولا يقبل التفكير العلمي أن يقودنا الإيمان إلى العلم ويتفق ذلك مع القرآن والتراث العربي الإسلامي في قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت : 53]، أي أن العلم سيقود العقول إلى الله الذي يدلنا تشابه خلقه من أسماك وحشرات وحيوانات وبشر على وجوده ووحدانيته، يقول تعالى: قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوالْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [الرعد : 16],ويقول: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [المؤمنون : 91]، مع ضرورة الإشارة هنا إلى أن المسلمين لا يبحثون في بعض المسائل مثل ما هي الروح وهم بذلك ملتزمون بتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن الروح فعلمه الله الجواب: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [الإسراء : 85].
وقد ترافق العلم والإيمان في التراث العربي الإسلامي منذ بدء الرسالة المحمدية، فهما يزدهران معاً ويضعفان معاً.ولا يوجد في التاريخ الإسلامي الصراع بين المعبد والعلوم الحديثة كما في الغرب. الجدال في الغرب: تقبل نظرية "تصميم عاقل"(التصميم الذكي) أن الكون قديم جدا. لكنها تقول إن التنوع والتعقيد الموجود في الحياة يرجح أن "مصمما عاقلا" قد تولى مهمة خلق الكون، وما يحاوله الدعاة إلى تلك النظرية بالضبط هومنحهم الحق في تحدي نظرية داروين بطريقة علمية, فخرجت إدارة التعليم بولاية كانساس (Kansas) يوم الأربعاء 11 أغسطس عام 1999م عن ما هو مألوف منذ عشرات السنين, عندما صوَّتَ ستةٌ من أعضائها العشرة لصالح قرار جريء يقضي بإسقاط نظرية «التطور» (Evolution) المتعلقة بأصل الإنسان على أن يشمل هذا القرار جميع مراحل التعليم الحكومي العام بالولاية، ولكن محكمة أمريكية أصدرت حكمها بحظر تدريس نظرية "التصميم الذكي" في المدارس إلى جانب نظرية التطور لداروين بناءً على رأي البروفيسور كينيث ميلر من جامعة براون – أمريكا الذي ادعى "انه ليس هناك خلاف في الدوائر العلمية حول جوهر نظرية التطور"، وأضاف أيضا أن "التصميم الذكي" ليست "نظرية قابلة للتمحيص" ولذلك فقد رفضت من قبل العلماء, وتساءل البروفيسور ميلر عن السبب الذي حدا "بالخالق الذكي" إلى خلق كل الكائنات التي نعرفها والتي انقرضت. بينما قالت لجنة المدارس بمنطقة دوفر في ولاية بنسيلفانيا أن الحياة على الأرض أكثر تعقيدا من أن تكون تطورت لوحدها وطالبت مدرسي العلوم أن يخبروا طلابهم أن نظرية التطور هي "مجرد نظرية غير مثبتة"، وقد انتقدت قرار المحكمة قائلة انه "يهمش الأفكار المبنية على العقيدة الدينية."
ويجري نشر أطروحة "التصميم الذكي" في مدارس تنتشر في أكثر من 20 ولاية في الولايات المتحدة. حاول البريطاني بيل هاميلتون تصحيح نظرية داروين بالقول أن الجينات هي التي تحاول التوريث ويعطي مثال مع ذلك أن الحيوانات (النحل) تضحي بنفسها من أجل جينات أقاربها.بينما يعتقد البريطاني لافلوك بنظريته المسماة غايا أن الطبيعة تتوازن لوحدها عن طريق ضبط المناخ عن طريق الطحالب التي تنتج غيوماً تفيد غيرها وتنتقل عن طريق الرياح لتنتشر وهذا يتداخل بطريقة ما مع التفسير الحالي الفيزيائي لنشوء المطر وهوتشكل قطرة المطر حول جزيء غبار ما.
وتقوم دورة تحول الماء بين البر والبحر بنقل حبات الطلع والطحالب والحشرات الصغيرة وحتى الطيور تركب أمواج الهواء في رحلة الشتاء والصيف. كذلك نلاحظ أن الحشرات(مثل بعض أنواع النمل الأفريقي) في المناطق المعزولة التي تولد بعد سقوط المطر أوالرطوبة العالية تولد بأجنحة مما يسمح لها بالرحيل بعيداً لإنشاء مستعمرات جديدة. التشابه: لكثير من الحيوانات صفات مشتركة وتشابه بعضها البعض فمثلاً للسمك عينان تشبهان تلك الموجودة في البشر والبعوض والجمال والنسور وغيرها،ولابد أن تشارلز داروين وقف مشدوهاً أمام هذا الشبه وقام بالاستنتاج أن هنالك سبباً وحيداً لذلك وهو أنها كلها خلقت من بعضها البعض وقد اعتقد اللاحقون من أمثاله أن أصل الدلفين ذئب وأن الطيور المجنحة من عصر الديناصورات هي أصل الحمامة وأصبح تداخل تصنيف الحيوانات حسب داروين أساساً لمعظم شهادات الدكتوراه في مجال علم الحياة ورأى في ذلك الذين يرفضون الخضوع لله رب السموات والأرض مخرجاً يشبه العلم الصحيح يستطيعون الاختباء وراءه؛ في حين أن الاختيار الآخر هو أن تشابه الخلق يدل على وحدة الخالق فعندما يعرض عليك أحدهم رسماً ويطلب منك معرفة هل هذا الرسم لبيكاسو فإنك تدرس اللوحة تحت المجهر فإن كان فيها خصائص رسم لوحات بيكاسو فإنها له ولن يدور في خلدك أن هذه اللوحات جاءت من بعضها البعض.
لنأخذ مثالاً ما يقال أنه برهان على نظرية التطور وسنرى أنه برهان على وحدة الخالق:( يقدم علم الخلية cytology برهاناً ساطعاً على وحدة العالم الحي من حيث تماثل البنى الخلوية للمتعضيات المختلفة، وكذلك من خلال التفاصيل الكيميائية الحيوية حيث التشابه في كيمياء الحموض النووية والأنزيمات ... وعلى الرغم مما تبديه الخلايا النباتية والحيوانية من بعض التخصصات كوجود صبغة الكلوروفيل الخضراء والسيللوز والنشاء في الخلايا النباتية ووجود الأدرينالين والتيروكسين مثلاً في نسج الفقاريات، يبقى التماثل قائماً وهذا يقودهم حسب زعمهم إلى التسليم بأن الحياة قد بدأت بالشكل البسيط والمتمثل بالخلية، وأن الأشكال المختلفة للمتعضيات قد انطلقت من تلك الخلية التي شكلت السلف المشترك للعالم الحي بجميع أشكاله والذي نراه اليوم.
لا يستطيع تفسير داروين على الإطلاق تفسير التشابه بين النبات والحيوان ولا يمكن القول بأنه للزهرة والفيل أصل مشترك ولونظرنا إلى صورة مبيض زهرة وصورة مبيض حيوان ثديي كالمرأة البشرية لرأينا نفس صورة المقطع العرضي ذاته ومن يستطيع تفسير تشابه خلق الأوركيد القبرصية مع النحل.
صورة توضح فرضية الأصل المشترك ويبدو أنها ستبقى فرضية غير قابلة للتأكد بالإضافة لكونها غير منطقية
ولننتقل الآن إلى فرضية دولوDolo :التطور غير قابل للعكس فالبنيات المتخصصة للكائن لا تعود إلى حالة السلف .(لا يفسر هذا القانون تطور الكائنات من كائنات أولية مثل الخلية المفردة إلى كائنات ضخمة كالديناصورات والحيتان وثم ضمورها إلى الكائنات الحالية ولا يفسر أن سمك اللاتيميريا )Latimeriaالمستحاثة الحية) حافظ على شكله خلال 70 مليون سنة) .
