ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري ) (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=235072)

ابوالوليد المسلم 10-08-2022 08:39 PM

رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
 



http://majles.alukah.net/imgcache/2018/02/44.jpg
تفسير القرآن الكريم (أيسر التفاسير)
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة القمر - (2)
الحلقة (809)

سورة القمر
مكية
وآياتها خمس وخمسون آية

المجلد الخامس (صـــــــ 211الى صــــ 217)


كذبت ثمود بالنذر (23) فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر (24) أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر (25) سيعلمون غدا من الكذاب الأشر (26) إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر (27) ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر (28) فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر (29) فكيف كان عذابي ونذر (16) إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر (31) ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (17)

شرح الكلمات:
كذبت ثمود بالنذر: أي كذبت قبيلة ثمود وهم قوم صالح بالحجر من الحجاز بالرسل لأن النذر جمع نذير وهو الرسول كما هو هنا.
فقالوا أبشر منا واحدا نتبعه: أي كيف نتبع بشرا واحدا منا إنكارا منهم للإيمان بصالح عليه السلام.
إناإذا لفي ضلال وسعر: أي إنا إذا اتبعناه فيما جاء به لفي ذهاب عن الصواب وجنون.
أألقى عليه الذكر من بيننا: أي لم يوح إليه من بيننا أبدا وإنما هو كذاب أشر.
بل هو كذاب أشر: أي فيما ادعى أنه ألقى إليه من الوحي أشر بمعنى متكبر.
ستعلمون غدا: أي في الآخرة.
من الكذاب الأشر: وهو هم المعذبون يوم القيامة بكفرهم وتكذيبهم.
إنا مرسلو الناقة فتنة لهم: أي إنا مخرجو الناقة من الصخر ومرسلوها لهم محنة.
فارتقب واصطبر: أي انتظر وراقب ماذا يصنعون وما يصنع بهم، واصبر على أذاهم.
ونبئهم أن الماء قسمة بينهم: أي ماء بئرهم مقسوم بينهم وبين الناقة فيوم لها ويوم لهم.
كل شرب محتضر: أي كل نصيب من الماء يحضره قومه المختصون به الناقة أو ثمود.
فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر: أي فملوا ذلك الشرب وسئموا منه فنادوا صاحبهم وهو قدار بن سالف ليقتلها فتعاطى السيف وتناوله فعقر الناقة أي قتلها.
إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة: هي صيحة جبريل صباح السبت فهلكوا.
فكانوا كهشيم المحتظر: أي صاروا بعد هلاكهم وتمزق أجسادهم كهشيم المحتظر وهو الرجل يجعل في حظيرة غنمه العشب اليابس والعيدان الرقيقة يحظر بها لغنمه يحفظها من البرد والذئاب.
معنى الآيات:
قوله تعالى {كذبت ثمود بالنذر} هذا القصص الموجز الثالث وهو قصص ثمود قوم صالح فقال تعالى في بيانه {كذبت ثمود بالنذر} أي التي أنذرها نبيها صالح وهي ألوان العذاب كما كذبته فيما جاء به من الرسالة فقالوا في تكذيبهم له عليه السلام: {أبشرا منا واحدا نتبعه1} أي كيف يتم ذلك منا ويقع؟ عجب هذا إنا إذا لفي ضلال وسعر إنا إذا اتبعناه وهو واحد لا غير ومنا أيضا فهو كغيره من أفراد القبيلة لفي بعد عن الصواب وذهاب عن كل رشد، وسعر2 أي وجنون أيضا،
وقالوا مستنكرين متعجبين {أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر} أي متكبر.
قال تعالى ردا عليهم سيعلمون غدا يوم ينزل بهم العذاب ويوم القيامة أيضا من الكذاب الأشر أصالح أم هم، لن يكونوا إلا هم فهم الذين أخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين.
وقوله تعالى: {إنا مرسلو الناقة فتنة لهم} أي كما طلبوا إذ قالوا لصالح إن كنت رسول الله حقا فسله يخرج لنا من هذه الصخرة في هذا الجبل ناقة فقام يصلي ويدعو وما زال يصلي ويدعو حتى تمخض3 الجبل وخرجت منه ناقة عشراء آية في القوة والجمال، وقال لهم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم أليم. ومعنى فتنة لهم أي امتحانا واختبارا لهم هل يؤمنون أو يكفرون، ولذا قال تعالى لصالح فارتقبهم واصطبر4 أي انظر إليهم وراقبهم من بعد واصطبر على أذاهم. ونبئهم أي أخبرهم بأمرنا أن الماء ماء بئرهم الذي يشربون منه قسمة بينهم5 أي مقسوم بينهم للناقة يوم وللقبيلة يوم، وقوله كل شرب6 محتضر أي كل نصيب خاص بصاحبه يحضره دون غيره. وما تشربه الناقة من الماء نحيله إلى لبن خالص وتقف عند كل باب من أبواب المدينة ليحلبوا من لبنها وطالت المدة وملوا اللبن والسعادة فنادوا صاحبهم غدار بن سالف عاقر الناقة فتعاطى7 السيف وتناوله وعقرها بضرب رجليها بالسيف ثم ذبحها. وقوله تعالى {فكيف كان عذابي} الذي أنزلته بهم بعد عقر الناقة كيف كان إنذاري لهم أما العذاب فقد كان أليما وأما الإنذار فقد كان صادقا، والويل للمكذبين. وهذا بيانه قال تعالى {إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة} هي صيحة جبريل عليه السلام فانخلعت لها قلوبهم فأصبحوا في ديارهم جاثمين {كهشيم المحتظر} 8 أي ممزقين محطمين مبعثرين هنا وهنا كحطب وخشب وعشب الحظائر التي تجعل للأغنام.
وقوله تعالى {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} يدعو الله تعالى هذه الأمة إلى كتابه قراءة وحفظا وتذكرا فإنه مصدر كمالهم وسعادتهم لا سيما وقد سهله وهيأه لذلك. ولا يهلك على الله إلا هالك.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- بيان سنة الله في إهلاك المكذبين.
2- بيان أن الآيات لا تستلزم الإيمان وإلا فآية صالح من أعظم الآيات ولم تؤمن بها قوم ثمود.
3- أشقى أمة الإسلام عقبة بن أبي معيط الذي وضع سلى الجذور على ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصلي حول الكعبة، وعاقر ناقة صالح غدار بن سالف كما جاء في الحديث.
4- دعوة الله إلى حفظ القرآن والتذكير به فإنه مصدر الإلهام والكمال والإسعاد.
__________

1 أي: أنتبع فردا ونترك جماعة؟ قرأ الجمهور: (بشرا) منصوبا على الاشتغال، ورفعه بعضهم على الابتداء، وواحد: نعت يتبع المنعوت في النصب والرفع.
2 السعر: الجنون، والمسعور: المجنون قال الشاعر:
تخال بها سعرا إذا السفر هزها
ذميل وايقاع من السير متعب
يصف ناقته بالسعر لشدة نشاطها.
3 قال القرطبي: روي أن صالحا صلى ركعتين ودعا فانصدعت الصخرة التي عينوها عن سنامها، فخرجت ناقة عشراء وبراء.
4 (واصطبر) أصل الكلمة واصتبر قلبت التاء طاء موافقة للصاد في الإطباق.
5 روي عن جابر قال: لما نزل الحجر في مغزى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك قال: "أيها الناس لا تسألوا في هذه الآيات هؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث الله لهم ناقة فبعث الله عز وجل إليهم الناقة فكانت ترد من ذلك الفج فتشرب ماءهم يوما وردها ويحلبون منها مثل الذي كانوا يشربون يوم غبها".
6 الشرب بكسر الشين: الحظ من الماء، ومعنى محتضر: أي يحضره من هو له دون غيره إذ هو من الحضور خلاف الغياب.
7 (فتعاطى) مضارع عاطاه معاطاة وهو مشتق من عطا يعطو: إذا تناول ما يطلبه من شيء كأنهم كانوا مترددين في عقرها كل واحد يريد إعطاء غيره آلة العقر حتى أخذها غدار وعقرها.
8 المحتظر: اسم فاعل: الرجل الذي يتخذ الحظائر لغنمه من الحطب والعيدان وأغصان الشجر.

