رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
معنى الإسلام ما هو الإسلام؟ الإسلام: أن تسلم وجهك وقلبك لله، فلا تلتفت إلا إليه، ولا تأمل إلا فيه، ولا ترجو إلا إياه، ولا تطرح بين يدي مخلوق وإنما بين يديه سبحانه، فكلك لله، وعندئذ تكون أنت المسلم الحق! كيف يكون العبد كله لله؟ إي نعم! يجامع امرأته لله، يطعم دابته من أجل الله، يطلق امرأته من أجل الله، كل عمله لله، لأننا عبيده، موقوفون عليه، فأنت تطلق ظلماً وعدواناً وأنت فاسق وفاجر وحرام عليك أن تؤذي أمة الله، لكن إذا ارتكبت ما يستوجب الطلاق طلقت، وعرفت أنها لا تسعد إلا بطلاقها؛ طلقها، فطلاقك هذا عبادة تعبدت الله تعالى بها.وعندنا آية من ستة آلاف آية ومائتين، وهي آية الوقفية على الله، لتعرف أنك وقف على الله، فكل غلالك ودخلك لله عز وجل، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163].لو نادى الآن مناد: من يسلم؟ فكل واحد يريد أن يكون أول من يقول: أنا أسلمت لله، فهل عرفتم أننا وقف لله أم لا؟!لما تزرع ازرع لله، ولما تحصد احصد من أجل الله، ولما تأكل الخبز واللحم كل من أجل الله؛ لأنك أنت عبد الله.ورضي الله عن أبي هريرة السدوسي اليمني إذ قال: إني أحتسب نومتي وقومتي لله.أي: أنام من أجل الله، وأستيقظ من أجل الله فضلاً عن باقي حياتي، فالنوم واليقظة لله عز وجل، يريد أن ينام حتى يقوم آخر الليل أو يشهد صلاة الجماعة، فينام لله، ولما يستيقظ يستيقظ لله ليجيب منادي الله يناديني أن حي على الصلاة. هل عرف المسلمون هذا؟ ما عرفوا.كيف يعرفونه؟ من أين يأتيهم وقد هجروا مصدر العلم والمعرفة؟ من أين يأتيهم وقد تركوا آيات الله وأبعدوا رسول الله؟ ما دام هذا حالهم فلا بد وأن يقع هذا الظلام.إذاً: ينبغي أن لا ننسى: وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ [آل عمران:101] فلا يفارقنا كلام الله أبداً، يتلى علينا يومياً، ورسول الله لا يفارقنا، وإن فارقنا بذاته فهو لا يفارقنا بأنوار هدايته، نأكل كما يأكل، نلبس كما يلبس، نشرب كما يشرب، نجاهد كما يجاهد.. كل حياتنا مستمدة من تلك الأنوار المحمدية؛ وبذلك تكون العصمة، أما أن نهجر الكتاب والسنة ونريد أن نبقى مؤمنين فهذا ليس بمعقول. يقول الله: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19] فمن أراد أن يعبد الله فليعبده بشرائع الإسلام، بها يدين لله ويذل ويخضع، يفعل الأمر، ويترك النهي خوفاً من الله عز وجل، وحباً فيه، وشوقاً إلى لقائه.ومن يعبد الله بدون الإسلام بأية عبادة أو بدعة فوالله إنه لفي ضلال. قواعد الإسلام التي بني عليها هل تعرفون أن الإسلام مبني على قواعد أم لا؟ الجواب: نعم قواعد الإسلام خمس، علمنا إياها جبريل سيد الملائكة، السفير بين الله وبين رسله. من جبريل هذا؟ وما هي الصورة التي تجلى فيها لرسولنا؟.أولاً: دخل عليه في غار حراء -غار حراء موجود في جبال مكة- والرسول منقطع يتبتل إلى ربه وقد توخمت البلاد واتخمت بالباطل والكفر والشرك، فمل النظر إليهم والجلوس معهم، فأخذ ينقطع الشهر والشهرين في ذلك الغار، ففاجأه جبريل في صورة عظيمة وأول نور بدأ في كلمة: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق:1].وقد أخبرتنا بذلك خديجة رضي الله عنها كما أخبرها صلى الله عليه وسلم، لما عاد ترجف بوادره قال: ( أجلسني بين يديه، وقال: محمد! اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ ) يعني: لا أعرف القراءة، ماذا أقرأ. قال: ( فيضمني أو يغطني ثم يرسلني ويقول: اقرأ، أقول: ما أنا بقارئ، ثلاث مرات يضمني إلى صدره كما تضم الأم الحنون الرءوم طفلها؛ لينشرح صدره ويتسع لما يلقى إليه، ثم قال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق:1-5] وفارقه ) .فجأة وهو في جياد -المستشفى المعروف باسم: مستشفى جياد- جنوب المسجد الحرام، وإذا به يناديه: يا محمد! أنا جبريل وأنت رسول الله! ينظر وإذا بجبريل قد سد الأفق كله، إذ له ستمائة جناح، فلا إله إلا الله، ستمائة جناح؟ نعم، وهل للملائكة أجنحة؟ إي نعم، أخبر خالقهم بذلك: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ [فاطر:1] فجبريل ذو ستمائة جناح. ثانياً: في أمسية والرسول صلى الله عليه وسلم جالس وأمامه أصحابه يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، وإذا بجبريل يدخل في صورة دحية بن خليفة الكلبي ، وكان من أجمل الأنصار ويشق الحلقة، ويجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسة من لم يجلسها بين يدي عالم لن يتعلم!جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع يديه على فخذيه، ليتلقى بجامع قواه، عجب! ثم قال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بإلهام بوحي من الله: ( الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت الحرام إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقت! ) فعجب الأصحاب. قالوا: ( فعجبنا له يسأله ويصدقه ) كيف يقول: صدقت؟ إذاً: هو عالم قبل الآن. وسأله عن الإيمان فأبان أركانه، وسأله عن الإحسان فصححه، وسأله عن الساعة متى تقوم فقال: ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل، قال: أخبرني عن أماراتها ) فأعطاه أمارة قائمة الآن. ما هذه الأمارة؟ الأمارة: العلامة ما هي الإمارة، حيث الأمير بالكسر والعامة يقولون: الأمارة، الإمارة التي فيها الأمير يأمر وينهى، أما الأمارة فهي العلامة ( أخبرني عن أماراتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان )، أيهم عمارته تتجاوز الأخرى، هذا ما كان لا في أوروبا ولا في غيرها، فقد كانوا في الأكواخ في أوروبا، ما كان الناس إلا رعاة بقر أو غنم وإبل، وإذا بهم يتطاولون في البنيان، هذه العمارة عشرين طابقاً ، فيزيد هو طابقاً ليجعلها واحداً وعشرين حتى تكون أعلى، وصدق رسول الله.إذاً: الساعة قريبة؟ والله لقريبة، وهذه أماراتها لاحت في الأفق من زمان أكثر من مائة سنة أو مائة وخمسين ( أن ترى الحفاة العراة ) العالة الفقراء ( رعاء الشاة يتطاولون في البنيان )، أيهم بنايتهم أطول وأعلى.عرفه بالإسلام فقال: ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت الحرام إن استطعت إلى ذلك سبيلاً. قال: صدقت ).إذاً: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ [آل عمران:19] ماذا؟ الإِسْلامُ [آل عمران:19]، الإسلام هذا مبني على كم خمس قواعد لو سقطت قاعدة سقط البناء، فمن هنا من ترك قاعدة من هذه القواعد وهو قادر على إتيانها كفر وخرج من الإسلام وما أصبح بمسلم. وتبقى أمور أخرى كالطلاء والزخرفة فهذا شيء آخر، أما هذه فقواعد، ترك الصلاة كفر، منع الزكاة كفر، ومن قال: لا أصوم وسخر من الصيام كفر، ومن قال: لا أحج البيت ولا ألعب هذه الألاعيب التي تأتونها كفر.. وهكذا إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19]. سبب اختلاف الذين أوتوا الكتاب ثم قال تعالى: وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ [آل عمران:19]، وهذه حقيقة تاريخية.. حقيقة علمية.. حقيقة قل ما شئت فيها فهي ثابتة ثبوت الليل والنهار، وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ [آل عمران:19] وسبب تفرقتهم هو البغي والحسد بينهم! والحروب التي دارت بين اليهود يقشعر لهولها الجلد، من أجل اختلافهم في دينهم! ولو تعرفون عن اختلاف النصارى وما دار بينهم من حروب أحرقوا فيها بيوت بعضهم بعض وفعلوا الأعاجيب لاندهشتم. والمسلمون تفرقوا وإلا لا؟ اختلفوا وإلا لا؟ فهذه سنة الله عز وجل في البشرية، كانت أمة واحدة على لا إله إلا الله لا تعبد إلا الله، فأنشأ العدو الشيطان إبليس مبدأ الشرك بالله عز وجل وزينه للناس، والقضية عندنا معلومة من الضرورات إذ جاءت في كتاب الله وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قبل نوح عليه السلام ما كانت أمة الإسلام إلا أمة واحدة، ثم كان بينهم رجال صالحون من خيرة الرجال يعبدون الله معهم، فلما ماتوا بنوا على قبورهم أضرحة من أجل التبرك والزيارة، ومضت فترة من الزمان وضعوا لهم تماثيل، كل واحد له تمثال من أجل التبرك بهم والانتفاع برؤيتهم ليزدادوا حباً في الله ورغبة فيما عند الله، فجاء جيل فعبدوهم مع الله، واسمعوا ما قالوه لنبيهم نوح عليه السلام: وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ [نوح:23]، هذا زعيمهم يقول، لا تتركن آلهتكم التي يقول نوح اتركوها ولا تعبدوها وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا [نوح:23]، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم كانوا رجالاً صالحين، ولما ماتوا بنوا على قبورهم مرحلة أولى من أجل التبرك بهم وزيارتهم وضعوا لهم تماثيل: هذا يعوق، هذا نسر، هذا سواع، هذا ود، من أجل رؤيتهم وليزدادوا حباً في الله ورغبة في عبادته، وجاء جيل آخر فقال: هؤلاء آلهة فعبدوهم، فلما عبدوهم وجاء العلم اختلفوا، لما جاء العلم يحمله رسول الله زال ذلك الاتفاق واختلفوا، فمنهم الكافر ومنهم المؤمن، منهم الموحد ومنهم المشرك. هذه قاعدة.إذاً: العلم الرباني حامل الهداية يجب على البشرية حيثما كانت ألا تخرج عنه ولا تعادي أهله ولا تناوئهم وتحاربهم فتتفرق الأمة وتختلف. هذه قاعدة ربانية.يكون أهل قرية أمرهم واحد -مثلاً- على خرافة وضلالة، فلما جاء العلم قال الله وقال رسوله يختلفون وإلا والمفروض أننا لا نختلف أبداً بل نتفق على عبادة الله وعلى شرعه ودينه، لكن الذي يحملهم على الخلاف هو حب الذات.. حب الرئاسة.. المنصب.. المال، وهذا الذي حدث في بني إسرائيل، والآن الآيات في اليهود والنصارى إذ هم أهل الكتاب.أيضاً: وفد نجران الذي جاء عرفوا يقيناً أن محمداً رسول الله، وما منعهم أن يقبلوا هذا إلا الحفاظ على مناصبهم في الكنيسة، فأبوا أن يفوتوا فرصة سعادتهم في دنياهم فرفضوا، واليهود على علم يقيني بصدق محمد صلى الله عليه وسلم، وعندنا مثل واضح كالشمس:كان غلام صغير يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، يأتيه بماء وضوئه ويحمل نعله، فمرض هذا الولد فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعوده ويزوره، فدخل عليه فوجده على فراش الموت ووالده إلى جنبه، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ( يا غلام! قل لا إله إلا الله ) فنظر الغلام إلى أبيه يريد أن يقولها فيكفهر وجه أبيه ويغضب ويسكت، يا فلان قل لا إله إلا الله، وفي المرة الثالثة قال اليهودي لولده: أطع أبا القاسم، فقال الولد: لا إله إلا الله محمد رسول الله وفاضت روحه فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من الدار وهو يقول: ( الحمد لله الذي أخرجه بي من النار ). ( الحمد لله الذي أخرجه بي ) أي: بسببي ( من النار ) وإلا كان من أهلها. هذا اليهودي الذي قال: أطع أبا القاسم كان على علم، والآن خمسة وسبعين في المائة من رجالات الكنيسة بعد هذا التفتح وهذه المواصلات وهذه العلوم وهذه الصحف وهذه الكتب يعرفون أن الإسلام هو دين الله، ولكن الحفاظ على مراكزهم ووجودهم بين أممهم جعلهم لا يعترفون به، ولا عجب إذ من المسلمين من يعرف الحق معرفة يقينية ويرفضه ولا يقبله؛ حفاظاً على حاله وموقعه، ولا عجب.إذاً: وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ [آل عمران:19] من اليهود والنصارى وغيرهم إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ [آل عمران:19] بسبب بالبغي.. العدوان.. الحسد.. الظلم، كم وكم، الآن تدخل قرية تريد أن تنشئ فيها جماعة ربانية صالحة في المسجد فتجد من يناهضك ويأتي بكلام غير كلامك، ولا تتفقون ولا تجتمعون؛ لأن البغي والحسد من فطر الإنسان، فإذا لم يذب في ذات الله ويتخلى عن أوساخ هذه الحياة فلا بد وأن يحسدك وأن يبغضك لأجل الدنيا. جزاء من يكفر بآيات الله قال تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ [آل عمران:19] سواء كان عالماً أو جاهلاً، ومن يكفر بآيات الله الحاملة لشرائعه وأحكامه وهدايته، وقد تكون الآيات معجزات أيضاً، من يكفر بآيات الله التنزيلية الحاملة للشرائع والأحكام أو المعجزات المقررة لنبوة النبي ورسالة الرسول فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [آل عمران:19] فسوف ينزل بهم نقمه ويجزيهم بأسوأ الجزاء وأقبحه، ولا يطول ذلك، فإنه تعالى سريع الحساب، وهذه جملة معللة للجملة المحذوفة، والمحذوفة فوق ما تتصور، يكفر بآيات الله، الجواب: يمزق.. يحرق، ماذا؟ ما تتصور، لكن قوله: فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [آل عمران:19] يدل على هذا المعنى.(يكفر بآيات الله) ينكرها.. يجحدها.. يعرض عنها، لا يسمع.. لا يقرأ.. لا يعمل، هذا هو الكفران، الجحود والإعراض، وهذا هو الجزاء، سواء كان أبيض أو أسود، من أية جهة كان في العالمو(من) من ألفاظ العموم، من يكفر بآيات الله التي حواها كتابه وشاهدها الناس من رسوله، فإن العقاب عظيم وشديد لا يقادر قدره، وسوف ينزل أيضاً والله سريع الحساب. تفسير قوله تعالى: (فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله...) قال تعالى: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [آل عمران:20]. فَإِنْ حَاجُّوكَ أي: يا رسولنا. من الذين يحاجونه؟ وفد نجران، ونجران بلدة في المملكة وراء مكة جنوباً تسمى نجران، كانت فيها النصرانية واليهودية أيضاً. إذاً: جاء وفدهم المكون من ستين فارساً، جاء ليحاج الرسول في شأن عيسى، يريدون أن يثبتوا بنوة عيسى لله. خرافة! ستون راكباً يأتون على الخيل وهم يعيشون على هذه الخرافة، من أجل أن يأكلوا ويشربوا ويسودوا العوام ويتحكمون بهم!هل هناك عاقل يقول: الله عنده ولد؟ من امرأته إذاً؟ الله الذي يخلق كل شيء يحتاج إلى زوجة؟! كيف هذا؟ هؤلاء يعلمون يقنياً أن الله منزه عن الصاحبة والولد، ولكنهم يريدون أن يأكلوا ويشربوا ويضحكوا على عوامهم، فجاءوا يجادلون حتى لا تبطل مناصبهم، فهزمهم الله شر هزيمة.قال الله لرسوله: اتركهم فإن حاجوك لا تحاجهم أنت: فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ [آل عمران:20] واتركهم يتخبطون، فليسوا أهلاً لأن يحاجوا، ولما دعوا للمباهلة فشلوا وهربوا.إذاً: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ [آل عمران:20] أنت أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ [آل عمران:20] كذلك، واتركهم. إذ كنت تعرف أن هذا الشخص عالم وعارف ولكن منعه الاعتراف بالعلم والمعرفة أغراضه الدنيوية الهابطة، فهذا ما يجادل ولا يحاج، بل يحاج الذي ما عرف، فتبين له الطريق، أما شخص يعرف أنك رسول الله ولا يريد فلم تقض معه الساعة والساعات؟ ليس هناك حاجة إلى هذا.إذاً: أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ [آل عمران:20] أيضاً أسلموا وجوههم لله، وأنتم افعلوا ما شئتم، كونوا ما شئتم أن تكونوا. فَإِنْ حَاجُّوكَ [آل عمران:20] في ماذا؟ في الله.. في التوحيد.. في الإسلام.. في الرسالة.. في كل شئون الدين، فلا تجادلهم؛ لأنهم على علم ليسوا جهالاً، والله إنهم ليعرفون أنه رسول الله، وأن الإسلام هو دين الله، وأن المسيحية والنصرانية عبث بها، وأن الله نسخها وأبطلها، ولكن البغي والحسد والمنافع التي يعيشون عليها تمنعهم من الاعتراف. وهذا وللأسف إلى الآن موجود حتى بين المسلمين، فكم من صاحب بدعة يعرف أنها بدعة، لكنها خولته تكريماً بين رجاله واحتراماً لهم أو مكنته من وظيفة مرموقة فلا يتنازل عن بدعته. فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ [آل عمران:20] إن شاء الله نحن منهم، إي والله، نسلم وجوهنا لله، لا نعرف إلا الله عز وجل، لا هم لنا ولا هدف ولا غاية إلا أن يرضى الله عنا ويحبنا، فإذا قال: صوموا صمنا، وإذا قال: أفطروا أفطرنا، وإذا قال: أنصتوا أنصتنا، وإذا قال: تكلموا تكلمنا، فوالله ما نتحرك حركة إلا بإذنه، وهذا يتطلب منا معرفة، لا بد من معرفة أوامر الله ورسوله ونواهيهما.قال: وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ [آل عمران:20]العرب، الذين أوتوا الكتاب هم اليهود والنصارى والصابئة، والأميون هم: المشركون. قل لهم ماذا يا رسولنا؟ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ [آل عمران:20] اسألهم: أَأَسْلَمْتُمْ [آل عمران:20]أم لا؟ هذا هو الحد الفاصل، وبعد هذا ما بقي شيء. أأسلمتم أم لا، فأنا ومن تبعني قد أسلمنا وجوهنا لله، وأنتم اكشفوا النقاب عن وجوهكم. أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا [آل عمران:20] إلى طريق السعادة وسبل الكمال في الدارين وَإِنْ تَوَلَّوْا [آل عمران:20] ورجعوا إلى الوراء معرضين عنك وعن كلامك ودعوتك فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ [آل عمران:20] وقد بلغت، فهنيئاً لك رسول الله! لا تحزن ولا تكرب أبداً ولو ما أسلم ولا واحد، إذ عليك البلاغ، فهذه مهمتك التي تجزى بها وتؤاخذ عليها إن قصرت فيها، وقد بلغت فلا شيء عليك وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [آل عمران:20] سوف يجزيهم الجزاء العادل إما فقراً وهواناً وذلاً في الدنيا، وإما تمزقاً واحتراقاً وتلاشياً في الدار الآخرة، وبذلك استراحت نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب النجرانيون إلى بيوتهم في كرب وحزن.وصلى الله على نبينا محمد. |
رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
|
رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
|
رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
معنى قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم) أولاً: هذا النداء الإلهي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، هذا نداء من؟ نداء الله رب العالمين، منزل الكتاب، ومرسل الرسول، هذا هو الله هو الذي وجه هذا النداء إلى الناس كافة مؤمنهم وكافرهم؛ لأن لفظ الناس هو بمعنى البشر، والناس مأخوذ: من ناس ينوس إذا تحرك فهو ناس، وأدخلت عليه (ال) فأصبح الناس. يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لبيك اللهم لبيك، مر نمتثل، انه نجتنب، مستعدون لطاعتك يا خالقنا يا رازقنا يا حافظنا يا من إليه مصيرنا، ناداهم ليأمرهم وإلا لا؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [النساء:1]، اتقوا خالقكم سيدكم مالك أمركم موجد حياتكم .. هذا هو الرب وإلا لا، اتقوا ربكم ، أو تقول: لا.. لا.. لا رب لنا؟! سبحان الله! من أوجدكم؟ من أوجد هذه الأرض لكم؟ من رفع السماء فوقكم؟ من هيأ لكم هذه الأرض لتعيش على سطحها؟ ما نريد أن نعرف إذاً: أنتم خنازير يا بشر! ما تريدون أن تعرفوا ربكم حتى لا تعبدوه، ولا تطيعوه، إذاً: شر البرية هم الكفار، أو لا؟ من شر الخليقة؟ الكفار من عرب وعجم، من أهل الكتاب والمشركين، ما نحن الذين قضينا هذا القضاء بل هذا حكم الله العليم، ولكننا عرفنا كيف أصبحوا شر الخليقة؛ لأنهم جحدوا خالقهم ولم يعترفوا به، يغمرهم بالنعم، ويسقيهم ويحفظهم، ما نعترف به؛ حتى لا يسجدوا له سجدة، هؤلاء هم .شر الخليقة الذي يجحد خالقه حتى لا يعبده فقط. اتَّقُوا رَبَّكُمُ [النساء:1].لو قال قائل: نتقيه بم؟ هل نحن خائفون منه؟ هل يقوى على تعذيبنا وإبادتنا وتجويعنا وتسليط الأمراض والأوبئة علينا؟ الجواب: نعم، أنتم في قبضته وتعيشون في كنفه، وبيده حياتكم ومماتكم، غناكم وفقركم، صحتكم ومرضكم، عزكم وذلكم، سعادتكم وشقاؤكم في هذا العالم المؤقت، وفي العالم الأبدي المخلد، كيف لا تتقونه؟! أما تخافون أن يغضب أو يسخط فيحيل سعادتكم إلى شقاء، ووجدوكم إلى فناء.