ظاهرة التكيف:مع الوسط المحيط ونوع التغذية وشدة الأشعة الشمسية والجليد وملونات الطعام فنجد الأطراف الصغيرة في النباتات الأبرية والحيوانات القطبية واللون الأبيض يمكن تفسيره بقلة أشعة الشمس وعدم قدرتها على تنشيط الميلانين(القاتمين)إلى سطح الجلد كما يميل العرق الأصفر إلى أكل الطعام بالتوابل كالعصفر والخردل وقد تتراكب هذه الصبغات في جسم آكلها مع الزمن ولكن ذلك ليس تفسيراً كاملاً لوجود استثناءات مثل الحمام القطبي الذي يغير لونه صيفاً وشتاءاً والإخطبوط الذي يغير لونه حسب قاع البحر .
أيضاً تدلنا كثير من الكائنات القديمة على أنها كانت معقدة التركيب وليس كما يفترض داروين وإذا كانت البداية والنهاية معقدة التركيب فهذا يعنى أن فرضية داروين غير صحيحة لأنها تفرض البدء من البسيط إلى المعقد في حين يدلنا نظام الوراثة على وجودها بدأ من كائنات معقدة أولية وليس من خلية بسيطة واحدة (لذلك فرضية داروين ليست علمية إذ لا يمكن التأكد منها بالرجوع إلى الخلف بأي تجربة كانت) كما أننا قد نجد من يلاحظ أن معظم الكائنات تصبح أصغر فأصغر خلال الـ 65 مليون سنة الماضية على الأقل. إن التخلي عن نظرية التطور يسمح بالبحث عن السبب الحقيقي وراء الأشياء ويعيد التصنيف من جديد مثل تصنيف الضفادع عديمة الذنب مع الضفادع ذات الذنب مثل السلمندر فهذا تشابه في الخلق وليس تطوراً.
لننتقل الآن إلى فرضية التطور المستقيم أوالموجه (الاصطفاء المستقيم) الذي ينص على تطور المتعضيات الحيوانية في اتجاه تطوري محدد مثل تطور الفيلة الأفريقية من فيل صغير من جنس الميرتيريوم Moeritherium الذي له شكل الخنزير . نرى دائماً الخلط بين التشابه والتطور ولا نجد جواباً لشكل الخنزير الذي تطور منه الماموث أو الفيل الآسيوي. مثال آخر : جنين التمساح الأليجيتر والفأر.
خاتمة: يعتقد علماء الطبيعة والذين يدرسون القوانين المنظمة لتركيب الكونين الكبير(المجرات والعناقيد) والصغير (الجزئيات والخلايا الحية والذرات) أن الله موجود بدليل وجود القوانين المنظمة للظواهر الفيزيائية والحيوية والكيميائية (يقول اينشتين :لا أعتقد أن الله يلعب النرد مع العالم) ويعتقدون أن القانون الفيزيائي يجب أن يكون قصيراً وجميلاً وعندما يكون القانون ليس جميلاً فهذا يعني أن ليس المعرفة النهائية. يقول باولي بشكل يليق بجلال الله :( إن الله هو أعظم عالم رياضيات)وطبعاً من سيعرف بنية الأشياء أكثر من منشئها. (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (لقمان:11) (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر : 67]
المراجع:
وهوالموقع التعليمي لجامعة بيركلي في كاليفورنيا .
2. http://www.nsf.gov/news/news_images....114802&org=NSF المؤسسة العلمية الوطنية الأمريكية.
3. د. الزالق بشير /التطور ونشأة الحياة على الأرض-منشورات جامعة دمشق 1412هـ-1992 م
4. علوم وتكنولوجيا موقع
BBCArabic_com :news.bbc.co.uk 5. موقع هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
nooran.org 6. هارون يحيى/نهاية أسطورة داروين www.harunyahya.com 7. د.الفالح عبد الله،د عياش عبد الكريم أساسيات تقسيم النباتات-دار الخريجي
8. موسوعة الإعجاز العلمي www.quran-m.com

القلب الحزين 15-11-2013 07:57 PM

رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
 
وفي أنفسكم أفلا تبصرون -الأذن-

الدكتور منصور أبوشريعة العبادي http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...7245656323.jpg
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
لقد كشف هذا العصر للبشر حقيقة بالغة الأهمية وهي أنه لكي يتم تصنيع جهاز ما ليقوم بوظيفة معينة فإن على مصممه أن يكون على دراية بالقوانين التي تحكم عمل هذا الجهاز وإلا فإن الجهاز سيفشل في القيام بمهمته أو أن كفاءته ستكون متدنية. وإذا ما تفحصنا الأجهزة المختلفة التي يتكون منها جسم الإنسان فإننا نجد أنها تقوم بوظائفها على أكمل وجه ولفترات زمنية طويلة مما يدل دلالة بينة على أن الذي قام بتصميمها وتصنيعها محيط إحاطة تامة بكل القوانين والآليات التي تحكم عملها. ولقد تمكن العلماء في مختلف التخصصات العلمية والهندسية من كشف بعض القوانين والآليات التي تعمل على أساسها أجهزة الجسم المختلفة وأثبتوا بما لا يدع مجالا للشك بأنها فعلاً قد صممت على أكمل وجه واعتماداً على أسس علمية واضحة مما يؤكد أنها لم تخلق بالصدفة كما يدعي الملحدون.
ومما يميز الجهاز السمعي والبصري على غيرها من أجهزة الجسم أنها تتعامل مع ظواهر فيزيائية غير محسوسة وهي الموجات الصوتية والموجات الضوئية ولذلك يتطلب تصميم العين والأذن معرفة القوانين التي تحكم هذه الظواهر فبدون ذلك فإنه لا سبيل لتصميمها بطريق التجربة والخطأ خاصة أنها أجهزة بالغة التعقيد. وفي هذه المقالة سنبين أن تصميم الأذن قد تم بناءاً على دراية تامة بقوانين فيزيائية مختلفة وباستخدام تقنيات هندسية متقدمة كانتشار الموجات الصوتية في الهواء وفي الماء وكيفية انتقالها من وسط إلى وسط وطريقة جمعها بأكبر قدر ممكن وطبيعة الأجسام القابلة للإهتزاز وتقنيات الحساسات للضغط وغير ذلك الكثير.
وسنبين أن حساسية الأذن ومدى الترددات التي تلتقطها وقدرتها على تمييز هذه الترددات وكذلك مداها الديناميكي لا يضاهيها أي جهاز من الأجهزة الحديثة المستخدمة في التقاط الموجات الكهرومغناطيسية والموجات الصوتية وصدق الله العظيم القائل "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) " الفرقان.
إن من يقوم بتصميم جهاز لالتقاط الموجات الضوئية (الكهرومغناطيسية) كالعين أو الموجات الصوتية كالأذن لا بد وأن يكون عنده علم مسبق بوجود مثل هذه الأمواج وعلى هذا فإنه من الجهل بمكان أن يدعي مدعي أن العين والأذن قد صنعت بالصدفة فالبشر بما أوتوا من عقول لم يتمكنوا من كشف وجود مثل هذه الموجات إلا بعد جهد جهيد.
ولكي يتمكن الصانع من صنع مثل هذه الأجهزة فإنه يلزمه معرفة خصائص هذه الموجات فمن غير الممكن أن تصمم مكونات هذه الأجهزة دون معرفة الطريقة التي تتفاعل بها هذه المكونات مع طبيعة هذه الموجات. لقد ذكرنا في مقالة تركيب العين أن الموجات الكهرومغناطيسية تمتد على مدى واسع جداً من الترددات فهل يمكن لعاقل أن يتقبل فكرة أن الصدفة قد اهتدت لنطاق الترددات التي تبثها الشمس فقامت بتصميم العين بحيث تلتقط هذا النطاق الضيق من الترددات المسماة بالضوء.
