ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى اللغة العربية و آدابها (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=111)
-   -   فن الكتابة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=283735)

ابوالوليد المسلم 06-10-2022 10:34 PM

فن الكتابة
 
فن الكتابة
عبدالغني حوبة





الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده، وعلى آله وصحبه، وبعدُ:
فقد سألني أحدُهم أن أُعطيَه تجرِبتي في الكتابة، وقد رددتُ عليه مستغربًا ما قاله: غفر الله لك، فأنا مبتدئ، وما زلت في أول الطريق، فليس لي إلا بعض المقالات المنشورة على أعمدة الجرائد أو صفحات الإنترنت، وكتابان قد كنتُ طبعتهما فيما سلف، وكان لكل واحد منهما قصة ومناسبة، ثم إني لا أملك كثيرَ مهارات ولا دراسات إلا رغبتي الجامحة في تدوين بعض الفوائد العلمية التي حوَتْها بطون الأسفار، أو تصوير بعض مشاهد الحياة بمنظار.

أشكرك ابتداءً على أن جعلتَني موضع ثقتك، ثم إن الكتابة كانت ولا تزال وسيلةً من وسائل التواصل بين البشر؛ فبها تُحفَظ العلوم، وتُقيَّد التجارِب، ومِن خلالها نستخرج مكنونات أرواحنا، ونُنفِّس عن أنفسنا المُتْعَبة أو القَلِقة أحيانًا، وبممارستها تزداد المعارف وتظهر الإبداعات، كما هو الشأن في كتابات القصة والرواية والشعر مثلًا.

إن الكتابة - أستاذي الفاضل - علمٌ وفنٌّ في نفس الوقت، فلها قواعدُها العامَّة التي تضبطها شكلًا ومضمونًا، ولها أيضًا فنونها الخاصة التي تُزيِّنها وتُضفِي عليها صبغةً متميزة بما يتأثَّر به الكاتب، وما يسيطر على عقله وعواطفه وجسده.
أظن - ولله العلم - أن الكتابة موهبةٌ قبل أن تكون اكتسابًا، فالكاتب يُولَد بمهاراته قبل أن تكتشف، فيخرج للحياة مستعدًّا بأفكار إبداعية، والبيئة تصقل مهاراته وتنمي ملكاته، أو تَحُدُّ منها وتحاربها، لكن للارتياض والممارسة دورهما في تحسين نوعية الكتابة، فاللغة ستظلُّ بنت الاستعمال، فلا تنقطع عنها ولو للحظة.

أستاذي العزيز:
أودُّ أن أهمس في أذنك قائلًا:
"استعن بالله، واطلب منه التوفيق والسداد؛ فهو خير عون وأفضل نصير، ثم أكثِر مِن الاطِّلاع على كتابات الكبار المرموقين في المجال الذي ترغَب فيه، وبعدها عرَفَت فالزَمْ، اقرَأْ يوميًّا، واكتب يوميًّا، فالديمومة والاستمرار سرُّ النجاح وعنوان الفلاح، حسِّن وطوِّر أسلوبك، نوِّع فيما تكتب، واختَرْ أن تستمرَّ فيما تُجيد وتُتقِن.

أستاذي الكريم:
استثمِر قراءاتك وخبراتك في تدوين كتاباتك، تخيَّل وانظر، واسمع والمس، وأَحِسَّ ثم اكتب، أمسِك قلمك لتخطَّ به الذكر الحسن لك في حياتك وبعد مماتك.
اكتُب ولا تهمش نفسَك، فقد تصير كاتبًا عالَميًّا، وتُقرَأ مقالاتك ويكتب الله لها القَبول.
وسِّع آفاقك، ولا تجعَلْ لفكرك حدودًا ولا قيودًا - طبعًا بما يتوافق وشريعة الإسلام - وقدِّم طرحًا جديدًا في ثوب قشيب وحُلَّة زاهية.


ختامًا:
انطلق أيها الكاتب بكل عزيمة ومضاءٍ، واكتب - يا صاحب الرسالة - لتحيَا أنت فتصلح نفسك، ولتُحيِيَ أقوامًا كانوا في غيِّهم سادرين، وتنير أفهامًا لأناس غافلين، فتُسهِم ولو بكلمة في إصلاح الآخرين، عِشْ مع القراطيس تسمَعْ صريرَ الأقلام، وتنَلْ من العلوم والأفهام.
وصلِّ اللهم وسلِّم على محمد وآله وصحبه أجمعين.



الساعة الآن : 12:35 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.18 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.50%)]