أنت تريد وأنا أريد و الله يفعل ما يريد

جرت بين الناس المقولة التالية : ( أنت تريد وأنا أريد و الله يفعل ما يريد )
وبعد التقصي لأصل هذه المقولة أو الحكمة الدارجة بينهم اتضح أن أصلها هو حديث قدسي أحببت أن أذكره لكم وهو :
(( عبدي أنت تريد وأنا أريد و لا يكون إلا ما أريد فإن سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد و إن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ولا يكون إلا ما أريد ))

وملخص الكلام لهذا الحديث بأن على الإنسان دائماً الاقتناع التام بما كتبت له في حياته من أقدار و أحداث وشكر الله عليها ولكن مع عدم التواكل كلياً في الطلب من الله بل التوكل على الله تعالى مع الأخذ بالأسباب في أمور حياته فإن اقتنع العبد بما كتب عليه من رزق في حياته وشكر ربه زاده الله من نعيمه جزاءً على شكره وإن لم يقتنع هذا العبد وسخط على حياته قتر الله عليه في رزقه وأمره عقاباً له

مراقبتنا الغالية بحثت فوجدت هذا الرد بخصوص هذا الحديث
السؤال

ما صحة قول الله : يا عبدي أنت تريد وأنا أريد ولا يكون إلا ما أريد فإن سلمتني في ما أريد كفيتك في ما تريد ؟

الفتوى


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على هذا الأثر مسندا, ولكن ذكره الغزالي في الإحياء بصيغة تمريض فقال : ويروى أن الله تعالى أوحى إلى دواد عليه السلام: يا داود إنك تريد وأريد, وإنما يكون ما أريد, فإن سلمت لما أريد كفيتك ما تريد, وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد, ثم لا يكون إلا ما أريد . وكذا ذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول .
ومن المعلوم أنه لا يقع شيء في الكون إلا وفق مشيئة الله تعالى وإرادته بما في ذلك أفعال العباد ، قال الله تعالى : وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ {الإنسان: 30 } .
والله أعلم .