وكذلك هو الحال مع الأذن فإنه يلزم مصممها معرفة نطاق الترددات التي ستلتقطها وذلك من خلال معرفة المصادر التي تطلق الموجات الصوتية وكذلك معرفة طبيعة هذه الموجات لكي يتسنى له تصميم المكونات التي ستستجيب لها. لقد صممت الأذن البشرية بحيث تلتقط الموجات الصوتية التي تمتد تردداتها من 20 هيرتز إلى 20 ألف هيرتز وقد وجد العلماء أن هذا المدى يغطي معظم الأصوات التي تنطلق من مكونات المحيط الذي يعيش فيه الإنسان كالأصوات الصادرة من الجمادات والحيوانات والإنسان نفسه.
فالأصوات كما هو معروف تصدر نتيجة للاهتزازات التي تحدثها الأجسام المتحركة في ضغط الهواء فتنطلق هذه الاهتزازات في الهواء على شكل موجات صوتية بسرعة 345 متر في الثانية تقريباً وتتناسب ترددات هذه الموجات مع أبعاد الأجسام المتحركة التي تطلقها. إن أعجب ما في نظام السمع أن الأذن قد صممت بحيث تستجيب بأكفأ ما يمكن للترددات التي يتكون منها صوت الإنسان مما يعني أن الذي صمم الحنجرة والفم كآلات لتوليد الكلام لا بد أن يكون هو نفسه الذي صمم الأذن كآلة للسمع فمثل هذا التوافق بين جهاز الإرسال وجهاز الاستقبال يستحيل أن يتم بالصدفة كما يدرك ذلك تماماً المهندسون الذين يقومون بتصميم أجهزة الاتصالات.
ولو سلمنا جدلاً بحصول مثل هذا التوافق في أحد الكائنات الحية كالإنسان مثلاً فإن حصوله بالصدفة لملايين الأنواع من الكائنات لا يمكن أن يتقبله إنسان عاقل. فالوطواط يصدر أصواتاً تصل تردداتها إلى 40 كيلوهيرتز وهو قادر على سماعها بينما لا يسمعها الإنسان وكذلك الحال مع بقية الحيوانات.
http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...8652305656.jpgتتكون الأذن من ثلاث أقسام رئيسية وهي الأذن الخارجية والأذن الوسطى والأذن الداخلية وكل من هذه الأقسام يتكون بدوره من مكونات عديدة. فالأذن الخارجية تتكون من جزئيين وهما الصيوان والقناة السمعية حيث يقوم الصيوان بجمع الموجات الصوتية من الهواء وتوجيها نحو القناة السمعية والتي تقوم بدورها بنقل الموجات الصوتية الملتقطة إلى طبلة الأذن.
لقد قام علماء الصوتيات بدراسات مستفيضة لفهم الطريقة التي يعمل من خلالها صيوان الأذن والقناة السمعية لجمع أكبر قدر ممكن من الموجات الصوتية وتسليطها على الطبلة ووجدوا أنه قد تم تصميمها على أسس علمية بالغة الدقة تعتمد على قيم الترددات التي يمكن للأذن أن تسمعها. إن أول المتطلبات لزيادة كفاءة صيوان الأذن هو المادة التي يصنع منها والتي يجب أن تعكس الموجات بأكبر قدر ممكن ومن المعروف أنه كلما زادت صلابة المادة كلما زادت قدرتها على عكس الموجات.
ومن حكمة الخالق سبحانه وتعالى أنه لم يصنع الصيوان من مادة عظمية تفاديا لتعرضه للكسر بسبب بروزه عن جسم الرأس بل استبدله بمادة غضروفية مرنة لها نفس القدرة على عكس الموجات.
ومما يؤكد على أن هذا الصيوان قد تم تصميمه من قبل مصمم لا حدود لعلمه وقدرته سبحانه، وأن الجلد الذي يغطيه من الداخل قد تم اختياره بحيث يكون رقيقاً جداً وملتصقاً تمام الالتصاق بالمادة الغضروفية لكي لا يقوم بامتصاص الموجات الصوتية وللقارئ أن يتأكد بنفسه من ذلك وذلك من خلال مقارنة سماكة جلد الصيوان من الداخل والخارج.
أما شكل الصيوان ففيه من الأسرار العجيبة التي لا زال العلماء يعملون جاهدين على كشف الوظائف التي تقوم بها هذه التلافيف والتعرجات الموجودة عليه فلقد كان من الأسهل لو كان المصمم لهذه الأذن أحد غير الله أن يكون شكل الصيوان كما في بقية الحيوانات كبير الحجم ويمكن تحريكه في الاتجاهات http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...5318136333.jpgالمختلفة. لكن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان فجعل حجم أذنه متناسقاً مع حجم رأسه وثابتة لا تتحرك وخالية من الشعر ولذلك اقتضى الأمر أن تضاف هذه التعرجات لتزيد من كفاءة الصيوان على جمع الموجات الصوتية من الإتجاهات المختلفة رغم صغر مساحة سطحه مقارنة ببقية الحيوانات.
ولقد تبين لعلماء الصوتيات أن صيوان الأذن لا تقتصر وظيفته على جمع الموجات الصوتية بغض النظر عن قيم تردداتها بل إن أبعاده قد تم اختيارها بشكل دقيق ليعمل كمرشح يقوم بتمرير نطاق الترددات التي يتألف منها صوت الإنسان بقوة أكبر من بقية الترددات حيث يحدث تردد الرنين الرئيسي له عند 2600 هيرتز.
أما القناة السمعية فقد تم اختيار قطرها وكذلك طولها وفق المعادلات التي تحكم انتشار الموجات الصوتية داخل البنى المحصورة وبما أن قطر القناة يبلغ في المتوسط 7.5 ملم فإنها أيضاً تعمل كمرشح للترددات التي تمر من خلالها. أما طول القناة والتي يتراوح ما بين 23 و 30 ملم فقد وجد العلماء أنه يساوي تقريباً ربع طول موجة الترددات التي تقع حول تردد الرنين الرئيسي للصيوان.
وفي هذا سر هندسي عظيم حيث أن الموجة الصوتية تكون عند دخولها القناة واصطدامها بالطبلة ما يسمى بالموجة الساكنة والتي يكون شدة ضغطها أعلى ما يكون عند الطبلة وبهذا فإن هذه القناة تعمل كفجوة رنين تضخم شدة الصوت بعشرة أضعاف شدته في الخارج كما بينت دراسات العلماء.
أما الأذن الوسطى فإن فيها من براعة التصميم ما يدل على مدى علم المصمم بكل حيثية من حيثيات نظام السمع فالبشر بما وهبهم الله من عقول لم يتمكنوا من معرفة الأسس والقوانين التي صممت على أساسها مكوناتها إلا في هذا العصر. إن الطبلة هي أهم مكونات الأذن الوسطى وهي عبارة عن غشاء لحمي رقيق مرن ذات شكل دائري يزيد قطرها قليلاً عن ثمانية ملليمترات وسمكها 60 ميكرومتر وهي مثبتة بشكل مائل عند نهاية القناة السمعية وتسدها تماماً وهي تهتز ميكانيكياً بنفس ترددات الموجات الصوتية التي تصلها من خلال هذه القناة.
http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...6527833333.jpgإن للطبلة تركيباً عجيباً ومعقداً حير ولا زال يحير العلماء فالشكل الذي كان يتوقعه العلماء للطبلة هو أن يكون مسطحاً لا تعقيد فيه كما هو الحال مع الأغشية المستخدمة في السماعات والميكرفونات. فغشاء الطبلة له شكل مخروطي محدب باتجاه تجويف الأذن الداخلية وتتخلله ألياف تمتد من مركز الطبلة بشكل شعاعي وفيها بروزات تقسم الغشاء إلى عدة مناطق أطلق العلماء عليها أسماء مختلفة.