*************************

يتبع

ابوالوليد المسلم 10-08-2022 08:39 PM

رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
 
كذبت قوم لوط بالنذر (33) إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر (34) نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر (35) ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر (36) ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر (37) ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر (38) فذوقوا عذابي ونذر (39) ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (40) ولقد جاء آل فرعون النذر (41) كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر (42)
شرح الكلمات:
كذبت قوم لوط بالنذر: كذبت قوم لوط بالنذر التي أنذرهم بها وخوفهم منها لوط عليه السلام.
إنا أرسلنا عليهم حاصبا: أي ريحا ترميهم بالحصباء وهي الحجارة الصغيرة فهلكوا.
إلا آل لوط نجيناهم بسحر: أي بنتاه وهو معهم نجاهم الله تعالى من العذاب حيث غادروا البلاد قبل نزول العذاب بها.
نعمة من عندنا: أي إنعاما منا عليهم ورحمة منا بهم.
كذلك نجزي من شكر: أي مثل هذا الجزاء بالنجاة من الهلاك نجزي من شكرنا بالإيمان والطاعة.
ولقد أنذرهم بطشتنا: أنذرهم لوط أي خوفهم أخذتنا إياهم بالعذاب.
فتماروا بالنذر: أي فتجادلوا وكذبوا بالنذر التي أنذرهم بها وخوفهم منها.
ولقد راودوه عن ضيفه1: أي أن يخلى بينهم وبين ضيفه وهم ملائكة ليخبثوا بهم.
فطمسنا أعينهم: أي ضربهم جبريل بجناحه فطمس أعينهم فكانت كباقي وجوههم.
ولقد صبحهم بكرة عذاب: أي نزل بهم بكرة صباحا عذاب مستقر لا يفارقهم أبدا هلكوا به في الدنيا
مستقر ويصحبهم في البرزخ ويلازمهم في الآخرة.
ولقد يسرنا القرآن للذكر: أي سهلناه للحفظ والتذكر به والعمل بما فيه.
فهل من مدكر؟ : أي من متذكر فيعمل بما فيه فينجو من النار ويسعد في الجنة.
ولقد جاء آل فرعون النذر: أي قوم فرعون الإنذارات على لسان موسى وهارون عليهما السلام.
كذبوا بآياتنا كلها: أي فلم يؤمنوا بل كذبوا بآياتنا التسع التي آتيناها موسى.
فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر: أي فأخذناهم بالعذاب وهو الغرق أخذ قوي مقتدر على كل شيء لا يعجزه شيء.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في ذكر موجز لقصص عدد من الأمم السابقة تسلية لرسول لله صلى الله عليه وسلم
وتهديدا للمشركين المصرين على الشرك بالله والتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنذارا لأهل الشرك والمعاصي في كل زمان ومكان فقال تعالى {كذبت2 قوم لوط} وهم أهل قرى سدوم3 وعمورة كذبوا رسولهم لوطا بن أخي إبراهيم عليه السلام هاران. كذبوا بالنذر وهي الآيات التي أنذرهم لوط بها وخوفهم من عواقبها.
وقوله تعالى: {إنا أرسلنا عليهم حاصبا4} أي لما كذبوا بالنذر وأصروا على الكفر وإتيان الفاحشة أرسلنا عليهم حاصبا ريحا تحمل الحصباء الحجارة الصغيرة فأهلكناهم بعد قلب البلاد بجعل عاليها سافلها. وقوله تعالى {إلا آل لوط نجيناهم بسحر5} والمراد من آل لوط لوط ومن آمن معه من ابنتيه وغيرهما نجاهم الله تعالى بسحر وهو آخر الليل. وقوله {نعمة من عندنا} أي كان انجاؤهم إنعاما منا عليهم ورحمة منا بهم. وقوله تعالى {كذلك نجزي من شكر} أي كهذا الانجاء أي من العذاب الدنيوي نجزي من شكرنا فآمن بنا وعمل صالحا طاعة لنا وتقربا إلينا وقوله تعالى: {ولقد أنذرهم6 بطشتنا} أي إننا لم نأخذهم بظلم منا ولا بدون سابق إنذار منا لا، لا بل أخذناهم بظلمهم، وبعد تكرر إنذارهم، فكانوا إذا أنذروا تماروا بما أنذروا فجادلوا فيه مستهزئين مكذبين، ومن أعظم ظلمهم أنهم راودوا لوطا عن ضيفه من الملائكة وهم في صورة بشر، فلما راودوه عنهم ليفعلوا الفاحشة ضربهم جبريل بجناحه فطمس أعينهم فأصبحت كسائر وجوههم لا حاجب ولا مقلة ولا مكان للعين بالكلية وقولنا لهم فذوقوا عذابي ونذري أي لأولئك الذين راودوا لوطا عن ضيفه، أما باقي الأمة فهلاكهم كان كما أخبر تعالى عنه بقوله: {ولقد صبحهم بكرة} أي صباحا {عذاب مستقر} أي دائم لهم ملازم لا يفارقهم ذاقوه في الدنيا موتا وصاحبهم بزرخا ويلازمهم في جهنم لا يفارقهم. وقلنا لهم فذوقوا عذابي ونذر حيث كنتم تمارون وتستهزئون وقوله تعالى: {ولقد يسرنا7 القرآن للذكر} أي القرآن للحفظ وسهلناه للفهم والاتعاظ به والتذكر فهل من مدكر أي فهل من متذكر متعظ معتبر فيقبل على طاعة الله متجنبا معاصيه فينجو ويسعد وقوله تعالى: {ولقد جاء آل فرعون النذر} 8 أي قوم فرعون من القبط وجنده منهم كذلك جاءتهم النذر على لسان موسى وأخيه هارون فكذبوا وأصروا على الكفر والظلم، وكذبوا بآيات الله كلها9 وهي تسع آيات آتاها الله تعالى موسى أولها العصا وآخرها انفلاق البحر فبسبب ذلك أخذناهم أخذ عزيز غالب لا يمانع في مراده مقتدر ولا يعجزه شيء فأغرقناهم أجمعين.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- تقرير ربوبية الله تعالى وألوهيته بالالتزام وتقرير التوحيد وإثبات النبوة لمحمد صلى الله عليه وسلم. إذ أفعال الله العظيمة من إرسال الرسل والأخذ للظلمة الكافرين بأشد أنواع العقوبات من أجل أن الناس لم يعيدوا ولم يطيعوا دال على ربوبيته وألوهيته، وقص هذه القصص من أمي لم يقرأ ولم يكتب دال على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
2- بيان جزاء الشاكرين لله تعالى بالإيمان به وطاعته وطاعة رسله.
3- مشروعية الضيافة وإكرام الضيف، وفي الحديث: "من كان يؤمن10 بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".
4- تيسير القرآن وتسهيله للحفظ والاتعاظ والاعتبار.
__________

1 ليخبثوا بهم، أي: بإتيانهم الفاحشة، في القاموس: الخبث: الزنا، وخبث ككرم: إذا زنى وخبثت المرأة: إذا زنت فهي خبيثة، والزاني: خبيث.
2 عرف قوم لوط بالإضافة إليه عليه السلام لأنه لم يكن لتلك الأمة اسم عند العرب يعرفون به.
3 بعضهم يرويها بالذال المعجمة وبعضهم بالدال المهملة، وعمورة بعضهم يرويها بلفظ عمورية.
4 (إنا أرسلنا) الجملة مستأنفة استئنافا بيانيا لأن من سمع بتكذيبهم تساءل عما فعل الله بهم.
5 لوط داخل في آله بفحوى الخطاب فلا يقال: لم لم يذكر لوط وذكر آله دونه.
6 البطشة المرة: أي الأخذة بشدة وعنف وقوة.
7 هذه المرة الثالثة ينوه فيها القرآن الكريم ولم يذكر هنا ما ذكر في المرتين قبل قوله: (فكيف كان عذابي ونذر) اكتفاء بما سبق ذكره بعدا عن التكرار غير المجدي.
8 هذا آخر قصة تضمنتها سورة القمر تذكيرا وإنذارا لكفار قريش لعلهم يؤمنون ويوحدون، والمراد من آل فرعون: أتباعه من رجال دولته وجنوده وقومه الأقباط، والشاهد من القصة أنهم كذبوا فأخذوا، فليعلم هذا المصرون على التكذيب من كفار قريش.
9 خمس منها في آية الأعراف: {فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم} . والأربع الأخرى هي انقلاب العصا حية، وخروج يده من جيبه بيضاء كفلقة القمر وسنو القحط والطمس على الأموال وانفلاق البحر، فهذه التسع آيات التي كذبوا بها كلها.
10 في الصحيح.



