ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العلمي والثقافي (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=54)
-   -   احترام المعلمين وتقديرهم (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=263115)

ابوالوليد المسلم 29-07-2021 02:29 AM

احترام المعلمين وتقديرهم
 
احترام المعلمين وتقديرهم


بدر بن جزاع بن نايف النماصي



من حق المعلم على المتعلم:
التأدب معه، وشدة الرغبة فيما عنده من العلوم النافعة، وفي الحديث الشريف عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس من أمتي من لم يجِلَّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقَّه))[1].

وقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يعظمون النبي صلى الله عليه وسلم أشد التعظيم، ويحترمونه أشد الاحترام، ويوقرونه أشد التوقير، وهو المعلم الأول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم هم التلامذة الأُول في هذه الأمة، ومن صور هذا الأدب عند أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم:
احترامه صلى الله عليه وسلم وتعظيمه:
قال ابن مفلح المقدسي - رحمه الله -: "وقد تواتر تعظيم الصحابة - رضي الله عنهم - للنبي صلى الله عليه وسلم إلى غاية حتى بهر الأعداء؛ كما في حديث صلح الحديبية وغيره، وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾ [الحجرات: 2].

وقول عمر: "جلسنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة كأنما على رؤوسنا الطير"، "وعن المغيرة بن شعبة قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرعون بابه بالأظافير"؛ رواه البيهقي[2].

توقير الصحابة رضي الله عنهم والتابعين بعدهم للعلماء:
قال ابن مفلح - رحمه الله -: "وقال الشعبي: أخذ ابن عباس بركاب زيد بن ثابت، وقال: هكذا يصنع بالعلماء، وقال أيوب عن مجاهد: إن ابن عمرَ أخذ له بالركاب"[3].

وفي موضع آخر، قال ابن مفلح - رحمه الله -: "وقال عبدالرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد، ومن الجفاء أن يدعو الرجل والده باسمه، وروى البيهقي من طريق سويد عن سعيد عن خالد بن يزيد عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعًا: ((ثلاث من توقير جلال الله: ذو الشيبة في الإسلام، وحامل كتاب الله عز وجل، وحامل العلم من كان صغيرًا أو كبيرًا، خالد ضعفه أحمد وابن معينٍ والأكثرُ"[4].

وذكر ابن مفلح - رحمه الله - عن علماء التابعين - رضي الله عنهم - صورًا فقال: "وأخذ الليث بركاب الزهري، وقال الثوري عن مغيرة: كنا نهاب إبراهيم كما نهاب الأمير، وكذلك أصحاب مالك مع مالك"[5].

وقال الربيع: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر هيبةً له، وقال الشافعي - رضي الله عنه -: إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"[6].

وذكر ابن مفلح - رحمه الله - صورةً من صور توقير المتعلمين للعلماء من السلف الصالح، فقال: "وقد قال الحاكم أيضًا في تاريخه: ثنا أبو نصر أحمد بن محمد، سمعت أبا حامد أحمد بن حمدون القصار يقول: سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبَّل بين عينيه وقال: دعني حتى أقبِّل رجليك يا أستاذ الأُستاذين، وسيد المحدِّثين، وطبيب الحديث في علله"[7].


[1] أحمد، أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني. مسند الإمام أحمد بن حنبل. تحقيق شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبدالله بن عبدالمحسن التركي. مؤسسة الرسالة. ط1. 1421 هـ - 2001 م. حديث عبادة بن الصامت. ج37. ص 416.

[2] المقدسي، محمد بن مفلح. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج1. ص296.

[3] (المرجع السابق): ج1. ص297.


[4] (المرجع السابق): ج1. ص297.

[5] (المرجع السابق): ج1. ص297.

[6] المقدسي، محمد بن مفلح. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج1. ص297.

[7] (المرجع السابق): ج4. ص265.






الساعة الآن : 04:29 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.34 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.99%)]