وبما أن العلماء موقنون بأن الأذن تعمل بكفاءة لا تضاهيها كفاءة أي جهاز صنعه البشر لالتقاط الموجات فهم بالتالي متأكدون من أن شكل الطبلة هذا لا بد وأن يكون هو الشكل الأمثل. ولذلك فقد قام العلماء بإجراء دراسات لا حصر لها لكشف أسرار هذا الشكل ولقد ساعدت الحواسيب العملاقة على إجراء محاكاة لعمل هذه الطبلة وبدأت تتكشف لهم بعض أسرارها.
ومن الأسرار التي اكتشفها العلماء حديثاً أن الشكل المخروطي يتفوق على الشكل المسطح من حيث تكبير الإهتزازات خاصة أنه محمل بوزن عظمة المطرقة والتي قد تعيق عملية اهتزاز الطبلة. أما الإكتشاف الأكثر إثارة فهو أن وجود عدة مناطق لغشاء الطبلة يزيد من مدى الترددات التي تستجيب لها حيث يوجد عدة ترددات رنينية لها وذلك على عكس الغشاء البسيط الذي يوجد له تردد رنين واحد فقط. إن قطر الطبلة هو الذي يحدد أعلى تردد للموجة الصوتية التي يمكن لها أن تستجيب لها فتهتز تبعاً لاهتزازاتها فكل الموجات التي يزيد نصف طول موجتها عن قطر الطبلة يمكن أن تلتقط من قبلها وعلى هذا فإن أعلى تردد هو 20 كيلوهيرتز تقريباً. ويتم نقل هذه الاهتزازات الميكانيكية من خلال ثلاثة عظمات صغيرة موجودة في تجويف هوائي يقع خلف الطبلة إلى غشاء آخر يغطي فتحة موجودة على جدار القوقعة تسمى النافذة البيضاوية.
إن الاهتزازات الميكانيكية في الغشاء الموجود على النافذة البيضاوية تتحول إلى اهتزازات في السائل الموجود في القوقعة. إن من يجهل قوانين الفيزياء لا بد وأن يستهجن وجود العظمات الثلاث التي تنقل الاهتزازات بين الغشائيين وقد يقترح بسبب جهله أن يتم دمج الغشائيين في غشاء واحد يقوم بتحويل الإهتزازات في الهواء إلى إهتزازات في السائل مباشرة وبذلك يستغنى عن هذه العظمات ويصبح تصميم الأذن أقل تعقيداً. ولكن هذا الجاهل سيكتشف إذا ما تم بناء مكونات الأذن حسب اقتراحه أنها لن تسمع إلا الأصوات البالغة الشدة أي أنها أقرب للصمم منها إلى السمع.
ويعود السبب في ذلك إلى الإختلاف الكبير بين معاوقة الهواء ومعاوقة السائل للموجات الصوتية حيث تبلغ في الهواء 412 كغمم2 ثانية وفي الماء مليون ونصف وهذا يعني أن شدة الصوت الذي ينفذ إلى السائل يقل عن شدة الصوت الساقط على الطبلة بألفي مرة بسبب إنعكاس معظم الموجة الساقطة على الطبلة. ولهذا السبب لا بد من وجود جهاز موائمة يقوم بتحويل الإهتزازات في الهواء إلى إهتزازات في السائل الذي في داخل القوقعة بأعلى كفاءة ممكنه. وهذا الجهاز الذي أبدعه الخالق سبحانه وتعالى هو هذه الأذن الوسطى والتي تتكون من غشاء الطبلة ثم تجويف هوائي يحتوي العظمات الثلاث ثم الغشاء البيضاوي على القوقعة.
إن وجود التجويف الهوائي خلف الطبلة ضروري جداً لها لكي تتمكن الطبلة والعظمات الثلاث من الإهتزاز بكل حرية شريطة أن يكون ضغط الهواء في التجويف نفس ضغط الهواء خارج الطبلة فاختلاف بسيط بينهما يؤدي إلى تقوس الطبلة باتجاه الضغط المنخفض ويمنعها من الإهتزاز. وبما أن ضغط الهواء الخارجي دائم التغير بسبب اعتماده على ارتفاع مكان الشخص عن سطح البحر ودرجة حرارة الجو فمن الضروري أن يتغير ضغط الهواء في التجويف بنفس المقدار.
ويأتي الحل لهذه المشكلة ليؤكد على أن الصانع لو كان غير الله سبحانه وتعالى لما انتبه أبداً إلى هذه المشكلة ناهيك على أن يوجد لها حلاً. فلقد تم حل هذه المشكلة من خلال ما يسمى بقناة أستاكيوس وهي قناة هوائية بقطر عدة ملليمترات وبطول أربعة سنتيمترات تصل بين التجويف الحلقي وتجويف الأذن الوسطى وعادة ما تكون هذه القناة مغلقة ولكنها تفتح عند البلع والتثاؤب فيدخل منها الهواء أو يخرج لكي يتم موازنة ضغط الهواء في الأذن الوسطى مع الضغط الجوي الخارجي.
أما العظمات الثلاث وهي المطرقة والسندان والركاب فإنه قد تم تصميم أشكالها وأبعادها وأوزانها بشكل يبعث على الدهشة لكي تقوم بالمهمة التي صممت من أجلها على أكمل وجه.
إن المهمة الرئيسية لهذه العظمات الثلاث هو نقل الاهتزازات الميكانيكية التي تحدثها الطبلة إلى غشاء النافذة البيضاوية الذي يهتز تبعاً لذلك فيحول الإهتزازات الميكانيكية إلى إهتزازات صوتية في السائل الموجود في القوقعة.
ولو ترك الأمر للبشر لتصميم ناقل لهذه الاهتزازات الميكانيكية بين الغشائيين لاكتفوا في بادئ الأمر بعظمة واحدة يتم تثبيت طرفيها على سطحي الغشائيين ولكنهم سيكتشفون أن هذا الحل سيكون فاشلاً لأنه لا يقوم على أساس علمي. ولقد ذكرنا آنفاً أن هذه العظمات مع الغشائيين قد صممت بحيث تعمل كجهاز موائمة يحول الموجات الصوتية المحمولة بالهواء إلى موجات صوتية تحمل بالسائل بأقل إنعكاس ممكن وذلك بسبب الفرق الكبير بين معاوقتي الوسطين.
ولقد أثبت دراسات العلماء أن جهاز الموائمة هذا لم يقتصر دوره على تقليل إنعكاس الموجات الساقطة على الطبلة بل قام بتضخيم شدة الموجات الصوتية في داخل القوقعة إلى أربعة وأربعين ضعفاً عن شدته في الهواء وذلك عندما تكون قيمة التردد ألف هيرتز. ولقد تم الحصول على هذا التضخيم من خلال آليتين أحدهما تقليل مساحة سطح غشاء النافذة البيضاوية بالنسبة لمساحة غشاء الطبلة إذ يبلغ في الأولى ثلاثة ملليمترات مربعة وفي الثانية 55 ملليمتر مربع.
أما الآلية الثانية فهي من خلال نظام العتلات حيث يعمل السندان كعتلة مضخمة للقوة بين المطرقة المرتبطة بغشاء الطبلة والركاب المرتبط بغشاء النافذة البيضاوية.
ورغم الدراسات الكثيرة التي أجراها العلماء على العظمات الثلاثة لكشف طريقة عملها العجيبة إلا أنهم لا زالوا يجهلون كثيراً من أسرارها وإن آخر ما اكتشفوه عنها أن النموذج الميكانيكي فقط لا يمكن له أن يفسر طريقة عملها عند الترددات المختلفة واكتشفوا أن التجويف التي هي فيه يعمل كدائرة رنين تساعد على حركة العظمات بالشكل المطلوب عند الترددات المختلفة.