ابوالوليد المسلم 10-08-2022 08:40 PM

رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
 


http://majles.alukah.net/imgcache/2018/02/44.jpg
تفسير القرآن الكريم (أيسر التفاسير)
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة القمر - (3)
الحلقة (810)

سورة القمر
مكية
وآياتها خمس وخمسون آية

المجلد الخامس (صـــــــ 217الى صــــ 222)

أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر (43) أم يقولون نحن جميع منتصر (44) سيهزم الجمع ويولون الدبر (45) بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر (46)

شرح الكلمات:
أكفاركم خير من أولئكم: أي أكفاركم يا قريش حير من أولئكم الكفار المذكورين من قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وفرعون وملائه؟ فلذا هم لا يعذبون.
أم لكم براءة في الزبر: أم لكم يا كفار قريش براءة من العذاب في الزبر أي الكتب الإلهية.
أم يقولون نحن جميع منتصر: أم يقولون أي كفار قريش نحن جميع1 أي جمع منتصر على محمد وأصحابه.
سيهزم الجمع ويولون الدبر: أي سيهزم جمعهم ويولون الدبر هاربين منهزمين وكذلك كان في بدر.
بل الساعة موعدهم: أي الساعة موعدهم بالعذاب والمراد من الساعة يوم القيامة.
والساعة أدهى وأمر: أي وعذاب الساعة وأهوالها أي هي أعظم بلية وأمر أي أشد مرارة من عذاب الدنيا قطعا.
معنى الآيات:
يقول تعالى مبكتا مشركي قريش مؤنبا إياهم وهم الذين إن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم يقول الله تعالى لهم: {أكفاركم2} يا قريش خير من كفار الأمم السابقة كعاد وثمود وقوم لوط وآل فرعون فلذا هم آمنون من العذاب الذي نزل بكفار الآخرين، أم لكم3 براءة من العذاب جاءت في الكتب مسطورة اللهم لا ذا ولا ذاك ما كفاركم بخير من أولئكم، وليس لكم براءة في الزبر، وإنما أنتم ممهلون فإما أن تتوبوا وأما أن تؤخذوا. وقوله تعالى عنهم {أم يقولون نحن جميع4} أي جمه منتصر على كل من يحاربنا ويريد أن يفرق جمعنا نعم قالوا هذا، ولكن سيهزم الجمع ويولون الدبر، وقد تم هذا في5 بدر بعد سنيات ثلاث أو أربع وهزم جمعهم في بدر وولوا الأدبار هاربين إلى مكة. وقوله تعالى {بل الساعة6 موعدهم} أي الساعة التي ينكرونها ويكذبون بها هي موعد عذابهم الحق أم عذاب الدنيا فهو ليس شيء إذا قيس بعذاب الآخرة. {والساعة أدهى وأمر} أي أعظم بلية وأكبر داهية تصيب الإنسان وعذابها، {وأمر} أي وعذابها أمر من عذاب الدنيا كله.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- بيان حقيقة يغفل عنها الناس وهي أن الكفر كله واحد ومورد للهلاك.
2- لا قيمة أبدا لقوة الإنسان إزاء قوة الله تعالى.
3- صدق القرآن في إخباره بغيب لم يقع ووقع كما أخبر وهو آية أنه وحي الله وكلامه.
4- القيامة موعد لقاء البشرية كافة بحيث لا يتخلف عنه أحد.
__________

1 جميع: اسم للجماعة كأنهم قالوا: نحن جماعة منتصرة على من يريد حربنا وذكرت الصفة (منتصر) مراعاة للفظ الجميع لا لدلالته على متعدد.
2 جائز أن يكون الاستفهام على بابه حيث يطلب منهم أن يفصحوا عن الحقيقة فإن قالوا كفارنا خير قيل لهم ما وجه الخيرية، وإن قالوا: الكل سواء قيل إذا فسوف تأخذون بالعذاب كما أخذ الأولون.
3 أم: للإضراب الانتقالي وما يقدر بعدها من استفهام هو للإنكار أي: بل ما لكم براءة في الزبر من العذاب حتى تكونوا آمنين من تكذيبكم وكفركم.
(أم) هي المنقطعة المفسرة ببل للإضراب الانتقالي والاستفهام المقدر بعدها للتوبيخ.
5 فكانت هذه آية على أن القرآن كلام الله وأن محمدا رسول الله لتحقق الغيب الذي أخبر به.
6 الساعة في القرآن: علم بالغلبة على يوم القيامة والحساب والجزاء.

*****************************

يتبع

ابوالوليد المسلم 10-08-2022 08:40 PM

رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
 
إن المجرمين في ضلال وسعر (47) يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر (48) إنا كل شيء خلقناه بقدر (49) وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر (50) ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر (51) وكل شيء فعلوه في الزبر (52) وكل صغير وكبير مستطر (53) إن المتقين في جنات ونهر (54) في مقعد صدق عند مليك مقتدر (55)
شرح الكلمات:
إن المجرمين في ضلال وسعر: أي الذين أجرموا على أنفسهم بالشرك والمعاصي في ضلال الدنيا ونار مستعرة في الآخرة.
ذوقوا مس سقر: أي يوم يسحبون في النار على وجوههم يقال لهم ذوقوا مس سقر جهنم.
إنا كل شيء خلقناه بقدر: أي إنا خلقنا كل شيء بتقدير سابق لخلقنا له وذلك بكتابته في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض فهو يقع كما كتب كمية وصورة وزمانا ومكانا لا يتخلف في شيء من ذلك.
وما أمرنا إلا واحدة: أي وما أمرنا إذا أردنا خلق شيء إلا أمرة واحدة فيتم وجوده.
كلمح بالبصر: الشيء بسرعة كلمح البصر وهو النظر بعجلة.
ولقد أهلكنا أشياعكم: أي ولقد أهلكنا أمثالكم أيها المشركون من الأمم السابقة.
فهل من مدكر؟ : أي فذكروا واتعظوا بهذا خيرا لكم من هذا الإعراض.
وكل شيء فعلوه في الزبر: أي وكل ما فعله العباد هو مسجل في كتب الحفظة من الملائكة.
وكل صغير وكبير مستطر: أي وكل صغير وكبير من سائر الأعمال والأحداث في اللوح المحفوظ مستطر مكتوب.
إن المنتقين في جنات ونهر: إن الذين اتقوا ربهم فلم يشركوا به ولم يفسقوا عن أمره في جنات يشربون من أنهار الماء واللبن والخمر والعسل المصفى.
في مقعد صدق: أي في مجلس حق لا لغو به ولا تأثيم.
عند مليك مقتدر: عند مليك أي ذي ملك وسلطان مقتدر على ما يشاء وهو الله جل جلاله.
معنى الآيات:
قوله تعالى {إن المجرمين في ضلال وسعر} يخبر تعالى عن حال المجرمين وهم الذين أجرموا على أنفسهم فأفسدوها بالشرك وغشيان الذنوب يخبر تحذيرا وإنذارا بأن المجرمين في ضلال في حياتهم الدنيا، وسعر ونار مستعرة متأججة يوم القيامة يوم يسحبون في النار على وجوههم يقال لهم ذوقوا تهكما بهم مس سقر1 تذوقوا العذاب، وسقر طبق من أطباق جهنم وباب من أبوابها وقوله تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر2} إعلام منه تعالى عن نظام الكون الذي خلقه
تعالى وهو أن كل حادث يحدث في هذا العالم قد سبق به علم الله وتقديره له فحدد ذاته وصفاته وأعماله ومآله إلى جنة أو إلى نار، إن كان إنسانا أو جانا وليس هناك شيء يحدث بدون تقرير سابق له وعلم تام به قبل حدوثه. وقوله تعالى: {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} 3 يخبر تعالى عن قدرته كما أخبر عن علمه بأنه تعالى إذا أراد إيجاد شيء في الوجود لم يزد على أمر واحد وهو كن فإذا بالمطلوب يكون كما أراد تعالا أزلا أن يكون، وبسرعة كسرعة لمح البصر الذي هو نظرة سريعة. وقوله تعالى وهو يخاطب مشركي قريش {ولقد أهلكنا أشياعكم} أي أمثالكم في الكفر والعصيان أي من الأمم السابقة {فهل من مدكر} أي متذكر متعظ معتبر قبل فوات الوقت وحصول المكروه من العذاب في الدنيا وفي الآخرة. وقوله تعالى {وكل شيء فعلوه} أي أولئك المشركون {في الزبر} أي في كتب الحفظة من الملائكة الكرام الكاتبين، وكل صغير وكبير من أعمالهم وأعمال غيرهم بل كل حادثة في الأكوان هي مسطرة في اللوح المحفوظ كتاب المقادير. وقوله تعالى {إن المتقين في جنات4 ونهر} هذا الإخبار يقابل الإخبار الأول أن المجرمين في ضلال وسعر فالأول إعلام وتحذير وترهيب وهذا إخبار وبشرا وترغيب حيث أخبر أن المتقين الذين اتقوا ربهم فلم يشركوا به ولم يفسقوا عن أمره إنهم في جنات بساتين ذات قصور وحور، وأنهار وأشجار هم جالسون في مقعد صدق5 في مجلس حق لا لغو يسمع فيه ولا تأثيم يلحق جالسه عند6 مليك أي ذي ملك وسلطان مقتدر على ما فعل كل ما يريده سبحانه لا إله إلا هو ولا رب سواه.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- بيان مصير المجرمين وضمنه تخويف وتحذير من الإجرام الموبق للإنسان.
2- تقرير عقيدة القضاء والقدر.
3- تقرير أن أعمال العباد مدونة في كتب الكرام الكاتبين لا يترك منها شيء.
4- تقرير أن كل صغيرة وكبيرة من أحداث الكون هي في كتاب المقادير اللوح المحفوظ.
5- بيان مصير المتقين مع الترغيب في التقوى إذ هي ملاك الأمر وجماع الخير.
6- ذكر الجوار الكريم وهو مجاورة الله رب العالمين في الملكوت الأعلى في دار السلام.
__________