حينئذٍ يقول: بم نتقيه؟ نقيم أسواراً عالية على قرانا ومدننا؟ ما تنفع، نوجد سراديب تحت الأرض ونهرب إليها؟ ما ينفع، نجهز جيوشاً جرارة تدفع عنا خطره؟ والله ما تنفع، يتقى الله بماذا؟فقط بطاعته، وطاعة رسوله، طاعته إذا قال: قم! قم، قال: اجلس! اجلس، قال: اسكت! لا تتكلم، قال: انطق! انطق، هذه هي الطاعة، قال: اشرب! باسم الله أشرب، قال: لا تشرب سم ... إلخ.هذه هي طاعة الله عز وجل، وبها يتقى عذابه وسخطه وبلاه، طاعته وطاعة رسوله، وطاعة رسوله من طاعة الله، وأوامر الله ونواهيه ما نعرفها بدون رسوله، فهو الذي يبين لنا ويشرح أو يفسر، هو الذي يتلقى البيان من الله: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44]. ولذا أمر الرسول من أمر الله، وطاعة الرسول من طاعة الله، إذ قال تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ [النساء:1]، ونحن منهم: اتَّقُوا رَبَّكُمُ [النساء:1]، اتقوا غضبه وسخطه وما ينتج عنهما من بلاء وشقاء وخسران أبدي.. اتقوه بطاعته فيما أمر به فعلاً، وفيما نهى عنه تركاً، فقط، وهذا إجمال كبير، ما هي أوامر الله؟ أوامر الله كثيرة، ونواهيه أكثر، فلا بد وأن نعرف، فالذي لا يعرف أوامر الله كيف يطيعه؟! والذي لا يعرف نواهيه كيف يطيعه؟! ومن لم يطع الله شقي وخسر، تعرفون الخسران الحقيقي؟جاء في كتابه في آيتين: قل يا رسولنا المبلغ عنا: إِنَّ الْخَاسِرِينَ ، بحق: الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الزمر:15] ، إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [الشورى:45]، ما هو فقد بالشاة والبعير في أيامنا الأولى، ولا فقد الوظيفة والمنصب في أيامنا هذه.تريدون صورة؟يؤتى بالرجل فيوضع في صندوق من حديد ويطبق عليه ويلقى في عالم الشقاء، فوالله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يأكل ولا يشرب ولا يموت بلايين السنين، لا يعرف أباً ولا أماً ولا إخوة ولا.. ولا.. في شقاء أبدي هذا نوع من العذاب.إذاً: هذا هو الخسران أم فقدك ابناً أو زوجة ماتت؟! كيفية معرفة محاب الله ومساخطه يجب أن يعرف المؤمن والمؤمنة محاب الله ومكارهه، وكيف يؤدون المحاب، وكيف يجتنبون المنهيات، وإلا فلا فائدة في إسلامهم، ولن ينتفعوا، مثلاً: قلت لك يا عبد الله! إن مركوباً يحملك إلى قريتك أو على بلدك اطلبه واركب هل تسأل عن هذا المركوب ما هو؟ هل تقول: أين يوجد؟ وإذا قلت: لا تعرف كيف تركب ما تسأل كيف تركب؟ قطعاً هذا لا بد ضروري.فإذا آمنا بوجوب تقوى الله للنجاة والخلاص من عذاب الدنيا والآخرة، يجب أن نعرف محاب الله ومساخطه، إذا أمر بما يحب ونهى عما يكره.وهنا نجد أنفسنا يجب أن نطلب العلم، ولما كان القرآن ينزل، والشرائع تتوالى، والناس في مكة فرض الله عليهم الهجرة لأنهم لا يمكنهم أن يعبدوا الله، والقرآن ينزل في المدينة، والأحكام تتوالى يوماً بعد يوم، يجب أن تهاجروا، هذه وحدها كافية.أسألكم بالله: هل المسلمون وهم ألف مليون يوجد منهم عشرة في المائة عرفوا ما يحب الله وما يكره؟ممكن، لكن العشرة هذه في المائة تنفع؟ تنفع أنفسها، تلك العشرة تنجو والتسعون إلى الهاوية.تريد منا يا شيخ أن نعود إلى تعلم العلم بعد بلوغنا سن الأربعين والخمسين سنة؟! ما هناك أبداً مانع، بل يجب أن تتعلم ولو كنت تموت بعد ساعة من الآن، وطريق التعلم عندنا لا تحتاج فيه أبداً إلى المدارس والكليات والجامعات، وسيارات الإركاب والأموال تنفق بالملايين، لا أبداً، هذا نحتاج إليها في الصناعات، والمواد الدنيوية، أما كوننا نعرف ما يحب سيدنا وما يكره فهذا ما يحتاج إلى هذا أبداً.كيف يا شيخ إذاً؟ نعيد القول: إذا دقت الساعة السادسة مساءً يجب على أهل القرية المسلمة أن يوقفوا العمل.. صاحب المسحاة يرمي مسحاته، صاحب المنجل يلقي منجله... صاحب المطرقة الحداد يلقيها، صاحب المتجر يغلقه، ويتوضئون ويأتون المسجد الإلهي بنسائهم وأطفالهم، ولا يتخلف إلا من كان مريضاً أو ممرضاً فقط، أما الحيض من نسائنا فإلى جنب حائط المسجد ومكبر الصوت عندهن ويتعلمن.نصلي المغرب كما صلينا ونجتمع كما اجتمعنا، ويجلس لنا المربي وندرس كتاب الله، ليلة آية كهذه وأخرى حديثاً، ونتعلم مراد الله وما يطلب منا وكيف نتملقه ونتزلف إليه، والله ما نلبث إلا يسيراً إلا ومن في القرية كلهم يعرف محاب الله ولا مكارهه، كل ليلة نتعلم مكروهاً أو محبوباً لله، ونعزم على التنفيذ والتطبيق، عام كامل وإذا بأهل القرية كلهم علماء عارفون عابدون أطهار أصفياء.وإن سألتني وقلت: أعطني صورة لهذه القرية، نقول: اسمع! لا يبقى فيها من يخون إخوانه ولا يغشهم ولا يفسد عليهم نسائهم ولا ببناتهم ولا يأكل أموالهم ولا يهينهم ولا يسبهم ولا يشتمهم ولا يكرههم أبداً، كيف هذا؟ نعم. العلم نور الله إذا ملأ القلب وفاضت تلك الأنوار على الشوارع؛ فلا العين تنظر ما حرم الله، ولا الأذن تسمع ما حرم الله، ولا اليد تأخذ وتعطي ما نهى الله، ولا الفرج يأتي ما حرم الله؛ لأن الأنوار تشع منها.وإن قلت: هذا ما هو معقول؟ الآن في قريتكم أعلمكم بالله أتقاكم لله، ابحث عن رجل العلم في قريتك هل تجده فاجراً؟ لصاً؟ فتاناً؟ مغتاباً؟ والله ما كان؛ لأنه علم عرف.. عرفتم هذا وإلا لا؟أهل المدن كذلك، كل حي من الأحياء فيه مسجد عظيم يتسع لنساء الحي ورجالهم، إذا دقت الساعة السادسة وقف العمل وأقبلوا على بيت ربهم يستمطرون رحماته، يبكون بين يديه، فضلاً أن يتعلموا الهدى والنور الذي يغمرهم، وحينئذٍ عام واحد والله إن ميزانية الدولة لتنقص إلى النصف، الشره والتكالب على الدنيا ينتهي، يكثر المال، أهل القرية ما يبقى بينهم جائع أبداً، ولا يمد يده أو يحتال عليهم ليأكل أموالهم لأنه في غنى، وتستغني الدولة بنصف الأمن ورجاله، بل بثلاثة أرباعه، لم؟ كل مواطن هو حارس للأمن.. هل هذا معقول؟ والله لهو الحق، كيف تقول هذا يا شيخ؟ نقول: دولة رسول الله عشر سنين في المدينة كم من زاني زنا وقتل؟ واحد أو اثنين، كم من سارق حصل؟ لا أحد، كم بوليس للرسول؟ والله لا أحد، قولوا: الرسول أنوار النبوة.دولة أبي بكر ثلاث سنوات من سرق في المدينة؟ من زنا؟ من فجر في مكة وغيرها؟ دولة عمر ثلاثة عشر عاماً، كان عندهم بوليس وشرط؟ والله ما عندهم، أبعد هذا تشك يا عبد الله!ما نستطيع يا شيخ نترك أعمالنا، ونقبل على بيت الله نجلس فيه مع النساء والأطفال.. ما نستطيع هذا، إذاً تتوقف الحياة، نقول لهم: أنتم تقتدون بالغرب أم لا؟ في كل شيء حتى في اللقمة تتناولها بيدك اليسرى، تقتدون بهم أم لا؟ إي نعم، إذا دقت الساعة السادسة وأنت في باريس أو برلين أو لندن أو نيويورك يقف العمل.في جبل طارق ركبنا الطائرة من طنجا؛ لنلقي كلمة مع العصر، والمسافة ربع ساعة، وإذا بأحد إخواننا الذين دعوننا يقول لأخيه: عجل بإعداد العشاء، لم؟ قال: لأنها الساعة السادسة ما يبقى مطعم ولا دكان ولا.. لم؟ قال: النظام. الله أكبر! لم؟ قال: الناس يستريحون، يذهبون إلى المسارح والمسابح، ويذهبون المقاصف والمراقص ودور السينما يروحون على أنفسهم، هذا واقع وإلا لا؟ إي ورب الكعبة.ولم نحن ما نستطيع أن نغلق أبواب العمل ونقدم على ربنا نسأله رضاه ونعمه علينا؟ مسحورون أظن، نعم.جهلتنا العصابة اليهودية وساقتنا كالبهائم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.حادثة معينة أقولها لمن يبلغ هذا الكلام؛ لأننا سمعنا من يسخر من هذا الكلام سمعتم؟ يقول: كيف نأتي كلنا إلى المسجد ونترك العمل.الآن أنتم تشتغلون عمالاً في الخارج، وأولادكم بالفجور والباطل والشر في دياركم، لو كانوا معكم كلهم من يفجر في الخارج؟ من يتلصص ويجرم؟ هذه وحدها كافية لو كنا نعقل.علمت يقيناً: أن الشيوعية الحمراء في بعض البلاد.. هنا في حضرموت أو في عدن حدثني الأبناء يومها، يوم الفتنة قال لي: والله ليجمعون أهل القرية نساء وأطفال ورجال بالقوة في القرية ويلقنونهم تعاليم الشيوعية ومبادئها من بعد العصر إلى بعد العشاء كل ليلة، يعلمونهم مبادئهم وإيمانهم بمعتقدهم، في من يلومهم؟ لا، يريدون أن يحولوا هذا الشعب إلى ما يريدونه، ووقع هذا في مصر وكل المستعمرات يومئٍذ، لا بد من جمع الناس بالقوة وتعليمهم الكفر والإلحاد، وإلا كيف يعيشون معهم، فعلوا هذا أو ما فعلوا؟ والله فعلوا، وهذا أبو عبد العزيز يحلف لكم: لقد كان السلطان عبد العزيز تغمده الله برحمته على هذا المنهج، يجمع أهل البادية في القرى ويلزمهم بأن يجتمعوا بعد المغرب وبعد الصبح؛ ليتعلموا العقيدة، فما هي إلا سنوات والتوحيد يلوح في آفاق هذا البلاد، وأصبح العوام موحدين أفضل من علمائكم في دياركم من طريق الكلمة فقط. عرفتم قيمة هذا الاجتماع وإلا لا؟كيف يجمع تلك الأمة يطهرها؟ يبدأ بالمدارس يعلم أولادها، يجمعهم لصلاة الصبح والإمام يقرأ قائمة: فلان فلان فلان، إذا علم أن شخصاً ما حضر يمشي إلى بيته: لِمَ لم تحضر؟ إن كان مريضاً عادوه، إن كان غائباً عذروه، إن كان الشيطان سخر منه يؤدبه، فلا يتخلف رجل عن صلاة الصبح.ويعلمونهم التوحيد وهم عوام لا يعرفون الألف من الباء، وأصبحوا موحدين. هذا أؤكد به هذه الدعوة للعالم الإسلامي إذا أرادوا أن يسعدوا أن يجتمعوا بعد المغرب في مساجدهم بنسائهم وأطفالهم ويتعلمون الكتاب والحكمة، قال الله وقال رسوله وكلهم عزم وصدق في أن يعمل، والله ما هي إلا سنة وقد تغير العالم الإسلامي تماماً، وأصبحوا لو يرفعون أكفهم إلى الله ما ردها خائبة.وهذا لا يمنع أن ينشطوا في الصناعات والماديات طول النهار، بل يزيدهم قوة، أليس كذلك؟نكتفي بهذا القدر، ونعود للآية غداً إن شاء الله.وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله. |
رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
http://majles.alukah.net/imgcache/2018/02/44.jpg تفسير القرآن الكريم - للشيخ : ( أبوبكر الجزائري ) تفسير سورة النساء - (2) الحلقة (226) تفسير سورة النساء (10) فرق الله عز وجل في إرث الكلالة بين الإخوة من أم والإخوة الأشقاء والإخوة من أب، ففي الأول إن كان الأخ واحداً فيرث السدس، وإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث، أما الإخوة الأشقاء أو من أب فقسمتهم مختلفة، فإن كان له أخت فهي ترث النصف، وإن كانتا اثنتين فتشتركان في الثلثين، وإن كانوا إخوة رجالاً ونساءً فللذكر مثل حظ الأنثيين، وإن كان الميت امرأة ولها أخ فهو يرث مالها كله. تفسير قوله تعالى: (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ...) الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.ثم أما بعد:أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات!إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة من ليالي التفسير ندرس كتاب الله عز وجل، وقد انتهى بنا الدرس إلى آيتي المواريث، وقد درسنا أكثرها، ولم تبق إلا آية واحدة، وهي من خاتمة سورة النساء، ندرسها ونعود من جديد لتقرير ما سبق أن علمناه. سبب نزول قوله تعالى: (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ...) هذه الآية الأخيرة تسمى آية الصيف؛ لأن الآيتين التي قبلها نزلتا في الشتاء، وهذه الآية نزلت في الصيف في شدة الحر، فتعرف بآية الصيف، وذكر لنزولها أسباب أصحها -والله أعلم- ما يلي:أن جابر بن عبد الله بن حرام رضي الله عنه صاحب رسول الله مرض مرضاً شديداً، ولكن لم يتوف فيه، فزاره النبي صلى الله عليه وسلم فوجده مغمى عليه، فتوضأ صلى الله عليه وسلم ثم صب عليه من فضل وضوئه فأفاق، فلما أفاق قال: ( يا رسول الله! كيف أقضي في مالي؟ )، وكان له تسع أخوات من أبيه وأمه، ولهذا ما حضر وقعة من الوقائع؛ لأن أباه استخلفه لرعاية أخواته؛ فلما سأل لم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزلت هذه الآية ، والآية بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَسْتَفْتُونَكَ [النساء:176] من هم؟ أصحابه يطلبون الفتيا: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ [النساء:176]، أما أنا فلا علم لي، حولهم على الله عز وجل: قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ [النساء:176]، هذه التي أتعبت عمر تعباً شديداً، ومن كثرة إلحاحه وسؤاله قال فيه الرسول هكذا في صبره: ( أما تكفيك آية الصيف يا عمر )، وبقي مرتاباً شاكاً إلى يوم وفاته، وكتبها، وكان يستخير الله طوال حياته، فلما لم يتضح له شيء أعلن ذلك ومحيت الورقة وأقر ما أقره أبو بكر رضي الله عنه. كيفية تقسيم الكلالة قال الله تعالى: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ [النساء:176]، بيانه: إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ [النساء:176]، هلك بمعنى مات، وأخيراً أصبحت كلمة هلك يطلقونها على ما لا يحمد حاله ولا موته، والقرآن ذكر هلك بمعنى مات.قال: إِنْ امْرُؤٌ [النساء:176]، وكلمة امرؤ يراد بها الذكر أو الأنثى: هَلَكَ [النساء:176] أباً أو أماً: لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ [النساء:176] ولا والد، ما يحتاج إلى ذكر؛ لأنه تقدمت الآيات: وَلَهُ أُخْتٌ [النساء:176]، مات سعيد ولم يترك أباً ولا أماً وترك أخته، ترثه أو لا؟ هذه أخت شقيقة أو من أب، أما آية الكلالة في الأخوات من الأم تقدمت، فإن كان ليس له ولد فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ [النساء:176]، ترث نصف ما ترك أخوها، كما ترث نصف ما ترك أبوها لو مات، وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ [النساء:176]، يرثها كلها أو النصف أو الربع؟ كلها، هي لا ترث إلا النصف ولا تزيد عليه، وهو أكثر ما ترثه دائماً، وهو يرث الكل: وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ [النساء:176] فإن كان لها ولد يرثها، والأخ ما له شيء لأنه محجوب بالولد، لكن إذا كانت له بنت أنثى فلها النصف والباقي للأخ بالتعصيب إن لم يكن لها ولد.ثم قال تعالى: فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ [النساء:176]، هلك هالك وترك أختين، كذا أو لا؟ عبد الله بن حرام ترك تسعاً: فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ [النساء:176]، لهما الثلثان مما ترك والثلث الباقي للعاصب. وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً [النساء:176]، مثل جابر له أخوات وهو ذكر، لو كان له أخ آخر قالوا: إخوة رجالاً ونساء.قال: وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً [النساء:176] كيف يرثون أخاهم الذي مات؟ فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:176]، البنت تأخذ ريالاً والذكر يأخذ ريالين: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا [النساء:176] كي لا تضلوا وتخطئوا في القسمة وتأكلوا أموالكم بالباطل، أو يورث هذا عداوة بينكم أو حسداً أو ما إلى ذلك، يبين لكم كراهة أن تضلوا: وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النساء:176] فسلموا له القضاء والحكم، أعدل العادلين .. أرحم الراحمين؛ بكل شيء عليم، بالبواطن والظواهر والمستقبل والآتي، فلهذا إذا حكم الله احمد الله، افرح وزغرد أعني النساء، أما الرجال ما يزغردون.إذاً: يقول الله تعالى: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ [النساء:176] في ماذا؟ فِي الْكَلالَةِ [النساء:176]، عرفنا الكلالة؟ أن لا يكون له والد ولا أب ولا أم، لا جد ولا أم ولا جدة، وإنما يرثه من يحيطون به من إخوانه، إن كانوا لأم هذه كلالة تقدمت، وإن كانوا لأب أو لأب وأم فهي هذه بالذات، فهو بين تعالى: إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ [النساء:176]، ذكر أو أنثى لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ [النساء:176]، ماذا ترث الأخت من أخيها الذي مات أو أختها؟ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا [النساء:176] بشرط: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ [النساء:176]، إذا كان لها ولد ما بقي لها شيء، هذا أخ، حاشية من الإكليل، الولد أولى: فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ [النساء:176] أو أكثر أخوات، لو مات جابر وترك تسع أخوات ماذا لهن؟ الثلثان فقط، والثلث يبحثون عن عصبة، فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ [النساء:176]، هذا في حال أخ واحد أخت وحدها ولا يوجد ثاني، وفي حال اثنتين أو أكثر؟ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً [النساء:176] أكثر من اثنين، رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:176]، تقسم هذه التركة بينهم إن مات أخوهم وترك هذا المال، للذكر مثل حظ الأنثيين، قد تكون بنتاً ومعها ولدان ذكران، أو ثلاث بنات ومعهم ذكر القسمة: للذكر مثل حظ الأنثيين كما تقدم في النسب، عرفتم أن هذه الآية تسمى آية الصيف أو لا؟ وعرفتم أن عمر تردد فيها طويلاً، ولكن الله بينها على لسان رسوله فأقرها.مرة ثالثة نقول: هلك هالك وما ترك له ولد ولا أب ولا أم ولا ولد ولد، وإنما ترك أخاه أو أخته، إن كانت أخت فلها النصف، وهو إن ماتت؟ كلها، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ [النساء:176]، فإن كان لها ولد فلا حظ له نهائياً لأنه محجوب، فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ [النساء:176]، هلك هالك وترك أختين فقط، وليس له أب ولا أم؛ لأنها كلالة، فما الحكم؟ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ [النساء:176]، والثلث الباقي للعم .. لابن العم .. للعصبة: وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً [النساء:176] خليط أخوات وإخوان، فماذا يصنعون؟ يقتسمون تركة أخيهم للذكر مثل حظ الأنثيين: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ [النساء:176] لكيلا تضلوا، وضل في القضية أخطأ الطريق فيها كما ضل في الطريق، أراد الشام فمشى إلى اليمن.وتأملوا الآية: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا [النساء:176] بشرط: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النساء:176].القرآن فيه اختصار كبير، لو كان فيه تطويل لا يحفظ ولا يحمل، فلهذا بدل أن يقول: كراهة أن تضلوا أو لكيلا تضلوا، نفهم من السياق: يبين لنا حتى نضل يعني؟ في عاقل يقول هذا؟ يقول: أبين لكم لتضلوا! هذا كلام يقوله عقلاء؟ إذاً: يبين لكم حتى لا تضلوا، لكيلا تضلوا، أو ما فهتم هذه البربرية؟!القرآن فيه إيجاز واختصار، أولاً: لأنه يحفظ في الصدور، عندكم كتاب كالقرآن محفوظ في الصدر؟ ما هو معقول أبداً، وينبغي أن يحفظ من قبل الرجال والنساء.ثانياً: لو كان يوسع فيه يخسر معناه ، لو يشرح بكلام الله تطول قراءته ويصعب على الناس حتى فهمه.فالله عز وجل أنزله مختصراً ووكل بيانه إلى رسول الله، والرسول بين كل ما نحتاج إليه: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44]. يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النساء:176].هنا ما ذكر الدين والوصية، لماذا؟ ذكرت في أول السورة، لم التكرار؟ هنا ذكر الوصية والدين؟ لا، ذكر هناك مرتين فلا حاجة لتعاد؛ لأن تلك الآيات نزلت قبل هذه الآية .. أول السورة ينزل قبل آخرها. يتبع |
رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