ومن الأسرار العجيبة لهذه العظمات أن العضلات التي ترتكز عليها تنقبض عند الأصوات العالية فتقلل من شدة الصوت الذي يصل إلى سائل القوقعة مما يزيد من المدى الديناميكي للأذن. إن العجب من تركيب هذه العظمات وطريقة عملها يتضاءل عندما يفكر الإنسان في طريقة خلقها فمن أي جزء من الجسم قد نمت وهي معلقة في الهواء بين غشاء الطبلة وغشاء النافذة البيضاوية!
أما الأذن الداخلية فتتكون بشكل رئيسي من القوقعة التي هي عضو السمع الرئيسي حيث تقوم بتحويل الموجات الصوتية إلى إشارات عصبية تنقل إلى مكان معالجة الصوت في الدماغ.
وتتكون القوقعة والتي لا يتجاوز حجمها حجم حبة الفاصوليا من أنبوب عظمي مجوف يبلغ طوله 35 ملليمتر وقطره الخارجي يصل لعدة ميللمترات وقد تم لفه بشكل حلزوني بمقدار لفتين ونصف وذلك لأسباب عدة تمكن العلماء من كشف بعضها ولا زالوا يحاولون كشف بقيتها. ومن الميزات الواضحة للشكل الحلزوني هو لكي تحتل القوقعة أقل حيز ممكن داخل الجدار العظمي للجمجمة ولقد اكتشف العلماء حديثاً خاصية عجيبة لهذا الشكل فهو يعمل على تضخيم الأصوات الضعيفة بينما يقوم بتضعيف الأصوات القوية مما أعطى الأذن هذا المدى الديناميكي الهائل.
http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...3522212121.jpgويوجد في داخل الأنبوب العظمي للقوقعة والذي يضيق تدريجياً كلما ابتعد عن قاعدته ثلاث قنوات تقع فوق بعضها البعض وتمتد على طول الأنبوب ويفصل بينها أغشية رقيقة ومرنة. وتتصل القناتين العليا والسفلى ببعضهما عند نهاية الأنبوب ولا يوجد في هاتين القناتين سوى سائل ليمفاوي كثيف.
أما القناة الوسطى الأصغر قطراً فتحتوي على سائل ليمفاوي يختلف في تركيبه عن سائل القناتين الأخريين وكذلك تحتوي على أهم مكونات الأذن وهو الجهاز المسؤول عن تحويل الموجات الصوتية المنتقلة عبر السائل إلى إشارات عصبية تنقل إلى الدماغ وهو جهاز كورتي. ويوجد على سطح القوقعة من جهة الأذن الوسطى فتحتان فتحة بيضاوية تبلغ مساحتها 3.2 ملليمتر مربع وهي مغطاة بغشاء رقيق ومرن وهو يغلق القناة العليا وفتحة دائرية تقع تحت الأولى مباشرة وتبلغ مساحتها 2.5 ملليمتر مربع وهي مغطاة أيضا بغشاء رقيق ومرن وهو يغلق القناة السفلى.
ويثبت على الغشاء البيضاوي عظمة الركاب حيث يهتز هذا الغشاء باهتزاز الركاب وبذلك يحول الاهتزازات الميكانيكية للعظمات الثلاث إلى اهتزازات في السائل الليمفاوي في القناتين العليا والسفلى. وهنا يتجلى إبداع الخالق سبحانه وتعالى في وجود غشاء الفتحة الدائرية حيث أنه في حالة غيابها لا يمكن لغشاء الفتحة البيضاوية أن يهتز بحرية بسبب أن السوائل غير قابلة للانضغاط وبوجودها فإنه يهتز بكل سهولة فعندما يتحرك الغشاء البيضاوي إلى داخل القوقعة يتحرك الغشاء الدائري إلى خارجها ويتحرك السائل بكامله على طول القناتين العليا والسفلى والعكس بالعكس.
ولهذا نجد أن الأشخاص الذين يولدون بدون هذه الفتحة مصابون بالصمم ويحدث هذا أيضاً في حالة أن القناتين العليا والسفلى غير مفتوحتين على بعضهما عند نهاية القوقعة. إن أعقد ما في القوقعة هو الجهاز الذي يقوم بتحويل الموجات الصوتية إلى إشارات كهربائية تنقل عبر الألياف السمعية إلى الدماغ فيقوم http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...8652486596.jpgبمعالجتها.
وعلى الرغم من أن العلماء قد تمكنوا من معرفة تركيب هذا الجهاز إلا أنهم لا زالوا يجهلون كثيراً من تفصيلات الطريقة التي يعمل من خلالها. فجهاز كورتي يقع في القناة الوسطى للقوقعة والمسماة بقناة القوقعة وتصل اهتزازات الموجات الصوتية إليه بطريقة غير مباشرة فعندما يهتز السائل في القناتين العليا والسفلى بسبب اهتزاز الغشاء البيضاوي يبدأ السائل المحيط بجهاز كورتي بالاهتزاز نتيجة لاهتزاز الأغشية الفاصلة بين القنوات الثلاث. ويتكون جهاز كورتي من شريط لحمي يمتد على طول أنبوب القوقعة وهو مغطى بنوعين من الخلايا الشعرية وهي الخلايا الداخلية والخلايا الخارجية فالخلايا الداخلية تتكون من صف واحد فقط يمتد على طول اhttp://www.quran-m.com/firas/ar_phot...6526233232.jpgلشريط ويبلغ عددها 3200 خلية وهي المسؤولة عن التقاط الموجات الصوتية وتحويلها إلى نبضات كهربائية. أما الخلايا الخارجية فتتكون من ثلاثة صفوف تمتد على طول الشريط ويتراوح عددها بين 15 ألف و 20 ألف خلية وهي على العكس من الخلايا الداخلية فإنها لا تلتقط الموجات الصوتية بل تستلم إشارات من الدماغ فتفرز مواد كيميائية تعمل على انقباض أو انبساط الشعيرات فتخفف أو تزيد من الضغط الواقع على الشعيرات الداخلية وذلك لأسباب متعددة تمكن العلماء من معرفة بعضها والتي أوضحها حماية الشعيرات الداخلية العالية الحساسية من التلف في حالة الأصوات العالية وفي هذا يكمن سر المدى الديناميكي الهائل للأذن.
إن نظام التغذية الراجعة التي تستخدمه الأذن هو ما نستخدمه اليوم في المستقبلات الإلكترونية في أنظمة الاتصالات لكي تتمكن من التعامل مع مدى واسع من قيم الإشارات المستقبلة.
ويغطي الخلايا الشعرية شريط بالغ الرقة والمرونة يمتد على طول القوقعة هو ضيق عند بدايته ويتسع تدريجياً كلما تقدم إلى نهايته حتى يصبح عرضه عند النهاية عشرة أضعاف عرضه عند البداية. إن أحد جانبي الشريط مثبت على طوله بجدار القوقعة بينما يترك الجانب الآخر ليتحرك بكل حرية مع الإهتزازات التي تحدثها الموجات الصوتية فيحفز بحركته الخلايا الشعرية الداخلية.
إن أبعاد هذا الشريط هي المفتاح الذي أدى إلى فهم الطريقة التي يعمل بها جهاز كورتي فالأغشية المرنة تهتز بأكبر ما يكون عندما تكون أبعادها مقاربة لطول الموجات الساقطة عليها. فهذا الشريط أضيق ما يكون عند بدايته ولذا فهو يهتز فقط عند الترددات العالية القريبة من 20 كيلوهيرتز وكلما زاد عرضه http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...5335365659.jpgكلما اهتز عند الترددات الأقل ثم الأقل حتى يصل إلى أكبر عرض له عند نهايته فيهتز عند الترددات المنخفضة جداً القريبة من 20 هيرتز.