(سقر) قال عطاء: سقر: الطبق السادس من جهنم، ومسها: هو ما يجدون من الألم عند الوقوع فيها، وسقر: اسم من أسماء جهنم لا ينصرف لأنه اسم مؤنث معرفة وكذلك جهنم ولظى.
2 روى الترمذي وحسنه وصححه عن أبي هريرة قال: جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت: {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر} . وروى مسلم عن طاووس قال: أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيء بقدر: قال: وسمعت عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل شيء بقدر حتى العجز والكيس".
3 (إلا واحدة) أي: مرة واحدة (كلمح البصر) أي: قضائي في خلقي أسرع من لمح البصر، واللمح، النظر بعجلة، يقال لمحه وألمحه: إذا أبصره بنظر خفيف.
4 قرأ في غير السبع ونهر بضم النون والهاء جمع نهار أي لا ليل لهم كسحاب وسحب قال الفراء: أنشدني بعض العرب:
إن تلك ليلا فإني نهر
متى أرى الصبح فلا أنتظر
وقال آخر:
لولا الثريدان هلكنا بالضحى
ثريد ليل وثريد بالنهر
5 (مقعد صدق) قال القرطبي: أي: مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم وهو الجنة، والعندية هنا عندية القربى والزلفى والمكانة والرتبة العالية والمنزلة الشريفة في جوار أرحم الراحمين ورب العالمين.
6 (مليك) أبلغ من ملك وهو بمعنى: مالك، و (مقتدر) أبلغ من قادر، والتنكير في مليك، ومقتدر: للتعظيم.
م8 أيسر التفاسير (المجلد الخامس



ابوالوليد المسلم 10-08-2022 08:41 PM

رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
 


http://majles.alukah.net/imgcache/2018/02/44.jpg
تفسير القرآن الكريم (أيسر التفاسير)
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الرجمن - (1)
الحلقة (811)

سورة الرحمن
مكية
وآياتها ثمان وسبعون آية

المجلد الخامس (صـــــــ 223الى صــــ 227)

سورة الرحمن1
مكية
وآياتها ثمان وسبعون آية

بسم الله الرحمن الرحيم
الرحمن (1) علم القرآن (2) خلق الإنسان (3) علمه البيان (4) الشمس والقمر بحسبان (5) والنجم والشجر يسجدان (6) والسماء رفعها ووضع الميزان (7) ألا تطغوا في الميزان (8) وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان (9) والأرض وضعها للأنام (10) فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام (11) والحب ذو العصف والريحان (12) فبأي آلاء ربكما تكذبان (13)

شرح الكلمات:
الرحمن: اسم من أسماء الله تعالى.
علم القرآن: أي علم من شاء من عباده القرآن.
خلق الإنسان: آدم كما خلق ذريته أيضا.
علمه البيان: أي علم آدم البيان الذي هو النطق والإعراب عما في النفس بلغة من اللغات كل هذا تعليم الله عز وجل ولولا الله ما نطق إنسان.
الشمس والقمر بحسبان: أي يجريان بحساب معلوم مقدر في بروجهما ومنازلهما.
والنجم والشجر يسجدان: النجم مالا ساق له من النبات، والشجر ماله ساق يسجدان يخضعان لله تعالى بما يريد منهما في طواعية كالسجود من المكلفين.
والسماء رفعها: أي فوق الأرض وأعلاها.
ووضع الميزان: أي أثبت العدل بين العباد أمر به وألهم صنع آلته.
ألا تطغوا في الميزان: أي لأجل أن لا تجوروا في الميزان وهو ما يوزن به من آلات.
وأقيموا الوزن بالقسط: أي بالعدل.
ولا تخسروا الميزان: أي لا تنقصوا الموزون الذي تزنونه بل وفوه.
والأرض وضعها للأنام: أي أثبتها وخفضها كما رفع السماء وأعلاها للأنام لحياة الأنام عليها وهم الإنس والجن والحيوان وكل ذي روح.
فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام: أي في الأرض فاكهة وهي كل ما يتفكه به الإنسان من أنواع الفواكه الكثيرة، والنخل ذات الأكمام وهي أوعية طلعها.
والحب ذو العصف: أي وفي الأرض الحب من بر وشعير وعصفه تبنه.
والريحان: نبت معروف، والمراد به أنواع الرياحين المشمومة ذات الريح الطيب.
فبأي آلاء ربكما تكذبان: أي فبأي نعم ربكما يا معشر الجن والإنس تكذبان وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى. والجواب لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد.
معنى الآيات:
قوله تعالى {الرحمن2 علم القرآن3} يخبر تعالى أنه هو الرحمن الذي علم نبي محمد صلى الله عليه وسلم القرآن لا كما يقول المبطلون إنما يعلمه بشر. الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء وهي متجلية ظاهرة فيما يعدد من آلاء ونعم. منها خلقه الإنسان آدم وذريته، وتعليمهم البيان وهو النطق والإبانة عما في نفوسهم. {الشمس والقمر بحسبان} 4 يجريان لإفادة الناس في معرفة أوقات عباداتهم، وآجال ديونهم وهي مظاهر الرحمة، {والنجم والشجر يسجدان} والنجم غذاء بهائمكم والشجر فيه فاكهتكم وبعض غذائكم {يسجدان} خضوعا لله بما أراد منهما لا يعصيان كما يعصي الثقلان. والسماء رفعها عن الأرض ولم يلصقها بالأرض إنعاما منه على الثقلين في رفعها وتزينها بكواكبها وشمسها وقمرها، {ووضع الميزان5} أي العدل حيث أمر به وآلهم وضع آلته وغرز في النفوس حبه والرغبة فيه، من أجل ألا تجوروا في الميزان، {وأقيموا الوزن بالقسط} بالعدل، {ولا تخسروا الميزان} أي لا تنقصوه إذا وزنتم بل وفوه كل هذا إنعام وألوان من رحمات الرحمن. والأرض وضعها للأنام أي أثبتها وخفضها ودحاها لحياة الأنام. وهم الإنس والجان والحيوان، {فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام} أي أوعية الطلع، والحب البر والشعير ذو العصف6 أي التبن والريحان هذه أنواع الطعام للإنسان والحيوان طعام وفاكهة وريحان كل هذه مظاهر الرحمة التي أفاضها الرحمن.
{فبأي آلاء 7ربكما} يا معشر الجن والإنس {تكذبان} . لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- الرحمن مثل اسم الله لا يصح أن يطلق على غير الرب تبارك وتعالى، فيقال فلان عزيز أو رحيم أو عليم أو حكيم، ولكن لا يقال رحمان، كما لا يقال إله أو الإله أو الله.
2- ورد في الصحيح في فضل تعلم القرآن وقوله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
3- وجوب إقامة العدل والتواصي به، ومراقبة الموازين لدى التجار وإصلاح فاسدها.
4- وجوب شكر الله على آلائه.
5- استحباب قول لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد عند سماع قراءة فبأي آلاء ربكما تكذبان.
6- مشروعية تعلم علم الفلك لمعرفة القبلة ومواقيت الصلاة والصيام والحج.
__________

