سَيْفُ مُحَمّد

وَأَنْبُشُ قَبري فأرى..
ظُلمةً ووحشةً
والله أراها ..وربي أراها
والله لستُ واهمًا..
إنِّي أنظرُ اليومَ إلى صدري وأعلمُ أنّه قبري
فإن كان صدري ضيقًا بالوحشة والأنس بالدنيا فوالله كذلك قبري..
وإن كان صدري منطلقًا رطبًا بذكر المولى فهو قبري يبشرني..
في كلِّ يومٍ أنْبشُ قبري وأراه فأقول في نفسي
أيا مجنون ألا تدع عنك المجون؟
فهاهو قبرك أسود، ولعملك يشهد
فأتحرك وأبحث عن نورٍ أضيئ به قبري
وأستضيئ وأستضيئ وأشعر بلذة ما بعدها لذة
ثم أستمع وأنصت وأستجيب لزيفِ الأماني فما إن جلست معه واستمعت له إلا خطفني جواد العمر ومرت الأيام..
في شهوة أغلق بها أبواب النور التي أضاءت قبري
فلا أعلم والله
أأنتظر جمجمة تقوم وتصفعني !
أما أنتظر قبرًا يُطوَى فيه القبر الأول!..
ولا تنفع حينها دموع الاعتذار

سبحان الله! أرى الجرحَ الغائرَ في قبري عفوًا أقصد صدري فتطوق نفسي إليه ولا أردها عنه إلا بمجاهدة كبيرة هذا إن كفت واستجابت!
ثم أنظرُ للدواءِ ،وأشرب منه ثم تقول نفسي كفى من هذا الدواء فلنعد للجرح !!
أرسُمُ بؤسًا فوق قبري وقد هرب مني صبري !
صرخة قلبي من داخل أعماق هذه الوحشة تؤرق مضجعي
وضعف استجابتي لصرخته تورثني الجنون !
إنها نفسي تنادي
يا فتى الأوهام أعيتني القيود
أريد أن أنطلق لسماء الحرية الحقيقية
سماء العبودية !
أيها المغرور أعد لي بسمتي لأرسمها فوق قبري وإلا….!