ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=115)
-   -   صديقي غير مسلم كيف أدعوه إلى الإسلام ؟ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=85417)

الفراشة المتألقة 23-10-2009 07:13 PM

صديقي غير مسلم كيف أدعوه إلى الإسلام ؟
 
السلام عليكم، إخوانى الكرام: لدي صديق غير مسلم وأود أن أدعوه إلى أن يتعرف على الدين الإسلامي، ومن ثَم -إن شاء الله- يسلم. أود أن تخبروني عن الطريقة السليمة إلى ذلك مع جزيل الشكر

أخي الكريم، بارك الله فيك، وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.
نقدم لك إجابة فضيلة الشيخ عبد المجيد صبح :

كيف ندعو غير المسلم؟

أولا: كلما كان الداعي إلى أي فكرة يتمثلها عملا وسلوكا يكون ذا أثر، والدعوة إلى الإسلام بالذات، باعتباره ديناً له منهج عملي ولا فصل بين الاعتقاد والعمل –أشد حاجة إلى تطبيق هذا المبدأ– فكلما كان المسلم ملتزما في نفسه ، ومع غيره من الناس عامة بأخلاق الإسلام العملية كان دعوة إلى الإسلام من غير كلام".

وهو قولٌ حقٌّ ولا شك، تريد أن تجعل الناس مسلمين مثلك؟ ابدأ بنفسك، واستمع إلى عبد الواحد بن زياد يقول: "ما بلغ الحسن البصري كما يقول إلى ما بلغ إلا لكونه إذا أمر الناس بشيء يكون أسبقهم إليه، وإذا نهاهم عن شيء يكون أبعدهم عنه"، وتذكَّر كيف فتح المسلمون التجارُ بلاد الدنيا بأخلاقهم وحسن تعاملهم.

ثاني مبادئ الدعوة: ما وصفه الشيخ عبد المجيد يقوله: "ثانياً: من أين تبدأ دعوة غير المسلم؟ الحقيقة النفسية والواقع التجريبي يجيبان بأن البدء من العقيدة، وتتركز العقيدة في ثلاث نقاط: الله الواحد، التيقن بلقائه، العمل على منهاجه. ثم بيان منهج الإسلام في معاملات الناس عامة وأهل الأديان الأخرى خاصة، والحذر كل الحذر من إجراء موازنة تنتقص من دين الآخرين".
وهذا هو المنهج الرباني ولا شك، فأول دعوة الرسل كانت عبادة الله وحده: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ"، وهكذا فعل الرسل عليهم السلام: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ"، "وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ"، "وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"، "وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".

النقطة الثانية: التيقن من لقائه سبحانه: "وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ"، وامتدح المؤمنين بقوله: "الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"، "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ".

النقطة الثالثة: العمل على منهاجه: "قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"، "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا".

والقضية الهامة جداً التي طالما يغفلها الدعاة هي ما ذكره الشيخ عبد المجيد: "والحذر كل الحذر من إجراء موازنة تنتقص من دين الآخرين"، وهذا تصديقٌ لقوله تعالى: "وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".

فيا أخي الكريم، آمن أنت بفكرتك أولاً، والتزم بها حتى يكون ظاهرك كباطنك، واقتدِ بسلفك الصالح تكن دعوتك العملية أهم وأكثر تأثيراً من الشخصية، وكما يقول المثل الإنجليزي: "Actions speak louder than words" "الأفعال تتحدث أعلى من الأقوال"، وأول هذه الأفعال – يرحمك الله- المعاملة الشخصية الطيبة، اسأله دائماً عن نفسه وأهله، تفقَّد أحواله، قدِّم له الخدمات تطوُّعاً،..إلخ، باختصار: تعامل معه بالمبدأ الإسلامي الذي يكرم الإنسان في الدنيا ويحفظ كرامته أيُّا كانت عقيدته، وإياك ثم إياك أن تتغير علاقتك به أو أن تشعره بشيءٍ من الفتور والملل، إن لم يستجبْ هو لك، لأننا في أحيان كثيرة نتصرف دون أن نشعر بدافعٍ مما في قلوبنا نحو من نتعامل معه، فإذا لم نجد استجابةً من الطرف الآخر نبدأ لا شعورياً في إهماله وعدم الحرص عليه وعلى علاقتنا به، فانتبه لذلك أكرمك الله.

ركز مع صديقك على المعاني العامة لوجودنا في الحياة، لماذا خلقنا الله؟ ما الهدف الذي من أجله خُلِقنا؟ وألمِحْ من طرفٍ خفيٍّ إلى مبادئ الإسلام في هذا المجال، ولكن احذر من التصريح بذلك حتى لا تجعل بينك وبينه ساتراً، إلا إذا طلب هو منك ذلك، فعندها قل له، ولكن انتبه أيضاً إلى ألا يتحول ذلك إلى ممارسة صريحة واضحة للدعوة للإسلام معه، فالمسألة ليست بتلك البساطة: أن يغير إنسانٌ ديناً وعقيدةً نشأ عليها، وأهله جميعاً ينتمون إليها.

احذر أخي الكريم من التطاول على ما يعتقده صديقك، حتى وإن فعل هو ذلك، فلا تفعل أنت، حتى لا تفتح للشيطان باباً في نفسه كي يوسوس له: "انظر كيف يستهزئ بدينك؟ لماذا تتركه يفعل ذلك؟ هو يتعمد إهانتك بذلك" وهكذا، ومن ناحيةٍ أخرى حتى لا تجعله يسبَّ الله تعصُّباً لدينه وحَمِيًّة له.

كل ما نطلبه: بعضاً من الحصافة والكياسة، قدراً من الحكمة والذكاء، والمعاملة الشخصية الطيبة، والله معك، وأسأله أن يثيبك ثواب حديث علي كرم الله وجهه: "لأن يهدي الله بك رجلاً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمُر النَّعَم" رواه البخاري، وفي رواية الحاكم: "خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس".

لوووووون الجوري 23-10-2009 07:31 PM

رد: صديقي غير مسلم كيف أدعوه إلى الإسلام ؟
 
موضوع شيق بارك الله فيك أختي الكريمة
وبارك الله في الشيخ وفي علمه وجعله في ميزان حسناتكم

@أبو الوليد@ 23-10-2009 08:44 PM

رد: صديقي غير مسلم كيف أدعوه إلى الإسلام ؟
 
جزاكي الله أختي الكريمة على نقلك لكلام الشيخ الداعية حفظه الله


الساعة الآن : 01:17 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.61 كيلو بايت... تم توفير 0.18 كيلو بايت...بمعدل (1.65%)]