1 روى البيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن" وذكره صاحب الإتقان كذلك.
2 اختير اسم الرحمن دون سائر الأسماء الإلهية لأمور منها: أنه الاسم الذي كان المشركون ينكرونه، ومنها الرد على الزاعمين أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمه بشر فأخبر تعالى أن الرحمن هو الذي علم القرآن، ومنها: أن يكون في هذا الخبر براعة استهلال إذ السورة تعدد عشرات النعم، ومصدره الرحمن عز وجل.
3 (علم القرآن) هذا الخبر عن الرحمن، و (خلق الإنسان) خبر ثان و (علمه البيان) خبر ثالث، و (الشمس والقمر بحسبان) خبر رابع، والرابط تقديره بحسبانه، فالضمير عائد على الرحمن سبحانه وتعالى.
4 الحسبان: مصدر حسب بمعنى: عد كالغفران: مصدر غفر والباء للملابسة.
5 أصل الميزان: اسم آلة الوزن، والوزن: تقدير تعادل الأشياء، وضبط مقادير ثقلها، و (وضع) بمعنى: جعل ومنه الحديث: " فضعها حيث أراك الله" أي: اجعلها.
6 سمي التبن عصفا: لأن الريح تعصف به لخفته.
7 الفاء للتفريع على ما تقدم من ضروب النعم العظيمة.

******************************

يتبع

ابوالوليد المسلم 10-08-2022 08:41 PM

رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
 
خلق الأنسان من صلصال كالفخار (14) وخلق الجان من مارج من نار (15) فبأي آلاء ربكما تكذبان (16) رب المشرقين ورب المغربين (17) فبأي آلاء ربكما تكذبان (18) مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخ لا يبغيان (20) فبأي آلاء ربكما تكذبان (21) يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان1 (22) فبأي آلاء ربكما تكذبان (23) وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام (24) فبأي آلاء ربكما تكذبان (25)
شرح الكلمات:
خلق الإنسان من صلصال: أي خلق آدم من طين يابس يسمع له صلصلة كالفخار وهو ما طبخ من الطين.
كالفخار
وخلق الجان من مارج من نار: أي أبا الجن من لهب النار الخالص من الدخان وهو مختلط أحمر وأزرق وأصفر.
رب المشرقين ورب المغربين: أي مشرق الشتاء, مشرق الصيف أي مطلع طلوع الشمس فيهما. وكذا المغربين في الصيف والشتاء.
مرج البحرين يلتقيان: أي أرسل البحرين العذب والملح يلتقيان في رأي العين.
بينهما برزخ لا يبغيان: أي بينهما حاجز لا يبغى أحدهما على الآخر فيختلط به.
يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان: أي يخرج من مجموعها الصادق بأحدهما وهو الملح اللؤلؤ والمرجان وهو خرز أحمر, وهو صغار اللؤلؤ.
وله الجوار المنشئات في البحر: أي السفن المحدثات في البحر كالأعلام أي كالجبال عظما وارتفاعا.
كالأعلام
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في ذكر ما أفاض الرحمن جل جلاله من رحمته التي وسعت كل شيء من آلاء ونعم لا تحصى ولا تعد ولا تحصر فقال تعالى {خلق الإنسان} أي الرحمن الذي تجاهله المبطلون وقالوا: وما الرحمن؟ الرحمن الذي خلق الإنسان آدم أول إنسان خلقه ومن أي شيء خلقه {في صلصال} أي من طين ذي2 صلصلة وصوت {كالفخار} خلق الإنسان، وخلق الجان وهو عالم كعالم الإنسان خلق أصله من مارج وهو ما مرج واختلط من لهب النار. فبأي يا معشر الجن والإنس {آلاء ربكما تكذبان} إن نعم تفوق عد الإنسان من رب المشرقين ورب المغربين من خلقهما من ملكهما من سخرهما لفائدة الإنسان؟ إنه الرحمن فبأي آلاء ربكما تكذبان3؟ لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد. الرحمن مرج البحرين4 الملح والعذب أرسلهما على بعضهما فمرجا. كأنهما اختلطا إذ جعل بينهما برزخا حاجزا فهما لا يبغيان فلا يختلط أحدهما بالثاني، فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ يخرج منهما5 اللؤلؤ والمرجان من خلق في مجموع البحرين اللؤلؤ والمرجان وهما خرز أبيض وأحمر وأخضر ولفائدة من خلقهما الرحمن؟ إنها لفائدة الإنسان إذا هما نعمة ورحمة من رحمات الرحمن {فبأي آلاء ربكما تكذبان} {وله الجوار} أي6 للرحمن الجوار المنشآت المصنوعات في البحر في أحواض السفن كالأعلام علوا وارتفاعا تظهر في البحر كما تظهر الجبال في البر لمصلحة من خلقها الرحمن لمصلحة الإنسان فهي إذا رحمة
الرحمن ونعمته على الإنسان فبأي آلاء ربكما يا معشر الإنس والجن تكذبان؟ أقروا واعترفوا واشكروا الرحمن.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- بيان أصل خلق الإنسان والجان فالأول من طين لازب ذي صلصال كالفخار والثاني من مارج من نار وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن خلق الملائكة كان من نور.7
2- معرفة مطالع الشمس ومغاربها في الشتاء والصيف وهما مطلعان ومغربان.
3- معرفة صناعة اللؤلؤ والمرجان, والسفن التي هي في البحر كالجبال علوا وظهورا.
4- وجوب شكر الرحمن على إنعامه على الإنس والجان.
__________

1 اختلف في تحديد كل من اللؤلؤ والمرجان، فمن قائل: اللؤلؤ كباره والمرجان صغاره، وقيل: المرجان: الخرز الأحمر، وقيل: المرجان: عظام اللؤلؤ وكباره.
2 الصلصال: الطين اليابس، والفخار: الطين المطبوخ، ويسمى الخزف وجائز أن يكون كالفخار في محل نصب حال من الإنسان أي: خلقه من صلصال فصار الإنسان كالفخار في لونه وصلابته.
3 الاستفهام هنا: للتوبيخ على ترك الشكر.
4 المرج: الإرسال كقولهم: مرج الدابة: أرسلها ترعى في المرج. والمعنى: أرسل البحرين بحيث لا يحبس ماؤهما عن الجري ولا عن الالتقاء ببعضهما البعض، ومع هذا فقد جعل بينهما برزخا، وهو الفاصل الذي يفصل الماء الملح الأجاج عن العذب الفرات. هذه مظاهر القدرة والعلم الموجبة للتوحيد والشكر بالطاعة.
5 جائز أن تكون من في منهما: للسببية نحو: (وما أصابك من سيئة فمن نفسك) وجائز أن تكون للابتداء وهو الأظهر.
6 الجوار: صفة لموصوف محذوف وهو السفن أي: وله السفن الجوار في البحر، وجمع الجوار جارية.
7 الحديث في صحيح مسلم.


ابوالوليد المسلم 10-08-2022 08:42 PM

رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
 


http://majles.alukah.net/imgcache/2018/02/44.jpg
تفسير القرآن الكريم (أيسر التفاسير)
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الرجمن - (2)
الحلقة (812)

سورة الرحمن
مكية
وآياتها ثمان وسبعون آية

المجلد الخامس (صـــــــ 227الى صــــ 232)

كل من عليها فان (26) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والأكرام (27) فبأي آلاء ربكما تكذبان (28) يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن (29) فبأي آلاء ربكما تكذبان (30) سنفرغ لكم أيها الثقلان (31) فبأي آلاء ربكما تكذبان (32) يا معشر الجن والأنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان (33) فبأي آلاء ربكما تكذبان (34) يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران (35) فبأي آلاء ربكما تكذبان (36)