وعلى هذا فإن كل خلية شعرية داخلية تقع تحت هذا الشريط ستستجيب لنطاق محدد من الترددات المسموعة والتي تمتد من 20 هيرتز إلى 20 كيلوهيرتز. إن نسبة أعلى تردد إلى أقل تردد يمكن أن تلتقطه الأذن يساوي ألف ضعف ومثل هذه النسبة لا يمكن الحصول عليها في الأجهزة الصناعية المستخدمة في التقاط الموجات المختلفة.
ومما تتفرد به الأذن على غيرها من الأجهزة الحديثة هي قدرتها على التمييز بين الترددات المختلفة حيث تصل إلى 3 هيرتز في نطاقها العالي الحساسية. إن كل ما شرحناه من تعقيد في تركيب مكونات الأذن في أقسامها المختلفة لا يكاد يذكر مع التعقيد الموجود في الخلايا الشعرية والطريقة التي تعمل من خلالها لتحويل الاهتزازات الميكانيكية إلى نبضات كهربائية ترسل من خلال الألياف السمعية إلى الدماغ.
ولقد تمكن العلماء من كشف كثير من أسرار التفاعلات الكيميائية التي تجري في داخل هذه الخلايا الشعرية ولا سبيل لشرحها إلا من قبل مختص في هذا المجال. إن كل خلية شعرية داخلية محاطة بما يقرب من عشرة ألياف عصبية فعندما تتحرك شعرة الخلية تقوم الخلية بإفراز مواد كيميائية تنتقل إلى هذه الألياف العصبية والتي تقوم بتوليد نبضات كهربائية تنقلها إلى الدماغ.
http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...6529363636.jpgوتخرج هذه الألياف العصبية المرتبطة بالخلايا الشعرية الداخلية وكذلك الخارجية من القوقعة لتلتف مع بعضها لتكون جديلة العصب السمعي والتي تمتد حتى تصل إلى منطقة الدماغ التي يتم فيها معالجة الإشارات العصبية الحاملة للأصوات.
ويتضح لنا هنا ميزة أخرى للشكل الحلزوني للقوقعة حيث لو أنها بقيت على شكل أنبوب لاحتلت الألياف العصبية حيزاً كبيراً في الجمجمة قبل أن يتم لفها في ضفيرة واحدة. إن الأذن بما فيها من مكونات بالغة التعقيد ما هي إلا جهاز طرفي يقوم بتحويل الموجات الصوتية المنتشرة في الهواء إلى إشارات عصبية محمولة بالألياف العصبية تحدد الترددات المختلفة التي يحتويها الصوت وكذلك شدة كل تردد منها. أما المهمة الأصعب في نظام السمع والذي لا زال العلماء يجهلون كثيراً من أسرارها فهي في الكيفية التي تعمل بها الخلايا العصبية في الدماغ على هذه الإشارات لتعطي الإنسان نعمة الإحساس بالصوت والتي قل من الناس من يشكر من أبدعها سبحانه وتعالى لقوله عز من قائل: "وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ " [المؤمنون : 78] .
إن أقل شدة ضغط للموجات الصوتية يمكن أن تلتقطها الأذن السليمة والتي تسمى بحساسية الأذن تبلغ 20 ميكروباسكال والباسكال هو وحدة الضغط الأساسية وهو الضغط الناتج عن تسليط قوة مقدارها نيوتن واحد على مساحة مقدارها متر مربع. أما أشد ضغط يمكن أن تتحمله الأذن دون أن يصيبها خلل فهو 20 باسكال أي بما يزيد عن مليون مرة عن أقل ضغط وهذه نسبة بالغة العلو لا يمكن أن يحصل عليها لولا أن الذي صممها هو الذي أحاط علمه بكل شيء سبحانه وتعالى.
فبهذا المدى الديناميكي البالغ العلو يمكن للأذن أن تسمع أصوات بالغة الخفوت كحفيف الأوراق وطنين الحشرات وأصوات بالغة الضجيج كدوي المدافع وهدير الطائرات دون أن تتأذى. ويعود الفضل في هذه الحساسية العالية للأذن إلى الحساسية العالية للخلايا الشعرية الداخلية فهي قادرة على إلتقاط الأصوات الخافتة رغم أنها مدفونة داخل طبقات متعددة من الأغشية ولا يصلها الصوت إلا بعد مروره على عدد كبير من المكونات كطبلة الأذن والعظمات الثلاثة والغشاء البيضاوي والأغشية الفاصلة بين قنوات القوقعة.
وبسبب الحساسية العالية للخلايا الشعرية فإنها معرضة للموت إذا ما تعرضت لأصوات تزيد شدتها عن 20 باسكال أو لأصوات أقل شدة ولكن لفترات طويلة ولذا فعلى الإنسان أن يتجنب التعرض لهذه الأصوات حيث أن الخلية التي تموت لا يمكن أن تستبدل مع العلم أن عددها يزيد قليلا عن ثلاثة آلاف خلية.
ويوجد في الأذن الداخلية إلى جانب القوقعة جهاز آخر بالغ الأهمية يقوم بوظيفة أساسية ومهمة في نظام حفظ اتزان جسم الإنسان وتحديد اتجاه وسرعة حركته فبدونه لا يمكن للإنسان أن يحافظ على اتزان جسمه سواء أكان جالساً أو واقفاً أو ماشياً أو راكضاً أو غير ذلك من الأوضاع التي يتخذها الجسم. وكذلك يقوم بوظيفة أخرى بالغة الأهمية وهي إبقاء العينين موجهتان نحو ما تنظران إليه وعدم تشويش الصور الملتقطة في حالة تحرك الرأس.
وعلى الرغم من أن جهاز الإتزان هذا لا علاقة له بالسمع إلا أن وجوده بجانب القوقعة يدل على مدى علم من وضعه بجانبه سبحانه وتعالى. فمبدأ عمل جهاز الإتزان هو نفس مبدأ عمل القوقعة تماماً ويستخدم نفس الآليات التي تستخدمها وخاصة الخلايا الشعرية الحساسة لأي حركة في السائل المغموسة فيه.
يتركب الجهاز من ثلاث قنوات عظمية مجوفة لها شكل شبه دائري ولذلك يطلق عليها القنوات شبه الدائرية أو القنوات الهلالية ومن تجويفين متجاورين بينهما فتحة وأحدهما أكبر قليلاً من الأخر.
إن القنوات الثلاث والتجويفين مفتوحة على بعضها البعض وهي مفتوحة أيضاً على القناة الوسطى في القوقعة وهي مملوءة بسائل ليمفاوي. ويوجد في هذا الجهاز خمسة حساسات للحركة ثلاثة منها موجودة في القنوات الهلالية مثبتة عند أطرافها والآخران موجودان في التجويفان.
فحساسات القنوات الهلالية مسؤولة عن الإحساس بالحركة الدورانية حول المحاور الثلاث للفضاء ولذلك نجد أن هذه القنوات موضوعة في ثلاث مستويات متعامدة على بعضها البعض تقريباً. فعندما يحرك الإنسان رأسه حول المحور الرأسي فإن السائل الذي في القناة الأفقية سيتحرك فقط ويضغط على الحساس الذي في نهايتها فيرسل إشاراته إلى الدماغ وهكذا الحال عند تحريك الرأس حول بقية المحاور.
أما الحساسان الموجودان في التجاويف فهي مسؤولة عن الإحساس بالحركة الخطية للرأس والجسم وقد تم تثبيت الحساسين بحيث يكون أحدهما في المستوى الأفقي تقريباً والآخر في المستوى الرأسي وذلك لتحديد اتجاه الحركة في مختلف الإتجاهات. ويتكون حساس الحركة الدورانية من طبقة من الخلايا الشعرية مغطاة بطبقة من مادة جلاتينية على شكل حلمة رضاعة الأطفال.
