ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الحوارات والنقاشات العامة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=49)
-   -   المتسولون (صناعة النصب والاحتيال) (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=303268)

ابوالوليد المسلم 15-04-2024 11:47 PM

المتسولون (صناعة النصب والاحتيال)
 
المتسولون (صناعة النصب والاحتيال)


لقد حث الإسلام على الصدقة والإنفاق، ورغب في تفقد أحوال الفقراء والمساكين والمحتاجين والمعوزين، قال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير}، ووعد الله بالأجر الجزيل والثواب الكبير لمن يتصدق.
ومن المعلوم أن المساجد لم تبنَ لاستدرار المال وكسر قلوب المصلين واستعطافهم من أجل البذل والعطاء، بل هي بيوت عبادة ومزارع للآخرة، فلا تصلح مكانا للتسول ولرفع الصوت ولغط الكلام، وأقرب ما تقاس عليه مسألة التسول مسألة نشدان الضالة والجامع بينهما البحث والمطالبة بأمر مادي دنيوي، ففي الحديث الذي أخرجه مسلم: «من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد، فليقل: لا ردها الله عليك؛ فإن المساجد لم تبنَ لهذا».
والمتسولون تراهم في الأسواق، وفي الشوارع، وفي العمل، وعن طريق الهواتف، وقد دخلوا في جميع أبواب الاتصال من التغريدات، والفيس بوك، والإيميلات وغيرها كثير من وسائل الاتصال الحديثة.
والمتسول قد يكون فردا أو عصابات تجلب من الخارج وتدخل عن طريق شخص أو أشخاص، وأذكر أنه كان هناك شخص من جنوب شرق آسيا كل عام يسأل الناس وهو مبتور الساق كما يبدو، فأتساءل: كيف حصل على إقامة دائمة؟! فإذا غفل عنه المراقبون في وزارتي الشؤون والتجارة، فكيف تغفل عنه وزارة الصحة؟!
وهناك تسول وأنت تجلس في المسجد تقرأ القرآن فيأتي أحدهم ويتحدث معك ويقول: سمع لي القرآن، ثم يطلب مسألته!! أو يأتي معلم ويسأل الطلبة وأولياء أمورهم أو زملاءه في العمل وهكذا!!
ورأيت امرأة في أمريكا عن طريق لقطة في الهاتف، هي نصرانية وتلبس حجاب المسلمات وتمثل دور المعاقة ويتعاطف معها الناس، ثم تتبعها الكاميرا لترىأنها معافاة في بدنها وعندها قوت يومها وتركب سيارة فارهة وتلبس لباسهم المعروف، ولكنها تتسول حتى تحصل على سيارة أخرى!!
والذي ضبط في مصر بعد أن كان يسأل الناس أمام إشارة المرور سنوات وإذا به يملك ثلاث عمارات فارهات وغير متزوج، ثم ذهبت العمارات إلى خزينة الدولة!!
وتطالعنا الصحافة بتحقيقات مع أولئك المبتزين من رجال ونساء، ولسان حالهم أنهم يريدون مالا بلا عمل، بل يحصلون على أكثر من أي راتب يمكن أن يحصلوا عليه؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: « إذا لم تستح فاصنع ما شئت».
والأسوأ مما مضى عندما ترى إتقان صناعة النصب والاحتيال بممارسة مهنة الشحاذة وأكل أموال الناس بالباطل، فمنهم من يقوم بتجبيس يده أو رجله أو أي جزء من جسده، ومنهم من يتصنع البلاهة والجنون، ومنهم من يدعي الإصابة بحادث أو موت ولد أو أم أو حصول مرض أو ديون أو أن له أخوه وأخوات ويقوم برعايتهم والإنفاق عليهم، ومنهم من يحسن افتعال البكاء لاستعطاف القلوب.
وكل يوم نسمع ونقرأ عن تطوير أساليب الشحاذة ونهب أموال الناس، ووصل الأمر إلى السحر والشعوذة والتهديد، ومنهم من يجمع لعمليات إرهابية وإلحاق الأذى بالناس، ومنهم من يجمع لرجال الدين أو الأضرحة، فكل هذه من المحرمات التي سيسأل عنها العبد: من أين اكتسبها وفيما أنفقها!
فمن أعان على باطل أو أقر منكرا أو شجع على فساد كهذا فهو يسعى إلى نشر الفساد في الأرض.
بالمقابل نجد أن الفقراء الذي يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف وهم المستحقون لها، لا يحصلون عليها، وفي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المسكين الذي ترده التمرة ولا التمرتان، واللقمة واللقمتان، والأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يسأل الناس شيئاً».
وأخطر ما في الباب حديث: «ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم» رواه الشيخان، وفي صحيح مسلم: «من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر»، وفي الصحيحين أيضاً: «والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره فيتصدق به على الناس، خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله أعطاه أو منعه»، و:«اليد العليا خير من اليد السفلي»، وعلينا أن نبدأ بمن نعول، وقد أخبرنا الرسول[: «ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنيه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر».
وواجبنا أن نتأكد ففي الحديث: «إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال» رواه البخاري ومسلم.
نسأل الله أن يصلح الأحوال.


اعداد: د.بسام خضر الشطي






الساعة الآن : 03:28 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.97 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.16%)]