شرح الكلمات:
كل من عليها فان: أي كل من على الأرض من إنسان وحيوان وجان فان أي هالك.
ويبقى وجه ربك: أي ذاته ووجه سبحانه وتعالى.
ذو الجلال والإكرام: أي العظمة والإنعام على عباده عامة والمؤمنين بخاصة.
يسأله من في السموات والأرض: أي يسألونه حاجاتهم التي تتوقف عليها حياتهم من الرزق والقوة على العبادة. والمغفرة للذنب، والعزة من الرب.
كل يوم هو في شأن: أي كل وقت هو في شأن: شؤون يبديها وفق تقديره لها يرفع أقواما ويضع آخرين.
سنفرغ لكم أيها الثقلان1: أي لحسابكم ومجازاتكم بعد انتهاء هذه الحياة الدنيا ونجزي كلا بما عمل.
إن استطعتم أن تنفذوا: أي إن قدرتم على أن تخرجوا.
من أقطار السموات والأرض: أي من نواحي السموات والأرض.
فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان: أي فاخرجوا. لا تنفذون إلا بقوة ولا قوة لكم وهذا تعجيز لهم.
يرسل عليكما شواظ من نار: أي من لهب النار الخالص الذي لا دخان فيه.
ونحاس: أي دخان لا لهب فيه، ولا يبعد أن يكون نحاسا مذابا.
فلا تنتصران: أي لا تمتنعان من السوق إلى المحشر.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في ذكر أيادى الرحمن الرحيم قال عز من قائل {كل من عليها2 فان} كل من على الأرض من إنسان وجان وذوي روح وحيوان فان: هالك، لا تبقى له روح ولا ذات، {ويبقى3 وجه ربك ذو الجلال والإكرام} حي لا يموت والإنس والجن يموتون فبأي ألاء ربكما4 تكذبان أبنعمة إيجادكما وإمدادكما بالأرزاق والخيرات طوال الحياة أم بنعمة إنهاء أتعابكما وتكاليفكما أم بإهلاك أعدائكما، وإدنائكما من النعيم المقيم في جنات النعيم، قولوا خيرا لكم لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد. وقوله {يسأله من في السماوات والأرض} 5
أي يطلبونه بلسان القال أو الحال ما هم في حاجة إليه مما يحفظ وجودهم ويغفر ذنوبهم وقوله تعالى {كل يوم هو في شأن} أي لا يفرغ الدهر كله يدبر أمر السماء والأرض يرفع أقواما ويضع آخرين.
وقول الرحمن {6سنفرغ لكم أيها الثقلان} من الإنس والجن فنحاسبكما ونجزيكما محسنكما بالإحسان وسيئكما بالسوء والخسران، وهذا يوم تقومان للرحمن، حفاة عراة وتقفان بين يديه للحكم فيكما والقضاء بينكما فبأي آلاء ربكما تكذبان أبالعدل في الحكم بينكما أم بإسعاد صالحيكما واشقاء مجرميكما.
وقول الرحمن {يا7 معشر الجن والأنس إن استطعتم أن تنفذوا} أي تخرجوا {من أقطار السماوات والأرض} أي من جوانبهما وأطرافهما {فانفذوا} أي اخرجوا هاربين من قضائي وحكمي لكما وعليكما لا تنفذون إلا بقوة قاهرة غالبة ولا قوة لكم ولا سلطان هكذا يتحداهما الرحمن وهم يساقون إلى ساحة فصل القضاء فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ أبنعمة إحيائكما بعد موتكما أم بنعمة إكرام صلحائكما وإهانة فاسديكما وهي العدالة التي لا رحمة ولا نعمة في الحياة الدنيا تساويهما. وقوله تعالى {يرسل عليكما شواظ} أي لهب النار الخالص من الدخان، ونحاس وهو دخان خالص فلا تنتصران هذا إن أردتما الفرار من عدالتي وعدم الإذعان لقضائي وحكمي فيكما. فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ أبعظمة ربكم وقوة سلطانه أم برحمة مولاكم ولطفه بكم اللهم لا شيء من آلائك نكذب ربنا ولك الحمد.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- تقرير عقيدة البعث والجزاء.
2- بيان جلال الله وعظمته وقوة سلطانه.
3- بيان عجز الخلائق أمام خالقها عز وجل.
4- وجوب حمد الله تعالى وشكره على السراء والضراء.
__________

1 قيل في الإنس والجن: الثقلان لأنهما أثقلا وأتعبا بالتكاليف.
2 الضمير عائد إلى الأرض وإن لم يجر لها ذكر نحو (توارت بالحجاب) . لأن المقام دال عليها.
3 أطلق لفظ الوجه وأريد به ذات الرب تعالى جريا على عرف العرب في كلامهم إذ يطلقون الوجه على الذات والوجه معا، وعنى (فان) أي: صائر إلى الفناء.
4 جائز أن يكون الفناء نعمة لا تدرك فلذا صح إيراد جملة: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) وأي نعمة أعظم من انتهاء هذه الحياة بكل ما فيها للانتقال إلى الحياة الدائمة حيث الخلد والبقاء فهي لأهل السعادة نعمة توجب أعظم الشكر.
5 السؤال: الدعاء فالملائكة يسألونه تعالى أن يغفر للذين آمنوا وهو قولهم {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم، ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم} .
6 التفرغ للأمر: كناية عن الاشتغال به والعناية به دون غيره و (الثقلان) تثنية ثقل، وهل سمي الإنسان ثقلا لأنه محمول على الأرض الصحيح أن الإنسان والجن سميا بالثقلين لإثقالهما بالتكاليف من باب تسمية الشيء بعمله كتسمية العصفور طائر لأنه يطير.
7 المعشر: اسم للجمع الكثير الذي يعد عشرة دون آحاد.

***********************

يتبع

ابوالوليد المسلم 10-08-2022 08:42 PM

رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
 
فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان (37) فبأي آلاء ربكما تكذبان (38) فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان (39) فبأي آلاء ربكما تكذبان (40) يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام (41) فبأي آلاء ربكما تكذبان (42) هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون (43) يطوفون بينها وبين حميم آن (44) فبأي آلاء ربكما تكذبان (45)
شرح الكلمات:
فإذا انشقت السماء: أي انفتحت أبوابا لنزول الملائكة إلى الأرض لتسوق الخلائق إلى المحشر.
فكانت وردة كالدهان: أي السماء محمرة احمرار الأديم أو الفرس الأحمر وذابت فكانت كالدهان في صفائها وذوبانها.
فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان: أي يوم يخرجون من قبورهم لا يسألون عن ذنوبهم لما لهم من علامات كاسوداد الوجوه وبياضها، ويسألون عند الحساب.
يعرف المجرمون بسيماهم: أي سواد الوجوه وزرقة العيون.
فيؤخذ بالنواصي والأقدام: أي تضم ناصية المجرم إلى قدميه ويؤخذ فيلقى في جهنم.
هذه جهنم التي يكذب بها: أي يقال لهم توبيخا وتبكيتا هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون في الدنيا.
المجرمون: أي الذين أجرموا على أنفسهم بالشرك والمعاصي.
يطوفون بينها وبين حميم آن: أي يسعون مترددين بينها وبين ماء حار قد انتهت حرارته إلى حد لا مزيد عليه وهو الحميم الآن يسقونه إذا عطشوا واستغاثوا يطلبون الماء لإرواء غلتهم العطشة.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في عرض أحوال القيامة وأهوال الموقف فقال جل جلاله وعظم سلطانه: {فإذا انشقت السماء} أي تفتحت لنزول الملائكة فكانت أبوابا بعد أن احمرت وتغيرت زرقتها لحمرة كحمرة الأديم الأحمر أو الفرس الأحمر أو الوردة الحمراء كل ذلك صالح لتشبيه لونها به وذابت فكانت كالدهان كما جاء وصفها في سورة المعارج يوم تكون السماء كالمهل. وهو دردي الزيت وعكره. فيومئذ أي1 يوم إذ يقع هذا يعظم الكرب ويشتد البلاء ويخرج الناس من قبورهم لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان أي أنسي ولا جني فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ وقوله تعالى {يعرف2 المجرمون بسيماهم} أي باسوداد وجوههم وزرقة أعينهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام أي فيجمع الملك المكلف الإنس أو الجن المجرم بين ناصيته وقدميه ويأخذه فيرمي به في نار جهنم فبأي آلاء ربكما تكذبان أبنعمة العدالة أم بنعمة إكرام المتقين الصالحين. قولوا لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد.
وقوله تعالى {هذه جهنم} أي يقال لهم توبيخا وتبكيتا هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون على أنفسهم بالشرك والمعاصي في الحياة الدنيا قال تعالى {يطوفون} أي3 يسعون مترددين {بينها وبين حميم4 آن} أي ماء حار اشتدت حرارته فبلغت حدا لا مزيد عليه يسقونه إذا استغاثوا من العطش. فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ إن خزي المجرمين وتعذيبهم نعمة تقربها الفطرة البشرية ولا يقدرها إلا من ذاق طعم الخوف والعذاب الذي ينزله المجرمون بالمتقين فلذا كان تعذيبهم يوم القيامة نعمة، كما أن هذا العرض لأحوال يوم القيامة وأهوالها نعمة إذ عليه آمن المؤمنون واتقى المتقون، فلذا قال تعالى بعد وصف حال أهل النار فبأي آلاء ربكم تكذبان؟ 5
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- بيان الانقلاب الكوني وخراب العالم للقيامة.
2- يبعث الناس من قبورهم ولهم علامات تميزهم فيعرف السعيد والشقي.
3- التنديد بالإجرام وهو الشرك والظلم والمعاصي.
__________