مراجعة لما سبق تفسيره من آيات المواريث أولاً: عرفنا أن الإرث يكون بثلاثة أسباب، سبب معدوم؛ لأننا وضعنا السيوف قلنا: يكفي لا جهاد بعد اليوم، من أين يأتي إذاً الأرقاء والعبيد حتى نرثهم؟ إذاً: بقي النسب والمصاهرة، وهذا هو الإنسان، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا [الفرقان:54]، لا يخرج الإنسان عن النسب والمصاهرة، هذا أبي، هذا أبو زوجتي.نصف الآية الأولى في النسب اسمع، يقول تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:11]، لماذا يرث الولد أباه؟ نسباً؛ لأنه منه انحدر، وهو منسوب إليه، لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:11]، مات رجل وترك أولاداً -بنين وبنات- كيف تقسمون التركة؟ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:11]، إن كان هناك دين أو وصية ماذا تفعلون؟أولاً: الدين، مرده إلى أصحابه.ثانياً: تنفذ الوصية على شرط ألا يكون فيها جور، لا في الوصية ولا في الدين كما سيأتي: غَيْرَ مُضَارٍّ [النساء:12]، قد يوجد شخص يحسد الورثة فيسجل عليه أكثر من تركته ديوناً حتى يحرمهم، أو يريد أن يحرمهم أيضاً فيوصي بالثلث لفلان وفلان ولو كانوا فقراء، وما يريد الأجر يريد أن لا يرث فلان وفلان، هذا المرض يوجد أو لا؟ فإن عالجه صاحبه شفي بإذن الله، ولكن أين الأطباء وأين الدواء؟ موجود، ولكن المريض ما يقبل، ما يريد أن يعالج، يريد أن يبقى بمرضه.إذاً: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:11]، هذه الخطوة الأولى أو لا؟ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ [النساء:11]، مات الرجل وترك بنتين فأكثر كيف تقسمون؟ قال: فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ [النساء:11]، والثلث الباقي للعصبة أو لبيت المال: وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ [النساء:11]، مات وترك بنتاً واحدة فلها النصف، والأبوان في الصور الثلاثة، وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ [النساء:11]، ولأبويه: أي: أم الهالك وأباه.إذاً: وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ [النساء:11] بشرط: إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ [النساء:11]، فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فقط. مات الرجل ما ترك ابناً ولا بنت ولا ولا، ولكن ترك أباه وأمه فقط، كيف تقسمون؟ كما قسم الله، فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ [النساء:11]، وسكت عن الثلثين الباقيين لأن المعنى واضح،وأنه من حق الأب، قلت لكم: الكلام فيه اختصار؛ لأنه كلام ذي العرش.إذاً: فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ [النساء:11]، الأم هنا حجبت من الثلث إلى السدس؛ لأن الصورة: مات وترك أمه وأباه أو لا؟ فقط، كيف أعطاهم الله؟ أعطى للأم الثلث والباقي للأب الثلثان الباقيان، فإن فرضنا أنه أيضاً ترك ولداً واحداً فلا يؤثر، ما يحجب الولد الواحد أمه، تبقى بثلثها، لكن إن ترك ولدين فأكثر حجبت من الثلث إلى السدس.قال وقوله الحق: وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ [النساء:11]، هذا عدد أو لا؟ جمع أخ: فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ [النساء:11]، لو قال: فإن كان له أخ؟ نقول: حجبت الأم، لكن قال: إخوة فقط، الواحد ما يؤثر، الأخ الواحد ما يمنع الأم من الثلث تبقى آخذة الثلث.ثم قال تعالى: مِنْ بَعْدِ [النساء:11]، يعني: تأخذون في هذه القسمة متى؟ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ [النساء:11] تطبقونها فقد أوصى بها أَوْ دَيْنٍ [النساء:11] كان له، فإذا فرغتم من الوصية والدين حينئذ قسموا التركة على النحو الذي بين الله تعالى.نعود من جديد يقول تعالى جل جلاله: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ [النساء:11] بماذا؟ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:11]، صورته: أن يموت رجل ويترك أولاداً من بنين وبنات، والقسمة تكون كالتالي: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:11]، فإن كن نساء كلهن فَوْقَ اثْنَتَيْنِ [النساء:11] اثنتين فما فوق، فلهن ثُلُثَا مَا تَرَكَ [النساء:11]، وإن كانت واحدة فقط ما ترك إلا بنتاً واحدة فلها النصف: وَلِأَبَوَيْهِ [النساء:11] أبوي الميت، لكل واحد منهما السدس في الأولى والثانية والثالثة، دائماً ماداموا موجودين إن كان له ولد: وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ [النساء:11]؛ لأن الولد يرث أباه والجد له السدس: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ [النساء:11] لهذا الميت وورثه أبواه فقط فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ [النساء:11] والثلثان الباقيان للأب، فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ [النساء:11]، هذا الميت له إخوة وما ترك أولاداً، فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ [النساء:11]، حجبت من الثلث إلى السدس بوجود الإخوة، والإخوة لا يرثون لأن أبهم موجود، فقط حجبت من الثلث إلى السدس؛ لأن الإخوة كثيرون وأبوهم يتحمل نفقاتهم، فإن كان أخ واحد ما يعتبر شيئاً، ويبقى لها الثلث. وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ [النساء:12]، هذا هو ما يعرف بالمصاهرة أو إرث المصاهرة، ولكم معاشر المؤمنين المستمعين وغير المستمعين نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ [النساء:12]، ليس شرطاً أن يكون عندك أربع زوجات أو ثلاثة حتى ترث النصف، وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ [النساء:12] أيما رجل ماتت زوجته وكان لها أولاداً منه أو من غيره لا يأخذ إلا الربع، فإن لم يكن لها ولد فله النصف: وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ [النساء:12] هذا القيد، فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ [النساء:12]، هذا ما فيه شك ولا خلاف وأوضح ما يكون.نعود إلى السيدات: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ [النساء:12]، وهنا قلنا: الإجماع على أن الزوجة إن ورثت الثمن وكان معها ضراتها الكل يأخذن الثمن، الزوجة الواحدة لها الربع، فإن كانت معها ضرة أو ضرتان أو ثلاثة أو أربعة الكل الربع؛ فهن شركاء في الربع، أو شركاء في الثمن.واللطيفة التي عرفناها: أن الأصل أن الرجل يتزوج امرأة واحدة، ولا يتزوج ثانية إلا لحاجة، إلا لضرورة؛ لأن الإسلام قنن ووضع قوانين الاقتصاد؛ فحينئذ هذه التي جاءت من بعد تؤذي الأولى وتقاسمها في ربعها أو ثمنها، والذي يرجح أننا قلنا: آدم كم تزوج؟ لماذا ما صنع الله له اثنتين أو ثلاثاً؟ واحدة، واشتراط العدل كافٍ لأولي البصيرة، فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً [النساء:3] لا يحل غيرها، فهذا العدل أنتم تتحققون وجوده معنا كلنا؟ ولا 1% يستطيع أن يعدل،لم؟ أما هو يظلم الناس، يأخذ أعراضهم وأموالهم ويسب ويشتم، هذا يعدل هذا، هذا يعرف يعدل؟ لكن إذا أراد الإحسان امرأة ولية من أولياء الله توفي زوجها وبقيت أرملة يتفق مع أسرته ويأتون بها لتعيش آمنة صالحة كما كان، الأرض للجميع أو لا؟ مثلاً: ما استطاع وما قدر على أن يصبر على وقاع امرأته، كلما تحيض يحيض، كلما تلد كم شهر وهو هائج، قال: أنا أخاف أن أعصي ربي وأدخل النار، تزوج، اخطب فتاة صالحة مؤمنة طاهرة على شرط أن تطلبها صالحة طيبة طاهرة إن كنت طيباً أنت وطاهراً؛ لأن الله يقول: وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ [النور:26]، ولما تتزوجا يجب أن تعدل بينها وبين ضرتها الأولى في الابتسامة في الكلمة في الفراش في الطعام في الريال في كل شيء؛ فإن كنت غير قادر تأكلك النار، إن زينت وفجرت هلكت، وإن ظلمت وجرت أيضاً هلكت، إذاً: ما علينا إلا أن نعدل ونحسن ونستمسك بحبل الله فإننا لن نسقط أبداً.اسمع إرث المصاهرة: الزوج والزوجة: وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ [النساء:12] بشرط أو بدون شرط؟ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ [النساء:12] ماذا؟ الربع، الزوج لا يشاركه أحد لا في النصف ولا في الربع أليس كذلك؟ ولكن الزوجة: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ [النساء:12].الآن الجزء الأخير من الآية الكريمة وهو ما يعرف بورثة الكلالة، قال تعالى: وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً [النساء:12]، ما معنى يورث كلالة؟ يرثه كلالته لا أباه ولا أمه ولا ولده؛ يرثه إخوته من أمه فقط؛ لأن الكلالة في آخر السورة بيناها، إخوان له أشقاء لأب، هؤلاء إخوة لأم فقط، وإليكم البيان، قال تعالى: وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ [النساء:12]، أي ليس الشرط للرجل ، بل المرأة تورث كلالة أيضاً: وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ [النساء:12] من أم: فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ [النساء:12]، أي: من اثنتين وثلاثة فأكثر فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ [النساء:12] فقط.آية الكلالة في آخره: ثم هلك هالك وترك إخوة وأخوات يقتسمون الذكر مثل حظ الأنثيين، وهنا كلالة خاصة مع الإخوة للام.يقول تعالى: وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ [النساء:12]، أي: وإن وجد رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً [النساء:12]، لا نسباً ولا صهراً، أو امرأة كذلك وَلَهُ أَخٌ [النساء:12] أي: من أمه أَوْ أُخْتٌ [النساء:12] من أمه، فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ [النساء:12] إن كان أخ واحد له السدس، إن كانت أخت واحدة لها السدس، فإن كانوا أكثر من اثنين فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ [النساء:12]، فإن بقي شيء يرثه العصبة؛ الأخ لأب أو الشقيق. مراجعة لمسألة الحمارية أو الحجرية أو المشتركة تقدمت مسألة الحمارية أو الحجرية، وهي:هلكت امرأة وتركت زوجها وأمها وأخاها كيف القسمة، للزوج كم؟النصف، وللأم السدس.قال: [وهنا ما يعرف بالحجرية أو الحمارية أو المشتركة، وهي أن تموت امرأة، وتترك زوجها صاحب النصف، وأمها، وإخوة لأمها، وأخاً لأبيها أو إخوة]. الزوج له النصف، والأم ترث السدس لوجود إخوة له متعددين، الأم لها السدس، وبعد النصف والسدس بقي الإخوة للأم لهم الباقي، وهو السدس؛ لأنهم تعددوا، والذي للأب أو الشقيق لم يبق له شيء، هذا الشقيق اشتكى إلى القاضي، وقال: يا سيادة القاضي، افرض أن أبانا حماراً أليست أمنا واحدة فكيف أنا أحرم؟!الزوج أخذ النصف، الأم أخذت السدس، منعها من الثلث الإخوة، الإخوة للأم لهم الثلث. هذه الكلالة. إذاً: ماذا بقي؟ ما بقي شيء، قال: اذهب فليس لك شيء فقد حجبت؛ لأن الإخوة للأم لهم الثلث تعددوا، الثلث والنصف والسدس ما بقي شيء للإخوة لأب. هذه تعرف عند الفقهاء بالحمارية، إذ قالوا: افرض أن أبانا حماراً أو حجراً، أليست أمنا واحدة كيف نحرم؟ قال: هذا الذي أعطاكم الله.نعود إلى آية الكلالة التي ذكرناها: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ [النساء:176]، هنا الكلالة إخوة لأم وأب أو لأب، وليست كالأولى الإخوة لأم فقط: قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ [النساء:176] ماذا ترث؟ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ [النساء:176]. إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ [النساء:176]، فإن كان الولد لا حظ له، فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ [النساء:176] من تركة أخيهما؛ لأن النسوة إذا تعددين لا يرثن أكثر من ثلثين ، وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النساء:176]. مسائل في المواريث نسأل:مسألة: هلك هالك وترك أولاداً، كيف تقسم هذه التركة؟للذكر مثل حظ الأنثيين.مسألة:هلك هالك وترك بنات ولا ولد معهما كيف؟لهما ثلثا ما ترك، وإن ترك هذا الهالك ابنة واحدة فقط، فلها النصف؛ لقوله تعالى: وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ [النساء:11]، وللأبوين الأم والأب مع هؤلاء الوارثين لكل واحد منهما السدس.وإن فرضنا أن الولد لم يكن له سوى أباه وأمه، كيف تقسم التركة؟السدس للأم والباقي للأب بالعصبة والفرضية؛ لقول الله تعالى: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ [النساء:11]، وإن هلك هالك وترك إخوة وأمه وأباه كيف تقسمون التركة؟ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ [النساء:11] والباقي للأب والإخوة محجوبون.فإن ترك أخاً واحداً فلأمه الثلث والباقي للأب. هلك هالك عن امرأتين، وترك أولاداً منهما أو من غيرهما، ماذا للزوجتين؟شركاء في الثمن، وإن هلكت هالكة وتركت زوجها وبنتها؟للزوج الربع، فهو محجوب من النصف بهذه البنت أو هذا الابن، وإن هلك هو وما ترك ولداً ولا ولد ولد؟لها الربع.أما كلالة الإخوة للأم فصورتها: أن يهلك مؤمن ولم يترك ولداً ولا ولد ولد ولا أب ولا جد، لا من الأصول ولا من الفروع، ثم ترك إخوة لأمه؛فإن ترك أخاً واحداً لأمه يأخذ السدس. وإن ترك إخوة متعددين فهم شركاء في الثلث وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [النساء:12].نكتفي بهذا القدر. اللهم صل على نبينا محمد وآله وصحبه. |
رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
|