وعندما يتحرك السائل في القنوات الهلالية نتيجة لحركة الرأس الدورانية فإنه يحرك الحلمة فيستثير الخلايا الشهرية فيرسل إشارات كهربائية يعتمد ترددها على سرعة الدوران في الاتجاه المعني. أما حساس الحركة الخطية فيتكون من طبقة من الخلايا الشعرية مغطاة بطبقة من مادة جلاتينية يكسوها طبقة من بلورات كربونات الكالسيوم الصلبة.
وعندما يتحرك الرأس بشكل خطي في أي اتجاه فإن الطبقة البلورية الثقيلة نسبياً تقاوم الحركة بسبب تثاقلها أو ما يسمى بقصورها الذاتي فتضغط على الطبقة الجلاتينية فتستثير الخلايا الشعرية وترسل بإشاراتها إلى الدماغ.
وكما هو واضح من الصور فإن الخلايا الشعرية لكل حساس من الحساسات الخمسة ترتبط بألياف عصبية تجتمع مع بعضها في ضفيرة واحدة تذهب إلى منطقة الدماغ المسؤولة عن الإتزان لتعالج هذه الإشارات مع بقية الإشارات القادمة من مختلف أنحاء جسم الإنسان ومن ثم تقوم بإرسال إشارات إلى مختلف عضلات جسم الإنسان لتحفظ للجسم توازنه في جميع أوضاعه.
للتواصل مع الكاتب:
لمزيد من المقالات للكاتب:
المراجع
1- القرآن الكريم
2- مواقع متفرقة على الإنترنت

القلب الحزين 15-11-2013 07:58 PM

رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
 
لفتات حول اللغة الربانية التي كتبت بها المعلومات الوراثية

د نصر الله ابو طالب
رسم يوضح تركيب القواعد الكيميائية الأربعة في جزيء ال DNA
استشاري أول بأمراض وزراعة الكلى
باحث في قضايا الكتاب المقدس وتاريخ اليهود
هاهنا استعرض مع القارئ بعض سمات المجلد الكبير الصغير الذي احتوى على خصائصنا الوراثية.. كبير إذ نحتاج الى ما يزيد على احد عشرة سنة لقراءة صفحاته المحتويه على ثلاثة بليون حرف هذا اذا قراءناه بسرعة عشرة أحرف بالثانية.. وهو مجلد صغير قد تضاءل حتى استحالت رؤيته.. كثيرة هي طبعاته، ففي كل مخلوق منه طبعة، ومن كل طبعة جاءت نسخ لاتحصى تعجز لغة الأرقام عن عدها، حتى احتوت كل خلية من خلايا الجسم منه – عدا الكريات الحمراء- على نسخة.. طبعاتهُ على كثرتها التي لا يحصيها الا خالقها مميزةُ لا تتكرر (إلا بالتوائم المتناظرة)! ومع هذا التنوع لا تختلف أي طبعة عن الأخرى بين أي فردين من الجنس البشري بغض النظر عن لونهما وأصلهما البشري الا في 0,1% أوفي حرف من كل ألف حرف.. وكفى بذلك الاختلاف الطفيف أن يكون مسئولا عن كل الفوارق الخلقية (فسيولوجية أو مرضية) بين كل أبناء آدم.. وأن يُثبت في نفس الوقت للبيض والسود أنهم جميعاً أبناء أب واحد ولا فرق.. كتبت المادة الوراثية (يُرمز لها بحض DNA) مثنى مثنى.. نسختان متقابلتان لكل فقرة (نسميها عاملاً أو جيناً وراثياً) من فقراتها، واحدة من الأب والأخرى من الأم.. وكل المادة الوراثية موزعة على 23 زوجاً متشابها من المجموعات المتقابلة نسمي كل فرد منها كروموسوما.. ورثنا http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...4564698989.jpg23 كروموسوما منها من كل واحد من أبوينا.. الحروف المستعملة هي أربع "قواعد" كيميائية رُمز لها الباحثون بالاحرف A C T Gالتي هي
يتكون حمض DNA من سلسلتين متقابلتين من القواعد الأربع تنفكان عند نشاط الحمض لصناعة البروتين أو لطبع نسخ جديدة من الحمض نفسه
مختصر لأسماء القواعد الأربع أدينين Adenine ب(A)، وجوانين Guanineب (G)، وثيامين Thymine ب(T)، وسيتوسين Cytosineب (C) تشترك كل ثلاثة منها (فكأنها أحرف) في كتابة كلمة.. فكلّ كلمات الكتاب أربعة وستون كلمة فقط.. كل كلمة ترمز لحمض أميني أو لأحد الأوامر الأساسية المتعلقة بنسخ المادة الوراثية أو طبعها.. و تنتظم الكلمات بالمئات الى الآلاف أو الملايين في كل فقرة (جين) من فقرات الكتاب الكثيرة التي لا نعرف لأكثرها وظيفة.. تنتظم في سلاسل طويلة من المادة الوراثية التي يرمز لها بحمض DNA لو تخيلتها قد فـُردت خيطاً رفيعا من الكتان لبلغ طوله ذلك الخيط مصنوعاُ من كل خلية 100 كم!
لمّا كانت البروتينات (وهي سلاسل مختلفة الترتيب من الأحماض الأمينية) هي أساس بناء أجسام الأحياء وأساس تنظيم عملها وتنظيم بقية مواد
الجسم الأخرى من الدهون والأملاح فإنّ المادة الوراثية
حُصرت في تشفير البروتينات، سواء منها البروتينات
المستخدمة في البناء أو تلك المستخدمة في تنظيم التفاعلات
الكيميائية بالجسم. وعلى هذا جاءت الأحماض الامينية ممثلة بالكلمات الثلاثية الأحرف، واصبح ترتيب كلمات المادة الوراثية مُحدِدا لترتيب الأحماض الأمينية ونوعية البروتين الذي سيتم تصنيعه من تلك الفقرة (الجين)..
وتحتوي المادة الوراثية بالانسان على ضخامتها على حوالي ثلاثين ألف عامل (جين) وراثي فقط.. مسئولة عن صنع ما يزيد على المائة ألف نوع من البروتينات.. فيصنع كل جين عددا من البروتينات.. ويتم تعدد البروتينات الناتجة عن طبع كل جين (فقرة من الـ DNA) عن طريق اختزال أجزاء من النسخة المطبوعة mRNA عنه والتي تم نقلها الى خارج نواة الخلية حيث تتم صناعة البروتينات.. وتسمى فواصل الجينات التي لا تترجم الى أحماض أمينية بالانتوناتIntrons ، بينما تسمى الفواصل التي تترجم الى احماض أمينية ولو في أحد البروتينات الناشئة عن الجين بالاكونات Exons.
ويشارك في تنظيم عملية ترجمة الجينات الى بروتينات عدد ضخم من الجينات والبروتينات الناشئة عنها.. يتم من خلال ذلك تمييز الخلايا والأنسجة المختلفة وتحديد اختصاصاتها الوظيفية بشكل آني دقيق..