1 جملة: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} جواب الشرط {فإذا انشقت السماء ... } الخ وجملة: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} معترضة بين الشرط والجواب.
2 الجملة مستأنفة استئنافا بيانيا ناشئا عن قوله: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} والسيما: العلامة.
3 المعنى: أنهم يتنقلون بين مكان النار وبين الماء الحار فإذا أصابهم حر النار طلبوا البرد فلاح لهم الماء فأتوه فأصابهم حره فانصرفوا إلى النار وهكذا حالهم تطواف بين النار والحميم.
(آن) اسم فاعل من أنى يأني فهو آن: إذا اشتدت حرارته وبلغت منتهاها في الحر.
5 وجائز أ، يكون تكريرا للتقرير والتوبيخ كنظائره.



ابوالوليد المسلم 10-08-2022 08:43 PM

رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
 


http://majles.alukah.net/imgcache/2018/02/44.jpg
تفسير القرآن الكريم (أيسر التفاسير)
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة الرجمن - (3)
الحلقة (813)

سورة الرحمن
مكية
وآياتها ثمان وسبعون آية

المجلد الخامس (صـــــــ 232الى صــــ 237)

ولمن خاف مقام ربه جنتان (46) فبأي آلاء ربكما تكذبان (47) ذواتا أفنان (48) فبأي آلاء ربكما تكذبان (49) فيهما عينان تجريان (50) فبأي آلاء ربكما تكذبان (51) فيهما من كل فاكهة زوجان (52) فبأي آلاء ربكما تكذبان (53) متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان (54) فبأي آلاء ربكما تكذبان (55) فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان (56) فبأي آلاء ربكما تكذبان (57) كأنهن الياقوت والمرجان (58) فبأي آلاء ربكما تكذبان (59) هل جزاء الإحسان إلا الإحسان (60) فبأي آلاء ربكما تكذبان (61)

شرح الكلمات:
ولمن خاف مقام ربه جنتان: أي ولمن خاف الوقوف بين يدي الله في عرصات القيامة فآمن واتقى جنتان.
ذواتا أفنان: أي أغصان من شأنها أن تورق وتثمر وتمد الظل.
فيهما من كل فاكهة زوجان: أي من كل ما يتفكه به من أنواع الفواكه صنفان.
بطائنها من استبرق: أي بطائن الفرش من استبرق وهو ما غلظ من الديباج والظهائر من السندس وهو مارق من الديباج الذي هو الحرير.
وجنى الجنتين دان: أي وما يجنى من ثمار الجنة دان قريب التناول يناله القائم والقاعد.
فيهن قاصرات الطرف: أي قاصرات النظر بأعينهن على أزواجهن فقط.
لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان: أي لم يفتضهن قبل أزواجهن إنس ولا جان.
كأنهن الياقوت والمرجان: أي كأنهن في جمالهن الياقوت في صفائه والمرجان اللؤلؤ الأبيض.
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان: أي ما جزاء الإحسان بالطاعة إلا الإحسان بالنعيم.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في تعداد النعم وذكر أنواعها فقال تعالى {ولمن خاف مقام ربه1} أي الوقوف بين يديه في ساحة فصل القضاء يوم القيامة فأطاعه بأداء الفرائض واجتناب المحرمات {جنتان2} أي بستانان فبأي آلاء ربكما تكذبان أبإثابة أحدكم الذي إذا هم بالمعصية ذكر قيامه بين يدي ربه فتركها فأثابه الله بجنتين. وقوله ذواتا أفنان هذا وصف للجنتين وصفهما بأنهما ذواتا أفنان جمع فنن لون أفنان ألوان3 ولأشجارها أغصان من شأنها تورق وتثمر وتمد الظلال فبأي آلاء ربكما تكذبان أبهذا النعيم والإثابة للمتقين تكذبان.
وقوله {فيهما عينان تجريان} أي في الجنتين ذواتي الأفنان عينان تجريان بالماء العذب الزلال الصافي خلال تلك القصور والأشجار فبأي آلاء ربكما4 تكذبان يا معشر الجن والإنس أبمثل هذا العطاء والإفضال تكذبان؟ وقول الرحمن فيهما من كل فاكهة زوجان أي في تينك الجنتين من كل فاكهة من الفواكه صنفان فلا يكتفى بصنف واحد إتماما للنعيم والتنعم فبأي آلاء ربكما تكذبان أبمثل هذا الإنعام والإكرام لأهل التقوى تكذبان؟ وقوله ما أوسع رحمته وهو الرحمن {متكئين5} أي حال تنعمهم على فرش على الأرائك بطائن6 تلك الفرش من استبرق وهو الغليظ من الديباج أما الظواهر فهي السندس وهو مارق من الديباج. وقوله {وجنى الجنتين دان} أي وثمارها التي تجنى من أشجارها دانية أي قريبة التناول يتناولها المتقي وهو مضطجع أو قاعد أو قائم، لا شوك فيها ولا بعد لها فبأي آلاء ربكما تكذبان أبمثل هذا الإنعام والإكرام
تكذبان. قول الرحمن: {فيهن قاصرات الطرف7} أي وفي تينك الجنتين نساء من الحور العين {قاصرات الطرف} أي العين على أزواجهن فلا ترى إلا زوجها أي فلا تنظر إلا إلى زوجها وتقول له وعزة ربي وجلاله وجماله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك فالحمد لله الذي جعلك زوجي وجعلني زوجك.
وقوله {لم يطمثهن} أي لم يجامعهن فيفتضهن قبل أزواجهن {إنس ولا جان} أي لم يجامع الإنسية قبل زوجها الإنسي إنسي ولم يجامع الجنية قبل زوجها الجني جان فبأي آلاء ربكم تكذبان أبمثل هذا الإنعام تكذبان؟
وقوله {كأنهن الياقوت} أي في صفائهن {والمرجان} في بياضهن إذ الحوراء منهن يرى مخ ساقا تحت ثيابها كما يرى الخيط أو السلك في داخل الياقوتة لصفائها فبأي آلاء ربكما تكذبان أبمثل هذا العطاء والإنعام تكذبان.
وقوله عظم فضله وجل عطاؤه وهو الرحمن {هل جزاء الأحسان} أي في الإيمان والطاعات من العبادات {إلا الإحسان} 8 إليه بمثل هذا النعيم العظيم الذي ذكر في هذه الآيات. فبأي آلاء ربكما تكذبان يا معشر الإنس والجان فقولا: لا بشيء من آلاء ربنا نكذب فلك الحمد.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- فضل الخوف من الله تعالى وذلك كأن تعرض للعبد المعصية فيتركها خوفا من الله تعالى.
2- فضل نساء أهل الجنة في حبهن لأزواجهن بحيث لا ينظرن إلا إليهم.
3- بيان أن أفضل النساء في الدنيا تلك التي تقصر نظرها على زوجها فتحبه ولا تحب غيره من الرجال.
4- بيان أن الجن المتقين يدخلون الجنة ولهم أزواج كما للإنس سواء بسواء.
5- الإشادة بالإحسان وبيان جزائه والإحسان هو إخلاص العبادة لله والإتيان بها على الوجه الذي شرع أداؤها عليه، مع الإحسان إلى الخلق بكف الأذى عنهم وبذل الفضل لمن احتاجه منهم.
__________

(من) من ألفاظ العموم كالجنس.
2 جنتان تحفان بقصره أو واحدة عن يمين القصر وأخرى عن شماله ولا يعرف مدى سعتهما إلا الله تعالى، وذلك لما ثبت أن أحدهم يعطى مثل الدنيا عشر مرات واللام في (لمن خاف) لام الملك.
3 يطلق الفنن على اللون وعلى الغصن فأفنان الفاكهة: ألوانها المختلفة، وأفنان الشجر أغصانه، قال النابغة:
بكاء حمامة تدعو هديلا
مفجعة على فنن تغني
4 الاستفهام في قوله: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) تكرر بتكرار النعم، وهو للتقرير والتوبيخ والحث على الشكر بالعبادة والتوحيد فيها.
(متكئين) حال من (ولمن خاف مقام ربه) .
6 البطائن: جمع بطانة بكسر الباء مشتقة من البطن خلاف الظهر وضد البطانة الظهارة، فالبطانة: أسفل الثوب والظهارة: ظهره.
7 هؤلاء نسوة الجنة لا أزواج المؤمنين اللائي كن لهم في الدنيا إذ مسهن أزواجهن والزوجة المؤمنة تكون لآخر من تزوجها في الدنيا.
8 جملة: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) تذييل لما قبلها من الجمل المتضمنة إيمان المؤمنين وعملهم الصالح وإحسانهم فيه, والاستفهام للنفي.

******************************

يتبع

ابوالوليد المسلم 10-08-2022 08:43 PM

رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
 
ومن دونهما جنتان (62) فبأي آلاء ربكما تكذبان (63) مدهامتان (64) فبأي آلاء ربكما تكذبان (65) فيهما عينان نضاختان (66) فبأي آلاء ربكما تكذبان (67) فيهما فاكهة ونخل ورمان (68) فبأي آلاء ربكما تكذبان (69) فيهن خيرات حسان (70) فبأي آلاء ربكما تكذبان (71) حور مقصورات في الخيام (72) فبأي آلاء ربكما تكذبان (73) لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان (74) فبأي آلاء ربكما تكذبان (75) متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان (76) فبأي آلاء ربكما تكذبان (77) تبارك اسم ربك ذي الجلال والأكرام (78)
شرح الكلمات:
ومن دونهما جنتان: أي ومن دون تينيك الجنتين جنتان أخريان لمن خاف مقام ربه.
مدهامتان: أي مسودتان من شدة خضرتهما.
فيهما عينان نضاختان: أي فوارتان دائما وأبدا تفوران بالماء العذب الزلال.
فيهن خيرات حسان: أي في الجنات الأربع نساء خيرات الأخلاق حسان الوجوه.
حور: أي أولئك الخيرات حور أي بيض والواحدة حوراء أي بيضاء.
مقصورات في الخيام: أي مستورات محبوسات على أزواجهن في الخيام والخيمة من در مجوف مضافة إلى
القصور, وطول الخيمة الواحدة ستون ميلا.
لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان: أي لم يجامعهن فيفتض بكارتهن قبل أزواجهن في الجنة أحد.
على رفرف خضر: أي على وسائد أو بسط الواحدة رفرفة خضر جمع أخضر.
وعبقري حسان: أي طنافس جمع طنفسة بساط له خمل رقيق أي بسط حسان.
تبارك اسم ربك: أي تقدس وكثرت بركة اسم ربك الرحمن.
ذي الجلال والإكرام أي ذي العظمة والإكرام لأوليائه والإحسان إلى عباده.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في ذكر إنعام الله تعالى وإفضاله على عباده فقال {ومن دونهما جنتان} أي ومن دون تينيك الجنتين جنتان أخريان لمن خاف مقام ربه من السابقين وهاتان لمن خاف مقام ربه من أصحاب اليمين وقد يكون العكس كذلك والله أعلم بأي الجنتين أفضل, الله ارزقنا ما شئت منهما فإنا بعطائك رضوان ولك حامدون شاكرون فبأي آلاء ربكما تكذبان أي بأي إفضال وإنعام تكذبان؟ وقوله تعالى {مدهامتان} 1 مخضرتان إلى حد الاسوداد فإن الأخضر من الأشياء إذا اشتدت خضرته ضرب إلى السواد ويقال فيها مدهامة2 فبأي آلاء ربكما تكذبان أي بأي إنعام تكذبان يا معشر الجن والإنس {فيهما} في الجنتين {عينان نضاختان} أي فوارتان بالماء دائما وأبدا، فبأي آلاء ربكما تكذبان بأي إفضال وإحسان تكذبان وقول الرحمن {فيهما} أي في الجنتين فاكهة ونخل 3 ورمان لفظ الفاكهة قد يعم النخل والرمان ويصبح ذكر النخل والرمان لمزيد فضيلة كذكر الصلاة الوسطى بعد ذكر الصلوات الخمس في قوله {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} {فبأي آلاء ربكما تكذبان} لا بشيء من آلاء ربنا نكذب ربنا فلك الحمد. وقوله تعالى: {فيهن خيرات4 حسان} أي في الجنتين نساءهن خيرات جمع خيرة خيرات الأخلاق حسان الوجوه. فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ أبمثل هذا الإنعام والإكرام على أولياء الرحمن تكذبان؟ {حور مقصورات في5 الخيام} إن أولئك الخيرات حور جمع حوراء وهي البيضاء, والحوراء كذلك من يغلب بياض عينيها سوادهما وهو من جمال النساء محبوسات في الخيام لا ينظرن إلى غير أزواجهن, والخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلا مضافة إلى قصورهم.
وقوله تعالى: {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} أي لم يجامعهن فيفتض بكارتهن إنس ولا جان من قبل أزواجهن في الجنة فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ والجواب: لا بشيء من آلاء ربنا نكذب ربنا فلك الحمد.
وقوله تعالى: {متكئين على رفرف6 خضر وعبقري حسان} أي متكئين على رفرف خضر والرفرف جمع رفرفة أي على وسائد أو بسط خضر,7 وعبقري حسان أي على طنافس8 ذات خمل دقيق. فبأي آلاء ربكما تكذبان بنعم الدنيا أي بنعم البرزخ أم بنعم الآخرة لا بشيء من آلاء ربنا نكذب.
وقوله تعالى: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام} أي تبارك اسم ربك أي تقدس وكثرة بركات اسم ربك الرحمن ذي الجلال أي العظمة والإكرام لأوليائه وصالحي عباده.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- بيان أن نعيم الآخرة أعظم وأجل من نعم الدنيا.
2- فضيلة التمر والرمان فلنبحث منافعهما فإن الحقيقة بنت البحث.
3- فضل المرأة المقصورة في بيتها وذم الولاجة الخارجة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.
4- بيان أن الجن يدخلون الجنة ويسعدون فيها.
5- البركة تنال ببسم الله الرحمن الرحيم.
__________

(مدهامتان) وصف مشتق من الدهمة, بضم الدال وهو لون السواد الناتج عن شدة الخضرة.
2 الاستفهام كسابقه للتقرير والتوبيخ.
3 عطف النخل والرمان على (فاكهة) من باب عطف الجزء على الكل أو الخاص على العام كقوله تعالى: {وملائكته ورسله وجبريل وميكال} .
(خيرات) بسكون الياء جمع خيرة وهو وصف لموصوف محذوف أي: نساء خيرات, والأصل: خيرات بتشديد الياء المكسورة جمع خيرة مؤنث خير وهو المختص بوصف الخير ضد الشر وخفف في الآية طلبا للخفة مع السلامة من اللبس.
5 المقصورات: صفة لموصوف أي: نساء مقصورات والقصور على الخيمة بعد الخروج منها: وصف للترف والنعيم لا تخرج من الخيمة والقصر لغناها بخلاف من تخرج للعمل لحاجتها إلى العمل في البستان أو غيره.
6 الرفرف: اسم جمع رفرفة, وهي ما يبسط على الفراش للنوم عليه, ويغلب عليها اللون الأخضر ولذلك شبه ذو الرمة الرياض بالبسط العبقرية في قوله:
حتى كأن رياض القف ألبسها
من وشي عبقر تجليل وتنجيد
وكانت الثياب الخضر. عزيزة إذ هي لباس الملوك والكبراء. قال النابغة:
يصون أجسادا قديما نعيمها
بخالصة الأردان خضر المناكب
7 العبقري: وصف لكل ما كان فائقا في صفته عزيز الوجود وهو نسبة إلى عبقر اسم بلاد الجن في معتقد العرب فنسبوا إليه كل ما تجاوز العادة في الإتقان والحسن, ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم في رؤياه لعمر: " فلم أر عبقريا يفري فريه".
8 جمع طنفسة وهي البساط ذو الخمل, و (حسان) جمع حسناء, وهو وصف لعبقري لأنه اسم جامع.




الساعة الآن : 01:38 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 171.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 170.81 كيلو بايت... تم توفير 0.50 كيلو بايت...بمعدل (0.29%)]