تركيب الجين حيث يبدأ وينتهي بقطع تنظم عمل الجين، وياتي بعدها القطعة المسئولة عن بدء ترجمة الجين أو طبعه Promoter وتتخلل الجين قطع منظمة اضافة الى الاكسونات والانترونات. الرسم عن موقع Student Consult
هذه مقدمة مبسطة جداً عن كم هائل من المعلومات التي توفرت للباحثين، والتي هي مع ذلك ما زالت قاصرة جدا عن السماح باستيعاب بناء وعمل المادة الوراثية.. ولا مجال للحديث هنا عما عرف التفاصيل العلمية الدقيقة لتركيب المادة الوراثية وكيفية عملها، والذي يعنيني هنا هو التذكير بأنّ هذا خلق متقن دقيق ومحبوك.. ولا يكاد يستطيع الباحث لملمة شئ من الأدلة الوفيرة التي لا تحصر على كمال الخلق ودقة الصنع.. وذلك لا يتنافى مع خلق الاتسان ضعيفا.. فضعفه أمرٌ مقصود في حد ذاته.. لا يحدث كظواهر سلبية، بل تحكم هذا الضعف وترتب له جينات وراثية وسلسلة هائلة من العمليات الدقيقة الهادفة.. إنه الإحكام وDNA صرحه الأساسي.. فليس هنالك مكان للحديث عن نواقص أو عيوب بلغة الخلق المتمثلة أمامنا في حمضDNA .. بل هي الحكمة البالغة في ايجاد هذا الخلق يتعاقب على الأرض في دورة الموت والحياة ليعقبها الحساب والجزاء..
ومن هنا فلا يصح أن يتبادر لذهن القارئ أننا نتحدث عن مواضع ضعف بلغة الوراثة، وأين النقص منها وقد أتقن الله كل خلقه وهدى.. وانما استعرض ظواهر وخواطر متعلقة بها..
يتم لف سلسلتي حمض DNA بطريقة معجزة بحيث ينتهي طوله الفعلي من عدة أمتار الى أجزاء ضئيلة من الميكرون الذي واحد من المليون من المتر، ومع هذا يتم الوصول الى أي جزء منه آنياً رغم تعقيد اللفة وطولها وارتباط عملها بعدد ضخم من الجينات المرتبطة وظيفيا أو المنظمة الصورة مأخوذة من كتاب
Textbook of Genetics 3E by Jorde et al
منزلة من موقع Student Consult
http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1239145520656.jpg
فمن هذه الظواهر:
- من المحير للباحثين أن معظم المادة الوراثية تبدو وكأنّها عاطلة عن العمل، ولايساهم من المادة الوراثية كجينات وراثية أو جينات منظمة لعمل المادة الوراثية سوى نسبة لا تصل الى خمسة بالمائة من مجموع المادة الوراثية..
فعجيب هو سر تلك الفقرات الطويلة الهائلة من المادة الوراثية التي لا يعرف لوجودها تعليل ولا وظيفة حتى تجرأ بع الباحثين بتسميتها بالسكراب والصحارئ والخرابات.. ويعلم العقلاء منهم والمؤمنون بأنّ لها حكمة خفية نجهلها,,
هنالك أيضا عدد من الظواهر البارزة ، منها:
- ظاهرة غياب التصنيف: لو أنّ أحدنا أراد أن يؤلف كتابا عن أي موضوع لصنف ما يكتب الى فصول يجمع الى كل فصل جوانبه المشتركة (كالجينات) وظيفيا أو على الأقل المتقاربة تركيبا.. كل ذلك ليسهل على القارئ البشري لملمة الموضوع والاحاطة النسبيه به.. لكنّ اللغة الربانية التي سُطرت بها المادة الوراثية لم تُـنظم على هذا الأساس.. والأمثلة لا تكاد أن تحصر هاهنا.. فجزئ الليف الرابع (الكولاجين الرابع) يتكون من ستة جزيئات، كل منها يصنعه جين وراثي هو أبعد ما يكون موقعاً عن الآخر.. المسافات التي بينها تعتبر بحق هائلة عندما تقاس بقياسات ذلك العالم المتناهي في الدقة.. وحتى يستوعب القارئ ذلك أذكر له تشبيه الباحثين لعملية العثور على جين بعملية اكتشاف موقع كورة قدم مخفية في أحد الطوابق الأرضية في عمارة ما بالولايات المتحدة الأمريكية.. وعلى القارئ أن يتخيل أن أحدنا لا يستطيع أن يحافظ على لفة خيط من عدة أمتار يفتحها ويلفها، إذ سرعان ما "تتشعبط" عليه، فكيف بمائة كم من خيط الخياطة الرفيع تلف وتفك ملايين المرات باليوم ضمن نواة الخلية التي لن يزيد حجمها عن دولاب صغير.. وتتناغم فقرات منه متباعدة في عمل مشترك يصل في بعض البروتينات كبروتينات الهموجلوبين الى طبع عشرات الترليونات أو آلاف البلايين من الجزيئات البروتينية بالثانية الواحدة.. أعظم أيها القارئ بملك الله وقدرته!
رسم يوضح تركيب القواعد الكيميائية في جزيء ال DNA
فما الذي إذاً يجعل هذه الجينات المتخصصة في بناء جزئ بروتيني محدد أن تتداعى آنياً من مواقعها المتباعدة من كروموسومات مختلفة لصناعة ذلك الجزيء البروتيني.. وكيف يتم استيعاب الأعداد الهائلة من المجموعات المتشتتة من الجينات استيعابها زماناً ومكانا لتنطلق فريقا واحدا متآزرا..
إنّ التصنيف والتبويب أساس في كل انشاءات البشر لمساعدة العقول البشرية على الألمام والأستيعاب وتجنب أخطاء السهو والنسيان.. لكن الخالق أغنى مَن يكون عن التذكير أو الحاجة الى وسائلة بما فيها من تصنيف أو تبويب.. وللخالق في توزيع المادة الوراثية على ما هي عليه حكمةٌ لا شك في وجودها وإن جهلها البشر وعجزوا عن اكتشافها..
ويجد القارئ للقرآن الكريم عرضاً لقضايا عديدة في مواضع متعددة من المصحف.. في كل موضع به طرح متجدد بلون أو تفصيل اضافي.. تتجدد فيه روح القارئ ووجدانه اثناء التلاوة، فالهدف ليس حشواً لمعلومات بل تربية لوجدان وروح وقلب.. لم يتم في عرض قضاياه كآيات الجهاد أو الأحكام مثلا الحرص على جمعها الى مواضع واحدة من المصحف، بل توزعت آيات الكتاب في مجموعات جميلة (السور) مؤثرة، لكل واحدة حلاوة تميزها، تحكم توزيعها عواملُ لا نعلمها يبدو من بينها وحدة النسق والنظم والموضوع أحيانا..
- ظاهرة وحدة اللغة والخلق والخالق: وهي متجلية بشكل بارز في أن هذه القواعد بنفس شفرتها موجودة في كل الكائنات الحية نباتية وحيوانية، وإن كانت الشفرة المستخدمة في جسيمات الكائنات بما فيها الانسان مختلفة بعض الشئ.. والأكثر من ذلك أن معظم هذه الجينات مشتركة بين المخلوقات المختلفة بنسب متفاوتة.. وفي ذلك دلالة بينة على وحدة الصانع والمدبر.. ولو شاء الله لأنشاء بكل كائن شفرة، ولجعل الجينات تختلف بين مخلوقاته حتى عند قيامها بنفس المهمة..
هذا المقال هو عرض لمجرد خواطر مبدئية بنيت على معلومات عامة عن المادة الوراثية، ولم يكن بها محاولة قراءة مباشرة لتسلسل القواعد وترتيباتها ضمن الجينات أو ضمن السلسلة الوراثية عامة وأرجعوا أن تجد بين علماء الوراثة المسلمين من يبني عليه محاولات قراءة ايمانية لقواعد المادة الوراثية والجينات التي تشكلها لعلنا نطلع على آفاق وآيات ربانية جديدة ونفهم به ظواهر الشبه بآيات الكتاب الحكيم.
نرجو إرسال تعليقاتكم على المقالة على الإيميل التالي:
د نصر الله ابو طالب


الساعة الآن : 06:19 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 131.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 130.94 كيلو بايت... تم توفير 0.50 كيلو بايت...بمعدل (0.38%)]